هل يجوز صلاة العيد بدون خطبة خاصةً بعد انتشار وباء كورونا وفرض حالة التباعد الاجتماعي؟ من الأمور المهمة التي تدور في خلد المسلمون هذا العام، مع حبهم الشديد لصلاة العيد، في هذا الموضوع على موقع البلد سنتناول إجابة الفقهاء على سؤال هل يجوز صلاة العيد بدون خطبة.
هل يجوز صلاة العيد بدون خطبة
بعدما انتشر وباء فيروس كورونا في الفترة الأخيرة بات الأمر واضح أن الأصح على رأي الخبراء الصحيون والأطباء أن التجمعات خطر كبير، ولذلك قد أجاب الفقهاء على تساؤلات العامة حول هل يجوز صلاة العيد بدون خطبة، ونوضح لكم فتواهم وإجاباتهم في الفقرات التالية…
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: طريقة صلاة العيد الفطر في المذاهب الأربعة وحكمها
فتوى هيئة كبار العلماء بالأزهر
برئاسة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قد أوضحت هيئة كبار العلماء جواز صلاة العيد في المنزل، وذلك في ظل الإجراءات الاحترازية لمنع التجمعات تفاديًا للعدوى بفيروس كورونا.
أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر أن صلاة العيد في البيت لا يشترط لها خطبة، ودعت هيئة كبار العلماء بالأزهر كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى التضرع إلى الله تعالى بالدعاء والذكر لرفع ما أصاب الإنسانية جمعاء في تلك الأيام المباركة، وحثت المسلمين إلى المسارعة في الخيرات.
قالت الهيئة في البيان بالنص “ لا تشترط الخطبة لصلاة العيد، فإن صلى الرجل بأهل بيته فيقتصر على الصلاة دون الخطبة” ويمكن الاطلاع على كامل الفتوى عبر البوابة الرسمية للأزهر الشريف من هنا.
فتوى الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية
في تقريرٍ لها أكدت الهيئة العامة لشؤون الإسلام والأوقاف أن صلاة العيدين سنة مؤكدة على كل رجل بالغ عاقلا مقيم غير معذور، بينما حكم صلاة العبيد بالنسبة للمرأة والصبي فهي مستحبة.
في نفس التقرير أردفت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية أنه في الظروف الحالية في ظل تفشي وباء فيروس كورونا، يحرم شرعًا تعريض الحيوات للخطر خاصةً كبار السن والنساء الحوامل والأطفال، كما أوضحت أنه يجب اتباع أوامر الجهات الصحية حتى تمر الأزمة بسلام إن شاء الله.
أوضحت أن الأصل في صلاة العيد أن تُصلى في المساجد أو في المصليات والساحات لكن في ظل الظروف الحالية حفاظًا على سلامة المسلمين كما أفتى “مجلس الإفتاء الإماراتي” فإن صلاة العيد تُصلى في البيوت فردية أو يصليها رب الأسرة في البيت مع أسرته جماعة دون خطبة، فالخطبة في المسجد والساحات فقط والإمام من يخطب.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اي ساعة صلاة العيد موعد وتوقيت الصلاة
حكم خطبة صلاة العيد
اتفق الفقهاء على أن خطبة العيد هي سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها لست فرض على المصلين خلف الإمام أن يستمعوا إليها،
استندوا في حكمهم هذا على حديث عن عبدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العيدَ، فلمَّا قضَى الصَّلاةَ قال: “إنَّا نخطُبُ، فمَن أحَبَّ أنْ يَجلِسَ للخُطبةِ فلْيَجلِسْ، ومَن أحَبَّ أنْ يَذهَبَ فلْيَذهَبْ” (صحيح ابي داود 1155)
في هذا الحديث يروي عبد الله بن السائب أنه شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة أحد العيدين (عيد فطر أو عيد أضحى) وبعدما انتهت الصلاة وتشهد وسلم من صلاة العيد.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
-
إنَّا نخطُبُ: أي إنني سوف أُلقي خطبة الآن (خطبة العيد).
-
فمَن أحَبَّ أنْ يَجلِسَ للخُطبةِ فلْيَجلِسْ، ومَن أحَبَّ أنْ يَذهَبَ فلْيَذهَبْ: أي أن الأمر على التخيير، فمن أراد أن يجلس ليستمع إلى الخطبة فليجلس ومن أراد أن يترك المكان ويذهب فلا أثم عليه، وهذا دليل على أن الاستماع لخطبة العيد ليست فرض.
قال ابن قدامة في كتابة المغنى من مستودعات الفقه الحنبلي: “إنَّ تأخيرَ الخُطبةِ عن صلاةِ العيدِ يدلُّ على عدمِ وجوبِها؛ فقدْ جُعِلتْ في وقتٍ يَتمكَّن مَن أراد تَرْكَها من تركِها، بخلافِ خُطبةِ الجُمُعةِ” (2/287).
على هذا الرأي أجتمع جمهور العلماء على الأربع مذاهب الفقهية جميعًا:
- فقهاء الحنفية في: “البحر الرائق” لابن نُجيم (2/174، 175) وفي “حاشية ابن عابدين” (2/175).
- فقهاء المالكية في: “منح الجليل” لابن عليش (1/466) وفي: حاشية الدسوقي على الشرح الكبير” (1/400).
- فقهاء الشافعية في: “المجموع شرح المهذب” للإمام النووي (5/21، 22) وفي ” مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المناهج: لشمس الدين الشربيني (1/311).
- فقهاء الحنابلة في: “كشاف القناع عن متن الإقناع: للبهوتي (2/56)، وفي: “الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف” للمرداوي (2/302).
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: شروط صلاة العيد وطريقتها ومسائل بخصوص صلاة العيد
صفة صلاة العيد دون خطبة
صفة صلاة العيد في المنزل لمن لا يستطيع الخروج للساحات قد وضحتها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والهيئة العامة لشؤون الإسلام والأوقاف في البيانات التي قاموا بإصدارها، وهي كالآتي:
تقام الصلاة في ركعتين يكبر فيها المصلي (سواءً كان إمام أو مأموم أو يصلى منفردًا):
- في الركعة الأولى سبع تكبيرات منهم تكبيرة الإحرام.
- في الركعة الثانية ستة تكبيرات منهم تكبيرة القيام.
التكبيرات في كل صلاة تكون قبل قراءة القرآن متوالية بعد تكبيرة الإحرام مباشرةً أو بعد تكبيرة القيام؛ وإذا كانت الصلاة جماعة فإن الإمام يكبر ويسكت قليلًا بقدر تكبير من ورائه.
يرفع المصلي يده بالتكبير عند تكبيرة الإحرام فقط، إذا كانت الصلاة جماعة فإنها تكون جهرية يقرأ فيها الإمام بعد التكبيرات سورة الفاتحة وبعدها ما تيسر من القرآن الكريم والمأمومين يستمعون للقراءة.
بينما إذا كانت الصلاة منفردة فإن من المستحب أن تكون صلاة جهرية مثل الصلاة خلف الإمام، إلا أن المنفرد يوالي في التكبيرات ولا ينتظر البرهة بينهم.
في وصفها لصلاة العيد في المنزل أكدت الهيئة العامة لشؤون الإسلام والأوقاف مرة أخرى على أن صلاة العيد في المنزل لا خطبة لها وهذا جائز وإنما الخطبة تكون للصلاة في المسجد أو في الساحات، وأن من يصلى صلاة العيد في البيت دون خطبة قد أدى ما هو مطلوب منه في تلك الظروف ونال ثواب الصلاة غير مجروح كاملًا.
الأحوال التي يرخص فيها تأجيل صلاة العيد
قد اتفق الفقهاء أنه مباح تأجيل صلاة العيد لليوم التالي إذا كان ذلك لعذر، وحددوا حالتين لهذا الجواز هما:
- إذا فاته الإنسان الصلاة بسبب نسيان أو تلبس بعذر يمنعه عن الصلاة وزال العذر بعد وقتها أو قبله بفترة لا تجيز الصلاة فيه.
- في صلاة عيد الفطر إذا شهد شاهد عدل (أو أكثر من شاهد) برؤية الهلال الجديد (لشهر شوال) قبل الغروب بوقت لا يسمح بأداء الصلاة فيه أو بعد الغروب؛
وذلك استنادًا إلى حديث أبو عمير بن أنس بن مالك أنه قال أن عمومته من الأنصار حدثوه وقالوا: “أُغْميَ علَينا هلالُ شوَّالٍ، فأصبَحنا صيامًا، فجاءَ رَكْبٌ من آخرِ النَّهارِ، فشَهِدوا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أنَّهم رأوا الهلالَ بالأمسِ، فأمرَهُم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أن يُفطِروا، وأن يخرُجوا إلى عيدِهِم منَ الغَدِ” (صحيح ابن ماجة 1348)
فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم بالإفطار وأن يصلوا العيد في اليوم التالي، وقولهم “أُغْميَ علَينا هلالُ شوَّالٍ” أي لم نستطع رؤيته بسبب الغمام.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل يجوز صلاة العيد في المنزل وما هو حكمها
بذلك نكون قد نقلنا لكم إجابة الفقهاء لسؤال هل يجوز صلاة العيد بدون خطبة، وتناولنا صفة صلاة العيد دون خطبة في المنزل بالنسبة للجماعة والفرد، نرجو أن نكون قد وفقنا الله، والصلاة والسلام على سيد الخلق النبي المصطفى.