زيارة القبور من الأمور التي تحمل العديد من الأحكام الفقهية التي تختلف باختلاف الظروف والأوقات. ومن بين هذه الأوقات، يأتي الحديث عن زيارة القبور في العيد، وما إذا كان من المناسب تخصيص هذا الوقت للزيارة، وما رأي العلماء في ذلك.
حكم زيارة القبور في العيد
أيام العيد هي أيام فرح وسرور، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على إظهار البهجة فيها. ومع ذلك، لم يُنهِ النبي صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور خلال العيد، وإنما نبّه إلى أن الزيارة في العيد يجب أن تخضع لضوابط شرعية معينة. فزيارة القبور بصفة عامة مستحبة في أي وقت للعظة والدعاء للميت، ولكن يجب أن تكون ضمن الضوابط الشرعية التي تمنع التجاوزات.
آراء العلماء حول زيارة القبور في العيد
- المذهب المالكي: يرى الشيخ عليش المالكي في كتابه منح الجليل أنه لا يجب تخصيص يوم معين لزيارة القبور، ولكن يفضل القيام بها يوم الجمعة نظرًا لعظيم فضله وفراغ العباد فيه.
- المذهب الشافعي: يوضح الشيخ البجيرمي في تحفة الحبيب أن زيارة القبور مستحبة في يوم الجمعة وبعد عصر يوم الخميس لأن روح المؤمن ترتبط بقبره في هذا الوقت بشكل أكبر.
- المذهب الحنبلي: يذكر الإمام البهوتي في كشاف القناع أن زيارة القبور يوم الجمعة، خاصة قبل طلوع الشمس، هي الأفضل.
رأي المجلس الإسلامي للإفتاء
المجلس الإسلامي للإفتاء يفضل عدم تخصيص زيارة القبور خلال أيام العيد، لتجنب الاعتقاد بوجود ميزة خاصة لهذا اليوم، ولأن العيد هو وقت لإظهار الفرح والسرور، وليس لتجديد الأحزان. كما يشدد المجلس على ضرورة تجنب البكاء والنواح والاختلاط غير الشرعي خلال الزيارة.
حكم زيارة المقابر بشكل عام
زيارة القبور مستحبة بوجه عام، كما أقر مجمع البحوث الإسلامية، وذلك لتحقيق العظة والعبرة وللدعاء للميت. ويستدلون على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكر بالآخرة.” (رواه الترمذي).
أفضل الأوقات لزيارة المقابر
تختلف الآراء حول أفضل وقت لزيارة المقابر بناءً على المذهب الفقهي:
- المذهب الحنفي: يرى أن أفضل وقت للزيارة هو يوم الجمعة، أو اليوم الذي قبله أو بعده.
- المذهب المالكي: يتفق مع المذهب الحنفي في تفضيل يوم الجمعة، ويشير إلى فضل الزيارة من عصر يوم الخميس إلى شروق شمس يوم السبت.
- المذهب الشافعي: يتفق مع المذاهب الأخرى في تفضيل وقت الزيارة من عصر يوم الخميس حتى شروق شمس يوم السبت.
- المذهب الحنبلي: يفضل الزيارة بعد فجر يوم الجمعة وقبل شروق الشمس.
هل يشعر المتوفى بمن يزور قبره؟
يوضح مجمع البحوث الإسلامية أن أرواح الموتى تظل حية في عالم البرزخ، وتستطيع أن تسمع وتبصر، وتتصل بالأرواح الأخرى. وهناك اعتقاد عند أهل السنة، كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد، أن أرواح الموتى تقترب من قبورها خاصةً يوم الجمعة، وتستطيع التعرف على من يزورها في هذا اليوم.
خلاصة الموضوع في 5 نقاط
- زيارة القبور بوجه عام مستحبة: للدعاء والاتعاظ.
- عدم تخصيص أيام بعينها للزيارة: وخاصةً في العيد، لتجنب الاعتقاد الخاطئ.
- الزيارة في العيد ليست ممنوعة: لكنها تحتاج لضوابط شرعية.
- أفضل وقت للزيارة هو يوم الجمعة: أو اليوم الذي قبله أو بعده.
- أرواح الموتى تشعر بمن يزورهم: خاصةً في يوم الجمعة حسب رأي أهل السنة.
نحن في موقع “زيادة” نسعى لتقديم الفائدة والمعرفة لكم، ونأمل أن يكون هذا المقال قد وضح لكم الحكم الشرعي لزيارة القبور في العيد وفي الأوقات الأخرى، وكيفية الالتزام بأدب الزيارة وفقًا للسنة النبوية الشريفة.
