أحاديث عن احترام الزوج لزوجته
أحاديث عن احترام الزوج لزوجته متعددة، فقد كرّم الإسلام المرأة فهي أرق مخلوقات الله ـ عز وجل ـ، وقد نظم الشرع المعاملة بين الأزواج بأن تكون قائمة على الود وأداء الحقوق والواجبات، لذا من خلال موقع البلد سوف نعرض لكم أحاديث عن احترام الزوج لزوجته من السنة النبوية.
أحاديث عن احترام الزوج لزوجته
إن الزواج عقد أمام الله ـ عز وجل ـ قبل أن يكون أمام الناس، ومن الواجب أن يتعلم الإنسان الحقوق والواجبات التي عليه قبل الدخول في مثل تلك العلاقة الجميلة، لكي ينشأ بيت يحب أن ينظر له الله ويرضى عنه سبحانه، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) [سورة الروم الآية رقم: 21]
فأول ما أمر به الله عز وجل في العلاقة ما بين الأزواج هي المودة والرحمة، وأن يكون فيما بينهما سكينة وهدوء وُرقيّ، فلا يُبنى منزل على الجشع والبخل بالمشاعر قبل البخل المادي، فحتى يصل كلا الزوجين إلى السعادة والحياة الهنيئة، لابد أن يكون عامود البيت هو الود والاحترام.
كما أن الله ـ عز وجل ـ قد كرّم المرأة وأمر بالتعامل معها بلُطف وألا يقوى الرجل عليها، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ؛ فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ؛ فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا” [المصدر: صحيح جامع]
يعد ذلك واحد من أحاديث عن احترام الزوج لزوجته، حيث يوضح نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ فيه أهمية الصبر على الزوجة ومعاشرتها بالمعروف والود، كما يُلزم الرجل باحترام زوجته وإن ظهر منها اعوجاج في الخُلق فعليه بالرفق والتقويم بلين، حتى لا تنكسر.
احترام الزوجة من السيرة النبوية
نكمل عرض أحاديث عن احترام الزوج لزوجته بواحد عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، يوضح ضرورة الاحترام بين الأزواج، فقال إن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “ لا يَفْرَكُ أي: لا يَبْغَضُ مؤمنٌ مؤمنةً إن سَخِطَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها غيرَه“ [حدثه: الألباني].
يوصينا نبينا ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ بضرورة مراعاة الود والعشرة التي بين الأزواج، فإن كره أحدهم صفة من الزوجة لا يجب عليه سوى أن يتذكر صفاتها الحسنة، وأخلاقها الكريمة، فإن كل مؤمن يدفعه الإيمان لوجود خُلق حسن به.
فلا يُعقل أن يبغض رجل امرأته من أجل صدور خطأ عنها، فجميع بني آدم خطّاء وكلنا سواسية، فيجب على الرجل احترام زوجته حتى وإن صدر منها خلق غير جيد، أو طبع لا يحبه، ويكون التفاهم هو الحل الأمثل في تلك الأوقات، ومحاولة كبح الصفات السيئة عن الشريك الآخر.
كما يوجد حديث من السيرة النبوية يلزم ذكره ضمن موضوعنا أحاديث عن احترام الزوج لزوجته، حيث إن فيه عبرة وعظة للرجال، وفيه تصحيح لخطأ تداوله الألسنة بشكل كبير منذ القدم فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:
” … فاتَّقوا اللهَ في النساءِ، فإنَّكم أخذتموهنَّ بأمانةِ اللهِ، واستحللتُم فروجَهُنَّ بكلمةِ اللهِ، وإنَّ لكم عليهنَّ أن لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أحدًا تكرهونَه، فإن فعلْنَ ذلك فاضربوهنَّ ضربًا غيرَ مبرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رزقُهُنَّ وكسوتُهُنَّ بالمعروفِ، وإني قد تركتُ فيكم ما لن تضلُّوا بعدَه إن اعتصمتُم به، كتابَ اللهِ، وأنتم مسؤولونَ عنِّي…” [المصدر: صحيح الجامع]
في الحديث يوصي نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ الرجال بأن يتقوا الله في نسائهن، فإن الرجل يأخذ امرأته بعهد وميثاق أمام الله ـ عز وجل ـ ولا بد من مراعاته، وقد ذكر حق الزوج هنا في رفض دخول أحد يكرهه إلى بيته دون علمه أو رغمًا عنه، وأمر باتباع اللين في البداية، ومن ثم الضرب الغير مبرح.
كيفية تقويم سلوك الزوجة في الإسلام
عن معاوية بن حيدة القشيري روى عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: ” يا رسولَ اللَّهِ نساؤنا ما نأتي منْهنَّ وما نذرُ قالَ ائتِ حرثَكَ أنَّى شئتَ وأطعِمْها إذا طعِمتَ واكسُها إذا اكتسيتَ ولا تقبِّحِ الوجْهَ ولا تضرِبْ” [المصدر: صحيح أبي داوود]
يوضح الحديث طريقة التعامل مع الزوجة وضرورة احترامها فلا يجب ضربها لا أمام أحد، أو فيما بينكما فما سيزيد ذلك سوى الكره وضعف ميثاق ترابط الزواج، فقد حرم الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ الضرب على الوجه، لأنه خلقه الله ـ عز وجل ـ وبه أغلب الحواس، كما أن هناك دراسات حديثة طبية أثبتت أن اللطم على الوجه يسبب موت الخلايا.
بل يجب التقويم باستخدام الضرب الغير مبرح، بالإضافة إلى أن الحديث يوضح حق المرأة على زوجها، وهو الإطعام وشراء الملابس دون إسراف أو بخل، حسب الحالة المادية للرجل، والضرب هنا لا يعني ما نراه في مجتمعنا من أذية.
أو إصابة المرأة بعاهة أو حتى أن تتألم، بل قد تبعه نبينا بكلمة غير مبرح، أي خفيف لا يلاحظ ولا يسبب ألم، فهو ما يشابه الضرب بالسواك أو فرشاة الأسنان فقط، وهو ما يتعارض مع اعتقاد أغلب الرجال في وقتنا هذا.
نصائح للرجال من السنة النبوية
جاءت أحاديث كثيرة عن احترام الزوج لزوجته، والتي بها وصايا للرجل بالنساء، جميعها تُلزم اتباع الرفق واللين أثناء التعامل معهن، فهن مخلوقات ضعيفة البنية عن الرجل، كما أن مشاعرهن رقيقة وتتأثر المرأة بأقل كلمة من الرجل، وذلك ظهر في حديث عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام.
فعن أنس بن مالك أنه قال “… ويْحَكَ يا أنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بالقَوَارِيرِ” [المصدر: صحيح البخاري]، حين كان يسير بمجموعة من النساء وكانوا على سفرٍ، فأمره الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأن يسوق الإبل برفق.
كما أن هناك حديث صحيح ذُكر عن معقل بن يسار بأن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “ما مِن عَبْدٍ اسْتَرْعاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْها بنَصِيحَةٍ، إلَّا لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ” [المصدر: صحيح البخاري]، أي لا بد على أي إنسان عندما يجعله الله ـ عز وجل ـ مسئول عن رعية أن يذر من ذلك ويتقي الله فيهم.
سواء كانوا أبناء أو زوجة، أو حاكم وغيرهم، أن يتولوا أمرهن، ويشملن جميع حقوقهن الدنيوية، والدينية، فأوضح أن عقابه يكون شديد، فلا يشم رائحة الجنة والعياذ بالله، والتي يقدر المؤمن على شمها من مسافة سبعين سنة! فهو من أقوى الأحاديث عن احترام الزوج لزوجته.
إضافةً إلى ذلك فإن الاحترام واجب لا يمكن نكرانه من كلا الطرفين، فهما في بيت واحد، يلتقيان ببداية اليوم وآخره، فلما يكون هناك بغيضة وكسرة بنفس المرأة تجاهك!
فقد أوضح الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ذلك في حديث صحيح، فعن عبد الله بن زمعة: “ خطب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فذكر النساءَ فقال علامَ يعمدُ أحدُكم فيجلدُ امرأتَه جلدَ العبدِ ولعلَّهُ يُضاجعها من يومِه” [المصدر: مسند عمر].
أحاديث من السيرة النبوية عن ضرورة بر الزوجة
عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال في حديث صحيح: “خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهْلي.” [المصدر: شرح مسلم لابن عثيمين].
ما نطق نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ عن الهوى قط، وقد أوصى بحسن الخلق، والتخلق بالطباع الحسنة ومن أفضل ما يميز المؤمن الحق هو رفقه بالضعفاء والناس، ووجه النصيحة بالأخص للرجال، فأمرهم بالإحسان وبر الأهل، والأهل هنا لا تقتصر على الأب والأم، بل تشمل الزوجة والأبناء كذلك.
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: ” أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا، وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم” [المصدر: صحيح ابن حبان]، أي يوضح الحديث أن أفضل الرجال هو من يتقي الله في امرأته، ويعاملها باحترام وبمعاشرة طيبة، ويظهر ذلك كذلك في التعامل مع الأخوات أو أية نساء من المحارم.
وصايا الرسول لإكرام الزوجة
من الضروري أن يتواجد احترام متبادل بين الزوجين، فلا يسيء أحدهما للآخر، أو يقصر في حقوقه الدنيوية أو الشرعية، فإن عامود البيت هو الاحترام لا الحب، والود لا المال، لذا نخص بذكرنا في موضوعنا أحاديث عن الاحترام بين الزوج لزوجته نقاط وصايا من السيرة النبوية للرجال فيما يلي:
- معاشرة الزوجة بالمعروف والود.
- المعاملة برفق ولين، وتقويم سلوك الزوجة باللين والاحترام.
- الهجر ليس له موضع في الإسلام بين الزوج والزوجة إلا في أمور شديدة كرفض الزوجة الضاجعة دون أي سبب.
- يجب أن تشعر الزوجة معك بالرحمة والسكينة في بيتها.
- ينبغي طاعة الزوجة لزوجها وعدم السماع لأي شخص يقوم بعد مساوئه أمامها، حيث إن هناك حديث عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ يُحرم وجود مثل ذلك الطبع لدى البعض.
- للزوجة حق في كسوتها وإطعامها مما يطعم به الرجل نفسه، وأن يكسوها متى كسى نفسه، فلا يجب إيثار النفس عنها.
- يجب رعاية المرأة، ومراعاة أنها ضعيفة ومخلوقة من ضلع الرجل، وأن قلبها أقوى من عقلها عكس الرجل.
- احترامك لزوجتك لن يقلل من قيمتك، بل سيرفع من شأنك في عينها، ويجعل أبناءك أسوياء وبارين بك وبزوجتك.
إن الاحترام من الأمور التي يجب توافرها في البيت المسلم، من أجل إنشاء عائلة سوية، وبيت يرضى الله ـ عز وجل ـ عنه.