من مستويات التفكير البسيط
من مستويات التفكير البسيط الكثير من العمليات العقلية الأساسية التي نمارسها في الحياة اليومية، كما أننا نعتمد عليها بشكل أساسي في العمل والعلاقات الاجتماعية، وأدق السلوكيات التي نمارسها يوميًا تحتاج إلى إحدى مستويات التفكير البسيط، مثل ترتيب الأفكار ووضع الخطط قصيرة المدى، وهذا ما نطرحه عبر موقع البلد.
من مستويات التفكير البسيط
عرف بعض العلماء أن التفكير البسيط هو ما يقوم الوعي بفعله، مثل إدراك الوجود والمعاني الذاتية، كذلك الوعي بالأشخاص المحيطة والأدوات التي نستخدمها، كذلك الحسابات الذّهنية المبسطة، استدعاء ذكرى أو معلومة وتذكّر الأشياء كرقم الهاتف، كما أشار بعض الفلاسفة إلى أن عملية التفكير تعني الحوار الداخلي المكثّف.
1- الملاحظة والتدقيق
تعتمد بشكل كبير على استقبال الحواس للمعطيات المحيطة، وتحويلها إلى إشارات عصبية يستقبلها المخ ويقوم بتحويلها إلى معلومات، بهدف تصنيف عناصر البيئة البسيطة وتسميتها وتقييم كل عنصر ومدى أهميته أو ضرره للإنسان، وملاحظة الأمور التي تستحق الدراسة.
2- الوصف والتصنيف
عملية التصنيف من العمليات الأكثر تعقيدًا بين مستويات التفكير البسيط، وتحدث من خلال جدولة جميع العناصر البيئية وتقسيمها إلى أنواع وأصناف؛ لسهولة التعامل معها، من خلال تحليل الصفات والخصائص المحددة التي تمت ملاحظتها والربط بينها.
3- المقارنة والمفاضلة
لا تتم المقارنة إلا بعد الملاحظة والتصنيف، لأن مستويات التفكير البسيط مترتبة على بعضها البعض ولا يمكن أن نقوم بعملية واحدة مُجردة، وتتم المقارنة عن طريق إيجاد تشابه أو أكثر بين العناصر التي تم تصنيفها من قبل، مع مراعاة الاختلافات، عندما تصاغ الأسئلة الأكثر تشعبًا كانت المقارنة أكثر انفتاحًا وعمقًا.
4- الترتيب المنطقي
تتم عملية الترتيب أو التسلسل بناءً على مقياس مُحدد يتم توالي العناصر على أساسه، حيث يقوم العقل بترتيب المفاهيم والأحداث بدلالة هذا المقياس، وتطبيقات تلك العملية تظهر في المناقشات اليومية وبعض مهام العمل والأنشطة اليومية، وتحمي الإنسان من التشتت والعشوائية.
5- التلخيص الانتقائي
لكي تتم عمليات التلخيص يجب على العقل أن يدرك جميع العناصر من خلال الملاحظة، وبالتالي يستطيع رصد الاختلافات الجوهرية وتحديد المهم من المعارف والخبرات، وبناءً عليه يمكنه انتقاء العناصر التي يحتاج إليها والمعلومات المقدمة على غيرها من حيث الفاعلية، بما ينتج عنه اختزال الكلمات للوصول إلى لُب الموضوع.
6- جمع المعلومات
تعتبر عملية جمع المعلومات واحدة من أهم مستويات التفكير البسيط؛ لأن العديد من المهارات والعمليات الأخرى تبنى عليها، مثل تكوين الرؤية وطرح الأسئلة، كما أن المعلومات تفتح آفاق جديدة للعقل وتنمي المخيلة والابتكار.
7- التحليل المنطقي
بعد الملاحظة والتصنيف وإجراء المقارنات يقوم العقل بالتركيز على عنصر معين هو بصدد التعامل معه، ويقوم بتحديد خصائصه ومكوناته، ومحاولة تفكيكه إلى أجزائه الأولية لمعرفة العلاقات والأنماط ووصف كل منها، وتساعد تلك المهارة في الدراسة وتحصيل المعلومات بشكل كبير.
8- الاستنباط العقلي
تعتمد تلك الأداة على تحليل المعطيات ودراسة القواعد العامة المنظمة لها، بهدف الوصول إلى النتائج المطلوبة لتطبيقها على المواقف الخاصة، ويحدث ذلك من خلال تحويل الشيء من كل إلى جزء، والاستدلال على المعلومات الخفية في الظاهرة محل البحث، ومحاولة التنبؤ بالنتائج المترتبة.
9- الاستقراء والتحليل
من أهم مستويات التفكير البسيط حيث يعتبر هو الطريقة المثالية في التفكير الفلسفي من خلال تحويل الوقائع إلى قواعد، وتجميع الأجزاء إلى صورة كلية يمكن أن تكون مرجع للإنسان، يمارس من خلالها النشاطات المتعلقة بالموضوع الذي تم استقراءه من قبل؛ ليتجنب الوقوع في المشكلات.
10- التنبؤ بالأحداث
يترتب هذا المبحث على العمليات العقلية والمهارات التي يقوم بها العقل، مثل التحليل والاستنباط بهدف الوصول إلى النتائج المستقبلية الممكنة أو المحتملة من حدث أو مجموعة من الأحداث.
11- الاستدلال العقلي
هذه المهارة من مهارات التفكير البسيط تنبع من الاستنباط للأدلة المتاحة بعد تحليلها، وربطها ببعضها البعض من خلال معالجة النصوص أو الصور، ثم طرح الأسئلة واختيار المفاتيح اللغوية والعقلية الملائمة لإيصال المعنى، والهدف من ورائها ومشاركتها مع الآخرين.
12- البحث والتقصي
لا غنى عن هذه المهارة العقلية البسيطة في الوصول إلى مهارات أكثر تعقيدًا، فالبحث عن البيانات والمعلومات هو العنصر الأساسي في توسيع مدارك العقل، فعندما يبحث الطلاب عن المعلومات لكي يجيب عن السؤال المطروح، يستوجب هذا الفعل إجراء ترتيب وتنظيم مسبق للبيانات والمعلومات.
13- ربط الجزء بالكل
هو عملية تحديد علاقة بين وظيفة الأجزاء وترابطها وتكاملها وكيفية تكوين العنصر الجامع، وتأثير كل عنصر جزئي على وظيفة الشيء الأساسي الجمع لها، ويمكن تطبيق هذه المهارة في الأعمال الإبداعية.
14- السلسلة الفكرية
تتكون سلسلة الأفكار من ثلاثة أنواع وهي الترتيب الزمني وتحليل العمليات، والمتسلسلات السببية، وغالبًا ما يتم تطبيقها في ربط تسلسل الأحداث التاريخية.
15- التمييز بين الرأي والحقيقة
على الرغم من بساطة هذا المستوى من التفكير، إلا أن البعض لا يدرك الفرق ويعتقد أن ما يراه هو الحقيقة، والتمييز يكون بين شيء قابل للإثبات بالبرهان المنطقي، ووجهة النظر الشخصية التي تختلف من شخص إلى آخر حسب المعطيات التي لديه أو معتقدات المتحدث قد نتفق معه أو نختلف.
أهمية التفكير البسيط للإنسان
قد يعتقد البعض أن مستويات التفكير البسيط ليس لها أهمية إلا في مرحلة الطفولة أو الدراسة التمهيدية فقط، وليس لها أهمية عند الأشخاص البالغين، لكن في الحقيقة يحتاج الإنسان إلى التفكير البسيط في مختلف مراحل الحياة؛ لأن لها وظائف أساسية يبنى عليها المستوي المركب.
- يسمح التفكير البسيط بالدمج بين المعطيات وتحليل وربط المعلومات، بهدف الوصول إلى الحلول الإبداعية في حل المشكلات التي تواجه الإنسان، وتخطى المعضلات اليومية للوصول إلى الأهداف قريبة المدى.
- يشمل عملية التركيز على الأمور التي يحتاج إليها الجسم والحد الأدنى في معالجة ما تدركه الحواس، بهدف الوصول إلى المفاهيم المعنوية دون اختزالها في القيمة المادية والشيئية.
- التفكير البسيط هو المسؤول عن الإبداع والتعبير وتحفيز الخيال، المرونة الحوارية وتقبل آراء الآخر من أهم نتائج عمليات التفكير البسيط، لأن المناقشة تحتاج إلى جمع بيانات لها علاقة بالموضوع من مصادر مختلفة للوصول إلى رأي منطقي.
- اتخاذ القرارات يتطلب بعض عمليات التفكير البسيط مثل معالجة المعطيات وربطها بالمتطلبات، والنظر في الاحتمالات الممكنة والحلول المتاحة؛ لكي تؤدي تلك المعطيات إلى نتائج.
- يختص بعمليات الابتكار البسيطة مثل تبني اتجاهات فكرية متنوعة والمفاضلة بينها ووضع عدة احتمالات مختلفة لإيجاد الحلول المناسبة، والسعي لإيجاد الإجابة الصحيحة بالطريقة التقليدية، والتعامل مع المشكلات بشكل منطقي في تقدم خطوة بخطوة.
تصنيف الأهداف الدراسية (تصنيف بلوم)
من أهم مستويات التفكير البسيط هو مستوى التفكير الأساسي، ويتمثل في النشاطات العقلية التي لا تحتاج إلى التعقيد والتركيب في الوصول إلى الأهداف المطلوبة، وإنما تتطلب ممارسة بعض المهارات العقلية البدائية بمستوياتها الثلاثة البسيطة حسب تصنيف بلوم.
أولًا: المعرفة والتحصيل
يقصد بها تحصيل البيانات الهامة وتحويلها إلى معلومات وتحليلها وحفظها في المخ بهدف استرجاعها في وقت لاحق، وتطبيقات المعرفة لا حصر لها حيث تدخل في جميع مباحث الحياة النظرية إلى جانب إمكانية تطبيقها، وتحويلها إلى مباحث عملية مفيدة للإنسان.
- المعرِفَة تساعد الإنسان على اتساع الإدراك وتفتح الوعي وفهم الحقائق من خلال تجربة العقل المجردة من أي مؤثرات خارجية.
- تمثل اكتساب البيانات التي يخزنها العقل لاسترجاعها وقت الحاجة، وتحديد ما هو الصحيح والخاطئ من خلال التجربة؛ بهدف الوصول إلى تفسير نتائج التجربة أو تفسير خبر.
- من مصادر المعرفة ملاحظة بعض المعلومات بطريقة مباشرة من خلال التأمل في طبيعة والأشياء المحيطة، كما تنبع المعرفة أيضًا من تأمل النفس أو من خلال ملاحظة تجارب الآخرين وتحليل استنتاجاتهم.
ثانيًا: الاستيعاب والفهم
هو القدرة على فهم وإدراك المغزى من المعلومة وتقييمها وانتقاء ما يصلح منها للإنسان، ومن أمثلة هذا المستوى تفسير الدالة أو الرسم البياني والخرائط، واستنباط المعلومات والدلائل منها، وتتكون عملية الاستيعاب من ثلاث مراحل أساسية.
- الترجمة هي فك رموز وشفرات المعطيات وتحويل البيانات إلى معلومات مفيدة يمكن أن يكون لها تطبيق عملي.
- عملية التفسير هي من أهم العمليات التي يقوم بها العقل وتعني تفكيك المعطيات إلى أجزائها الأولية والوصول إلى ضوابط الربط بينها.
- يعتبر الاستكمال هو آخر مرحلة في عملية الاستيعاب والفهم، وهو ما يقصد به الوصول إلى نتائج من هذه المعطيات، أو إضافة وجهة نظر أو معلومات أو طريقة مختلفة في الطرح.
ثالثًا: التطبيق العلمي
هو القدرة على تحويل النظريات إلى سلوكيات على أرض الواقع، ويتم ذلك من خلال توظيف المعارف العلمية والإحصائيات الاجتماعية في وضع قوانين وأسس للمجالات المختلفة، أو قواعد عامة ونظريات تكون مرجع تطبيقي فيما بعد.
تطبيقات التفكير البسيط في مرحلة الطفولة
هناك عدة تطبيقات يحتاجها الإنسان في حياته اليومية مبنية على مستويات التفكير البسيط، خاصةً عند الأطفال سواء في الدراسة أو في العلاقة مع الأبوين، وفي بناء علاقات اجتماعية واستكشاف العناصر البيئية الحديثة.
- استدعاء المعلومات الهامة في الامتحان.
- استنتاج الأمور البسيطة وتجربتها.
- انتقاء المعلومات المفيدة وغير المفيدة.
- تحصيل معلومات الحياة اليومية البسيطة مثل حفظ الأسماء.
- تطبيق القوانين الرياضية البدائية وتطبيقها على المسائل العددية.
- يستطيع الطفل أن يميز بين أفراد الأسرة والعائلة.
لا غنى عن مستويات التفكير البسيط في وعي الفرد؛ لكي يستطيع الانتقال إلى مستويات التفكير الوسطي، وبالتالي الوصول إلى مستويات التفكير المركب.