متى تكتب التاء المربوطة والهاء
متى تكتب التاء المربوطة والهاء في اللغة العربية؟ وما هي كيفية التفريق بينهما في الكتابة؟ جميعنا يعلم مقدار التشابة بين هذين الحرفين عند النطق فلا يفرق بينهما الكثير من متحدثي اللغة العربية.
لذا وفي السطور القادمة عبر موقع البلد سنعرض لكم كيفية التفريق بين التاء المربوطة والهاء في نهاية الكلمة، كما سنعرض لكم في هذا الموضوع أيضًا متى تكون التاء في نهاية الكلمة مبسوطة، ومتى تكون مربوطة، وأمثلة من القرآن الكريم.
متى تكتب التاء المربوطة والهاء؟
في اللغة العربية الأصوات العربية المنطوقة هي ثمانية وعشرين صوتًا مقسمة إلى حروف شفهية مثل الميم، وحروف حلقية كالهمزة، وحروف تخرج من اللسان كالدال، والتاء.
ثم في العصور المتقدمة قسَّم الخليل بن أحمد الفراهيدي أصوات اللغة العربية إلى ثمانية وعشرين حرف في الكتابة، ووضعهم في البيت الشعري الذي يقول “أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ”، بيت شعري بلا معنىٍ لكنه جامع لحروف اللغة العربية المكتوبة كلها.
مع الفتوحات الإسلامية ودخول غير العرب إلى الإسلام، وكتابتهم باللغة العربية ونطقهم لها ازدادت الأخطاء الإملائية في الكتابة، التي من أشهرها كتابة الهاء بدلاً من التاء المربوطة في نهاية الكلمة والعكس صحيح.
على الرغم من بُعد مخرجي الحرفين فحرف التاء حرف يخرج من اللسان، وحرف الهاء حرف حلقي، لكن في حالة عدم وصل كلمة تنتهي بتاء مربوطة بكلمة تليها فهي تنطق هاء لذلك تقع معظم الأخطاء الإملائية في هذه القاعدة.
الحل بسيط جدًا من أجل الكتابة الصحيحة، هو إضافة الكلمة، بمعنى آخر تأتي بعد الكلمة المراد نطق التاء المربوطة فيها كلمة أخرى تعرب مضاف إليه مثل مدرسة الولد، وفقه المرأة.
ففي الجملة الأولى عند قراءة الجملة كاملة نطقت كلمة مدرسة على هذا النحو مدرستُ الولد، بينما نطقت كلمة فقه في الجملة الثانية كما هي حتى بعد إضافتها فقهُ المرأة، وقِس كل كلم تريد كتابتها بتاء مربوطة أو هاء بهذه القاعدة.
أو توجد قاعدة أخرى أكثر سهولة، وهي إضافة الكلمة إلى ياء المتكلم، فتصبح مدرستي، فقهي، فإن ظل النطق والكتابة هاء فهي هاء في نهاية الكلمة لا تاء مربوطة.
الفرق بين التاء المربوطة والهاء والألف المقصورة
لا تعتبر المشكلة الإملائية متى تكتب التاء المربوطة والهاء هي الوحيدة التي تواجه الكاتب باللغة العربية أو البادئين في تعلمها، فمن ضمن المشاكل التي تنتشر بين طلاب المرحلتين الإعدادية، أو الابتدائية بصورة كبيرة هي مشكلة التفريق في الكتابة بين حروف الهاء والتاء المربوطة، والألف المقصورة (الألف اللينة) في نهاية الكلمة.
القاعدة في التفريق بينهم ثابتة وهي الإضافة، فتكون الكلمة المقصودة مضافًا وما بعدها يعرب مضافًا إليه سواء أكانت كلمة أو ضمير مثل ياء المتكلم أو مُنوَّنة مثل ماء جاء في القرآن الكريم في سورة النمل الآية 23 ” إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ “.
نطقت تاء، وكتبت تاء مربوطة لأنها منونة، أما في سورة البقرة الآية الثامنة والثلاثين ” فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “، رسمت ألف مقصورة لأنها لم تنطق هاء أو تاء.
في سورة الأنعام الآية الخامسة والعشرين ” وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ “، كتب الفعل بهاء في نهايته فأصل الفعل يفقه، وعند إضافته إلى واو الجماعة نطق هاء فرسمت الكلمة مع الهاء.
التفريق بين التاء المربوطة والتاء المبسوطة
بعدما عرضنا في سطور الفقرتين السابقتين متى تكتب التاء المربوطة والهاء، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم من الأخطاء الشائعة المتعلقة أيضًا بالتاء المربوطة وهي التفريق بين كتابة التاء المربوطة والتاء المبسوطة.
الحل لهذه المشكلة الكتابية في عكس قاعدة كتابة الهاء، والتاء المربوطة، فالكلمة تجرد من المضاف إليه، أو من الضمير المتصل بها، أو من التنوين، أي تصبح الكلمة ساكنة، ثم النطق.
مثل كلمتي طالوت وجالوت، إن نطقت كل كلمة على وحدها فإنها تكون ساكنة الآخر، والصوت الخارج يكون تاء، أما إن سُكِّن الحرف الأخير منها ونطقت الكلمة بصوت الهاء في النهاية فإنها تكون تاء مربوطة مثل مدرسة، دون إضافة نطقت مدرسه.
أما الطريقة التي تجعل من هذه القاعدة أكثر سهولة هي أن التاء المربوطة من علامات الاسم فقط، فإن نطقت الفعل في زمنه الماضي على وجه الخصوص فإنه يكون بتاء في النهاية إما تاء الفاعل المرفوعة أو تاء أصلية في جذر الفعل، أو تاء التأنيث.
مثل جملة أكلتُ الطعام كله، التي نطقت تاء ورسمت تاء مبسوطة، قدمت البعثة المصرية بطولة مشرفة، في الجملة السابقة جاءت التاء مبسوطة في نهاية الفعل وجاءت مربوطة كلمة مشرفة لأنها نطقت هاء في حالة السكون.
أمثلة من القرآن الكريم لتأكيد القاعدة
كل القواعد الإملائية والنحْوية التي وضعت من علماء اللغة العربية جاءت من أجل خدمة القرآن الكريم، ولذلك فإنا عبر سطور تلك الفقرة سنعرض لكم بعض الآيات القرآنية التي توضح الفرق بين التاء المربوطة والتاء المبسوطة والهاء والألف المقصورة.
- الآية الحادية والسبعين من سورة الزمر ” قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ “، نطقت التاء في هذه الكلمة مربوطة لأنها جاءت مضافة إلى العذاب وعند النطق بوصل الكلمتين فيكون صوت التاء واضحًا فتنطق كلمت.
- الآية التاسعة والثلاثين من سورة الكهف ” وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا “، كلمة جنة جاءت مضافة إلى كاف الخطاب، فنطقت تاء، أما كلمة قوة فجاءت موصولة وهذا سب رسمها بتاء مربوطة.
- الآية التاسعة من سورة يونس ” تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ “، التاء مبسوطة لسببين، الأول أنها تاء جمع المؤنث السالم، والثاني في حالة السكون تنطق تاء لا هاء.
- الآية رقم مائة من سورة يوسف ” وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ “، أضيفت كلمة رؤيا إلى ضمير المتكلم، ونطقت الألف، والفرق بين رؤيا، ورؤية أن الأولى في المنام بينما الثانية في الواقع وهي بتاء مربوطة.
- الآية السادسة والعشرين من سورة التوبة ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ “، لفظ الجلالة الله لا يكتب تاء مربوطة وهو خطأ شائع، بل يكتب هاء لإن عند وصله أو إضافته فنطقه هاء ولا يتغير.
قطعة إملاء للتدرب على كتابة التاء المربوطة والهاء
بعدما عرضنا لكم قاعدة متى تكتب التاء المربوطة والهاء، وأردفنا معها الأمثلة من القرآن الكريم، في سطور تلك الفقرة سنعرض لكم قطعة إملاء للتدرب على كتابة التاء المربوطة والهاء والألف المقصورة.
(الإمام أبو حنيفة النعمان، من أشهر أئمة الفقه في العالم الإسلامي، كما أن مذهبه الفقهي يعد واحد من أصل أربع مذاهب، وتلك المذاهب هي الشافعية، والمالكية، والحنبلية، نسبيةً إلى كل إمام من أئمة هذا الفقه.
على الرغم من أن جمهورية مصر العربية شافعية المذهب الفقهي، إلا أن في عقد الزواج يكون المأذون على الهدى الحنفي ليسره في مسألة الزواج، على عكس فقه جمهور الشافعية في الزواج).
بذلك نكون قد عرضنا لكم في سطور الفقرة السابقة إجابة سؤال متى تكتب التاء المربوطة والهاء، والطريقة اللازمة في التفريق بينهما في الكتابة، وعرضنا لكم من الشواهد القرآنية التي تؤكد القاعدة، وقطعة إملاء للتدرب.