لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها
لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها؟ وهل الأسباب متعلقة بالمجتمع أم بالنشأة الأولى؟ فقد يتعجب بعض الفتيات أو حتى الشباب من أمر بنت يرونها تتهرب من رجل يحبها ويريد التعرف إليها للارتباط الرسمي بها، ولكن يجب على الجميع معرفة أن هذا التهرب ورائه العديد من الأسباب القوية وليس تدللًا منها لكي يتمكن من التعامل معها، وسنعرض هذه الأسباب بالتفصيل من خلال موقع البلد.
لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها
ليس غريبًا أن نرى فتاة ترفض اقتراب أحد الشباب المعجبين منها، وتواجه كل محاولات تقربه منها بالصد، فنحن كمجتمع عربي شرقي يسود فيه الدين الإسلامي، ويمنع الاختلاط الواضح بين الجنسين طالما كان في غير محله أو في إطار غير شرعي.
فبطبيعة الحال تتربى أغلب فتيات المجتمعات الشرقية وخاصةً العربية منها على أن تكون متمنعة تجاه من يحاولون التقرب إليها من الجنس الآخر، وهذا ما تزرعه كل أم في نفس ابنتها منذ صغرها ويؤكد عليه الأب ويهتم به اهتمامًا بالغًا حينما تكبر ابنته، خوفًا وحفاظًا عليها مما قد تواجهه من مخاطر في المجتمع.
هذا هو السر الأهم إذا تعمقنا في سؤال لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها، لأنها تكون متخوفة من معايير التربية التي نشأت عليها، ومن ناحية أخرى متخوفة من نظرة المجتمع وعاداته وتقاليده، وخوفًا من أسرتها وقبل أي شيء وأهم من كل شيء التزامًا بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ثم يأتي بعد ذلك خوفها من أن تكون مجرد لعبة أو تسلية للشاب.
إلا أن هناك بعض الأسباب الأخرى التي قد تكون هي السر وراء كون الفتاة تحاول طيلة الوقت التهرب من شاب يحبها بالفعل، وتدفع بعض الرجال للتساؤل والتعجب لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها، وهذه الأسباب تتضح لنا أكثر فيما يلي:
1- الخوف إثر التجارب الفاشلة المحيطة
إن الانطباع الأول يبقى هو السائد والمترسخ في نفس كل إنسان، وهذا الأمر ينطبق على كل فتاة تتهرب من أي شاب يحبها ويحاول التقرب منها، بمعنى أن الفتاة تتهرب من الشاب الذي يحبها بصدق نتيجة لما تراه من تجارب فاشلة تحيط بها وتعاني منها العديد من الفتيات في عمرها أو أكبر أو حتى أصغر منها.
فهنا ترفض البنت الاستجابة إلى الشاب الذي يحبها، خوفَا من أن تصبح مجرد نسخة مكررة من الفتيات المحطمات عاطفيًا فيما حولها بسبب فشل علاقاتهم العاطفية، حتى وإن كانت عاطفتها تود البوح والميل إلى هذا الشاب ومبادلته نفس المشاعر، فإن الخوف يجعل من مشاعرها الثائرة مجرد سجينًا في زنزانة لا يدري متى أو كيف يهرب منها.
لكي نكون محايدين هنا تكون الفتاة محقة إلى حد كبير، فمن بين التجارب الفاشلة التي تحيط بها من كل حدب وصوب أنّى لها أن تتأكد من صدق مشاعر وكلام الطرف الآخر؟ وما هي الضمانات التي قدمها لها كي تسلمه في مقابلها مشاعرها وعاطفتها وطاقتها وقدرتها على الحب؟
هذا أمر طبيعي، فمع الأسف الشديد نرى أن الفئة الأكبر من الشباب في وقتنا الحالي، يجعلون من عمر البنت، طاقتها، مشاعرها ومستقبلها وحياتها وحتى سمعتها مجرد مجالًا للتسلية واللهو، فيتلاعبون بها بطرق مختلفة وكلها غاية في السوء، تجعلها رافضة للفكرة ومتخوفة منها للغاية.
يكون هذا نتاجًا لخلل التربية أو عيب ما في شخصية الشاب، ولكن السبب الأكثر إثباتًا هو غياب التربية والتنشئة الدينية للشاب وتوعيته بمدى عظم هذا الذنب عند الله، ثم يليه الجموح للشهوات والرغبات الدنيوية في إطار غير شرعي، وكل هذه الأمور تعطي للفتاة كل الحق في التخوف من الوقوع في الحب والاستجابة إلى الشاب الذي يحبها حتى وإن كان صادقًا بحق لأن التمييز يكون غاية في الصعوبة.
2- التجربة العاطفية الفاشلة
فئة قليلة جدًا من الفتيات لم تمر فيما مضى بتجربة عاطفية فاشلة تتمثل في حب عاثر، وكل فتاة مرت بمثل هذه التجربة مختلفة التفاصيل تدرك تمامًا كيف يكون الشعور، ومدى الألم وقسوة الأيام والحياة خلال الفترة اللاحقة، ومقدار الأذى والظلم الذي تشعر به البنت وتتحمله بمفردها.
فالماضي المؤلم وبالرغم من نعمة النسيان يبقى ندبة في قلب وعاطفة كل إنسان، فإن نسى الألم الناتج عن الجرح لن ينسى محاولاته المستميتة في علاج وتجميل الندبة الناتجة عنه، وهذا ما يجعل الفتاة أكثر تخوفًا ورعبًا مما كانت عليه فيما مضى، والبنت هنا تتحول إلى طفل صغير يخشى الظلام أو العتمة.
حتى وإن كان الطريق إلى النور واضحًا أمامه ولكنه مضطر للمرور بطرقة معتمة وإلا سيموت، فإنه وبالطبع لما عاناه في السابق سيفضل الموت على خوض هذه المغامرة المأساوية من جديد، وهذا السبب يعد واحدًا من أهم الإجابات عن سؤال لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها فاحرص أن تداويه إن كان هو وإثبات العكس.
3- مطاردة ذكريات الماضي المؤلمة
كل إنسان منا ما هو إلا ماضِ متحرك متمثل في كيان آدمي يسير على الأرض، أي أن الماضي هو جزء لا يتجزأ من كيان ووجود الشخص، فلولا الماضي وذكرياته لما رأينا الإنسان في شخصه الحالي، لأن المرء لا يكون اليوم مثلما كان عليه بالأمس، وبالطبع لن يكون غدًا مثلما كان عليه قبل أمس أو حتى ما سيكون عليه بعد الغد.
فكلما كان الماضي قاسيًا وموحشًا كلما كانت ذكرياته أكثر شدة وألمًا وضراوة وشراسة أيضًا، فهي تبقى الوحش الكاسر الذي يطارد صاحبه مهما طال به العمر وبلغ منه عتيا، وهذا هو الحال في نفس كل بنت قد مرت بتجربة أو مجموعة من التجارب العاطفية الخاسرة التي تكبدت خسارتها لوحدها.
الإنسان ولا سيما الفتاة أكثر من الرجل تكون أكثر تعلقًا وتذكرًا للماضي حتى وإن كان مؤلمًا، وتكون أقل قدرة على الفصل من الرجل وأكثر انجرافًا لشبح هذه الذكريات الأليمة، إلا أنها تتعافى بالفعل من هذه الصدمة وربما تستغرق وقتًا طويلًا، ولكنها حينما تتعافى وتتمالك زمام نفسها من جديد لا تكون أبدًا مثل السابق.
4- سوء العلاقة العاطفية بين الوالدين
من أهم الإجابات عن سؤال لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها هو ما تراه البنت من جفاء وخلافات مستمرة وتدهور في الحالة والحياة العاطفية فيما بين أمها وأبيها، فالأسرة هي المكون الأول لشخصية الإنسان منذ طفولته والتي تعد المرحلة الأساسية والدرجة الأولى من سلم ارتقاء الشخصية وتكوينها.
فكلما كان الأب والأم أقل تفاهمًا فيما بينهما كلما كان شجاراهما أكثر وجفاؤهما تجاه بعضهما أكثر قوة وشدة، وبالطبع تشهد الفتاة كل هذه الأحداث فتتنامى بداخلها عقدة قاسية تجاه فكرة الارتباط بين الجنسين بأي طريقة، وهذا دافعًا مقنعًا يجعلها ترفض محاولات تقرب أي شاب منها حتى وإن كان يحبها بالفعل.
يترابط هذا السبب المهم مع سائر الأسباب السالف ذكرها ضمن الإجابة عن سؤال لماذا ترهب الفتاة من الشاب الذي يحبها، حيث إنها تكون خائفة من أن تصبح نسخة من تجربة والديها وعلاقتهما التي تراها من وجهة نظرها فاشلة، وتخشى أن تكون سببًا في وجود طفل أو طفلة لديهم هذه العقدة أو تلك المخاوف مثلما كان وضعها.
5- الخوف من الجنس الآخر
بعض الفتيات حينما تكبر وتصل إلى سن المراهقة أو تبلغ سن الشباب والرشد فتكون أكثر حذرًا وخوفًا على نفسها من المجتمع، الذي تعرف كل فتاة شرقية أنه ذكوري أكثر ينظر فيه الرجل إلى الفتاة على أن طُعمُها هو الكلام المعسول والعطايا والدلال.
هنا يوقظ حس الكبر والتعالي لدى المرأة وترى نفسها أرفع شأنًا وأعلى قدرًا من أن تصبح مجرد اسمًا في قائمة النساء السابقات بحياة أي رجل، ولكنها تكون حريصة على ألا تظهر الخوف الكامن في داخلها على مشاعرها وطاقتها التي يمكن أن تهدر مع شخص لا يستحقها بتاتًا.
قد تكون نظرة البنت إلى جنس الرجال سلبية بالكامل، وتنظر إليهم على أن جميعهم وبلا أي استثناءات سيئون ولا أحد منهم يستحق، فكلهم مخادعون وماكرون وليس فيهم من يعطى له الأمان بشكل تام، وربما يكون هذا نتيجة للعلاقات السلبية المحيطة بها أو لأسباب شخصية ونفسية أخرى تتعلق بها وتختلف من فتاة لأخرى.
6- الرغبة المطلقة في النجاح من أول مرة
كثير من الفتيات يسعين إلى النجاح العاطفي من أول تجربة، أي أن البنت تكون راغبة في خوض تجربة عاطفية هانئة وسلسة تكلل في النهاية بالزواج السعيد، وبالطبع مثل هذه الأمور موجودة بالفعل إلا أنه نادرة الحدوث ونجدها بمحض المصادفة فقط، وهي من أبرز أسباب تجعل الرجل يسأل لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها.
هذا السبب يعد سائدًا بين الفتيات في مقتبل العمر، لأن نظرتها للحياة تكون أكثر مثالية وتراها وردية إلى أبعد حد ممكن، أي أنها تكون سطحية جدًا وتخلق واقعًا واهيًا في خيالها لا يمت بصلة إلى طبيعة الحياة ومشقتها واختباراتها التي لا تخلو من الصعوبة، وتجاربها الموجعة والتي لا تتوقف أبدًا ولا يمكن توقعها.
كيف تتعامل البنت مع شخص يحبها
بعد أن عرفنا لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها، فعلينا أن نعرف كيف لها أن تكسر أي حاجز نفسي في داخلها حتى لا تضيع على نفسها فرصة قضاء حياتها ومستقبلها مع رجل أحبها ويستحقها بالفعل، ويتضح لنا ذلك أكثر في النقاط التالية:
- إتاحة المجال للحديث والنقاش وسماع الطرف الآخر.
- استشارة امرأة ناضجة وأكبر سنًا لأنها ستكون أكثر خبرة ودراية بمثل هذه الأمور.
- مصارحة الأم أو الأخت الكبيرة بكافة التفاصيل المتعلقة بهذا الشاب.
- يجب التحكم في العاطفة والمشاعر وإحكام السيطرة عليها منعًا للاندفاع الذي قد يتسبب في تعلق البنت بالشاب، ومن الوارد أن تفشل العلاقة فتتأثر هي بذلك سلبًا.
- اتباع بعض الأساليب وعمل بعض الاختبارات للشاب، للتأكد ما إن كان جادًا أم لا.
- مصارحة الرجل بأنها ليست مستعدة لقضاء وقت عابر معه، وإذا كان يحبها ويريدها بالفعل عليه أن يتقدم لخطبتها.
- بمجرد الشعور بالاطمئنان والأمان تجاه الرجل يمكن مصارحته ببعض الأسباب التي كانت تدفعها للتهرب منه، فلا عيب من المصارحة بالمخاوف لتسهيل السيطرة عليها.
- عدم مقارنة الرجل الحالي برجل آخر في علاقة فاشلة في السابق، لأن هذا سيحول دون نجاح الأمر وقد تخسر الفتاة الرجل الصادق في حبه لها بصفة نهائية.
- يجب أن تكون البنت مدركة لما لديها من أسباب واقعية وذاتية، تجيب بها عن سؤال لماذا تهرب الفتاة من الشاب الذي يحبها.
على الشاب الجاد الذي وقع في حب إحداهن ويحاول التقرب منها إذا ما لاحظ أنها تحاول الهرب منه دومًا، أن يكون أكثر إلمامًا بأسباب التهرب السالف ذكرها، ويعرف كيف يطمئنها من خلال أن يوصل لها شعورًا بالأمان وبأنه متفهمًا لموقفها.