شخصيات ودول

هل كازاخستان دولة مسلمة

هل كازاخستان دولة مسلمة؟ ومتى دخل الإسلام دولة كازاخستان؟ فقد يرتبط تاريخ البلاد منذ قرون عديدة ارتباطًا وثيقًا بالإسلام، حيث أصبح الإسلام أحد المصادر الرئيسية للروحانية والثقافة الأصلية للشعب الكازاخستاني، وهو ما يدفعنا إلى الإجابة عن بعض الأسئلة المرتبطة باعتناق كازاخستان للإسلام اليوم عبر موقع البلد.

هل كازاخستان دولة مسلمة

تعتنق النسبة الكبيرة من سكان دولة كازاخستان الديانة الإسلامية، حيث تصل نسبة سكان الدولة المعتنقين للديانة الإسلامية ما يقرب من 70.2% من مجمل سكانها، إذ إن مسلمين السنة هم أكثر المجموعات المهيمنة، ولكن هناك أيضًا مجموعات تابعة للشيعة والأحمدية تابعة للديانة الإسلامية.

الرد على سؤال هل كازاخستان دولة مسلمة في حقيقة الأمر قد يكون محير بعض الشيء، ذلك لأنه وعلى الرغم من تلك النسبة الكبيرة التي يمثلها المسلمون إلا إنها تعتبر دولة علمانية ليست مسلمة التشريع والقانون، حيث لا يعترف عدد كبير من هيئاتها بالدين الإسلامي كما هو الحال في بعض الجامعات كما سوف نوضح اليوم في موضوعنا عن الدين الإسلامي داخل كازاخستان.

جدير بالذكر أن الإسلام قد دخل الدولة في القرن الثامن على يد العرب الذين استقروا في أراضي أسيا الوسطى، حيث يرتبط تاريخ بلادنا منذ قرون عديدة ارتباطًا وثيقًا بالإسلام، إذ أصبح الإسلام أحد المصادر الرئيسية للروحانية والثقافة الأصلية للشعب الكازاخستاني، وشارك الأتراك القدماء، أسلاف كازاخستان، بشكل مباشر في تطوير الحضارة الإسلامية وشاركوا في العديد من انتصاراتها.

انتشار الإسلام في كازاخستان

كما وصل الإسلام لأول مرة إلى الحافة الجنوبية للمنطقة من العرب في القرن الثامن، ووفقًا للدستور، قامت جمهورية كازاخستان بإعلان أنها دولة ديمقراطية وعلمانية وقانونية واجتماعية، وقيمها العليا الإنسان والحياة الإنسانية والحقوق والحرية.

ارتبط دخول الإسلام إلى كازاخستان بإدخاله إلى آسيا الوسطى وطشقند وسمرقند وبخارى، عندما تولى قتيبة بن مسلم الباهيلي خورو عام 88 هـ عندما دخل الفتح الإسلامي للبلدان الواقعة وراء النهر مرحلة جديدة ووصل إلى مرحلة جديدة.

حيث مر الإسلام بمجموعة من المراحل منذ دخوله مدن كازاخستان، وقد تمثل بعض تلك المراحل بالنجاح والبعض الآخر بالانهيار، ولكن انتشر الإسلام من جديد في مدن كازاخستان بعد استقلالها وتعرض الاتحاد السوفيتي للانهيار، حيث مثل المسلمون فيها ما يقرب من ثلثي من سكانها، وكان عدد سكان كازاخستان حينها 15 مليون نسمة.

كان في بداية استقلال كازاخستان ما يقرب من 68 مسجدًا فقط ولكن الآن أصبحت تمتلك ما يقرب من 2200 مسجد داخل أراضيها، تم بناء أغلبها حديثًا، حيث إن أكبر تلك المساجد يقع في عاصمتها أستانا وكان هدية للأمير قطر، وهناك بعض الأقاويل التي ذكرت أن كل شهر يتم بناء مسجد جديد، ولكن هناك عجز في الأئمة.

تاريخ الإسلام في كازا خستان

في إطار تفسير إجابة سؤال هل كازاخستان دولة مسلمة يمكن اعتبار أن انتشار الإسلام داخل أرجاء دولة كازاخستان له ارتباط كبير بانتشاره في وسط آسيا وبالخصوص إلى طشقند وسمرقند وبخاري، حيث إنه بعد تولى قتيبة بن مسلم الباهي دولة خراسان وذلك في عام 88 هجريًا بدأت الفتوح الإسلامية في التوالي والدخول إلى بلاد ما وراء النهر وهو ما يتمثل في تلك المرحلة الجديدة التي شاهدتها تلك الدول، وساعد دخول الإسلام على الاستقرار.

بعد ذلك قام قتيبة بعبور النهر وكان هذا بدايات المرحلة الأولى من جهاده واستطاع أن يهجم في المرحلة التالية على بخارى

أما في المرحلة الثالثة والتي تراوحت فترتها بين 90 إلى 93 هجريًا، استطاع قتيبة أن يثبت راية الإسلام في تلك الدول التي دخلها فيما وراء النهر وكذلك حوض جيجون.

توالت حركته الجهادية بعد ذلك إلى المرحلة الرابعة التي استطاع فيها أن يتوجه بمجموعة من الحملات إلى ولاية نهر سيحون فيما بين عامي 94 إلى 96 هجريًا ولايات نهر سيحون واستمر جهاده بتلك المنطقة إلى ما يقرب من 14 عام وصل فيها الإسلام إلى الصين وزاد انتشار الإسلام في منطقة كازاخستان في عهد العباسيين حيث أسلم الخواقين من آل بوغرا.

تمكنت الدعوة الإسلامية حينها من الانتشار إلى أن وصلت إلى الأتراك السلاجقة، ولكن من سوء الحظ أن الحضارات الإسلامية التي تم بنائها قد تعرضت للهدم وتدمير في المناطق التي تم فيها الغزو المغولي.

جدير بالذكر أنه بعد اعتناق المغول للإسلام تحولت القوى العظمى في يد الدين الإسلامي وهو ما ساعده في الانتشار والتوسع، حيث ساهم الأمير المغولى بركة خان في حركة انتشار الإسلام بكافة دول الروس واستغرق إخضاع الروس لوسط آسيا ما يقرب من 182 عام، قام خلالها الشيوعيون بعدد كبير من الحملات على كافة الجمهوريات الإسلامية في كازاخستان ولكن في عام 1353 هجريًا تم القضاء عليهم بشكل كامل.

تعليم الإسلام في كازاخستان

يمكن الإشارة إلى أن بداية تعلم مبادئ الدين الإسلامي كان في عام 2001، حيث قامت الحكومة المصرية بإمداد الدولة الكازاخستانية بمبالغ مالية كبيرة للعمل على تأسيس جامعة نور مبارك الثقافية لتعليم كافة الأمور التي ترتبط بالدين الإسلامي، والتي اعتبرت أولى الجامعات التي اهتمت بتدريب الأئمة داخل كازاخستان، حيث كان قبل ذلك يتم إرسال الأئمة في بعثات إلى البلاد العربية لتعلم كافة الأمور التي ترتبط بالشريعة الإسلامية ومبادئ الدين الإسلامي، لكنها كانت لا تغطي العدد الكبير الذي كان مطلوب لإكفاء المساجد الموجودة داخل الدولة.

في وقتنا هذا تضم الجامعة ما يقرب من خمسمئة طالب، حيث أصبحت لا تقتصر على دراسة الدين الإسلامي بل أتاحت الفرصة أمام الطلاب للحصول على درجة البكالوريوس والماجستير باللغة العربية والإنجليزية بجانب تعلم العديد من الأمور التي تتعلم بالدراسات الإسلامية وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، وتعلم علم التربية.

لكن هناك بعض المشكلات التي تواجهها تلك الجامعة وهو عدم الاعتراف بها من قبل الدولة، كما رفض وزير التعليم في كازاخستان أن يصدق على الشهادات التي تقوم بمنحها للطلاب، ويرجع السبب في هذا إلى أن دولة كازاخستان هي دولة علمانية.

المتطرفون في كازاخستان

يمكن القول بأن الإسلام قد تم إحيائه مرة أخرى داخل الدولة بعد أن قد نسوا مواطنيها الدين الإسلامي والتي كانت في فترة تولى الاتحاد السوفيتي أمور الدولة، إلا أن بعض المواطنين ظلوا على ارتباط كبير به على الرغم من عدم قيامهم بتطبيقه، ولكن بعد استقلالها تزايد عدد الدعاة المسلمين، بجميع مدن ونواحي كازاخستان، وكان من ضمن هؤلاء الدعاة تلك الجامعات الأصولية.

كما أنه بحلول فترة التسعينيات من القرن السابق، كان هناك جدل وحديث كبير حول إنشاء دولة إسلامية على الأراضي الكازاخستانية وكذلك كلًا من وقرغيزستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وبالرغم من ذلك إلا أن خطر التطرف الديني في زيادة مستمرة تمنع من إقامة الفكرة أو الخوف من إجراؤها.

جدير بالذكر أن مركز كازاخستان لمكافحة الإرهاب استطاع أن يسجل عدد كبير لهؤلاء الأشخاص المخالفين للآراء والآداب غير الدستورية للدولة، ولكن بالنسبة لمواطني كازاخستان لا يروا أن هناك علاقة بين الإسلام والتطرف، فالإسلام الآن برغماتي للغاية، ولم يكن أبدًا دينًا عقائديًا، كما لم يتم استقباله بأفكار متشددة.

تعتبر كازاخستان من أولى الدول الآسيوية التي رحبت بدخول الإسلام دون وجود أي غزوات أو رفض من قبل المواطنين، على الرغم من عدم اعتراف بعض الهيئات بالديانة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى