علاقات

كيفية التعامل مع الرجل العصبي

كيفية التعامل مع الرجل العصبي ليست بالأمر الصعب إذا ما عرفنا مفتاح شخصيته، فالرجال أصنافٌ منهم الهادئ ومنهم العصبي ومنهم صاحب خفة الظل ومنهم من يتخذ الهيبة رداءً له، وغير ذلك أنواعٌ كثيرةٌ، وليس في هذا عيبٌ، كما أن الشخص الذي يتعامل مع الرجال لا بد أن يكون عارفًا لطباعهم، محسنٌا التصرف معهم، بل مع أطياف الناس بشتى أخلاقهم.

كيفية التعامل مع الرجل العصبي

إن التعامل مع الرجل العصبي لا تحتاج مجهودًا كثيرًا، فكل إنسان خلقه الله قد تأتي عليه فتراتٌ تزداد فيها عصبيته أو قل إذا شئت تزداد ردة فعله تجاه مواقف تجعله يضيق ذرعًا بها.

والشخص العصبي هو من ترتفع عنده نسبة حنقه على الأشياء، ويتخذ ردود أفعالٍ سريعةً دون التفكير في مشاعر الأشخاص الذين تصدر عنهم أصل الأفعال.

وكما ذكرنا أن الرجل إذا كان عصبيًا فإن ذلك ليس عيبًا فيه أو دليلًا على نقص حلمه أو قلة عقله كما يدّعي بعض السفسطائيين من الناس، كما أن الرجل لو كان هادئًا ولا ينفعل إلا في مراتٍ قلائلَ فلا يظن الناس أن هذا الرجل شخصٌ أفضل من سابقه. وكم لنا من مثلٍ كانوا ولا يزالون هم أحسن الناس وأرفعهم درجاتٍ على وجه البسيطة مذ خلق الله آدم.

إقرأ أيضًا: تصرفات الرجل عندما يحب في علم النفس و30 علامه تدل على أن شخصا ما يحبك

بين الرجال العصبيين والرجال الهادئين

وإن الله -عز وجل- قد خلق الناس مختلفين في طبائعهم وعاداتهم لحكمةٍ في علمه من قبل أن يوجد الناس، فإنه سبحانه جل في علاه قد قال في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)”.

لقد كان سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلًا شديد الطبع، أو بالتعريف الذي يستخدمه الناس في تلك الأيام كان رجلًا عصبيًا، في حين أن سيدنا أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان رجلًا هادئًا متماسكًا رصينًا ولا ينفعل كثيرا.

غير أن التنوع في طباع الرجال ليس موجودًا في الصحابة وحسب، بل إن الأنبياء مختلفون في طبائعهم وهم أسمى رجالٍ قد خلقهم الله -عز وجل- واصطفاهم على من خلق وفضلهم تفضيلًا ورفعهم درجاتٍ؛ فهذا سيدنا موسى – عليه السلام- يغلظ على أخيه هارون -عليه السلام- وكلاهما نبي، ويأخذ بلحيته ورأسه، وقد وكز رجلًا من قبل فقتله، وهذا نبي الله نوحٌ -عليه السلام- يدعو على أمته بعد ما لبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، إذ يقول الله -عز وجل- على لسان نوحٍ: “رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا”.

والشاهد مما سبق أن عصبية الرجل لا تعيبه ولا تعتبر علةً ولا يجوز أن ينفر بعض الناس منهم بحجة أن فلانًا عصبيٌ، حيث أن هذا من سنة الله أن جعل الناس يختلفون في الطبع كما جعلهم يختلفون في الفعل وردود الفعل.

تعامل الرجل العصبي مع زوجته

ويعتبر هذا الموضوع من أهم الموضوعات التي تبحث عنها النساء لعلهن يجدن ما يشفي صدورهن ويهدئ من روعهن عندما يكون الرجل الذي يتعاملن معه عصبيًا وشديد الطبع، لأن هذا من شأنه أن يفرش للمشكلات مسلكًا، والتي لا يأمنها النساء والرجال على حدٍ سواء.

ولعل التعامل مع الرجل بوجهٍ عامٍ من أبسط ما يكون إذ أن الرجل كثيرًا ما يحب الاستقرار، كما أنه يحب كل شيءٍ موجودًا حوله على نمطه الذي تم التخطيط  له، ولتوضيح ما ذكرناه فلنضرب المثال الآتي: هب أن عائلةً صغيرةً من رجل وزوجة قررا أن يشتريا تلفازا جديدًا غير الذي أهلكاه، فإن الرجل يحب أن يكون الشراء وفق الخطة التي تم وضعها من قبل، فلا يقبل بشراء أباجورة بجوار التلفاز مثلًا، أو أن يغير مكان التلفاز الجديد بزعم أن مكان التلفاز الجديد يجب أن يكون جديدًا، على خلاف المرأة التي ترى أن التغيير نوعًا من التجديد، ولا عيب عليها ولا عيب عليه، وإنما كل ما في الأمر أن فسيولوجية تكوين الرجل مختلفةٌ عن نظيرتها الموجودة في المرأة.

إقرأ أيضًا: تفكير الرجل في سن الاربعين ومميزات الأربعين من العمر

كيفية تعامل الزوجة مع الرجل العصبي

يجب على المرأة حتى تتعلم كيفية التعامل مع زوجها إذا كان عصبيًا أن تعرف إجمالًا الحالات التي تجعل زوجها يستشيط غضبًا، أو المرات التي يفر الرجل من أمامها كي يلجأ إلى نفسه أو إلى أصحابه، وهذا الأمر تكتسبه المرأة بما يعرف “بالعشرة” نتيجة المراقبة ومداومة وتكرار الأسباب ومسبباتها.

وإن المرأة حتى تعامل زوجها العصبي عليها أن تكون ذكيةً في تصرفاتها معه، فلا يمكن أن تجد زوجها آتيًا منهكًا متعبًا من أمرٍ ما ثم تحكي له ما يجعل نفسه تفور غضبًا، كما يجب على المرأة أن لا تظهر ثورتها مع ثورته فليس هذا من الحكمة.

كما يجب العلم أن الرجل عند ملاقاته أمرًا لا يحبه فغالبا ما يظهر ذلك؛ لأن الله خلقه واضعًا للقواعد مرتبًا للقوانين كارهًا لمن ينتهك حرمات ما سنَّه من دستورٍ، وبرغم ذلك فإن ثورته الظاهرة لا على الشخص الذي صدرت منه الأفعال في واقع الأمر وإنما كانت ثورته وردود فعله على الفعل ذاته بصرف النظر عمن فعله.

ولذلك فإن وجدت المرأة زوجها قد فل منه الطوق وانسل منه الكلام فإن من اللازم أن تنتقي الكلمات التي تجعله يستريح إليها فيبدأ بالهدوء والانشغال عما أغضبه بالانشغال بما يريحه.

ويجب التنويه إلى أن هناك بعض الكلمات والعبارات التي تجعل من الرجل يتسلط بلسانه ولا تهدأ له هادئةٌ إذا قالتها المرأة حتى ولو كانت بغرض التخفيف عنه، ومن بين تلك العبارات قولها: “اهدأ أو هذا خطرٌ عليك أو لماذا أنت عصبيٌ أو أن تقول له لماذا كل هذه العصبية؟” لأن ذاك ما يعمل على زيادة العصبية ولا تأتي تلك العبارات بنتائجها الحسنة التي تريدها المرأة إلا إذا كانت تتعمد مشاكسته.

التعامل مع الزوج العصبي بعد نوبات الغضب

من الضروري أن نتعلم كيفية التعامل مع الرجل بعد أن تنتهي حالة الغضب التي كانت تسيطر عليه؛ فبعد أن ينتهي غضبه وتهدأ ثورته وتسكن تقاسيم وجهه من الواجب على المرأة أن تحتوي زوجها وأن لا تصر على رأيها فإن ذلك من البلاهة والتي تقع فيها نسوةٌ كثر؛ بل يجب على المرأة أن تحكي مع زوجها وتناقشه بهدوء على أن يكون الأمر فيه عطاءٌ وأخذٌ لا أخذ فقط ولا أخذ ثم عطاء، كما أنه يجب على المرأة أن تجعل زوجها يؤمن بحرصها عليه، بالإضافة إلى أنها عليها أن تجعل الرجل يشعر بأنها وسيلة الهدوء والسكينة  في البيت؛ فإن من حسنات ذلك أنه سيكون زوجًا ترتضينه دائمًا أبدًا.

وتعتبر مسألة التعامل مع الرجل العصبي قديمةً جدًا، فما من أمةٍ أتت إلا وقومها يهتمون بنفس القضية، ولعل في وصية أمامة بنت الحارث العربية الجاهلية لابنتها خير دليلٍ على ذلك إذ وصتها قبل أن تذهب إلى بيت زوجها عددًا من الوصايا لو عملت الفتيات بها لكان خيرًا لهن ولأصبح الرجل بحد قولها عبدًا وشيكًا بعد أن تكون له زوجه وأمة ومطيعةً.

إقرأ أيضًا: عيوب برج الثور الرجل ومميزاته وأسراره وكيف تثيرين رجل برج الثور ؟

وصية أمامة بنت الحارث لابنتها في معاملة زوجها

قالت أمامة بنت الحارث إلى ابنتها ناصحة إياها في ليلة زفافها بنصائح جميلة تعمر البيت الجديد الذي سوف تذهب إليه: “أيْ بُنيَّةُ إنَّ الوصيَّة لو تُرِكت لِفَضل أدبٍ تُرِكتْ لذلك منكِ، ولكنَّها تذكرةٌ للغافل، ومعونةٌ للعاقل، ولو أنَّ امرأةً استغنت عن الزوج لغِنى أبويها وشدَّة حاجتهما إليها كنتِ أغنى الناسِ عنه، ولكنَّ النساء للرجال خُلِقْنَ، ولهنَّ خُلِق الرجال، أيْ بُنَيَّةُ إنكِ فارقتِ الجوَّ الذي منه خرجتِ، وخلَّفتِ العُشَّ الذي فيه درَجتِ، إلى وَكْرٍ لم تعرفيه، وقرينٍ لم تألفيه، فأصبَحَ بملكه عليكِ رقيبًا ومليكًا، فكوني له أَمَةً يكنْ لكِ عبدًا وشيكًا، يا بُنَيَّةُ احْمِلي عنِّي عشرَ خِصالٍ يَكُنَّ لكِ ذخْرًا وذِكرًا: الصحبةَ بالقناعة، والمعاشرةَ بِحُسن السمع والطاعة، والتعهُّدَ لموقع عينيه، والتفقُّدَ لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منكِ على قبيحٍ، ولا يشُمَّ منكِ إلَّا أطيبَ ريحٍ، والكحلُ أحسن الحُسن، والماء أطيب الطيب المفقود، والتعهُّدَ لوقت طعامه، والهدوءَ عنه حين منامه، فإنَّ حرارة الجوع ملهبةٌ، وتنغيص النوم مبغضةٌ، والاحتفاظَ ببيته وماله، والإرعاءَ على نفسه وحَشَمه وعياله، فإنَّ الاحتفاظ بالمال حُسْنُ التقدير، والإرعاءَ (الإبقاء) على العيال والحَشَم حسنُ التدبير، ولا تفشي له سرًّا، ولا تعصي له أمرًا، فإنكِ إن أفشيتِ سرَّه لم تأمني غَدْرَه، وإن عصيتِ أَمْرَه أَوْغَرْتِ صدرَه، ثمَّ اتَّقي مع ذلك الفرح إن كان تَرِحًا، والاكتئابَ عنده إن كان فَرِحًا، فإنَّ الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشدَّ ما تكونين له إعظامًا، يكنْ أشدَّ ما يكون لكِ إكرامًا، وأشدَّ ما تكونين له موافقةً أطولَ ما تكونين له مرافقةً، واعلمي أنكِ لا تَصِلِين إلى ما تُحبِّين حتى تُؤْثِرِي رِضاه على رِضاكِ، وهواه على هواكِ، فيما أحببتِ وكرِهتِ واللهُ يضع لك الخير واستودعك الله”

تعد هذه الوصية صالحة لكل زمان أو مكان، كما انها منهجًا إن سارت عليه النساء لعاشوا في سعادة وهناء وقلت حالات الطلاق والتي زادت وبكثرة في فترتنا الأخيرة

وبذلك نكون قد انتهينا من موضوع كيفية التعامل مع الرجل العصبي وكيفية التعامل معه بعد نوبات الغضب التي تعتريه، ونسأل الله العلي القدير أن ينفعنا وإياكم بما علمنا إنه نعم المولى وإنه نعم النافع والنصير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى