الأم والطفلالحمل والولادة

هل إذا وقفت حبوب منع الحمل تنزل الدورة

هل إذا وقفت حبوب منع الحمل تنزل الدورة أم لا؟ قد تبحثين عن إجابة لهذا السؤال وتوّدين معرفة ما يحدث عمومًا بعد توقف حبوب منع الحمل أو ما الفترة الزمنية التي تستغرقها الدورة للعودة بعد أن تتوقفي عن تناول تلك الحبوب وهل تعود بشكل طبيعي كما كانت من قبل مثلًا؟، وكل ذلك سنوضحُه لك من خلال هذا المقال عبر موقع البلد.

هل إذا وقفت حبوب منع الحمل تنزل الدورة

في البداية وقبل أن نجيب على هذا السؤال لابُد وأن نكون على علم بدور حبوب منع الحمل وما تأثيرها في العموم على الدورة وكيف تعمل تلك الحبوب وتمنع قدوم الدورة من الأساس؟

إنّ تناول حبوب منع الحمل قد يمنع قدوم الدورة ويؤدي إلى توقفها حيث أن تلك الحبوب تحتوي على بعض الهرمونات التي من الممكن أن يكون لها تأثير كبير على الدورة الشهرية.

فحبوب منع الحمل في الأساس تعمل على توقف الإباضة وكذلك تؤدي إلى ترقيق بطانة الرحم وبالتالي لا يمكن للبويضة المخصبة أن تنزرع به، كما أن المخاط الموجود بعنق الرحم يصبح أكثر سماكة بعد تناول هذه الحبوب ومن ثم لا يتمكن الحيوان المنوي من الوصول للبويضة.

بالنسبة لسؤال هل إذا وقفت حبوب منع الحمل تنزل الدورة فيمكننا الإجابة على هذا السؤال بأن الدورة في الطبيعي تأتي بعد أسبوع أو أسبوعين كحد أقصى عند أغلب النساء بعد توقفهم عن تناول حبوب منع الحمل.

لكن أول دورة تأتي بعد إيقاف حبوب منع الحمل تُعتبر ليست الدورة الطبيعية حيث أنّها تسمّى بالنزيف الانسحابي، وبالتالي فإنّ الدورة الثانية تكون هي أول دورة طبيعية بعد توقف حبوب منع الحمل.

لابُد أن ننوّه أن ذلك النزيف الانسحاب لا يعني عدم حدوث خصوبة، فمن الممكن جدًا أن يحدث حمل قبل أن تأتي الدورة الطبيعية ولكن في تلك الحالة يكون من الصعب التنبؤ بموعد الولادة بسبب عدم القدرة على معرفة متى حدثت الإباضة.

هل يمكن أن أتوقف عن تناول حبوب منع الحمل ولا تأتي الدورة؟

كُنّا قد وضحنا الإجابة على سؤال هل إذا وقفت حبوب منع الحمل تنزل الدورة وقُلنا أن الدورة في العادة تأتي بعد أسبوع ومن الممكن أن تصل إلى أسبوعين كحد أقصى.

لكن من الممكن أيضًا ألا تأتي الدورة في تلك الفترة وأن يحدث تذبذب في انتظامها عند بعض النساء، ويرجع ذلك لعدة عوامل قد يكون أيٍ منها هو المسبب لعدم انتظام الدورة.

منها التوتر ونوع الحبوب التي كان يتم تناولها لمنع الحمل وهل كانت الدورة في الأساس منتظمة قبل تناول تلك الحبوب أم لا، وكذلك في حالة وجود مرض كمتلازمة تكيس المبايض وأيضًا للقيام بالرياضة والوزن دور في التأثير على عودة الدورة وانتظامها.

إذا استمر انقطاع الدورة وعدم قدومها بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل لفترة تتعدى الستة أشهر فإنه من الممكن أيضًا أن يرجع ذلك إلى مشكلة “انقطاع حيض ما بعد حبوب منع الحمل”.

لكنّها مشكلة عادية وليست مُعقدة ويمكن حلّها من خلال تناول بعض أنواع الأدوية لعودة الدورة خاصة في حالة الرغبة في حدوث حمل، ويحدد الطبيب لك هذه الأدوية.

متى يمكن حدوث حمل بعد إيقاف حبوب منع الحمل؟

إن تناول حبوب منع الحمل يؤدي إلى حدوث نقص لبعض عناصر الجسم الهامة والتي يأتي في مقدمتها حمض الفوليك والسيلينيوم والمغنسيوم والزنك وفيتامين هـ وكذلك فيتامين ب، ولابُد من توافر تلك العناصر بالكمية الكافية من أجل حدوث الخصوبة بشكل طبيعي.

كذلك  أيضًا بعض الأقاويل قد انتشرت عن ضرورة الانتظار لبضعة أشهر بعد إيقاف حبوب منع الحمل وعدم الحمل مباشرة فور إيقافها لأن ذلك قد يؤدي لارتفاع نسبة حدوث إجهاض.

أكد الأطباء أن تلك الأقاويل ليست صحيحة على الإطلاق حيث أن الهرمونات التي تتواجد في الجسم نتيجة تناول حبوب منع الحمل لا تبقى كما هي في الجسم بعد إيقاف تناول الحبوب وإنما تزول منه.

بالتالي فبعد إيقاف الحبوب ترجع هرمونات الجسم إلى طبيعتها ومن الوارد أن يحدث حمل بعد أيام قليلة من وقت التوقف عن تناول حبوب المنع، ولكن أيضًا قد يحتاج الجسم لفترة من الممكن أن تصل إلى سنة حتى يحدث حمل.

بشكل عام يرى الأطباء أنه من الأفضل أن تنتظر المرأة حتى تنتظم دورتها وترجع لطبيعتها بعد ايقاف حبوب المنع على أساس أن يكون الجسم في حالة جيدة ومستعدة للحمل ومن ثم يتم تناول المكملات اللازمة للجسم قبل الحمل والتي من أهمها حمض الفوليك.

هل تُستخدم حبوب منع الحمل لمنع الحمل فقط أم لها دور آخر؟

في البداية حبوب منع الحمل كانت تحتوي على 28 حبة يتم تناولها لمدة 28 يوم، وتلك الحبوب كانت مقسمة إلى 21 حبة من الحبوب الفعالة للهرمون وسبعة حبوب أخرى وهمية وبعد الانتهاء من تناول تلك الحبوب الوهمية يحدث نزيف يشبه نزيف الحيض العادي.

حاليًا أصبح هناك أنواع وأنظمة مختلفة من حبوب منع الحمل ومنها ما يحتوي على 24 حبة فعالة وأربعة حبوب وهمية، وكذلك منها ما يحتوي على الحبوب الفعالة فقط.

يمكن أن يتم تناول تلك الحبوب الفعالة يوميًا لثلاثة أشهر وبعد ذلك يتم تناول الحبوب الوهمية لمدة أسبوع ومن ثم يحدث النزيف الحيضي في ذلك الأسبوع بشكل طبيعي.

يمكن تناول الحبوب الفعالة لمدة عام كامل دون توقف ويؤدي ذلك لإيقاف حدوث النزيف الحيضي نهائيًا طوال تلك الفترة، ولعل ذلك النظام يؤدي لإيقاف النزيف وآلام البطن أو التشنجات التي تأتي مصاحبة للدورة.

قد يحدث نزيف عند بعض النساء في الأشهر الأولى من اتباع هذا النظام وفي غير موعد الدورة، وقد يستمر أيضًا لفترة طويلة ولكن في العادي فإن ذلك النزيف يتوقف وينقطع بمرور الوقت.

يجب أن نؤكد على ضرورة الانتظام في تناول حبوب منع الحمل عند الرغبة في عدم حدوث الحمل، حيث أنه في حالة نسيان تناول الحبة ليوم واحد أو أكثر قد يسبب ذلك حدوث حمل بشكل طبيعي.

بشكل عام يمكننا القول بإنّ حبوب منع الحمل لا يتم تناولها لمنع الحمل فقط، فيمكن أن يتم تناولها لمنع الدورة الشهرية من القدوم لمرّة مثلًا عندما تكون هناك رحلات أو مناسبات هامة عند بعض النساء والتي قد يفسدها مجيء الدورة.

تأثير حبوب منع الحمل في إصابة الجسم ببعض الأمراض والمشكلات الصحية

يمكن لحبوب الحمل أن تتسبب في إصابة الجسم ببعض الأمراض أو المشاكل الصحية لدى بعض النساء والتي يعتبر بعضها خطير للغاية وخاصة عند تناول الحبوب لفترة طويلة، ونوضح ذلك في السطور التالية:

تأثير حبوب منع الحمل في الإصابة بالسرطان

أشارت بعض التقارير والأبحاث العلمية إلى أن تناول حبوب منع الحمل باستمرار ولفترة زمنية طويلة قد يزيد من احتمال إصابة الجسم بمرض السرطان لا قدّر اللهم سرطان عنق الرحم أو سرطان الكبد.

لكن في نفس الوقت تشير بعض الأبحاث الأخرى إلى أن خطورة إصابة الإنسان بالسرطان بشكل إجمالي لا تزيد عند تناول حبوب منع الحمل ولا يحدث تأثير عليها.

على جانب آخر من علاقة حبوب منع الحمل بمرض السرطان فإن تناول تلك الحبوب قد يؤدي للتقليل من احتمالية ودرجة خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان بطانة الرحم وسرطان المبيض.

بالنسبة للإصابة بسرطان الثدي والذي يعتبر أكثر أنواع السرطان شيوعًا عند النساء، فإن بعض الأبحاث العلمية حول تلك النقطة قد أشارت إلى وجود تأثير لحبوب منع الحمل التي كانت تُستخدم في فترة السبعينات في الإصابة بسرطان الثدي.

يرجع السبب في ذلك لجرعات الإستروجين العالية التي كانت تتواجد في حبوب منع الحمل المستخدمة في تلك الفترة وبالتالي أدت إلى إصابة عدد كبير من النساء بسرطان الثدي.

أما بالنسبة لحبوب منع الحمل الموجودة في الوقت الحالي فتشير تلك الأبحاث إلى عدم وجود تأثير لها في زيادة نسبة خطورة الإصابة بسرطان الثدي.

تأثير حبوب منع الحمل على مستوى الكوليسترول في الجسم

من الممكن أن يؤثر تناول حبوب منع الحمل على مستوى الكوليسترول في الجسم، وتتوقف درجة التأثير بشكل أساسي على نوعية حبوب المنع التي يتم تناولها ونسبة الإستروجين والبروجستين الموجودة في تلك الحبوب.

حيث أن أغلب حبوب الحمل تحتوي في العادة على نسبة مرتفعة من الإستروجين والتي تؤثّر تأثيرًا طفيفًا على مستويات الدهون الموجودة في الدم بشكل عام، وعلى الرغم من ذلك فإن التغير في مستويات الدهون في الجسم لا يكون كبير للدرجة التي تؤثر على الصحة عمومًا.

تأثير حبوب منع الحمل على زيادة الوزن وعلى ضغط الدم

قد يعتقد البعض أن تناول حبوب منع الحمل يؤدي لحدوث زيادة في وزن الجسم، ولكن بناءً على نتائج الأبحاث العلمية حول تلك النقطة فإن ذلك الاعتقاد خاطئ وليس له أي أساس من الصحة حيث أن تأثير حبوب منع الحمل على الوزن يعتبر ضعيف للغاية.

أما بالنسبة لتأثير تناول حبوب منع الحمل على ضغط الدم فتناول تلك الحبوب قد يؤدي لحدوث زيادة بسيطة في ضغط الدم، ولذلك فيُنصح دائمًا بضرورة عمل فحص لضغط الدم بشكل منتظم عند تناول تلك الحبوب.

إذا كان ضغط الدم عند إحدى النساء مرتفع في الأساس من قبل تناول حبوب منع الحمل فيعني ذلك أن تناول الحبوب سيزيد من ارتفاعه مما قد يسبب خطورة في بعض الحالات، ويُفضل هُنا الاعتماد على وسيلة أخرى لمنع الحمل بدلًا من تلك الحبوب.

بشكل عام نجد أن حبوب منع الحمل ليست هي أفضل وسيلة لمنع الحمل من الناحية الصحية لما لها من بعض المخاطر التي تحدثنا عنها والتي قد تؤثر على صحتك، ولذلك فيفضل اللجوء للوسائل الأخرى لمنع الحمل.

وفي الختام بعد أن أجبنا على سؤال هل إذا وقفت حبوب منع الحمل تنزل الدورة نوّد أن نؤكد على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل تناول حبوب منع الحمل، وذلك من أجل القيام بالتحاليل والفحوصات اللازمة التي توضح إذا كان هناك خطورة في تناول تلك الحبوب أم لا وكذلك لتحديد نوع الحبوب المناسب لجسمك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى