مما تتكون الخطبة المحفلية؟ وما هي أوصاف تلك الخطبة؟ فمن أهم العناصر التي يجب أن تتواجد في الحفلات التكريمية وبعض المناسبات الأخرى هي الخطبة المحفلية، لذلك سنوضح لكم من خلال موقع البلد مما تتكون الخطبة المحفلية.
مما تتكون الخطبة المحفلية؟
أهم ما يتم البدء به في حفلات التكريم والمناسبات المتنوعة هي الخطبة المحفلية، ولكن لا بد من معرفة مما تتكون الخطبة المحفلية حتى تتم صياغتها بأعلى جودة فمن الممكن أن تنهي هذه الخطبة المحفلية إن كانت ركيكة وسيئة، وتتكون الخطبة المحفلية من عدة عناصر سنتناولها في الفقرات التالية:
1ـ مقدمة الخطبة
يجب أن تحتوي مقدمة الخطبة المحفلية على كلمات تجذب مسامع الحضور حتى يكونوا متشوقين لسماع مضمون الخطبة والتي تمهد لها المقدمة الطريق، ويجب أن تتضمن مقدمة الخطبة المحفلية نبذة أو تلميحًا بسيطًا عن موضوع الخطبة المحفلية، ولكن ليس شرحًا كاملًا حتى لا تؤثر على عرض الخطبة.
فيجب الربط بين كل من المقدمة والموضوع حتى لا يلحظ المستمعون فرقًا ما بين المقدمة والعرض بمعنى ألا يظنوا أن المقدمة كانت تتحدث عن موضوعًا آخر، ولابد أن تكون الكلمات جذابة فمن الممكن أن تحتوي على بعض الكلمات المعتادة فعلى سبيل المثال من الممكن وضع السطور القادمة في مقدمة خطبتك المحفلية:
“الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فلا يوجد شيء قبل الله، وآخر فلا يوجد شيء بعده، وظاهر فلا يوجد شيء فوقه، والباطن فلا يوجد شيء دونه، ونشهد أن محمد عبد الله ورسوله، وصفيه من بين خلقه وحبيبه، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فكشف به الله الغمة، فرزقه اللهم الوسيلة والفضيلة، والدرجة العالية الرفيعة، أما بعد”.
حيث تعد المقدمة السابقة من أحد المقدمات الراسخة في الخطب المحفلية في أغلب المناسبات، ولكن لا بد من التكملة بتمهيد عن الموضوع الرئيسي في الخطبة المحفلية حتى يحدث الربط الذي ذكرناه سلفًا.
2ـ عرض الخطبة (الموضوع)
سألقي بمثل لتقريب الصورة ومكانة العرض في الخطبة المحفلية، فإن جاز التعبير وقلنا إن الخطبة المحفلية هي جسر يربط ما بين ضفتي النهر فالمقدمة هي الضفة الأولى والعرض هو الجسر الذي يربط ما بين ضفتي المقدمة والخاتمة، وأما سائق الحافلة الذي يعبر الجسر بالمستمعين هو الخطيب.
فمن المثال السابق تتضح لنا أهمية العرض في الخطبة المحفلية فإن من الواجب أن يتضمن موضوع الخطبة عرضًا وافيًا وشرحًا شافيًا للمستمعين، فمن الواجب أن يتم عرض المعلومة باستفاضة ومراعاة توصيل المعلومة والهدف من الحفل ومن إلقاء هذه الخطبة المحفلية بالتدريج، ويجب مراعاة عدد الكلمات الموجود في العرض خصوصًا أن موضوع الخطبة لا بد أن يحوي بداخله أكبر عدد من الكلمات حتى يتخطى المقدمة والخاتمة.
من الممكن اتباع نهج قص القصص في الخطبة المحفلية فلا يوجد فروقات كثيرة بينهما فالخطبة المحفلية تتكون من مقدمة وموضوع وخاتمة، كذلك القصص تتكون من مقدمة تعمل على تشويق القارئ ثم موضوع القصة، والذي لا يخلوا أيضًا من التشويق الذي يجعل القارئ متحفزًا لسماع الجزء التالي من القصة ومن ثم الوصول للخاتمة التي تلخص ما حدث في القصة، فلا يختلف كثيرًا دور الكاتب عن دور الخطيب الفرق فقط في المتلقي فهذا يسمع والآخر يقرأ.
3ـ خاتمة الخطبة
يجب على الخطيب مراعاة ذكر كل ما تم سرده من نقاط عريضة في الخطبة بطريقة مبسطة في الخاتمة، فيجب ألا يطيل الخاتمة كما لم يطل المقدمة بل فالأصل يجب أن تكون الخاتمة هي أقصر مكونات الخطبة المحفلية، ومن الممكن قول أحد الخواتيم الاعتيادية التي اعتاد الخطباء على قولها في العديد من المحافل والمناسبات وتتمثل في التالي:
“في الختام أود أن أقول لكم إنه نسأل الله التوفيق وإياكم وطاعته ورضوانه، وجعلنا وجعلكم من الذين ذكرهم الرسول – صلى الله عليه وسلم- في حديثه (خير الناس أنفعهم للناس)”.
أوصاف الخطبة المحفلية
بعدما ذكرنا مما تتكون الخطبة المحفلية فالآن يجب علينا معرفة ما هي المواصفات التي يجب أن تتمتع بها الخطبة المحفلية:
- التحدث في موضوع معين: يجب أن تكون الخطبة المحفلية متضمنة لأحد المواضيع الرئيسية التي تكون على صلة بالمناسبة التي ستلقى فيها هذه الخطبة، فمن غير الممكن أن يتم إلقاء خطبة لا يعرف الخطيب ما الذي يريد أن يوصل منها، ولا المستمعين يعرفون بعد الانتهاء من سماع الخطبة ما الذي كانت تقصده هذه الخطبة، فيجب تحديد نقاط معينة والتحدث فيها.
- لا تحيد عن الموضوع الرئيسي: يجب على الخطيب أن يحذر من أن ينجرف بعيدًا عن موضوع الخطبة، ومن الممكن لهذا الشيء أن يحدث من خلال ذكر بعض الأمثلة التي يوضح بها الخطيب بعض النقاط داخل الخطبة المحفلية، ولكن يحيد الخطيب عن هدفه الأساسي من توضيح الموضوع ويذهب للاستفاضة في شرح المثل الذي قام بذكره.
- تجنب التكرار: التكرار يثير الاستنفار من ناحية المستمعين فكثرة التحدث في موضوع لفترة معينة قد تكون مقبولة لفترة ما، ولكن بعد ذلك يجب التغيير وذكر موضوعات أخرى وأمثلة أخرى، فدومًا ما يبحث الناس عن الجديد حتى وإن كان الموضوع قديمًا وتم التحدث فيه العديد من المرات فمن الممكن إعادة صياغته بطريقة جديدة تجعل المستمع ينصت للخطبة، وكأنه يسمع عن موضوع الخطبة لأول مرة بسبب حسن الصياغة والإلقاء.
- ضرب الأمثلة: فهناك الكثير من الموضوعات لا يمكن أن يفهمها أغلب الناس أو حتى الكل فيجب على الخطيب أن يكون حريصًا على توصيل المعلومة لكل الحضور والمستمعين عن طريق الاستدلال بالأمثلة، ويجب أن ينتقي الأمثلة بدقة حتى تكون معبرة بشكل كافٍ عن النقطة المبهمة في الموضوع.
- التحدث مع الحضور: يجب في معظم المواضع في الخطبة أن يستعمل الخطيب أسلوب المخاطبة بالأمر والنهي والاستعجاب وغيرها من الأساليب التي من شأنها أن تجعل المستمعين ينصتوا إليه، وكأن الحديث موجهًا لكل فرد منهم في الخطبة، وهذا الشيء يجعل المعلومة التي تهدف الخطبة في توصيلها أن تصل بكل سلاسة وأريحية.
- عدم الإطالة: يجب مراعاة اختصار الحديث لأن هذه الخطبة في أكثر المحافل والمناسبات ما هي إلا مقدمة تمهد للمناسبة، ويجب أيضًا مراعاة الجمهور والحرص على ألا يملوا من الخطبة.
ما هي صفات الخطيب؟
هناك العديد من الصفات التي يجب أن تتوافر في الخطيب حتى يكون قادرًا على إلقاء الخطبة المحفلية أمام الجمع الذي سيكون حاضرًا في المناسبة، فيجب أن يتوافر فيه الآتي:
- التحكم في الصوت: يجب أن يتمتع الخطيب بالمهارات الصوتية التي تجعله يتمكن من تغيير أسلوب إلقاء الكلمات في الخطبة، فبالطبع لا تستوي طرق إلقاء الكلمات مع بعضها البعض.
- المكانة العالية: يجب أن يتمتع الخطيب بمكانة عالية بين الحضور والمستمعين حتى ينصتوا له باهتمام ولا يغفلوا عن كل كلمة يقولها، وهذا هو الأمر المتبع في العديد من المحافل والمناسبات المختلفة.
- التواصل الاجتماعي: يجب أن يتحلى بعدم الرهبة من مواجهة الناس والقدرة على التواصل معهم بأسلوب يجعلهم منتبهين دومًا من المقدمة مرورًا بالموضوع ووصولًا إلى الخاتمة.
يجب انتقاء الكلمات المناسبة للخطبة المحفلية ومعرفة مما تتكون الخطبة المحفلية، ولكن إن كانت هناك مناسبة تمت دعوتك إليها، وتم تجهيز الخطبة لكن بلا خطيب أتستطيع أن تأخذ هذه الخطوة وتلقي الخطبة أم لا؟