كيف يتم زراعة وتجارة الكزبرة في سوريا؟ وما فوائدها؟ لا تعد الكزبرة من المحاصيل القديمة، حيث بدأ زراعتها لأول مرة منذ عشرة أعوام، وأصبحت الآن زراعة الكزبرة في سوريا متوفرة بكثرة بسبب زيادة الطلب عليها، ومناخ الدولة السورية مُلائم لزراعة الكزبرة؛ لأن زراعتها لا تحتاج لمتطلبات عديدة سوى مناخ مشمس، وأرض ذات سماد جيد، ومن خلال موقع البلد سوف نتعرف على كيفية زراعة وتجارة الكزبرة في سوريا.
زراعة وتجارة الكزبرة في سوريا
اشتهرت في الآونة الأخيرة زراعة وتجارة الكزبرة في سوريا، وحققت نجاحًا رهيبًا بسبب جودة تقديمها، يتم البدء بزراعتها في نهاية شهر تشرين الأول، والسبب في ذلك كثرة الأمطار خلال الشهر التي تساعد على التخلص من الأوساخ، ولكن أصبحت الزراعة في ذلك الشهر غير لازمة بسبب وجود الأدوية الزراعية.
دولة سوريا من الدول التي تُشكل قوة إقليمية زراعية؛ لأنها لم تحتاج إلى استيراد المنتجات الزراعية من الدول الخارجية، وساعدت مساحتها الكبيرة على توافر العديد من المحاصيل الزراعية المختلفة، ومن أكثر النباتات التي تنتجها الدولة السورية، هي التوابل مثل: الكزبرة، والكمون، واليانسون، وحبة البركة.
زراعة وتجارة الكزبرة في سوريا تساهم بشكل كبير في دخلها الاقتصادي، مما جعل الفلاحين يقومون بزراعتها بكثرة وكونها لا تستغرق الكثير من الوقت ولا تحتاج إلى الكثير من الجهد؛ لذا أصبحت منتج للتصدير من الدرجة الأولى، واحتلت سوريا المركز الثاني في تصدير النباتات الطبية مثل الكزبرة، والكمون، واليانسون، وحبة البركة، والشمرا، حيث بلغ صادراتها في عام 2010 ما يقارب 34 ألف دولار.
تأتي الهند في المركز الأول بمبلغ 144 ألف دولار، وتحتل إيران المركز الثالث في تصدير النباتات الطبية، وبلغت أرباحها ما يعادل 45.7 ألف دولار، والصين في المركز الرابع وتحصل على 41 ألف دولار، وتأتي دولة مصر في المركز الخامس بنسبة تساوي 31.5 ألف دولار.
هناك بعض الاستخدامات الاقتصادية المهمة للكزبرة، لذا تُعد زراعة وتجارة الكزبرة في سوريا من أهم المنتجات الزراعية، وتتمثل في الآتي:
- تعد الكزبرة من أحد التوابل التي لا غنى عنها في الطعام.
- تستخدم في بعض الصناعات الغذائية مثل خلطة الكاري.
- تستخدم في الأمور الطبية مثل منع القيء، وتسكين آلام المعدة، ومعالجة صداع الرأس، ومعالجة ضغط الدم المرتفع، والحد من مخاطر الإصابة بتجلط الشرايين.
- واحد فدان من الكزبرة ينتج حوالي ألف ومئتان كيلوجرام من البذور الجافة، ويمكن جعل تجارة الكزبرة عملًا ناجحًا إذا قام المزارع بتصدير جزء كبير منها إلى الدول الأخرى.
كيفية زراعة الكزبرة في سوريا
استكمالًا للتحدث عن زراعة وتجارة الكزبرة في سوريا، نتطرق إلى الأمور المتبعة في زراعتها بسوريا، حيث تعتمد الزراعة على الموقع المناسب والتربة الملائمة، ويجب توافر مناخ يلائم حالة النبات، إذا كانت زراعتها في منطقة ذات مناخ معتدل، فيجب أن تزرع في أواخر فصل الربيع.
أما إن كانت زراعة الكزبرة في منطقة استوائية، فمن الأفضل أن تزرع في فصل الخريف، ويزرع النبات في محيط مناسب يجعلها تتعرض لأشعة الشمس، ويجب أن تكون التربة بدرجة حموضة بين 6.2 و6.8 ويمكن زراعة نبات الكزبرة في الحديقة أو في الأصص، وسوف نتعرف على ذلك في الأسطر القادمة.
- زراعة نبات الكزبرة في الحديقة: حتى يمكن للأشخاص زراعة الكزبرة في الحدائق عليهم أنه يضعوا البذور داخل عمق 1/4 إنش، ويجب أن يفصل بين كل بذرة والأخرى بمسافة تقدر من ستة إلى ثمانية إنش.
- زراعة نبات الكزبرة في الأصص: جذور نبتة الكزبرة ذات عمق كبير، فحتى يمكن للشخص زراعتها في الأصص، عليه أن يقوم بوضع البذور داخل عمق 25 سنتيمتر بحد أدنى، ويضع في الأصيص خمس بذرات بحد أقصى.
العناية بنبات الكزبرة
يجب الاهتمام بنبات الكزبرة جيدًا عن طريق ريه يوميًا وبكميات محددة، ولا يجب ريه بإفراط؛ لأن ذلك سوف يؤثر بشكل سلبي على نموه، وعند ظهور الأزهار في النبات يجب قصها بسرعة، حتى تنمو أوراق النبات بشكل أفضل، وسوف تنمو على مدار أسبوعين إذا تم الاعتناء بها جيدًا.
من الضروري إزالة الأعشاب الضارة التي قد تظهر حول الشتلات، وعند قص نبات الكزبرة، فيجب أن يتم نزع الساق بأكملها، ومن ثم تركها لتجف، وبعد ذلك توضع في علب محكمة الإغلاق، ويمكن وضعها لتتجمد، أو استخدامها وهي طازجة.
نبذة عن نبات الكزبرة
الكزبرة هي نبات عشبي يتراوح طوله من ستين إلى مائة سنتيمتر، وأوراقها تكون ريشية ومتواضعة في شكلها، وتتميز أزراها بصغر حجمها، ولونها أبيض يميل إلى اللون الأرجواني، وثمارها كروية الشكل، ولونها بني مخضر يكون طولها من 4 إلى 6 ملم، ويكون لها رائحة كريهة حينما لا تكون ناضجة.
مكان زراعتها الأساسي هو حوض البحر المتوسط، كما تنتشر زراعتها في دول آسيا وأفريقيا، وأوروبا، وتكون في المناطق ذات المناخ المعتدل، والمناطق شبه الحارة، وتعد رومانيا، ومصر، والمغرب، وإيطاليا، والمجر، أكثر البلدان زراعة للكزبرة،وتعرف بأسماء كثيرة في العالم العربي مثل، الكسبرة، قديون، والقصب، وتفاح الجن.
يتم زراعة الكزبرة في فصل الشتاء، في شهر أكتوبر وأول شهر ديسمبر، فهي تتحمل درجة الحرارة والجفاف، ويؤدي التأخر في زراعتها إلى جعلها صغيرة الحجم، يتم زراعته في التربة الصفراء الثقيلة، وهي أفضل الترب لنمو النبات بشكل سليم، ومن أكثر الأماكن زراعة لنبات الكزبرة، هي محافظة الحسكة في دولة سوريا، فالمساحة المزروعة فيها وصلت إلى أربعة آلاف ومائتين أمتار.
يلجأ لزراعتها الفلاحون بكثرة كونها لا تأخذ الكثير من الجهد والوقت، وتساوي أرباح زراعتها عشرة أضعاف تكاليف إنتاجها.
فوائد نبات الكزبرة
يتمتع نبات الكزبرة بالعديد من الفوائد، وهذه الفوائد هي التي ساعدت في زيادة إنتاجه، إضافة إلى أنه نوع من التوابل فهو يتمتع بفوائد طبية كبيرة، وتتمثل كافة الفوائد التي توفرها للجسم في النقاط التالية:
- علاج الأمراض الجلدية مثل الالتهابات، والجفاف الفطري.
- تعديل نسبة الكولسترول في الدم.
- حماية من مرض السرطان.
- التقليل من التهابات المسالك البولية.
- التخفيف من الاضطرابات في المعدة مثل عسر الهضم، والامساك، حيث يقوم نبات الكزبرة بزيادة إفراز العصارات الهضمية.
- يساعد على زيادة نشاط هرمون الأنسولين، مما يعدل مستوى السكر في الدم.
- يعمل نبات الكزبرة عمل مضادات الانفعال، حيث يساعد على تهدئة التوتر العصبي، ومعالجة الأرق.
- معالج لنزلات البرد البسيطة والحادة.
- يحتوي نبات الكزبرة على الكالسيوم الذي يساهم في تقوية العظام.
- يساعد النساء على تسكين آلام واضطرابات الدورة الشهرية.
- يساعد على علاج فقر الدم وقرحة الفم.
المشاكل الشائعة التي تصيب نبات الكزبرة
توجد بعض المشاكل الشائعة التي تواجه الفلاحين في زراعة الكزبرة وهي أنه قد تصاب نبتة الكزبرة بالرخويات؛ لأن هذه الرخويات تأكل شتلات الكزبرة الصغيرة، ويمكن التخلص منها عن طريق وضع النشارة الخشبية، أو استخدام فتات قشر البيض حول النبات، ويمكن أيضًا وضع الأشرطة النحاسية، أو استخدام المكافحة الحيوية.
نبات الكزبرة وع من أنواع التوابل المهمة لدى شعوب العالم أجمع، وذلك لِما فيه من الفوائد في علاج الأمراض التي تصيب الإنسان بشكل دوري، فأصبحت زراعته وتجارته دخلًا كبيرًا للدولة.
