هل للمرأة دور في تحديد نوع الجنين
هل للمرأة دور في تحديد نوع الجنين؟ وما هي الأدلة العلمية التي يستدل منها على ذلك؟ إن الله عز وجل قد جعل أمر كون الجنين ذكرًا أو أنثى تحت تصرفه وحده، أي لا يُمكن للأب أو للأم التحكم في ذلك الأمر.
لكن هل للمرأة دور في تحديد نوع الجنين؟ هذا ما سنتعرف عنه من خلال موقع البلد، كما سنخبركم أيضًا بأمور عدة تتعلق بنوع الجنين.
هل للمرأة دور في تحديد نوع الجنين
إن أمر تحديد نوع الجنين دائمًا ما يشغل بال العديد من الأشخاص على مر العصور، وذلك لظنهم أن الذكر أفضل من الأنثى من حيث كونه هو من يحمل اسم أبيه، وهو من سيكمل مسيرتهم، وهذا الاعتقاد بالطبع اعتقاد خاطئ.
لكنه شائع بصورة كبيرة عند العرب على وجه الخصوص، وهنالك بيت شعر موروث قد قالته العرب في هذه المسألة يوضح لنا وجهتهم بالضبط، يقول الشاعر:
بنونَ بنو أبنائنا وبناتنا … بنوهُنَّ أبناءِ الرجال الأباعدِ
يوضح هذا البيت لنا نظرة العرب للذكر والأنثى، حيث إنهم يفرقون بين أبناء الذكر، وأبناء الأنثى، بمعنى أن أبناء الذكر هم من سيحملون أسماء وتاريخ العائلة، لكن أبناء الأنثى سيحملون اسم وتاريخ عائلة أبيهم لا عائلة أمهم، وهذا هو بكل وضوح مبدأ تفضيل العرب للذكر عن الأنثى.
أما بالنسبة لإجابة سؤال هل للمرأة دور في تحديد نوع الجنين هي “لا”، وذلك مع العلم أن المرأة والرجل سواء لا يمتلكون أي قدرة في تحديد نوع الجنين، الله وحده هو من يُحدد ذلك الأمر.
التفسير العلمي لكيفية تحديد نوع الجنين
من المعروف أن لكل إنسان 23 زوج من الكروموسومات، وهذه الكروموسومات هي من تحمل جميع صفاته، وتنقسم هذه الكروموسومات إلى نوعين ألا وهما:
- الكروموسومات الجسدية: هم عبارة عن 22 زوج من الكروموسومات، وتتضمن هذه الكروموسومات مجموعة هائلة من الصفات الظاهرة والباطنة في الإنسان، ولن نتحدث عن هذا النوع الآن.
- الكروموسومات الجنسية: وهي عبارة عن زوج واحد فقط من الكروموسومات، وهو ما يتحكم في نوع الإنسان سواء أكان ذكرًا أم أنثى، حيث إن زوج الكروموسومات الذكري يتألف من كروموسومين يُطلق عليهما (X) و(y)، أما الأنثى فلديها زوج من كروموسوم واحد ألا وهو (x).
معنى ذلك أن زوج الكروموسومات الجنسية عند الذكر هو (xy)، وزوج الكروموسومات الجنسية عند الأنثى هو (xx)، وبعد أن تعرفنا على ماهية الكروموسومات الجنسية لدى الذكر والأنثى، دعونا الآن نوضح لكم إجابة سؤال هل للمرأة دور في تحديد الجنين؟
إن الخلية الجنسية عند الرجل تتمثل في الحيوان المنوي، والخلية الجنسية عند الأنثى تتمثل في البويضة، وعند حدوث عملية التلقيح أو الإخصاب يتم انقسام كل خلية منهما، بحيث تنقسم الخلية الأنثوية (xx) وتصير (x) واحدة، وتنقسم الخلية الذكرية (xy) وتصير إما (x)، وإما (y).
إن تم تخصيب البويضة بحيوان منوي يحمل الكروموسوم (y) فسيصير الجنين ذكرًا، أما إن تم تخصيب البويضة بحيوان منوي يحمل الكروموسوم (x) فسيصير الجنين أنثى.
إذن فإن التفسير العلمي يؤكد لنا أن إجابة سؤال هل للمرأة دور في تحديد نوع الجنين هي “لا”، حيث إن المرأة ما هي إلا الأرض التي تنمو بها البذرة، وهذه البذرة هي من تحدد ماهية نوع النبات، ومن المعروف أن الأرض لا تتحكم في نوع النبات، وإنما تعطيه المقومات اللازمة لنموه بصورة سليمة وناجحة.
آيات قرآنية تؤكد أن الله وحده هو المتحكم في نوع الجنين
إن الله عز وجل جعل العديد من الأمور مجهولة عند الإنسان، وذلك لحكمٍ عديدة، فعلينا أن نؤمن ونرضى بتلك الأمور ولا نتذمر عليها أبدًا، لأن ذلك التذمر أو عدم الرضا يُعد كفرًا كفانا الله وإياكم شر الوقوع فيه.
لذا فيجب علينا دائمًا أن نرضى بما كتبه الله علينا، ونحمد الله كثيرًا على جميع نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، وهنالك آية قرآنية كريمة توضح لنا بعض الأمور التي أخفاها الله علينا.
يقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة لقمان: الآية 34].
ففي هذه الآية الكريمة يوضح لنا الله العديد من الأمور المجهولة عند الإنسان، منها موعد الساعة، وموعد نزول الأمطار، وما في أرحام الأمهات، والرزق الذي سيحصل عليه الإنسان، والأرض الذي سيموت فيها.
هذا يعني أن ما في الأرحام يكون علمه عند الله وحده، أي أن الله عز وجل هو من يتحكم في جعل ذلك الجنين ذكرًا أو أنثى، لذا فلا يجب علينا أبدًا أن نتغافل عن ذلك الأمر.
يقول الله تعالى أيضًا في كتابه الكريم: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) [سورة الرعد: الآية 8].
في هذه الآية الكريمة يؤكد لنا الله عز وجل مرة أخرى أنه العالم بما تحويه الأرحام لأنه هو خالق ومصور تلك الأجنة بأرحام أمهاتهم.
يقول الله عز وجل أيضًا في كتابه العزيز: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة آل عمران: الآية 6].
هذه الآية الكريمة تُعد دليلًا آخر على أن تحديد نوع الجنين يرجع إلى الله وحده، وليس نوعه فقط بل كل شيء يخصه.
ما توصل له العلم بخصوص أمر تحديد نوع الجنين
بعد أن أجبنا لكم عن سؤال هل للمرأة دور في تحديد نوع الجنين، دعونا نعرض لكم ما توصل إليه العلم بخصوص أمر تحديد نوع الجنين.
إن العلم كل مدى في تطور، فهنالك العديد من الأبحاث والدراسات التي تُقام من أجل معرفة العديد من الأمور، وتزداد بنسبة كبيرة الأبحاث العلمية التي تخص الإنسان، ولا شك أن تلك الأبحاث تُساعد الإنسان بصورة كبيرة في علاج الأمراض التي يواجهها، كما أنها تساعده في العيش بشكل أفضل.
أما بالنسبة لأمر تحديد الجنين، فقد أُقيمت له العديد من الدراسات، ولا بد أن نعلم أن تحديد نوع الجنين غير معرفة نوع الجنين.
فمعرفة نوع الجنين صار أمرًا شائعًا في زمننا هذا، ويمكن لنا جميعًا أن نعرفه من خلال جهاز السونار الذي يُساعد في معرفة نوع الجنين قبل ولادته.
أما تحديد نوع الجنين أمرًا آخر، وهو إجراء عملية حقن مجهري للبويضة بحيوان منوي يحمل الكروموسوم (y) حتى يضمنوا أن يكون الجنين ذكرًا لا أنثى، أو الحقن بكروموسوم (x) حتى يضمنوا أن يكون الجنين أنثى لا ذكر.
كما يعد هذا الإجراء مُحرمًا لأنه يُعد تدخلًا في أمر وحكمة الله، ولا بد لنا من معرفة أن أي شيء سنرزق به سيكون بإذن الله، وإن لم يُرد الله أن يرزقنا إياه فلن نُرزق به مهما فعلنا، لذا يجب علينا أن نرضى بما كتبه الله علينا، ونحاول أن نطيع الله في كل ما أمرنا به حتى ننول رضاه.
ماذا لو كانت إجابة سؤال هل للمرأة دور في تحديد نوع الجنين أُتيحت منذ زمنٍ بعيد؟! فكروا وأخبرونا بما كان سيحدث.
إن نعمة الرضا هي من أغلى النعم التي يُمكن أن يمتلكها الإنسان؛ لذا ارضوا بقضاء الله وتدابيره.