الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة
الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة هو أحد المعلومات التي ينبغي على أي باحث العلم بها بشكل محدد ودقيق، إذ إن الفرق بين كلًا منهما قد تعتبر عملية انتقالية أو تحولية من مصطلح إلى آخر، وقد يكون لكلًا منهم خصائصه التي تميزه وتجعله منفرد عن الآخر كما سنوضح اليوم بموقع زيادة.
الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة
يومًا ما هل طرحت على نفسك سؤال أو توجه إليك أحد زملائك في العمل بسؤال عما هو الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة، فقد يظن بعض الأشخاص أن هذا السؤال مقتصر فقط على استخدام التكنولوجيا، ذلك نظرًا لكون أن الكمبيوتر هو الذي يتعامل مع البيانات ويحولها إلى معلومات ولكن هذا غير صحيح فجميع ما حولنا في كافة المجالات يمكن أن نطلق عليه مصطلح بيانات والآخر معلومات.
لكن مضمون تلك المصطلحات قد يختلف بالنسبة للمجال الموجود فيه، فربما تجد نفس المعنى لكلًا منهم ولكن بشكل ومعنى آخر لكن في النهاية يمكن أن تندرج تحت قائمة البيانات أو المعلومات أو المعرفة.
كل هذا يحتم علينا التعرف على الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة حتى نستطيع وضع كل شيء في مكانه الصحيح، وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن البيانات ذاتها المعلومات ولكن في صورتها الخام الأولية.
إذ إن البيانات يمكن تصويرها بالحروف التي تكون كلمة فإذا نظرت إليها ستجد أنها المادة الخام التي تتكون منها الكلمة في الأساس ومن ثم عند تجميعها ستحصل على نتيجة وهي الكلمة في حد ذاتها والتي يمكن أن نطلق عليها المعلومة.
على هذا الأساس يمكن القول بأن البيانات هي تلك المعطيات الخام المستخلص منها المعلومات، كما أن البيانات يمكن إدراكها بكافة الحواس العادية أو يمكن الحصول عليها أيضًا من خلال أجهزة القياس كما هو الحال في أجهزة قياس درجات الحرارة.
أما المعلومات فهي نتائج إدخال البيانات في عملية معالجة، ولكن بشكل دقيق بعد أن تم تحليلها وتركيبها بالهيئة المطلوبة وتضمن ما تشير إليه من مؤشرات ومقارنات في بعض أحوالها، إلى أن نصل في النهاية إلى المعرفة.
يمكن أن نطلق على المعرفة تلك المعلومة التي تمكنت من أن تستوعبها بعد أن علمت بها، وبالتالي أدركتها فأصبح لديك فكرة عن تلك المعلومات.
مثال يبين الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة
حتى يمكن تقريب فكرة الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة يمكن تطبيق ذلك على أي شيء في حياتنا، ولكن سوف نقرب لك المثال بشكل علمي أكثر دقة.
إن قمت بقياس منسوب الأمطار فسوف تحصل على درجة واحدة وعند قياسها بأكثر من مرة فسوف تجمع عدد من درجات حرارة منسوب تلك الأمطار وفي تلك الحالة ستتحول البيانات المتمثلة في قياس واحد إلى مجموعة من القياسات التي حصلت عليها وتحولت إلى معلومات عن منسوب الأمطار بوجه عام في منطقة ما، وإن قمت بإجراء عملية حسابية للتعرف على متوسط سقوط الأمطار فالناتج من تلك العملية هي المعرفة.
عرف بعض الأشخاص المعرفة على أنها حصيلة المزج الخفي الذي تم بين مجموعة من المعلومات وتلك المدركات الحسية، وذلك من خلال تلقي المعلومات ومزجها بالحواس والمدركات الخاصة من خلال مقارنتها بما قام العقل بتخزينه من واقع تلك الخبرات التي هو بالفعل على علم بها من قبل من خلال الخبرات السابقة.
من جانب آخر يمكن رؤية المعلومات بأنها تلك الوسيلة أو ذلك الوسيط الذي يتم من خلاله اكتساب مجموعة من المعرفة ويكون ذلك بطرق عديدة يمكن أن تكون بالحواس الخمسة العادية التي يملكها الإنسان أو التخمين في تلك النتائج أو بالممارسة الفعلية لبعض الأمور والتدريب أو بتلك الخبرات السابقة التي يمتلكها الفرد.
أوجه الاختلاف بين البيانات والمعلومات والمعرفة
هناك العديد من المقاييس التي يمكن من خلالها التعرف على الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة وذلك من خلال المقارنة أو إخراج أوجه الخلاف بين كلًا منهما، وقد تعتبر تلك الاختلافات هي أحد الوسائل المساعدة في تحديد ومعرفة المقصود بكلًا منهما بشكل أكثر دقة، وحتى نكون أكثر دقة إليكم عملية المقارنة من خلال الفقرات التالية:
1- الشكل والاختلاف بينهم
البيانات تتميز بالعشوائية والشكل غير المنتظم أو المفهوم بمفرده أما المعلومات فيمكن تعريفها على أنها معنى ودلالة، وبالتالي يمكن فهمها في شكل مرتب ومنظم، أما المعرفة فيتم التعرف عليها من خلال تلك المعلومات المكتسبة من تجربة وتكون أكثر فهمًا وتوضيحًا.
كما تتسم البيانات بأنها متبعثرة لا يمكن بمفردها أن تعطي نتائج لأي شيء دون أن يتم معالجتها من خلال أحد العمليات التابعة لمجالها، أما المعلومات فتكون ذات تنظيم ويمكن البناء عليها، والمعرفة تعتبر ناتج هذا البناء الذي تكون من تلك المعلومات.
2- اختلاف النتائج
جمع البيانات مع بيانات أخرى يعطي نتيجة مضللة لا يمكن فهمها أو حتى التعرف على معنى واضح لها، أما المعلومات فيمكن جمعها مع معلومات أخرى بشرط أن تكون من مجال واحد للحصول على معرفة في هذا المكان، وتلك المعرفة هي الفكرة أو النتيجة التي اكتسبها الفرد.
تمتلك المعلومات قدرة على النمو إن تم استخدامها بكثرة وبشكل سهل من قبل المفكرين وهو ما يزيد لديهم المعرفة، على عكس البيانات التي تعتبر عقيمة لا تولد في حالة استخدامها بمفردها أو بشكل متكرر دون معالجتها بأي شيء
3- الفروق التمثيلية
يمكن تشبيه البيانات بالحروف أو الرموز أو الأرقام التي تدخل في عمليات حسابية أو عمليات منطقية وفكرية للحصول على معلومات وهي النتيجة عن تلك العملية وقد يكون الثابت من تلك النتائج المتشبهة من نفس العمليات هو المعرفة المستخلصة من ذلك، وقد تكون المعرفة هي في حد ذاتها المعلومة التي اكتسبها الفرد.
4- إمكانية التنبؤ
تنفرد المعرفة عن المعلومات والبيانات بإمكانية التنبؤ بها وذلك في حالة إن كان الفرد بالفعل يمتلك المعرفة المطلوبة لعمل هذا التنبؤ.
5- حالات المشاركة
الغرض من مشاركة البيانات مع تلك الوسائط العلمية الأخرى هو إعادة عمليات تحليلها بشكل آخر يختلف عن الطريقة التي خضعت لها من قبل للحصول على نتائج جديدة جاهزة للاستخدام، أما مشاركة المعلومات فهي تفتح آفاق جديدة وأفكار قد تكون لأول مرة تأتي في عقل الإنسان وفي تلك الحالة فهي فقط تحتاج إلى الاختبار للتعرف على مدى صحتها ودعمها من خلال الأبحاث للوصول على المعرفة الخاصة بها.
يعتبر من الأمور اليسيرة على الإنسان أن يخلط بين المعرفة والمعلومات وغالبًا قد يستخدم هذان المصطلحين بشكل متبادل دون فهم الفرق وقد يرجع ذلك إلى أن هناك اختلافات طفيفة بينهم، ولكن يمكن تشبيه المعرفة الخبرات التي تعلمها الشخص من قبل من خلال تلك المعلومات التي كانت داخل التجربة في حد ذاتها.
من الضروري أن يتعرف أي إنسان بغض النظر عن المجال التابع له على كافة الفروقات والاختلافات المميزة للبيانات والمعلومات والمعرفة، حتى يتمكن من وصف ما يحيط به بشكل دقيق، وكذلك اختيار المصطلحات في محلها الصحيح.
المعرفة هي تلك الخلاصة التي يتعلمها المرء من تلك الخبرات التي حصد فيها معلومات كانت من عمليات معقدة لبعض البيانات العشوائية من حوله.