أدبياتتعليم

قصة حب مي زيادة وجبران خليل جبران

لا يوجد أجمل من قصة الحب التي ألفت بين قلبي الشاعر جبران خليل جبران والشاعرة مي زيادة، والتي كان شاهدا عليها العالم أجمع من خلال مجموعة من أجمل كلاسيكيات المراسلة التي حملت في طياتها ذلك الحب العذري المنزه عن كل غرض.

ولدت قصة الحب بين مي زيادة وجبران خليل جبران واستمرت لمدة تزيد عن 20 عام دون لقاء على أرض الواقع سوى اللقاء الفكري والروحي بينهما، حيث كان يقطن جبران في أمريكا بينما كانت تعيش مي في القاهرة. نشأت تلك القصة من خلال مجموعة من المناوشات الأدبية والمراسلات العاطفية العفيفة التي جمعت بين قلوب الأديبين لتصبح قصة حب يحكي عنها العالم.

نبذة عن حياة مي زيادة

من أشهر أدباء الوطن العربي في القرن العشرين، ولدت مي زيادة في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886، وحمل والدها الجنسية اللبنانية ووالدتها الجنسية الفلسطينية. اسمها الحقيقي ماري إلياس زيادة، لكنها اشتهرت في الوسط الأدبي باسم مي زيادة. انتقلت مي إلى القاهرة نظراً لعمل والدها محررًا في جريدة المحروسة المصرية. أتقنت مي العديد من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، بالإضافة إلى اطلاعها على كتب في الفلسفة والتاريخ العربي الإسلامي.

نبذة عن حياة جبران خليل جبران

من أبرز أدباء النهضة العربية، وهو شاعر وأديب ذو أصل لبناني، ولد في قرية بشرى في شمال لبنان في عام 1883، واسمه الحقيقي جبران خليل بن ميخائيل بن سعد. كان جبران من عائلة مارونية فقيرة. انتقل جبران في طفولته إلى الولايات المتحدة بصحبة عائلته في عام 1895، ولكن انتشار وباء السل آنذاك أدى إلى فقدانه لعائلته بالكامل. ترك هذا الحدث أثرًا سلبيًا على أحوال جبران النفسية والمادية إلى أن التقى بالسيدة ماري هاسكل، التي كانت إحدى المعجبات بفن جبران فتبنته ماديًا.

اعتمد جبران في كتاباته على الأسلوب التصويري البسيط، وأنشأ رابطة أدبية برفقة مجموعة من الشعراء مثل ميخائيل نعيمة وعبد المسيح حداد ونسيب عريضة، أطلق عليها اسم “الرابطة القلمية” وتم تأسيسها عام 1920، وكانت تهدف إلى تجديد الأدب العربي.

جبران خليل جبران والمرأة

تبنى جبران خليل جبران وجهة نظر خاصة بأمور الزواج والحب، وقد ظهر ذلك بوضوح في كتاب “الأجنحة المتكسرة”، الذي يعتبر من أكثر الكتب التي عبرت عن معاناته الشخصية. انتقد جبران القيود العربية والشرقية التي تُفرض على المرأة، الأمر الذي كان محط خلاف بينه وبين مي زيادة، ولكن لم تقلل تلك النظرة الناقدة من أهمية المرأة في حياة جبران، حيث اعتبرها الأخت والأم والصديقة والطفلة.

الشعلة الزرقاء: أجمل ما كتب جبران في الحب

رغم بعد المسافات، اختصرت الشعلة الزرقاء في أجمل الرسائل التي كتبت لتسرد قصة مي زيادة وجبران خليل جبران. جمع كتاب “الشعلة الزرقاء” حوالي 37 رسالة تتضمن أسمى معاني الحب، الذي أطلق عليه الحب العذري.

أهم المحطات الأدبية في حياة جبران خليل جبران

بدأت حياة جبران الأدبية في عام 1904 عندما نشر أول مقالاته المعروفة باسم “رؤيا”، والتي حازت على إعجاب القراء. استمر في كتابة المقالات وبدأ رحلته الأدبية الحافلة بالإنجازات. سافر جبران إلى باريس، التي كانت ملتقى الفنون آنذاك، وطور ذاته من خلال المشاركة في المعارض والصالونات الأدبية. شارك بلوحاته الفنية في بعض المتاحف، حيث كانت باريس محطة هامة في حياته.

كان جبران يرغب في شراء أحد الأديرة في مسقط رأسه بشمال لبنان. بعد وفاته، تم تحقيق رغبته ودفنه في ذلك الدير، الذي تم تحويله إلى متحف في عام 1995.

أهم مؤلفات جبران خليل جبران

  • الأرواح المتمردة
  • دمعة وابتسامة
  • عرائس المروج

ومن مؤلفاته باللغة الإنجليزية:

  • حديقة النبي
  • رمل وزبد
  • المجنون

المسيرة الأدبية للأديبة مي زيادة

تُعتبر مي زيادة من رواد الإبداع في مجال الصحافة. تبنت الجانب الاجتماعي للصحافة المصرية، وكانت تكتب في باب مخصص لها في جريدة المحروسة يسمى “يوميات فتاة”، تناقش فيه أهم القضايا الاجتماعية بشكل جريء وساخر. أنشأت بابًا مخصصًا في جريدة السياسة الأسبوعية باسم “خلية النحل”، حيث كانت تستقبل أسئلة القراء وترد عليها.

أقامت مي صالونًا أدبيًا في بيت والدها بالقاهرة عام 1912، واستمرت إقامة الصالون لمدة عشرين عامًا.

أهم مؤلفات مي زيادة

  • عائشة تيمور
  • وردة اليازجي
  • غاية الحياة
  • ابتسامات ودموع

ومن مطبوعاتها:

  • الصحائف
  • كلمات وإشارات
  • الحب في العذاب
  • رسالة الأديب إلى الحياة العربية

نهاية مأساوية للكاتبة مي زيادة

لم تضف قصة الحب بين مي وجبران شيئًا جديدًا، فلم تتزوج مي من حبيبها ولم تتزوج أبدًا. عاشت حياة وحيدة حتى تراكمت عليها الأحزان بعد وفاة والدها وجبران، ثم لحقت بهم والدتها في عام 1932. دفعتها هذه الأحزان إلى الانعزال عن الناس، وعادت إلى لبنان في عام 1935 وتوقفت عن الكتابة.

حاول ابن عمها جوزيف الاستيلاء على ميراثها من خلال اتهامها بالجنون وإيداعها في مستشفى للأمراض العقلية، حيث تعرضت لكافة أنواع التعذيب، مما أدى إلى إضرابها عن الطعام حتى وصلت إلى 28 كيلو جرام. بعد خروجها من المصحة، تلقت علاجًا في مستشفى خاص وتحسنت صحتها، ثم عادت إلى القاهرة حتى وافتها المنية في مصر عام 1941.

في نهاية مقالنا عن مي زيادة وجبران خليل جبران، نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم من هي الكاتبة مي زيادة ومن هو الكاتب جبران خليل جبران وكيف بدأت قصه حبهم وكيف انتهت قصتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى