ماذا مكتوب على خاتم سليمان؟ وهل خاتم سليمان موجود فعلًا؟ إن خاتم سيدنا سليمان عليه السلام يعد من أكبر الأساطير التي تم اختراعها من وحي خيال اليهود، ولكن هل قصة خاتم سليمان كلها أسطورة؟ وهل هناك جوانب صحيحة فيما وُرِد عن هذا الخاتم؟ سنقوم عبر موقع النيل بذكر قصة خاتم سليمان بشيء من الاختصار والإجابة على كل الأسئلة المُسبقة بشكل مفصل.
ماذا مكتوب على خاتم سليمان؟
يتردد هذا السؤال على أذهان الكثير من الأشخاص، ويقال إن خاتم سيدنا سليمان عليه السلام كُتب عليه اسم الله الأعظم بالإضافة إلى أن هذا الاسم كتب على قلب سيدنا آدم عند خلقه وتلك هي أكثر الأقاويل صحة عن المكتوب على خاتم سيدنا سليمان.
قيل إن خاتم سليمان دُوِن عليه عدة طلاسم وتعاويذ وأن تلك التعاويذ كانت تُستخدم لتسخير الأشياء ولقضاء الحاجة ويستخدم لزيادة الرزق، كما قيل إن الطلاسم التي كُتِبت على خاتم سليمان تستخدم في سحر الناس أو في إبطال السحر وأنه يجب على من يلبس هذا الخاتم ألا يقرأ تلك الطلاسم وأن يتعامل معها بحذر شديد.
سيدنا سليمان هو أحد الأنبياء الذي أعطاهم الله مُلك الأرض وما عليها كما أنه بعث لبني إسرائيل مما يبرر لنا التشويه الذي حدث في قصته مثله كمثل باقي أنبياء بني إسرائيل سيدنا موسى، وسيدنا داوود، وغيرهم من الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والتسليم، والذين تم الافتراء عليهم من الأمة الذين بعثوا فيها.
لكننا نؤكد بأن أقاويل الطلاسم والتعاويذ ما هي إلا افتراءات اليهود واختراعاتهم وأن تداول مثل هذه الخرافات ونشرها على أنها أقاويل صحيحة يُعد من الشرك بالله ويُعد من الكفر والعياذ بالله.
خاتم سليمان حقيقة أم أسطورة؟
في سياق الإجابة على سؤال ماذا مكتوب على خاتم سليمان؟ يخطر على بالنا سؤال آخر وهو هل هناك خاتم يدعى بخاتم سليمان؟ فلا يعلم الكثير من الأشخاص القصة الحقيقية لخاتم سيدنا سليمان حيث إن اليهود اخترعوا حكايات وأساطير وتوارثوها فيما بينهم، وكل جيل يضيف فيها أكثر من الجيل الذي يسبقه حتى وصلت لنا في هذا العصر قصة كاملة من وحي خيال الأجيال السابقة، وهو ما سنذكره فيما يلي:
أولًا: قصة خاتم سليمان حسب أقوال اليهود
قالوا اليهود أن الله عز وجل قد أعطى نبيه سليمان الخاتم المذكور ليتمكن من حكم الشياطين والجن، وأمره بألا ينزع الخاتم من أصابعه ففعل وكان دائمًا يرتدي الخاتم في يده على الرغم من المحاولات المتكررة من الشيطان لسرقة الخاتم.
في يومٍ من الأيام نزع سليمان الخاتم من أجل الدخول للخلاء وأعطاه لزوجته حينها وجد الشيطان فرصته لأخذ الخاتم وذهب لزوجة نبي الله سليمان، وقام ببعض الخدع حتى تمكن من أخذ الخاتم منها، ثم أخبرت زوجها حين خروجه بما فعله الشيطان وبأنه أخذ الخاتم.
يقول اليهود أن خاتم سليمان أعطى الشيطان القدرة على التحكم بشكل كامل على القصر حتى أنه قام بإخراج سيدنا سليمان وزوجته منه، لكن الله قد شاء بأن يجعل الشيطان يُضيع الخاتم وقيل إنه أوقعه في البحر بالخطأ ولم يتمكن من الوصول له مجددًا.
كما شاء الله أن يعمل سيدنا سليمان عليه السلام في الصيد بعد طرده من القصر ثم في يومٍ من الأيام يقوم بصيد سمكة كبيرة ويعطيها لزوجته لتطبخها، بينما تقوم الزوجة بتنظيف بطن السمكة تجد بداخلها الخاتم ثم تعطيه لزوجها ويرتديه ثم يعود له حكمه وعادا إلى القصر.
ثانيًا: قصة الخاتم كما ذكرتها الكتب السماوية
ما قاله بني إسرائيل ونقلوه بين الأجيال المختلفة ما هو إلا أساطير وحكايات من وحي خيالهم ولا أساس لها من الصحة، وأن تلك القصة كغيرها من القصص التي اِخترعوها اليهود على أنبيائهم ليشوهوا بها التاريخ ويجعلوه يسير في صالحهم حتى يوم القيامة.
أما القصة الحقيقية لخاتم سليمان كما ذُكِرت في الكتب السماوية أن هذا الخاتم كان يمنح سيدنا سليمان عليه السلام الكثير من الأمور التي يريدها وأنه حمل الأسرار التي كان يخفيها، كما أن هذا الخاتم كُتب عليه اسم الله الأعظم وهذا يعطينا الإجابة اللازمة لسؤال ماذا مكتوب على خاتم سليمان؟
لم يسخر الخاتم لسيدنا سليمان رغباته إلا بإذن الله فكان النبي الكريم يقرأ اسم الله المكتوب على الخاتم بينما يقوم بالدعاء وتلك من أكثر الطرق التي تجعل دعاء الإنسان مستجاب والله عز وجل يسمع دعاء من دعاه ويستجيب لِمن يشاء.
بالإضافة إلى أن الله لا يحتاج أن يعطي سيدنا سليمان الخاتم ليتمكن من تسخير الأمور بل إنه عز وجل منحه قدرة تسخير الأرض والرياح وجميع المخلوقات وجعله ملكًا يحكم الأرض وجميع المخلوقات التي تعيش عليها، أما الخاتم من قادر على منح التسخير أو نزعه ولم يذكر في الإسلام أي قصص واضحة عن قصة خاتم سيدنا سليمان.
خاتم سليمان في الأحاديث الشريفة
بعد الإجابة عن سؤال ماذا مكتوب على خاتم سليمان؟ يمكن أن نذكر أحد الأحاديث الشريفة التي ذكرت خاتم سليمان والتي اختلف عن صحتها العلماء والتابعين، ومنها ما رواه ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“خْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَعَصَا مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ – عَلَيْهِمَا السَّلَامُ – فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا، وَتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتِمِ، حَتَّى أَنَّ أَهْلَ الْحِوَاءِ لَيَجْتَمِعُونَ، فَيَقُولُ: هَذَا يَا مُؤْمِنُ، وَيَقُولُ هَذَا: يَا كَافِرُ” وقال الألباني عن الحديث ضعيف.
كما ذُكر الحديث في سنن الترمذي بطريقة أخرى، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسَى، فَتَجْلُو وَجْهَ المُؤْمِنِ، وَتَخْتِمُ أَنْفَ الكَافِرِ بِالخَاتَمِ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الخُوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُ: هَذَا يَا كَافِرُ، وَهَذَا يَا مُؤْمِنُ”، قال الترمذي الحديث حسن وقال الألباني ضعيف.
حسب أقوال علماء السنة أنه لا يوجد حديث شريف متفق عليه بسندٍ صحيح يذكر خاتم سليمان ولم يذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية أي قصص تشير إلى وجود خاتم سليمان بعد هذا العصر، ولا يوجد قصص في الدين الإسلامي تثبت أي قدرات غريبة لهذا الخاتم كما زعم اليهود.
يجب على المسلمين ألا يُصدقوا ما يتردد عن أنبيائهم دون العودة إلى الكتاب والسنة حيث إنهما الأصل في ذكر قصص الأنبياء بشكلٍ صحيح وليس الأقاويل التي يرددها أهل الديانات الأخرى.
