علاقات

كيفية التعامل مع كبار السن نفسيا

تعلم كيفية التعامل مع كبار السن نفسيا يساهم في برهم، حيث إن الشخص عندما يكبر في العُمر يفقد قدرته على التأقلم والتصرف في العديد من الأمور التي كان معتاد عليها؛ مما يؤدي إلى الشعور بحالة سيئة تؤثر عليه، ومعاملة المُحيطين به لها تأثير في هذا أيضًا؛ لذلك من المهم معرفة كيفية التعامل معه كيلا تؤذيه، وهذا ما نتناوله عبر موقعنا البلد.

كيفية التعامل مع كبار السن نفسيا

يُعد الشخص مسننًا عندما يتجاوز الـ 60 عامًا، ويصير شخصًا غير قادر على فعل الكثير من الأعمال الروتينية اليومية التي كان معتاد عليها، وهذا الأمر يؤثر عليه ويجعله في حالة من الغضب والتوتر المستمر؛ لذلك يكون بحاجة إلى رعاية نفسية وصحية أيضًا في هذه المرحلة من عُمره، لهذا تعلم كيفية التعامل مع كبار السن نفسيا فيما يلي:

1- التعامل بالصبر والرحمة

من المهم أن يحرص كل شخص وهو يتعامل مع كبار السن أن يحترمهم، ويتعامل بمنتهى الصبر والرحمة معهم أيضًا، حيث إن بعض المُسنين يكون غضبهم غير محتمل ويمكن أن يفقد الإنسان صبره عليه ويعامله بشكل سيئ، لذلك من المهم التحلي بالصبر وعدم معاملته بقسوة حين:

  • كثرة نسيانهم.
  • الإصابة ببطء في الحركة.
  • إحساسهم باللامبالاة.

2- طرح الأسئلة بدلًا من وضع الافتراضات

عند الرغبة في الاطلاع على كيفية التعامل مع كبار السن نفسيا فلا بد من اتباع أسلوب طرح الأسئلة وليس بناء الافتراضات معهم، فعلى سبيل المثال “سأقوم بإطفاء النور نيابة عنك” بل يجب أولًا التأكد من أنه يُريد فعل هذا، وذلك من خلال سؤال “هل ترغب في إطفاء النور؟”.

حيث إن كبار السن يكونون بحاجة إلى السؤال عما يحتاجون وليس فعل أي شيء دون أخذ رأيهم فيه؛ وذلك بهدف أهميته بالشعور أنه قادر على التصرف مثل السابق بشكل اعتيادي وأنه لا يوجد من يتحكم في تصرفاته وكأنه طفل ما زال صغيرًا.

3- طرح مجموعة من الخيارات على المسن

من الأفضل أن يقوم الإنسان بإشعار المسن أنه مُستقل ويتمكن من القيام بكل شيء وأنه هو فقط المتحكم في حياته وليس هناك أي تسلط من أي شخص آخر، وهذا يتم عن طريق تقديم مجموعة من الخيارات التي يختار منها المسن ما يشاء مثل: (أنواع الطعام – المشروب الذي يرغب في شربه).

4- استعمال كلمة نحن بدلًا من أنت

في الغالب معظم المسنين لا يستجيبون إذا قام الآخرين بالتحدث معهم بصيغة الأمر؛ لهذا يجب على كل فرد يتعامل مع شخص مسن أن يحاول استعمال الكلمات العادية التي لا تحتوي على أي لهجة أمر، فعلى سبيل المثال: (سيكون من الممتع أن نقوم بالتنزه قليلًا في الخارج، فنحن بحاجة إلى هواء نقي ونظيف) بدلًا من (يجب عليك الخروج من الغرفة قليلًا).

تغيرات تحدث في حياة كبار السن

لكي تتعلم كيفية التعامل مع كبار السن نفسيا فمن الجدير بالذكر الإلمام بأن هناك مجموعة من التغيرات التي تحدث في حياة المسنين، فهي ما تساعدك على فهمه أكثر والتعامل بما يحتاج:

1- التغيرات الجسدية

عندما يكبر الإنسان في العُمر تطرأ عليه عدة تغيرات فسيولوجية، وقد تصل في آخر مراحلها إلى المعاناة من الضعف الجسدي، حيث إن عضلات الجسم تلين بشكل كبير والأعصاب أيضًا؛ لذلك يكون المسنين بحاجة إلى المساعدة في القيام بأعمالهم اليومية من قِبل الآخرين.

2- التغيرات الغذائية

من أبرز الأمور التي يجب وضعها في عين الاعتبار هي أن كبار السن لم يعد لديهم القدرة على تناول جميع أنواع الغذاء مثل السابق، خصوصًا إذا كانوا يعانون من بعض الأمراض؛ لذلك يجب معرفة أن هناك مجموعة من الأطعمة لا بد من إيقافها.

بالإضافة إلى أهمية التركيز على أنواع الطعام والغذاء الذي يحتوي على الفيتامينات التي يحتاجها جسمهم في هذه المرحلة ليتمكن من القيام ببعض الأعمال والتحرك، واختيار المواد الغذائية التي تكون سهلة البلع والهضم.

3- التغيرات النفسية

من ضمن التغيرات التي تحدث في المرحلة الأخيرة من عُمر الإنسان هي التغيرات نفسية تحدث أيضًا، حيث إنهم يجدون أنفسهم يعيشون تحت ضغوط نفسية ضخمة، وذلك يعود إلى أنهم يشعرون بالضعف، والحاجة إلى عون ومساعدة الآخرين لفعل أي شيء؛ لذلك يجب تعلم كيفية التعامل مع كبار السن نفسيا بشكل صحيح وعلى أساس الواجب وليس الإحسان إليه.

علاوة على ذلك فإنه من الضروري إقناعهم بأن هذه سنة الحياة وأن كل صغير سيأتي عليه وقت ويكبر ويصل إلى هذه المرحلة، ويكون بحاجة إلى من يساعده، وأن المسن ليس بمفرده بل يوجد مثله الكثير حول أنحاء العالم وهذا الأمر طبيعي للغاية؛ وذلك حتى لا تتأثر نفسيته بشكل سيئ.

4- التغيرات الصحية

إن الاطلاع على التغيرات الصحية تساعد بشكل كبير على توجيه الأشخاص الذين يقومون برعاية المسنين إلى أن ضعف أجسام كبار السن تُقلل من إمكانيته على مقاومة العديد من الأمراض؛ لهذا من الضروري معرفة الأمراض التي يعاني منها كل مسن أولًا.

بعد ذلك يتم تهيئة بيئة صحية ومناسبة له حتى تقل احتمالية الإصابة بأي مرض مُحتمل، كما أن تواصل المسن مع أصدقائه أو عائلته بشكل جيد يساعده على استعادة ثقته بنفسه مرة أخرى، وأنه ليس مختلفًا عنهم بل الذي تغير هو السن الموجود في البطاقة فقط.

أهمية رعاية المسنين صحيًا ونفسيًا

بعد الاطلاع على كيفية التعامل مع كبار السن نفسيا بشكل صحيح، فتجدر الإشارة إلى أن هناك عدة أسباب تجعلنا نهتم بالمسنين ونرعاهم فيما تبقى من عُمرهم، ومساعدتهم في تخطي جميع المشكلات والعقبات التي تواجههم في هذه المرحلة الحساسة من العُمر، وتكمن فيما يلي:

  • أمرنا المولى – عز وجل – برعاية كبار السن والحفاظ على كرامتهم، حيث إنه تم اعتبار عقوق الوالدين من أكبر وأبشع الكبائر التي يمكن أن يقع فيها الإنسان، فلا يدخل الجنة من هو عاق لوالديه مهما كان صالحًا في حياته.
  • إن الاهتمام بالمسنين يكون بمثابة تقدير لما قاموا به في حياتهم وما قدموه من تضحيات عظيمة، سواء كانوا الأجداد – الآباء – الأمهات – الأخوات، فرعايتهم تكون عبارة عن نوع من رد الجميل إليهم والاعتراف والامتنان بفضلهم في حياتنا.
  • رعاية المسنين وكبار السن أمر واجب على كافة الشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة، حيث إن مرحلة الشيخوخة حساسة للغاية ويحتاج فيها الأشخاص إلى تلقى الرعاية والاهتمام؛ لأنهم أصبحوا في مرحلة ضعف وعدم القدرة على فعل الأشياء بمفردهم كالسابق.

نصائح التعامل مع كبار السن

بعد النظر إلى كيفية التعامل مع كبار السن نفسيا بشكل صحيح، فلا بد من التوضيح لبعض الإرشادات التي تساعدنا في التعامل مع المسنين بصورة أفضل ودون إزعاجهم أو إغضابهم، ومن ضمنها ما يلي:

  • ضرورة التحلي بالصبر عند التعامل مع المسن.
  • الحرص على تحمل العصبية الشديدة الصادرة من كبار السن قدر الإمكان.
  • التواجد حوله أو بالقرب منه قدر الإمكان حتى لا يتملكه الشعور بالوحدة والوحشة.
  • مساعدته على المشاركة في شئون الأسرة؛ وذلك حتى يسترجع شعوره بأهمية وجوده مع عائلته.
  • يجب أن نستمع لهم جيدًا وبإنصات حتى لا ينزعجون ويشعرون بأنه غير مرغوب في وجودهم؛ لأن في هذه المرحلة من حياتهم يكونون حساسين بشكل مفرط وأقل شيء يؤثر في نفسيتهم.
  • إذا كان يعاني من النسيان الشديد أو مُصاب بالزهايمر، فمن المهم التعامل معه بشكل خاص وبرحمة وعدم الغضب منه لأنه ينسى.
  • يجب أن يتلقى المسن الدعم من كافة جوانبه من كامل عائلته؛ لأن هذا يؤثر على حالته التي قد تسوء بسبب الإهمال وتركه بمفرده.
  • الاهتمام بالأدوية العلاجية التي يجب عليه أخذها في مواعيدها المحددة.
  • الاحتفال معه من حين إلى آخر، وليس بالضرورة وجود سبب لإدخال السعادة والفرع إلى قلبه؛ وذلك حتى لا يشعر أنه بمفرده ولا أحد يشعر به.
  • الرضوخ والاستمتاع إلى آرائهم في بعض الأمور؛ وذلك لكي يشعروا أنهم ما زلوا يتمتعون بالقدرة على السيطرة على من حولهم رغم ضعفهم.
  • تجنب جلب أفراد غريبة عن المسن إلى المنزل، حيث إنه يشعر بالراحة أكثر عندما يمضي الوقت برفقة أفراد أسرته وأحفاده فقط، ولا يرغب في وجود أي شخص غريب فلا يشعر بالراحة في وجوده.

إن لم يتلقى كبار السن معاملة صحيحة سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي أو الصحي، فإن هذا يؤثر عليه بشكل كبير، ويجعل حالته تسوء وقلبه يتألم بشدة، وقد يتطور الأمر ويصل إلى شعوره بفرط الألم والوحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى