مدة حكم الدولة العباسية من المعلومات المهمة التي يجب أن تعرفها إذا كنت من المهتمين بالتاريخ، فالدولة العباسية من أهم العصور التي مرت على البلاد وسمي فترة حكمها بالعصر الذهبي، وذلك بسبب الازدهار الاقتصادي والثقافي الذي حدث في هذا العصر، وسوف نتناول من خلال هذا المقال أهم المعلومات حول مدة حكم الدولة العباسية عبر موقع البلد
ما الدولة العباسية وكيف نشأت ومتى نشأت
بعد أن قامت معركة الزاب والتي كانت بين الأمويين والعباسيين وانتهت بانتصار العباسيين، انتهى حكم الدولة الأموية وبدأ حكم الدولة العباسية، وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ الإسلامي التي تنشأ دولة نتيجة ثورة على الحكم الموجود في هذا الوقت.
وقام عبد الله بن علي العباسي بالاستيلاء على الشام وشبه الجزيرة العربية، وهرب إلى مصر آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد، ثم تم قتله على يد العباسيين فيها.
وكانت الكوفة في هذا الوقت هي مركز الخلافة العباسية، حيث تم مبايعة الخليفة العباسي عبدالله بن محمد علي الخلافة فيها، وكان لقبه السفاح، وذلك بجانب خراسان التي كانوا يخططون فيها للدعوة العباسية بسرية، ومن أهم الأشخاص المميزون فيها هو(أبو مسلم الخراساني)، ثم تم قتله والتخلص منه نتيجة لأهدافه التي تضر بالثورة.
مدة حكم الدولة العباسية
استمرت مدة حكم الدولة العباسية حوالي ٥٢٤ عام (١٣٢-٦٥٦هجرية)(٧٥٠-١٢٥٨ ميلادية).
وتولى خلافة الدولة العباسية ٣٧خليفة، بدأت الدولة العباسية بالخليفة ابي العباس السفاح وانتهت بالخليفة المستعصم الذي تم قتله على يد المغول حين دخلوا بغداد وسيطروا عليها، وقد قام المؤرخون بتقسيم مدة الحكم إلى أربعة عصور وهم كالآتي:
1- العصر العباسي الأول (من سنة ١٣٢ إلى ٢٣٢هجرية/ من سنة ٧٥٠ إلى ٨٤٧ميلادية)
تم تسمية هذا العصر بالعصر الذهبي للخلافة العباسية، حيث بدأ بالخليفة أبي العباس السفاح وانتهى بالخليفة الواثق بالله العباسي وذلك عام ٢٣٢، وكانت مدة حكم الدولة العباسية في هذا الوقت في أبهى صورها، حيث امتازت هذه الفترة برخاء في الاقتصاد وازدهارًا في العلم، وكان عصرًا قويًا سياسيًا.
وكانت الإدارة خلال العصر العباسي الأول إدارة قوية وعبقرية، فقاموا بالكثير من الفتوحات، و انتصروا على الروم، ومنعوا الفتن فيما بينهم.
أسماء خلفاء العصر العباسي الأول ومدة حكم كل واحد منهم
- أبو العباس بن عبدالله (السفاح) حكم من سنة ١٣٢ إلى سنة ١٣٦ هجرية.
- عبدالله أبو جعفر المنصور حكم من سنة ١٣٦ إلى سنة ١٥٨ هجرية.
- أبو عبدالله محمد المهدي حكم من سنة ١٥٨ إلى سنة ١٦٩ هجرية.
- أبو محمد موسى الهادي حكم من سنة ١٦٩ إلى سنة ١٧٠ هجرية.
- أبو جعفر هارون الرشيد حكم من سنة ١٧٠ إلى سنة ١٩٣ هجرية.
- أبو موسى محمد الأمين حكم من سنة ١٩٣ إلى سنة ١٩٨ هجرية.
- أبو جعفر عبدالله المأمون حكم من سنة ١٩٨ إلى سنة ٢١٨ هجرية.
- أبو إسحاق محمد المعتصم حكم من سنة ٢١٨ إلى سنة ٢٢٧ هجرية.
- أبو جعفر هارون الواثق حكم من سنة ٢٢٧ إلى سنة ٢٣٢ هجرية.
2- العصر العباسي الثاني ( ٢٣٢-٣٣٤ هجرية/ ٨٤٧-٩٤٦ ميلادية)
بدأ هذا العصر بالخليفة المتوكل عام ٢٣٢ هجرية وانتهى بالخليفة المستشفى عام ٣٣٤ هجرية،
ولكن امتازت مدة الحكم أثناء هذا العصر بضعف السلطة، وسقوط مقام الخلافة، وزادت قوة الحكم التركي، وتم استقلال عدد من الدول عن الخلافة العباسية، ولكن تبقى عدة دول في العراق، وبعض المناطق في فارس والاهواز، ولكن أتت فترة سميت بفترة (صحوة الخلافة)، حيث عادت للخلافة السلطة والقوة، وكان ذلك على يد الخلفاء المعتضد، والمكتفي، والمعتمد.
أسماء خلفاء العصر العباسي الثاني ومدة حكم كل واحد منهم
- أبو الفضل جعفر المُتوكِّل حكم من سنة ٢٣٢ إلى سنة٢٤٧ هجرية.
- أبو جعفر مُحمَّد المنتصر حكم من سنة 247-248هـ.
- أبو العبّاس أحمد المُستعين حكم من سنة 248-252هـ.
- أبو عبد الله مُحمَّد المُعتز حكم من سنة 252-255هـ.
- أبو إسحاق مُحمَّد المُهتدي حكم من سنة 255-256هـ.
- أحمد المُعتمد حكم من سنة 256-279هـ.
- أبو العباس أحمد المُعتضد حكم من سنة 279-289هـ.
- أبو مُحمَّد المُكتفي حكم من سنة2٨٩ -295هـ.
- أبو الفضل جعفر المُقتدر حكم من سنة 295-320هـ.
- أبو منصور مُحمَّد القاهر حكم من سنة 320-322هـ.
- أبو العبّاس أحمد الراضي حكم من سنة 322-329هـ.
- أبو إسحاق جعفر المُتَّقي حكم من سنة 329-333هـ.
- أبو القاسم عبد الله المُستكفي حكم من سنة333-334ه.
3- العصر العباسي الثالث (٣٣٤-٤٤٧ هجرية/ ٩٤٦-١٠٥٥ميلادية)
بدأ هذا العصر بخلافة الخليفة المُستكفي وانتهت بخلافة الخليفة القائم، حيث امتازت هذه الفترة من مدة حكم الدولة العباسية بقوة النفوذ البويهي الشيعي في دولة العراق، والذي بسببه فقد الخليفة قوته وسلطته، فلم يكن للخليفة أي حق في التصرف في أمور الدولة دون الرجوع إليهم وحتى يوافقون عليه، ولكنهم حرصوا على وجود منصب الخليفة وهذا لتحقيق أغراضهم.
أسماء خلفاء العصر العباسي الثالث ومدة حكم كل واحد منهم
- أبو القاسم عبد الله المُستكفي حكم من سنة ٣٣٣ إلى سنة٣٣٤ هجرية.
- أبو القاسم الفضل المطيع حكم من سنة ٣٣٤ إلى سنة ٣٦٣ هجرية.
- أبو بكر عبد الكريم الطائع حكم من سنة ٣٦٣ إلى سنة ٣٨١ هجرية.
- أبو العبّاس أحمد القادر حكم من سنة ٣٨١ إلى سنة ٤٢٢هجرية.
- أبو جعفر عبدالله القائم حكم من سنة ٤٢٢ إلى سنة ٤٦٧ هجرية.
4- العصر العباسي الرابع (٤٤٧-٦٥٦ هجرية/ ١٠٥٥-١٢٥٨ هجرية)
بدأ هذا العصر أثناء خلافة الخليفة القائم وانتهى بوفاة الخليفة المستعصم، وقد امتازت مدة الحكم خلال هذه الفترة بسيطرة السلاجقة الأتراك على السلطة، ولكنهم كانوا أفضل من البويهيين، لأنهم كانوا يوقرون ويحترمون الخلفاء لأنهم من أهل السنة.
ويجب أن نذكر أن حال الدولة العباسية خلال هذا العصر قد تغير تمامًا، حيث انهم استعادوا قوتهم ونفوذهم، وتم استقلالهم بحكم بغداد والعراق، ومكثوا مدة ٦٦ عامًا لم تستطع أي قوة أن توقعهم تحت نفوذها، وذلك حتى استطاع المغول الإيقاع بهم وإسقاط الدولة العباسية بعد أن وصلوا إلى بغداد.
أسماء خلفاء العصر العباسي الرابع ومدة حكم كل واحد منهم
- أبو جعفر عبدالله القائم حكم من سنة ٤٢٢ إلى سنة ٤٦٧ هجرية.
- أبو القاسم محمد المقتدي حكم من سنة ٤٦٧ إلى سنة ٤٨٧ هجرية.
- أبو العباس أحمد المستظهر حكم من سنة ٤٨٧رالي سنة ٥١٢ هجرية.
- أبو المنصور الفضل المسترشد حكم من سنة ٥١٢ إلى سنة ٥٢٩ هجرية.
- أبو جعفر منصور الراشد حكم من سنة ٥٢٩ إلى سنة ٥٣٠ هجرية.
- أبو عبد الله مُحمَّد المقتفي حكم من سنة ٥٣٠ إلى سنة٥٥٥ هجرية.
- أبو المظفر يوسف المستند حكم من سنة ٥٥٥ إلى سنة٥٦٦ هجرية.
- أبو محمد الحسن المستضئ حكم من سنة ٥٦٦ إلى سنة ٥٧٥ هجرية.
- أبو العباس أحمد الناصر حكم من سنة ٥٧٥ إلى سنة ٦٢٢ هجرية.
- أبو نصر محمد الظاهر حكم من سنة ٦٢٢ إلى سنة ٦٢٣ هجرية.
- أبو جعفر منصور المستنصر حكم من سنة ٦٢٣ إلى سنة ٦٤٠ هجرية.
- أبو أحمد عبدالله المستعصم حكم من سنة ٦٤٠ إلى ٦٥٦ هجرية.
سقوط الدولة العباسية
يوجد أسباب كثيرة أدت إلى ضعف الخلافة العباسية وأهمها:
- أن بعض الخلفاء العباسيين اعتمدوا على قوة أجنبية حتى يخدموا الخلافة أمثال الفرس، والأتراك، والسلاجقة، والبويهيين مما أدى إلى ضعف الخلافة.
- وجود فتن طائفية وخلاف مستمر بين السنة والشيعة داخل بغداد.
- ظهور طوائف كالملاحدة، والزنادقة، وظهور طوائف المتكلمين والمعتزلة ، فتم انقسام المسلمين إلى شيع، وأرادوا أن يقضوا على الخلافة.
- امتدت الدولة العباسية إلى أماكن كثيرة، واتسعت مساحتها، فتم تقسيمها إلى دويلات صغيرة وانفصلت عن أساس الخلافة، واستبعد كل حاكم بخيرات الدويلة التي يحكمها، وامتنع عن تقديم أي شيء للخلافة الرئيسية، مما أدى إلى طمع المغول وغيرهم.
- الصراع على السلطة، وضعف الإدارة عند الخليفة الحاكم، واعتماد الحكام على النظام المركزي للحكم، كان هذا يعرقل من إدارة مناطق أوسع داخل الدولة.
- ضعف الخليفة المستعصم، وانشغاله أمور الدنيا كاللهو واللعب وملذات الحياة، غير أنه كان لا يصلح لتولي الخلافة، وكذلك أبنائه من بعده اهملوا في الحكم واهتموا مثل أبيهم بالأمور السطحية واللعب واللهو، مما أدى إلى ضعف الخلافة، وانتهاء مدة حكم الدولة العباسية.
العوامل التي أدت إلى سقوط بغداد
هناك الكثير من العوامل السياسية التي أدت إلى سقوط بغداد وأهمها:
- الخلل الذي حدث في سلطة الدولة العباسية.
- الخلاف بين السنة والشيعة بين عامة الناس.
- أهداف هولاكو ومحاولات الاستيلاء على بغداد عاصمة الخلافة العباسية.
- إرسال هولاكو أوامر إلى الخليفة المستعصم بتدمير الحصون، وإغلاق الخنادق، وان يسلم الحكم لابنه، وأن يرسل الوزير سليمان شاه والدوادار له، ومع ضعف موقف الخليفة المستعصم وتهديد هولاكو له إلا أنه رفض الاستسلام والانصياع إلى أوامر هولاكو.
- تفكك الدول الإسلامية، وخذلانهم للخليفة المستعصم، وعدم وقوفهم بجانبه ضد المغول، وذلك لخوفهم منهم.
- نتيجة لضعف الخليفة وعدم تكاتف الدول الإسلامية حاصر المغول بقيادة هولاكو مدينة بغداد وعاثوا فيها فسادا لمدة أربعين يوما، فقتلوا أئمة المساجد و طلاب العلم وهدموا وأحرقوا المساجد واتلفوا الكتب ودمروا أماكن العلم، حتى خلت المدينة، وكثرت فيها الجثث، وسقطت بغداد في أيدي المغول عام ٦٥٦ هجرية وانتهت مدة حكم الدولة العباسية.
الخلاصة في 7 نقاط
- متى نشأت الدولة العباسية وكيف تم نشأتها.
- تقسيم مدة حكم الدولة العباسية إلى عصور: العصر العباسي الأول، العصر العباسي الثاني، العصر العباسي الثالث، العصر العباسي الرابع.
- ذكر أسماء الخلفاء العباسيين في كل عصر مع ذكر مدة حكم كل واحد منهم.
- أهم السمات والصفات التي امتاز بها كل عصر من العصور.
- الأسباب والعوامل التي أدت إلى ضعف الخلافة العباسية، ومن ثم نهاية مدة حكم الدولة العباسية وسقوطها.
- سقوط بغداد في يد المغول نتيجة لعدم ترابط الدول الإسلامية معا وتفككهم.
- الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة كانت سببًا في ضعف الدولة وسقوطها.
