تعليممواضيع تعليمية

أمثلة عن الاستعارة المكنية

تعتبر الاستعارة المكنية من الأساليب البلاغية البليغة التي تستخدم في القرآن الكريم، السنة النبوية، والشعر العربي. سنتناول في هذا المقال بعض الأمثلة البارزة للاستعارة المكنية في هذه المصادر.

أمثلة عن الاستعارة المكنية في القرآن الكريم

  1. قول الله تعالى: “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”
    في هذه الآية، استعار الله سبحانه وتعالى كلمة “جناح” ليصور الذل كأنه طائر له جناح، مما يعبر عن التواضع بشكل بليغ.
  2. قول الله تعالى: “ولما سكت عن موسى الغضب”
    صور الله الغضب كأنه شخص يمكن أن يتحدث ويسكت، مما يجعله ملموسًا وأكثر فهمًا للسامع.
  3. قول الله تعالى: “ولا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله”
    استخدمت الاستعارة هنا للتصريح بشكل غير مباشر عن العلاقة الزوجية بلفظ “عقدة النكاح”.
  4. قول الله تعالى: “فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً”
    عبر الله عن المباضعة بلفظ “تغشاها”، مما يعبر عن الفعل بشكل غير مباشر ومؤدب.
  5. قول الله تعالى: “محصنين غير مسافحين”
    استخدم الله هنا الاستعارة ليعبر عن الأفعال المحرمة بشكل لطيف ومهذب.

أمثلة عن الاستعارة المكنية في الأحاديث النبوية الشريفة

  1. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس”
    شبه النبي الإسلام بالبناء الذي يعتمد على خمسة أركان، فذكر المشبه (الإسلام) ولم يذكر المشبه به (البناء) بشكل مباشر، ولكن أشار إليه بلفظ “بني”.
  2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً”
    شبه النبي الإسلام بشخص غريب، فذكر المشبه (الإسلام) ولم يذكر المشبه به (الشخص الغريب)، بل أشار إليه بلفظ “غريباً”.
  3. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الدين يُسر، ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه”
    شبه النبي الدين بكائن عظيم لا يمكن لأحد أن يشده إلا غلبه، فذكر المشبه (الدين) ولم يذكر المشبه به، بل أشار إليه بلفظ “يشاد”.

أمثلة عن الاستعارة المكنية في الشعر العربي

  1. قول أبو ذؤيب الهذلي: “وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع”
    شبه الشاعر المنية (الموت) بحيوان مفترس، فذكر المشبه (المنية) ولم يذكر المشبه به (الحيوان المفترس) بشكل مباشر، بل أشار إليه بلفظ “أظفارها”.
  2. قول أحمد شوقي: “دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني”
    شبه الشاعر دقات القلب بإنسان يستطيع التحدث، فذكر المشبه (دقات القلب) ولم يذكر المشبه به (الإنسان)، بل أشار إليه بلفظ “قائلة”.
  3. “طار الخبر في المدينة”
    في هذه الجملة، شبه الخبر بالطائر الذي يطير، فذكر المشبه (الخبر) ولم يذكر المشبه به (الطائر)، بل أشار إليه بلفظ “طار”.
  4. “كشر الدهر عن أنيابه”
    شبه الدهر بحيوان مفترس، فذكر المشبه (الدهر) ولم يذكر المشبه به (الحيوان المفترس)، بل أشار إليه بلفظ “أنيابه”.

سر جمال الاستعارة المكنية

  • تعتبر الاستعارة المكنية تشبيهًا بليغًا لا يذكر فيه طرفي التشبيه (المشبه والمشبه به) بشكل مباشر، مما يضفي على الكلام جمالًا وقوةً في التعبير.
  • تعزز الاستعارة المكنية المعنى وتجعل الكلام أكثر تأثيرًا وبلاغة.
  • تتميز بالاختصار والإيجاز، مما يجعل المعنى أعمق وأشد تأثيرًا على السامع أو القارئ.

كيفية التفريق بين الاستعارة المكنية والتصريحية

  • الاستعارة التصريحية: تذكر المشبه به بشكل مباشر وتترك المشبه.
  • الاستعارة المكنية: تذكر المشبه وتترك المشبه به، وتستخدم الرمزية للإشارة إليه.

بهذا نكون قد تناولنا بعض الأمثلة البارزة عن الاستعارة المكنية في القرآن الكريم، السنة النبوية، والشعر العربي، مما يوضح جمال هذا الأسلوب البلاغي وأثره في التعبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى