ثقف نفسك

لماذا لا يسقط القمر على الأرض

لماذا لا يسقط القمر على الأرض؟ ولماذا لا ينجذب إلى الشمس؟ حيرت تلك الأمور فكر العلماء لفترة من الزمن، فالقمر كغيره من الأجسام التي تدور في الفضاء ولا تسقط عندنا على الأرض أو تصطدم بنا، لماذا يحدث ذلك؟، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي من خلال موقع البلد.

لماذا لا يسقط القمر على الأرض؟

إن الله خلق القمر وغيره من الأجرام السماوية يسيرون بسرعة محددة وفي مسار محدد، لإتمام دورات معينة ووظائف معينة، وكل هذه الأجرام لها مقدرًا من الجاذبية، والقمر له جاذبية تجاه الأرض تتغير كلما تغير اتجاهه نحو الأرض، وهو ما يحقق الاتزان المثالي بين قوة جذب الأرض له وبين معدل انحنائه تجاه الأرض، ويحكم الأمر عدد من القوانين والفرضيات العلمية الخاصة بعلم الفيزياء.

لماذا لا ينجذب القمر للشمس

تعرفنا سابقًا على إجابة سؤال لماذا لا يسقط القمر على الأرض وعرفنا أن السر يكمن في قوة الجاذبية التي تحقق الاتزان المطلوب، والاتزان ايضًا هو ما يجعل القمر لا يسقط على الشمس، حيث إن الشمس لها قوة جذب للقمر تفوق قوة جذب الأرض للقمر على الرغم من أن المسافة بين الشمس والقمر أكبر من المسافة بين الأرض والقمر.

الشمس نجم كبير له القدرة على جذب القمر لأنه أصغر منها حجمًا وأخف وزنًا، ولكن قرب الأرض من القمر مع قوة جذبها له تعادل قوة الجاذبية التي تمتلكها الشمس، وهو ما يحقق الاتزان المطلوب لبقاء القمر يدور في مداره دون أن يسقط على الأرض أو على الشمس.

ويمكن تطبيق هذا التفسير على باقي الكواكب والأجرام التي لا تسقط على الأرض أو على القمر، فالسر يكمن في القوة المتفرقة التي تحقق الاتزان الكافي ليسير كل جسم في مداره.

قمر الأرض

المجموعة الشمسية تحتوي على خمسة أقمار كبيرة، يدور أربعة منهم حول كوكب المشترى والباقي يدور حول الأرض، وسمي بالقمر لأنه وقت اكتشافه لم يكن قد تم اكتشاف الأربعة الآخرون من قبل العالم جاليليو عام 1610 ميلاديًا، كما أنه أول سطح في الفضاء يتمكن الإنسان من الصعود والوقوف عليه، ويتميز بعدة مميزات هي ما يلي:

  • أكبر جسم حجمًا ولمعانًا في الفضاء ليلًا.
  • جسم صخري صلب.
  • به فوهات وحفر.
  • معتم، وسر إضاءته أنه يعكس ضوء الشمس المنعكس عليه.

تكون قمر الأرض

ذكرنا سلفًا إجابة سؤال لماذا لا يسقط القمر على الأرض، وهو الأمر الذي يخضع لتفسير علمي دقيق ونظريات، ولكن هناك بعض الأمور التي تثير حيرة وفضول الإنسان ولا يمكنه الوصول إلى تفسير مؤكد علمي يشبع هذا الفضول، وكان من بين ذلك هي نشأة القمر.

ترجع نشأة وتكون القمر إلى اعتقاد وتصور من قبل العلماء، وهذا التصور يقول إنه منذ زمن بعيد حدث اصطدام تم تسميته الاصطدام العملاق والذي حدث بسبب أن هناك جسم عملاق بحجم كوكب المريخ قد صدم كوكب الأرض، وكان ذلك الاصطدام في اعتقاد العلماء أنه حدث بعد مدة قصيرة من تكون الشمس والنظام الشمسي.

نتج عن ذلك الاصطدام أبخرة مكونة من الأرض والجسم الغريب الذي اصطدم بها، هذه الأبخرة ظلت تدور حول الأرض حتى بردت وتكثفت لتصبح مجموعة من الأجسام الصغيرة القوية، وهذا الأجسام تجمعت مع بعضها لتشكل القمر.

مكونات القمر

تعرفنا سابقًا إلى فرضية تكون القمر ونشأته بشكل موجز غير مفصل، كما تعرفنا على لماذا لا يسقط القمر على الأرض، ونتطرق الآن لذكر مكونات القمر التي يحتوي عليها، وهي كما يلي:

  • النواة الحديدية صغيرة الحجم: تشكل نسبة واحد إلى اثنين في المائة من كتلته، ويصل عرضها إلى ستمائة وثمانين كيلو مترًا، كما أنها تحتوي على عناصر الحديد والكبريت وغيرهم.
  • وشاح صخري: يصل سمكه إلى حوالي 1.330 كيلومترًا، وهو غني بالمغنسيوم والحديد.
  • قشرة رقيقة: يصل عمقها إلى نحو سبعون كيلو مترًا، تملأ الفوهات والحفر سطحها الخارجي، وهو ما نتج عن سقوط الشهب والنيازك على سطحه منذ بعيد الزمان ما يصل إلى ملايين السنين، والجدير بالذكر أن أكبر فوهة على سطحه تسمى فوهة حوض أيتكين القطب الجنوبي، إذ يصل عرضها إلى 2500 كيلو متر تقريبًا، وعمقها يصل إلى ثمانية كيلو متر.

سطح القمر

لماذا لا يسقط القمر على الأرض ما تعرفنا على إجابته، وتعرفنا أيضًا على مكونات القمر ونشأته، وهنا يأتي دور التحدث عن سطح القمر الذي نراه عند النظر في السماء، الجانب المقابل للأرض والذي نراه نحن يعرف باسم الوجه القريب، وينقسم هذا الجزء إلى منطقتين، منطقة لها لون فاتح وتعرف بالمرتفعات القمرية، ومناطق أخرى لها لون داكن وتسمى الماريا.

المناطق ذات اللون الداكن تملؤها مادة داكنة وهي تتكون من حمم بركانية يعود تاريخها إلى بداية تكون القمر حيث حدثت على سطحه انفجارات بركانية، أما الجزء البعيد من القمر الذي لا نستطيع مشاهدته يسمى بالوجه البعيد للقمر، وهو لديه صفات مختلفة عن الوجه القريب، فهو لا يحتوي على مناطق داكنة تقريبًا.

يوجد أيضًا على سطحه تربة مفتتة وعدد من الصخور التي لفظت من الفوهات القمرية ويسمى كل ذلك بالحطام الصخري، كما يوجد مجموعة من العناصر سنتعرف عليها فيما يلي:

  • أكسجين: بنسبة 43%.
  • السيليكون: بنسبة 20%.
  • المغنسيوم: بنسبة 19%.
  • الحديد: بنسبة 10%.
  • الكالسيوم: بنسبة 3%.
  • الألومنيوم: بنسبة 3%.
  • الكروم: بنسبة 0.42%.
  • التيتانيوم: بنسبة 0.18%.
  • المنغنيز: بنسبة 0.12%.

أطوار القمر

إن القمر يمر بدورة على مدار الشهر تعرف بأطوار القمر، وهو ما يفسر سبب رؤية القمر بأشكال مختلفة على مدار الأيام في السماء، ويفسر أسباب ظهوره في آخر النهار أحيانًا، وفيما يلي نتعرف على أطوار القمر:

  • المحاق: في هذه الفترة لا يمكن رؤيته في السماء، لأن الوجه القريب لا يكون مضاءً من الشمس.
  • الهلال المتزايد: في هذه الفترة يمكن أن نراه في السماء ولكن في موضع منخفض، وذلك يكون بعد غروب الشمس مباشرة.
  • التربيع الأول: يدخل في هذه المرحلة بعد مرور أسبوع على المرحلة الأولى له ألا وهي المحاق، ويمكن هنا رؤيته في السماء بنصف مضيء في أول نصف من الليل فقط.
  • الأحدب المتزايد: في هذا الوقت يكون أغلبه يمكن رؤيته.
  • البدر: الوجه القريب في هذا الطور يكون مضيئًا بالكامل حيث يعكس أشعة الشمس، ويظهر في صورته تلك بعد غروب الشمس مباشرةً ويستمر حتى بداية شروق الشمس في اليوم التالي.
  • الأحدب المتناقص: يمكن في هذه المرحلة رؤيته في الليل المتأخر وحتى بداية الصباح.
  • التربيع الأخير: نراه في هذه الفترة وهو نصف منير بفعل انعكاس أشعة الشمس، ويظهر في هذه المرحلة من بداية الصباح إلى أثناء النهار.
  • الهلال المتناقص: آخر مراحل دورته قبل أن يعود إلى المحاق مرة أخرى، وهنا يكون جزء قليل من سطحه منير بفعل الأرض، ويمكن رؤيته في بداية الصباح.

معلومات عامة عن القمر

تناولنا العديد من التفاصيل التي تخص قمر الأرض، وتعرفنا على لماذا لا يسقط القمر على الأرض، ولكن ليس من الجيد التعرض لكل هذه التفاصيل دون الإلمام ببعض المعلومات الهامة عن القمر، وفيما يلي سوف نتعرف على بعض المعلومات الهامة عن القمر:

  • يتساوى في عمره مع عمر الأرض، إذ تكون كلاهما من حوالي 4.6 مليار سنة، وتم معرفة ذلك من خلال قياس عمر الصخور عليه.
  • المسافة بينه وبين الأرض تصل إلى 384000 كيلومتر، كما تصل مسافة قطره إلى 3.476 كيلومتر.
  • تعادل كتلته من المواد المكونة له حوالي 1/80 من كتلة الأرض.
  • يتماثل الوقت الذي يحتاجه لإكمال دورة واحدة حول محوره مع الوقت الذي يحتاجه لإكمال دورة واحدة حول الأرض وهو ما يصل إلى 27.3 يومًا، مما يؤدي إلى أن يكون نفس الوجه منه في مقابلة الأرض دائمًا.
  • يدور حول الأرض بسرعة تصل إلى 3700 كم في الساعة الواحدة.
  • لا يدور حول الشمس بالمعنى الفعلي، بل يدور حول الأرض التي بدورها تدور حول الشمس.
  • تعادل الجاذبية على سطحه نحو 1/6 الجاذبية على سطح الأرض.
  • حجمه أصغر من حجم الأرض، إذ تعادل نسبته سبعة وعشرين بالمائة من حجم الأرض.
  • بيضاوي الشكل.
  • يتحرك مبتعدًا عن الأرض بمسافة تقدر ب 3.8 سنتيمتر بشكل تدريجي، ويسود اعتقاد بين العلماء أن هذا السلوك سيستمر لمدة تصل إلى خمسين مليار سنة في المستقبل، وعندها سيصبح الوقت المقدر لإتمام دورة حول الأرض سبعة وأربعين يومًا بدلًا من سبعة وعشرين فاصل ثلاثة يومًا.
  • يحدث له خسوف عندما تكون الأرض في موقع بينه وبين الشمس، مما يمنع ضوء الشمس من الوصول له.
  • يعتقد العلماء أن على سطحه ما يتجاوز الخمسمائة حفرة.
  • سار على سطحه اثنا عشر فردًا، كان أولهم رائد الفضاء نيل أرمسترونغ في سنة 1969 ميلاديًا، وآخرهم كان يوجين سيرنان في سنة 1972 ميلاديًا، وبعدها أصبحت المركبات الفضائية تصعد دون رواد معها.

إن القمر وغيره من الأجرام السماوية من المهم أن نكون ملمين بهم وعندنا العلم الكافي بهم، ولا ضير إن تعمقنا في قراءة الفيزياء والفلك لما لهم من أثر في توسيع المدارك وفهم الكون من حولنا، كما أن الله حثنا على البحث عن بداية الخلق وفهم ما حولنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى