اسلامياتثقافة إسلامية

صفات المهدي المنتظر

صفات المهدي المنتظر كثيرة، منها صفات خلقية، وأخرى صفات جسدية، حيث إنه وُرد في كثير من الأحاديث أن المهدي المنتظر أحد علامات الساعة، لذلك يجب معرفة صفات المهدي المنتظر والتي سوف نقدمها لكم من خلال موقع البلد، كما يجب معرفة العلامات الدالة على ظهوره، ووقت الظهور، والمكان الذي سوف يظهر به.

صفات المهدي المنتظر

المهدي المنتظر هو إنسان مسلم سوف يظهر للخلق آخر الزمان، ويكون ظهوره قبل مجيء يوم القيامة، وسوف يكون حاكمًا على الأمة، وسوف يحكم بينهم بالعدل، واحتوت صفاته على كل ما هو جميل.

ظهوره يكون سبب في القضاء على الظلم والفساد، وسوف ينشر السلام على الأرض، وهناك علامات خاصة مرتبطة بظهوره، ولكن قبل معرفة تلك العلامات يمكننا توضيح جميع الصفات الخاصة بالمهدي المنتظر، والتي سوف نجدها متوفرة في الأخلاق، والجسد.

1ـ صفات المهدي المنتظر الخلقية

سوف يظهر المهدي المنتظر للخلق ببعض الصفات النبيلة التي تتسبب في تحقيق العدل للأمة، والسير على نهج الله ورسوله، وكانت هذه الصفات تتمثل في:

  • العدل: حيث إنه سوف يقوم بحكم الناس، ومن خلال حكمه سوف يقوم بتحقيق عدله على أرض الله.
  • الأخلاق الحميدة ما من مسلم سوف يراه إلا وسوف يجد فيه الأخلاق الحميدة التي لا غُبار عليها.
  • الحكم بالشرع، فعندما يحكم الناس سوف يتبع شرع الله والسنة في حكمه عليهم، وذلك السبب في تحقيق العدل بينهم.
  • ينشر الإسلام بين الناس، من هم ليسوا على سنة محمد ومُتبعين الدين الإسلامي الآن، سوف يقوم المهدي المنتظر بهدايتهم، وذلك من خلال القيام بالغزوات، والقتال في سبيل الله وفتح المدن وتحريرها من الشرك.
  • خُلق المهدي المنتظر تُشبه خُلق الرسول ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ، وسوف يظل على ذلك حتى ينزل عيسى عليه السلام.

2ـ صفات المهدي المنتظر الجسدية

تم ذكر صفات شكلية عن المهدي المنتظر، وهناك بعض الأقاويل التي تدور حول ذلك حيث إنه سوف يكون ذو أنف صغير، ويتسم بالدقة في أرنبته والحدب في الوسط، ولونه أعرابي، ويتصف بالجبهة الواسعة الدائرية، وشعره منحسر إلى الوراء، وفخذيه منفرجان، ويشبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

قيل إن المهدي المنتظر سوف يخرج إلى الناس عليه عباءتان قطنيتان، وعلى رأسه غمامة يوجد عليها منادٍ يقول إن هذا المهدي المنتظر، ويحث الناس على اتباعه.

ما ورد من الإمام ابن باز عن المهدي المنتظر

ذكر الإمام ابن باز صفات المهدي المنتظر، وقال إن ظهوره سوف يكون في الوقت الذي سوف يموت فيه خليفة الناس، وعندها سوف يبايعه الناس على أمرهم، ويرتضونه حاكمًا لهم.

يقوم المهدي المنتظر بتحقيق العدل، ويحكم الناس لمدة سبعة أعوام، وفي أعوامه يهبط على الأرض نبي الله عيسى ـ عليه السلام ـ، ونفى الإمام ابن باز ما ذكره الشيعة عن المهدي وأنهم يرفضون ما يدور عنه من أحاديث.

يخرج المهدي المنتظر من بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهو ابن السيدة فاطمة بنت الرسول رضي الله عنها، ويكون اسمه مثل اسم النبي صلى الله عليه وسلم مُحمد، وكنيته أبو عبد الله، وعمره 40 سنة.

أعمال المهدي المنتظر

من خلال حديثنا عن صفات المهدي المنتظر سوف نقدم بعض الأعمال التي سوف يقوم بها المهدي المنتظر، والتي تعبر عن جمال خلقه، وورعه، وشدة إيمانه، وإعجاب الناس بما يقوم بفعله، كما أنها تنم عن صلاحه، ومن أعماله:

  • استخراج الكنوز، ويكون حينها كثير العطاء للناس، مما يجعل الناس يحبونه، ويرضون به حاكمًا عليهم.
  • تنعم الأمة في زمانه، وتتمتع الماشية بالعيشة الهنيئة، تُخرج الأرض أجمل ما بها من نبات.
  • سوف يجعل الدين قائم في البلاد بنهج سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويقوم به كما فعل النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
  • يُقاتل الناس على السنة، أي أنه سوف يقوم بعمل الغزوات الكثيرة من أجل القضاء على الشرك بالله، ومن المدن التي سوف يفتحها القسطنطينية، وجبل الديلم.

صلاح المهدي المنتظر

ذُكر عن صفات المهدي المنتظر أن الله سوف يُصلح من شأنه في ليلة واحدة، وهناك تفسيرات حول هذا القول إن المقود بالإصلاح هنا إعداد المهدي للخلافة، واستلام الحكم على الأمة، بمساعدة الله له بتسخير الأعوان الذين يناصرونه ويُثبتون أركانه.

كما ذُكر عن هذا الإصلاح أن المقصود به أن الله سوف يهديه عن تقصيره، ويتوب عليه خلال ليلةً واحدةً، ويلهمه الرشد، لكي يكون مُناسبًا للخلافة.

حيث إن قبل ظهوره تكون الأرض قد سادها الظلم والجور، ويكون الظلم أمر طبيعي بين الناس، ويأتي المهدي المنتظر لكي يتبدل حال الأرض من الظلم إلى العدل، ومن المشقة والعناء، إلى الراحة والهداية.

وقت ظهور المهدي المنتظر

لم يسبق ويتم ذكر وقت يعلم به البشر لظهور المهدي المنتظر بالساعة والتاريخ، وإنما في إطار حديثنا عن صفات المهدي المنتظر يمكننا توضيح وقت الظهور من حيث العلامات التي يشهدها الناس، ويجدونها تطرأ على الأمة قبل ظهوره.

عند ظهور تلك العلامات يجب الفهم بأن الحاكم العادي الذي ارتضوا بحكمه هو المهدي المنتظر، ولا بد من العلم أن الساعة قد اقتربت، وهذه العلامات هي علامات القيامة الصغرى:

  • كثرة الأموال وعدم حاجة الناس إلى الصدقة، فكل شخص في الأمة سوف يكون معه ما يكفيه من المال.
  • كثرة الفتن والتي تتبين في القتل والعصيان، والكفر بالله وهذه تُعد من الفتن العظيمة.
  • كثرة انتقال الناس دون الخوف على الأهل والمال والأبناء، ولا الدين، أي ينتشر الأمن فقط في التنقلات والسفر من مكان إلى آخر.
  • ضياع التكليف والإيمان بالله، وهو ما يسمى بضياع الأمانة ويُقصد بالأمانة ما أمرنا الله به من السير عليه في أمور حياتنا، ويحدث ذلك بسبب ضياع خشية الله من قلوب البشر.
  • انتشار الزنا بين الناس حتى إنه قد يحدث في الجهر بين الناس دون الاهتمام لذلك.
  • انتشار الربا دون أن يهتم أحدًا من أين جاء المال، أي لا يهتم أحد للمال للتفرقة بين المال الحلال والحرام.
  • شرب الخمر بكثرة واستحلال ذلك وهو ما يوجد الآن بين الناس، ونراه دون أن يخجل منه فاعله.
  • التطاول في البنيان وهو أيضًا من الظواهر التي نجدها الآن وهو بناء الأبراج الشائع بين البيوت الصغيرة، ويريد كل شخص أن يبني ما يعلو عما قام غيره ببنائه.
  • كثرة القتل وفساد النفوس ما يدفع الناس لذلك، وانتشار الأسلحة بين الناس بكثرة، ويكون القتل دون العلم فيما قُتِل المقتول، ولمَ قَتَل القاتل.
  • السلام للمعرفة فقط، تحية السلام التي يلقيها الإنسان على من لا يعرفه الآن سوف تختفي ويكون السلام للمعارف فقط.

علامات أخرى تدل على ظهور المهدي المنتظر

كثرت العلامات الدالة على ظهور المهدي المنتظر، والتي قد تبين في الكثير مما يوجد حولنا، ومنها ما لم نراه وسوف يحدث ونعيشه لحظة تلو الأخرى، والتي جميعها تندرج نحو علامات الساعة الصغرى، ومنها:

  • كتمان الحق وشهادة الزور دون الشعور بتأنيب الضمير في ذلك، واعتياد الخلق على هذا الفعل، ويُعد ذلك من أكبر الكبائر عند الله.
  • زخرفة المساجد والتباهي بها على الرغم من أنها أماكن للعبادة وليست للزينة، ولكن تنتشر هذه الظاهرة بين الناس.
  • ظهور الكاسيات العاريات، وقد تبين ظهورهم من الوقت الذي نحن به الآن، وصفاتهم ارتداء ملابس لا تستر عوراتهن بل وتشف عنها.
  • رفض السنة النبوية وهذا ما ظهر الآن وتبين في الجماعة التي تدعي على نفسها القرآنيين، فهم يأخذون من القرآن ويتركون سنة النبي.
  • انتشار الظالمين بكثرة والذين سوف ينتشرون في الأرض ضاربين الناس بالسياط.
  • انتشار التجارة حتى يصل الأمر إلى أن يسير الناس ولا يجدون حولها غير محال التجار.
  • كثرة الكذب الذي يتجلى بوضوح في زمننا الحالي ويتبين في كذب الوالد على ولده، والزوج على زوجته، والبائع على المشتري، وما شابه ذلك.
  • قطع الأرحام وعدم الاهتمام لذلك الأمر بين الناس، ويصبح مُباحًا ولا ينصح بفعله أحد.

بعد ظهور تلك العلامات يظهر المهدي المنتظر وبعد حكمه على الناس ومرور السنين المحددة له، تظهر علامات الساعة الكبرى ويظهر المسيح الدجال.

سبب مبايعة الناس للمهدي المنتظر

في إطار حديثنا عن صفات المهدي المنتظر والتي تُعد سببًا من أسباب مبايعة الناس له، يجب العلم بأن الناس سوف يقومون بمبايعة المهدي المنتظر بعد أن يواجه الأعداء في مكة، ويتوجه نحو البيت الحرام ويحارب الظالمين الآتيين إليه من الشام.

أقوال عن المهدي المنتظر عند الشيعة

يعتقد الشيعة أن محمد المهدي آخر الأئمة، وأنه ولد في 15 شعبان 255 هجري/ 874 ميلادي، ولد في مدينة سمراء شمال العراق وأمه نرجس، ووالده الحسن العسكري.

كما يقول الشيعة أن المهدي المنتظر له غيبتان، الغيبة الصغرى مدتها 69عام، وبدأت عام 260 هـ وامتدت حتى 329 هـ.

الغيبة الكبرى يقولون إنها بدأت عام 329 هـ بعد وفاة سفرائه جميعًا، كما يقولون عن غيبته واحتجاجه لأمر إرادة الله.

في اعتقاد الشيعة أن عمر المهدي المنتظر من عمر سيدنا عيسى والخضر عليهما السلام.

كيف نكون من قيادات المهدي المنتظر

الجميع ينتظر ظهور المهدي، لأن ظهوره مربوطًا بالعدالة والخير، ولكن لا يجب الانتظار دون انتظارًا سلبيًا، ففي الانتظار السلبي تقاعس، وعدم مسؤولية، ويأس، واتكالية.

لذلك يجب أن ينتظر الإنسان ظهوره انتظارًا إيجابيًا، ويجب أن يتهيأ كل رجل على أن يكون في قيادة المهدي عند ظهوره، ويستعد لذلك وجعل الانتظار مهمة له.

إذا لم نتهيأ له الآن لنكون أول أنصاره سوف نكون أول المُحاربين له عند ظهوره، ويجب تصحيح عقيدتنا، والإكثار من الصلاة، وزيادة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والتصديق بوجود الآخرة.

كما يجب أن يُعد الإنسان شخصيته، ويبنيها بناءً حسنًا، لأنه سوف يحارب بالرجال الأكفاء المؤهلين لذلك، لا بالضعفاء، ويجب أن يكون الرجل على إيمان كافٍ، ووعي ورشد مُسبق بظهور المهدي، ويجب الاقتداء بصفات المهدي المنتظر.

الإمام المهدي ليس عقيدة تخص الشيعة فقط، أو المسلمين فقط، فهو عقيدة تشهدها جميع الأديان، حتى من هم ليسوا لهم ملة يتفقون على ظهور المهدي، ويتفقون على أنه سوف يقوم بهداية الأمة وصلاح حالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى