اسلامياتتفاسير قرآنية

تجربتي مع خواتيم سورة البقرة

تجربتي مع خواتيم سورة البقرة غيرت حياتي من النقيض للنقيض، فتحولت بعد فترة من المداومة على القراءة إلى شخص آخر؛ فهاتان الآيتان سنام القرآن، وما أخذ بها عبدًا مسلمًا قط إلا ورأى فضلهما في حياته؛ لهذا وددت أن أشارك معكم تجربتي مع خواتيم سورة البقرة عبر موقع البلد.

تجربتي مع خواتيم سورة البقرة

أعرفكم بنفسي أنا (س) تخرجت من الجامعة من عامين، يصفني أغلب الناس بالجمال، وقد كنت إضافة إلى الشكل المقبول متفوقة في دراستي، حتى حصلت على المركز الثاني على الدفعة في سنة التخرج، مما أهلني لأكون من ضمن المرشحين للتعيين بالجامعة.

كنت أطير فرحًا بهذا؛ واستعددت لمرحلة أخرى جديدة في حياتي وهي حياة بعد التخرج، ولهذا أردت أن يشارك الجميع فرحتهم معي، وأقمت حفلة كبيرة في حديقة منزلنا، وجهزتها لتكون حفلة رائعة لي وللجميع.

إلا أني لاحظت في الحفلة بعض النظرات التي ترمقني بغير طيب نفس، وقد قالت لي إحدى قريباتي صراحةً “لِمَ لم تتركي بعض الحظ للأخريات؟ فأنتِ جمعتِ المال والجمال والتفوق في الدراسة، وقريبًا العريس!”

بعد هذه الحفلة وقع على قدمي زيت ساخن وأحرقني، وبدأت مشاكل تحدث في منزلنا أكون طرفًا فيها على الدوام رغم أني شخصًا غير ميال للعنف والمشاحنة، إلى هنا لم أفكر في الحسد بل فكرت أنها طاقة سلبية بسبب أني لا أجد ما يشغلني حاليًا.

استمر ذلك حتى بدأت أحلم بثعابين كثيرة، وأقوم من النوم مرعوبة أصرخ؛ قلة النوم والخوف أثر على نفسيتي سلبًا، وكنت أبكي أحيانًا دون سبب، وما فاقم الوضع كان أن زميلًا لي بالواسطة تم تعيينه بدلًا مني كمعيد في الجامعة، هنا انهرت تمامًا.

صديقة والدتي نصحتني بقراءة سورة البقرة وقالت إنني محسودة، وأوصتني بخواتيمها إن صعبت علي قراءتها كلها.

نتيجة تجربتي مع خواتيم سورة البقرة

لا أبالغ حينما أقول لكم إن المشاكل خلال شهر وأسبوع من قراءتي لهاتين الآيتان اختفت تمامًا، وعادت حياتي إلى وضع أقرب لما كانت عليه قبل انقلاب حالي؛ فقد تحسنت نفسيتي، واستعدت هدوئي، وكلل المنزل الهدوء مجددًا، وقلت أحلام الثعابين.

هكذا زاد يقيني أن حديث الرسول (ص) عن العين حق؛ فقد قال: “العينُ تُدخِلُ الرجلَ القبْرَ، وتُدخِلُ الجملَ القِدْرَ” صحيح الجامع، فقد زلزل الحسد حياتي وأنتزع مني فرحتي، حتى وجهي كنت أشعر أنه قبيح حين أنظر للمرأة.

أنا حاليًا أدعو الله أن يرد لي مكانتي التي حصلت عليها بجهد ومثابرة لسنوات حتى أحقق حلمي، وأنا واثقة إما سيحدث أمرًا يعيد لي وظيفة أحلامي أو سيمنحني الله خيرًا منها؛ لأني أؤمن بقوله -تعالى-:

“قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” سورة التوبة الآية رقم 51.

أما الطريقة التي كنت أتبعها لتحصين نفسي كانت قراءة خواتيم سورة البقرة؛ فهما خفيفتان سهلتان على اللسان، فحفظتهما وكنت أضمن كفا يدي وأقوم بقراءتهما، مع سورة الفاتحة وسورة الفلق والإخلاص والناس والكرسي، كل منهما ثلاث مرات.

بعد هذا أمسح على وجهي وجسمي كله، وكنت أفعل هذا كل ليلة قبل النوم خوفًا مما سأرى من كوابيس، وخلال هذه الفترة لم أترك أذكار الصباح والمساء ودعاء الله بأن ينجدني.

فعلت كل هذا ليس على سبيل التجربة، بل الإيمان، فقد أمنت أن الحسد حق، ولكني أؤمن أن حماية الله لي أقوى من أي حسد أو سحر، وبعدما بحثت طويًا عن فضائل آخر آيتين من سورة البقرة تعجبت لفضلهما، مما زادني ثقة وإيمانًا.

بالتالي أرغب أن أخبركم كم هما جميلتان هاتان الآيتان، ففضلهما عظيم ونحن غافلين عنه تمامًا، لذا في هذا الموضوع سأعرض لكم كل ما استنتجته من بحثي المكثف حول هذه الآيات التي كنت أجهل أهميتها، وذلك في الآتي:

فضل خواتيم سورة البقرة

يا لكثرة الأحاديث التي ذُكرت عن سورة البقرة وفضلها ناهيك عن فضل بعض آياتها، فآية الكرسي مثلًا ما ذُكر عنها كثير، ولعل أبرز ما قيل عنها إنها تحمي المسلم من شر شياطين الجن في يومه الذي قرأها فيه.

أما عن خواتيم سورة البقرة ففضلها أنها: “مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ” صحيح البخاري، معنى كفتاهُ كانت ولا تزال محل جدال بين العلماء، فهي كلمة مفتوحة تحتمل عدة معانٍ، لكنها بشكل عام تعني أن هذه الآيات تحفظ المسلم.

إن “كَفَتاهُ” الأرجح في القول إنها تكفيه وتحفظه، أي إن ليس عليه قراءة الأذكار كلها، ولكن يكفي أن يحرص على قراءة هاتين الآيتين حتى يشمله الله برعايته وحفظه ومعيته.. وفي ذلك رحمة وتيسير على العبد المسلم.

في فضلهما ذُكر حديث آخر ضعيفًا ولكنه يدل عن عظيم معنى هذه الآيات، حيث يقول الحديث:

“إنَّ اللهَ ختم سورةَ البقرةِ بآيَتَيْنِ أَعْطَانِيهِما مِن كَنْزِهِ الذي تحتَ العرشِ فتَعَلَّمُوهُنَّ، وعَلِّمُوهُنَّ نساءَكم وأبناءَكم، فإنها صلاةٌ وقرآنٌ ودعاءٌ“.

أما ما يمنحها عظيم التقدير فيمكنك تبينه من الحديث التالي:

“بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ..

فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ” صحيح مسلم.

أي أن هاتان الآيتان كانت لهما ظروف نزول مختلفة عن باقي الآيات القرآنية، فقد نزل بهما ملاك من ملائكة الرحمن لم ينزل إلى الأرض قط قبل هذا، وفتح من أجلهما باب في السماء لم يُفتح من قبل.

تابع فضل خواتيم سورة البقرة

في تجربتي مع خواتيم سورة البقرة تشجعت لقراءة هاتان الآيتان بعد تبين فضلهما، فأنا لا أسلم بصحة أي كلام إلا بعد تبين حقيقته أولًا، وقد أدمعت حينما قرأت أن هاتان الآيتان تعتبران بمثابة هدية منحها الله للرسول والمسلمين.

فهي من أعظم الهبات التي تنزلت على النبي محمد (ص)، ففي الحديث الشريف الذي ورد في صحيح مسلم إنه:

“لَمَّا أُسْرِيَ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، انْتُهي به إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وهي في السَّماءِ السَّادِسَةِ، إلَيْها يَنْتَهِي ما يُعْرَجُ به مِنَ الأرْضِ فيُقْبَضُ مِنْها، وإلَيْها يَنْتَهِي ما يُهْبَطُ به مِن فَوْقِها فيُقْبَضُ مِنْها، قالَ: {إِذْ يَغْشَى} (النَّجْمُ) {السِّدْرَةَ ما يَغْشَى} [النجم: 16]..

قالَ: فَراشٌ مِن ذَهَبٍ، قالَ: فَأُعْطِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ، وأُعْطِيَ خَواتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَن لَمْ يُشْرِكْ باللَّهِ مِن أُمَّتِهِ شيئًا، المُقْحِماتُ“.

بالتالي فأي فضل بعد هذا ابتغيه؟! وقد كانت هاتين الآيتان مع سورة الكرسي والمعوذات والإخلاص والفاتحة منقذين لي بفضل الله، فقراءتهم سهلة ولا تتطلب وقتًا، لأني حاولت الالتزام بسورة البقرة ولكني لم أستطع.

مع ذلك أنوي محاولة الانتظام على سورة البقرة فهي لها عظيم الفضل أيضًا؛ حيث قال إمام النبيين (ص):

“تعلَّموا القرآنَ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شافعًا لأصحابِه وعليكم بالزَّهْراوَيْنِ: البقرةِ وآلِ عِمرانَ..

فإنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامتانِ أو كأنَّهما غَيَايَتانِ أو فِرْقانِ مِن طيرٍ تُحاجَّانِ عن أصحابِهما وعليكم بسورةِ البقرةِ فإنَّ أخْذَها بركةٌ وتَرْكَها حسرةٌ ولا يستطيعُها البَطَلةُ” صحيح ابن حبان.

كما قال عنها: “لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ” صحيح مسلم.

لذا فكما خُلق الداء خلق الله له الدواء، ودواء الحسد الذي أصابني كان في تجربتي مع خواتيم سورة البقرة، فقد عافاني الله، وأنوي ألا أتركهما أبدًا.

قول الإمام علي ابن أبي طالب عن خواتيم البقرة

الإمام علي ترعرع في كنف النبي (ص)، وقد كان قريبًا منه في حياته، لذا فهو من الصحابة وأدرى الناس بشئون الدين، وقد ورد عنه في الأثر إنه قال: “ما كنت أرى أحدًا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة“.

هذا الحديث صحيح على شرط الإمام بخاري وتلميذه مسلم، وفي رواية أخرى إنه ذكر أيضًا سورة الكرسي.

لذا في تجربتي مع خواتيم سورة البقرة كانت الأمور التي طمأنتني لقراءة هذه الآيات كثيرة، منها ما ذُكر في السنة عن الرسول أو ما ورد في الأثر عن الصحابة والتابعين، وكل هذا يشير فوائد وفضل هذه الآيات.

فوائد خواتيم سورة البقرة

من خلال تجربتي مع خواتيم سورة البقرة يمكنني أن ألخص لكم بعض أهم فوائد هاتان الآيتان فيما يلي:

  • تم نزولهما على النبي في حضور سيدنا جبريل -عليه السلام- وقد أُوكل بهما ملك آخر لم ينزل على الأرض من قبل، وفي هذا تبشير لعظيم فائدتهما.
  • تحسان على التفاؤل، فهما منحا بشرى للنبي.
  • آيات حماية ضد شياطين الجان، وتحصن الإنسان من الحسد وتكفيه.
  • لنزولهما فُتح باب من السماء.
  • تخفيفًا من الله وتيسيرًا على عباده أنزلهما؛ لسهولة حماية النفس بهما.
  • الخاتمة تجمع ملخصًا لكل الخيرات، وعليه فإن الإنسان يحصل على الخيرات العامة بقراءة بعض الآيات الخاصة.
  • تجمع ثلاثة فضائل لا غنى عنها: (الصلاة، القرآن، الدعاء).
  • النجاة من كل هم، والحماية من كل بأس.
  • بركة للقارئ.
  • هما من آيات الرقية الشرعية.

تجارب أخرى لقراءة خواتيم سورة البقرة

عندما أبحث عن شيء يصبح هاجس عندي أن أُلم بكل ما حوله من معلومات، ولعل هذا من أسباب تفوقي الدراسي، لذا أخذت أقرأ تجارب الآخرين مع الحسد على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تشجعت منهم على مداومة حماية نفسي كلما فتر عزمي.

دُهشت مما قرأت وسمعت، ومما صادفته حكاية عن رجل لديه بطن كبير، فوضع صديقة يده عليها وقال بعض المزاج القميء حول ولعه بالأكل، بعد شهر واحد فقط مات الرجل، بعد أن قطع الأكل، وأُصيب بمرض غامض بمعدته.

لذا سأعرض لكم نبذة مختصر حول بعض التجارب التي علقت في رأسي مما قرأت عن استخدام الناس لخواتيم سورة البقرة للحماية من الحسد، وذلك فيما يلي:

  • امرأة مُرضعة دخلت عليها قريبتها أثناء الرضاعة، وألقت تعليقًا حاسدًا حول لبن ثديها، بعدها بأيام قُطع اللبن، وكاد طفلها أن يموت، وحُجزت في المستشفى، ولكنها داومت على قراءة البقرة والأذكار قدر استطاعتها ونجت.
  • طفل له شعر جميل للغاية، أخذته أمه معها للمشفى، وهناك رمقته بعض العيون، وفركت إحدى السيدات شعر الطفل، ليذبل شعره بعد فترة ويتجعد ويتشابك لحين قصته الأم، وقد أخذت لاحقًا تحصن ابنها بالخواتيم والكرسي.
  • أم لثلاث أطفال لا يبدو عليها أنها أنجبت أو تزوجت، وفي إحدى الأعراس أخذ الناس بالكلام حول رشاقتها، لتصاب بمرض نادر وتدخل 3 عمليات في فترة 6 أشهر، واستمر الوضع لحين التزمت الرقية الشرعية.
  • زوجان حديثي الزواج شبت النزاعات بينهما على أبسط سبب ودون سبب، وشب حريق ألتهم جزء من الشقة، بعدها ذهبا لشيخ أوصاهما بسورة البقرة وخاصة خواتيمها، وبعد فترة من اتباع النصيحة انصلح الحال بينهما.

عرضت لكم تجربتي مع خواتيم سورة البقرة، شاملة فضائل هذه الآيات، وبعض تجارب الآخرين معها، وأتمنى لكم دوام الاستفادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى