هل مريض الفصام يعيش طويلًا؟ وهل يُشفى مع مرور الوقت؟ الفصام هو مرض عقلي أو ذهني يصاب به الشخص، وتختلف حالاته وحدته لأسباب كثيرة، وهذا المرض يؤدي إلى حدوث تغير غير طبيعي في سلوك الفرد الاجتماعي، فقد تجده يتصرف تصرفات غريبة، وقد يضطرب فكره وتقل مشاركته الاجتماعية، والبُعد عن العاطفة والكثير من الأعراض، ولكن هل مريض الفصام يعيش طويلًا؟ هذا ما سنعرفه من خلال موقع البلد.
هل مريض الفصام يعيش طويلًا
الفصام هو اضطراب نفسي سلوكي يصاب به الفرد، حيث يفشل في العيش داخل الواقع وتمييزه ويعيش داخل هلاوس وتهيئات داخل رأسه، ويقوم الطبيب بتشخيص المرض وفقًا للسلوك الذي يصدر من المريض.
يرى الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي أن مرض الفصام إذا رافق شخصًا لمدة تزيد عن عشرين عامًا فلا علاج لحالته، وذلك لأنه إذا ظل عشر أعوام مريضًا فلا يمكن الجزم بتحسن حالته أو بسوئها.
يمكن أن تتحسن حالة مريض الفصام مع مرور الوقت من خلال العلاج وذلك وفقًا لنوع المرض وشدته، والسؤال الذي يراود البعض هو هل مريض الفصام يعيش طويلًا؟ وكم سنة يعيش؟ الإجابة على ذلك لا يمكن تحديدها فمريض الفصام يمكن له أن يعيش كما يعيش الإنسان السليم ولا شك في ذلك، فالله وحده الذي يتوفى الأنفس.
لكن هناك نقطة مهمة قد تكون سببًا في موت مريض الفصام باكرًا، وهو الإهمال في تناول العلاج وإهمال الصحة أو الإفراط في تناول الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الوزن، وإصابة الجسم بالأمراض، ومرضى الفصام الذين تتجه ميولهم إلى التدخين يجعلهم يصابون بمشكلات صحية كبيرة فقد يصابون بمرض السكري.
أو ارتفاع مستوى الكوليسترول أو الإصابة بالأمراض القلبية، فجميع تلك الأسباب قد تُعجِل بموت مريض الفصام بسبب تدهور صحته، هناك الكثير من الأدوية والعلاجات التي يشير إليها الأطباء ليستخدمها مرضى الفصام.
أفضل طرق علاج الفصام
تتم معالجة مرضى الفصام بطرق مختلفة وهذه الطرق تستخدم لضبط سلوكه، وتقويمه من البداية، وسنتعرف عليها في سياق موضوع هل مريض الفصام يعيش طويلًا؟ فيما يلي:
1- العلاج باستخدام الأدوية
تساهم الأدوية بقدر كبير في علاج مرض الفصام، ولكن تعد الأدوية علاجًا طويل الأمد فقد يستمر المريض في تناولها مدة كبيرة من عُمره، والأدوية تساعد المريض على الآتي:
- تخلصه من الهلاوس التي تدور في عقله.
- كذلك تخلصه من الهلاوس السمعية، والأصوات الغريبة التي تراوده كثيرًا.
- استعادته لذهنه أثناء تحدثه مع الآخرين.
2- العلاج النفسي
يساعد العلاج النفسي على تخلص المريض من مخاوفه، وعدم تقبله في العيش مع الآخرين، فهو يساعد على تنمية قدرته للتعامل مع الآخرين، وسيطرته على سلوكه، وتحكمه في تعصبه، ومواجهة الضغط الذي يحيط به.
3- إعادة التأهيل المهني
إعادة التأهيل المهني ضرورية في علاج مرضى الفصام فهو يساعد على تحسين سلوك المريض مع الناس، واكتسابه المهارات اللازمة التي تساعد على نجاح علاقاته الاجتماعية، وتنظيم أعمالُه.
أهم علامات الشفاء من الفصام
هناك علامات تدل على شفاء مريض الفصام وتكون واضحة للطبيب الذي يُباشر معالجة مريض الفصام، وسوف نتعرف على تلك العلامات في إطار موضوع هل مريض الفصام يعيش وطويلًا؟ فيما يلي:
- قدرة المريض في السيطرة على الأوهام والأصوات الغريبة التي يسمعها.
- تحسُن قدرة المريض في التواصل مع الأشخاص، والمحيطين به مثل عائلته.
- قدرته في الاعتناء بنفسه وبمظهره الشخصي، واِهتمامه بالتواصل مع الآخرين.
- سرعة استجابته للمهام، واِكتساب المهارات الجديدة في فترة قصيرة، وقدرته على التحكم والسيطرة على نفسه.
- قدرته على مقاومة أفكاره الغير منطقية التي تسيطر عليه وسهولة التحكم بها.
- تحسُن سلوكه ومعاملته مع الآخرين، فيمكنه أن يسيطر على غضبه وعلى الأوهام والأفكار التي تراوده.
- سرعة تأقلُمه مع الأشخاص الجدد ومصادقتهم.
ما هي مدة علاج مرض الفصام
لا توجد مدة محددة لعلاج مرضى الفصام، لأن هذه المدة تختلف من شخص إلى آخر وفقًا لحالته الصحية، وشدة المرض لديه، والأعراض التي يعاني منها، ويمكن للمريض أن يتناول الأدوية العلاجية لمدة تتراوح من سنة إلى سنتين وفقًا لحالته النفسية، وقد تظل الجلسات النفسية، وجلسات إعادة التأهيل مدة طويلة على أن يتعافى المريض.
خرافات تحيط بمرضى اِنفصام الشخصية
هناك بعض الخرافات الكاذبة التي ظهرت عن مرضى الفصام وهي غير صحيحة، وسوف نعرضها لكم ضمن موضوع هل مريض الفصام يعيش طويلًا؟ فيما يلي:
1- مريض الفصام يعاني من انفصام الشخصية
من أكثر الخرافات الشائعة بين الناس هو أن المصابين بالفصام يعانون من وجود شخصيتين مختلفتين داخلهم، وقد جاء هذا المصطلح من معنى الفصام باللغة الإنجليزية وهي (Schizo = منقسم، phrenia = نفس) وقد تم استعمال مصطلح انقسام الشخصية لأجل هذا.
الأشخاص المصابين بالفصام يكون لهم شخصية واحدة وليس شخصيتين كما يزعم البعض، ومرض الفصام هو مرض مزمن يصيب 1% من فئات المجتمع رجالًا ونساءً، ويؤثر في سلوك الفرد وعيشه في واقع افتراضي غير الذي نعيشه، ويتم علاجهم من خلال مؤسسات الصحة واستخدام العلاج النفسي ودورات إعادة التأهيل.
2- الانتحار هو المسبب لوفاة مرضى اِنفصام الشخصية
بسبب ما يمر به مريض الفصام من مشكلات نفسية وعصبية فيدفع نفسه إلى الانتحار في أغلب الأحيان، ولكن هذا ليس سببًا رئيسيًا في وفاة المريض، فهناك مرضى يظلون على قيد الحياة ويشفون من الفصام أيضًا، وتتمثل الأسباب التي قد تؤدي إلى وفاة المريض بالفصام فيما يلي:
- الإصابة بمشكلات جسدية، ونفسية كبيرة.
- معاناته من أعراض جانبية إضافية بسبب الأدوية المُستخدمة فهي تؤدي إلى اِرتفاع ضغط الدم، والإصابة أحيانًا بمرض السكري.
3- معظم مرضى الفصام مصدر للخطر والأذى
من الأفكار الخاطئة عند البعض أن يظنوا أن مريض الفصام خطير ويسبب الأذى لِمن حوله، وهذا غير صحيح، فقد يبتعد الناس عن مريض الفصام بسبب مظهره الخارجي يشير إلى الخطر، ولكن مرضى الفصام يحاولون تجنب المجتمع قدر الإمكان وذلك لانعدام الحافز لديهم في المشاركة المجتمعية، وخوفهم من التحدث إلى الآخرين.
4 – مرض الفصام أكثر انتشارًا بين الذكور
يظن البعض أن مرض الفصام يصيب الرجال بنسبة كبيرة عن النساء، وفي الواقع هذه الحسبة خاطئة فوفقًا للإحصائيات فإن مرض الفصام يصيب الرجال بنفس النسبة التي يُصاب بها النساء.
5- لمرضى الانفصام مظهر مهمل وسلوك غريب
تختلف هذه الرؤية من مريض إلى آخر فهناك الكثير من مرضى الفصام يحرصون على أن يكونوا في أحسن مظهر تمامًا مثل الأشخاص العاديين، ويمكنهم أيضًا التعامل مع جميع الأشخاص دون خوف أو قلق، لكن هؤلاء الأشخاص يكونوا حريصين على تناول علاجاتهم، وأدويتهم بانتظام.
أما المرضى الذين لا يسيرون وفق علاج محدد ولا يحصلون على الأدوية اللازمة فتجدهُم لا يهتمون بمظهرهم أمام الناس وفي أغلب الأحيان تكون تصرفاتهم مريبة، ولا يتحدثون إلى أحد في المجتمع.
6- مريض الفصام الذي يتناول الأدوية عاجز عن قيادة حياة طبيعية
من أكثر الجمل خطئًا عن مرضى الفصام، فالعكس صحيح لأن المرضى الذين يتناولون أدويتهم بانتظام يكونوا قادرين على العيش حياة طبيعية تمامًا كالأشخاص العاديين، حيث يجعلهم العلاج قادرين على التخلص من عدة أمور وهي:
- الأفكار الكاذبة الغير واقعية، والتخلص من الأصوات الغريبة.
- التخلص من كل ما يُسبب انعدام الحافز والمشاركة الاجتماعية وكسب الأصدقاء.
- كذلك التخلُص من التلعثم في الكلام والتحدث بشكل صحيح مع الناس.
- التخلص من عدم الرغبة في الدخول إلى مشاريع والمشاركات المجتمعية.
- تخلصه من المشكلات التي تعوقه عن القيادة.
هناك الكثير من الأفكار الشائعة حول مرضى الفصام وهذه الأفكار معظمها خاطئة، فمرض الفصام تختلف حدته من شخص إلى آخر، ويتبع ذلك اختلاف تصرفات كل مريض.