علاقات

زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب

زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب هي واحدة من الشكاوى المنتشرة بين الرجال، إذ تعد هذه المشكلة من أكثر المشكلات شيوعًا في الكثير من الزيجات التي تتم في الوقت الحالي، فلا تكون الزوجة على دراية بحجم ضخامة وصعوبة الطلاق عندما تطلب مثل هذا الأمر، وفي الكثير من الحالات قد تعتقد أنها بهذه الطريقة يمكنها الوصول إلى حل للخلافات، لذا سنتحدث باستفاضة أكثر حول هذه المشكلة من خلال موقع البلد.

زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب

الزواج هو العلاقة المقدسة التي تجمع بين الرجل والمرأة وقد وصفها الله تعالى في كتابه الكريم بأنها المودة والرحمة، والأمر الأساسي لنجاح هذه العلاقة هو الاحترام والتقدير الذي يجب أن يكون متبادل بين كلا الطرفين حتى في وقت الخلاف، كما أنها علاقة تعاونية بين كِلا طرفيها، إذ يجب أن يكون كلًا منهما على دراية بالدور الذي من الواجب عليه القيام به وفعله على أكمل وجه.

في أي بيت وبين أي زوجين تعد الخلافات أمرًا لا بد من حدوثه، لكن الاختلاف بين كل بيت والآخر يكمن في الطريقة التي يتعامل بها الزوجين مع هذا الخلاف، فالبعض وهو النموذج الصحيح يحاول تفهم وجهة نظر الطرف الآخر واحترام رأيه محاولًا إرضائه في حال كان مخطئًا أو تجنب الانفعال واحترام العلاقة بينهما إلى حين تهدأ الأوضاع ويكونا قادرين على التفاهم بحب وهدوء.

على الجانب الآخر نجد أن هناك البعض ممن يسيئون إلى بعضهم عند الخلاف ويكون كل طرف متمسك برأيه ويرى أنه على صواب، وبالتالي تفتقر العلاقة إلى اللين والمودة والاحترام كذلك، وفي هذه الحالة تكون العلاقة فاشلة حتى وإن استمرت سيكون كِلا طرفيها يعانون وقت الخلاف وقد تدوم معاناتهم بعد انتهاء الخلاف بسبب ما تعرضوا له من إساءة.

عند سؤال الرجال عن أكثر المشكلات التي تواجههم عند وقوع الخلاف بينهم وبين زوجاتهم، وجدنا أن عددّا كبيرًا منهم يشكو قائلًا زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب، ففي الواقع يوجد الكثير من الزوجات اللاتي تعودن على طلب الطلاق عند وقوع الخلاف، ظنًا منهم أنه قد يكون الحل الأمثل لإنهاء الخلاف.

دائمًا عندما تقول الزوجة مثل هذه العبارات عن الانفصال والحصول على الطلاق فإنها لا تكون على دراية بحجم الأمر ومدى السلبيات التي ستترتب على حدوثه، ويقول أخصائيو العلاقات الزوجية والأسرية إن قدسية الزواج لا تتيح لأيٍ من الطرفين العبث بها، أي أن كلا الطرفين يجب أن يحاولا قدر استطاعتهما الوصول إلى حل مناسب لإنهاء الخلاف.

فالخطأ الأكبر هو أن يقوم أحد الطرفين بتهديد استقرار العلاقة وتهديد الطرف الآخر بأنه يريد إنهاء العلاقة، حيث إن عواقب الأمر لن تعود على من طلب الحصول على الطلاق فقط ـ وغالبًا ما تكون المرأة هي الطرف الفاعل ـ بل إنها ستؤثر على استقرار البيت والأطفال حتى إن لم يتم الأمر بالفعل.

عندما تتفوه المرأة بمثل هذا الحديث أثناء الخلاف يزداد الأمر سوءًا، إذ يشعر الرجل بأنها لا تحترم رجولته وتستهين بالعلاقة التي بينهما، وفي بعض الأحيان قد ينفعل الرجل ويطلقها بالفعل، وهذا هو الوقت الذي ستتمكن فيه من معرفة حجم الخطأ الذي ارتكبته بالأخص إذا كان الأمر لسبب لا يستدعي.

نصائح لتعامل الرجل مع المرأة التي تطلب الطلاق

في إطار الحديث حول مشكلة زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب، يأتي دور التعرف على الطريقة الصحيحة التي يتعامل بها الزوج مع هذا النوع من الزوجات، والتي تتمثل في كلٍ مما يلي:

1ـ التحلي بالصبر وتفهم طبيعة الزوجة

لكي يكون الرجل قادر على التعامل مع الزوجة التي تطلب الطلاق دون خسارة هذه العلاقة يجب أن يكون على دراية دائمًا بالطبيعة التي تفكر بها المرأة والفطرة التي خلقها الله تعالى عليها، فهي تحكم عاطفتها قبل تحكيم عقلها على عكس ما يفعل الرجل.

أي أن ما يخرج من فمها يكون بدافع العواطف والأحاسيس التي تشعر بها، وهذه العواطف بدورها متعلقة بحالتها النفسية، لذا فهي لا تهدد بالطلاق أو ترغب في حدوثه بالفعل، بل قد يكون هذا هو أكثر ما تخشاه، لكن وقت الخلاف تحاول فقط استمالة عواطف الزوج وليس لأنها ترغب في ترهيبه.

لذا يجب عليه تفهم الأمر والتحلي بالصبر عندما تردد الزوجة مثل هذا الحديث، ولا ينفعل فينطق بلفظ الطلاق بالفعل، وأفضل حل هو ألا يتفاعل مع حديثها على الإطلاق، لا بالسلب ولا الإيجاب، وبالتالي مع تكرار الأمر تتفهم أن هذه الطريقة لا تجدي نفعًا لاستمالة الزوج وتبتعد عن اللجوء إليها كحل.

2ـ إجراء نقاش صحي

المناقشة بهدوء ومحاولة بناء التفاهم بين الأزواج هو الطريق الأقصر لإنهاء الخلاف، لذا عندما يجد الرجل أن زوجته تطلب منه الطلاق كثيرًا يكون عليه عقد مناقشة معها يكون الهدف الرئيسي منها هو معرفة الدوافع التي تجعل المرأة تكرر طلبها للطلاق، وأن يسألها عن التصرفات التي تشعرها بالاستياء منه ومحاولة خلق حل وسطي يرضي كلا الطرفين، فهذا النقاش هو الوسيلة الوحيدة لضمان أن العلاقة ستظل آمنة.

كم أن العلاقة التي تتمتع بنقاط مشتركة عند النقاش وتوافر القدرة لدى كلا طرفيها لإجراء هذه المحادثة بهدوء هي بكل تأكيد علاقة ناجحة، كما يجب على الرجل أن يخبر المرأة بما يسببه طلبها المستمر للطلاق من آثار سلبية عليه وعلى مدى ترابط العلاقة بينهما، وأنه يجب عليها ألا ترى الطلاق أنه الحل الوحيد للخلافات، بل يمكن تخطي هذه الخلافات لتكون العلاقة أقوى من السابق، وهنا تبدأ شكوى الرجال أن زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب.

3ـ تقييم الذات

قبل أن يلقي الرجل اللوم على زوجته ويشكو قائلًا زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب يفترض عليه أن ينظر أولًا إلى ما يظهر منه من أفعال، ربما تكون أفعاله حقًا تسبب لها الضيق لدرجة تجعلها راغبة في الطلاق منه، كما قد تكون قدمت له اللوم على أفعاله وعندما تكررت شعرت بالاستياء الذي جعلها تقول إنها تريد الطلاق.

لذا عند النظر إلى الأمور يجب أن تكون نظرة الرجل شاملة، فلا يلقي اللوم على المرأة بسبب انفعالها وطلبها الطلاق أكثر من مرة عندما يكون الخلاف بسيط أو كبير، ويترك أفعاله التي قد تكون السبب الرئيسي وراء هذه الخلافات التي جعلتها تصل إلى هذه المرحلة.

4ـ إدخال طرف ثالث في الأمر

إذا لم يتمكن الرجل من الوصول إلى حل وسط مع زوجته ولم تنجح أيس من النصائح التي سبق ذكرها ضمن الحديث عن زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب، يكون الحل الأخير الذي يلجأ له هو أخذ رأي طرف ثالث بعيدًا عن العلاقة، فيكون بمثابة الحكم بين كلا الطرفين ويستمع مما يشكو منه كل طرف منهما، ودون التحيز إلى طرف دونًا عن الآخر يكون دوره هو مساعدة الزوجين لإعادة العلاقة لحالٍ أفضل.

الأسباب الشرعية للطلاق

استكمالًا للحديث حول شكوى الرجال الدائمة أن زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب، وبعد معرفة الطرق التي يمكن أن يتبعها هذا الرجل مع زوجته، يأتي دور توجيه الحديث قليلًا إلى المرأة التي تلجأ إلى الطلاق وكأنه طريق سهل دون أن تكون على دراية بالعواقب التي ستتعرض لها بالأخص إذا كانت تملك أطفالًا.

عند النظر إلى الأمر من الناحية الشرعية والدينية نجد أن هناك واحد من الأحاديث التي نقلت عن النبي أنه قال: “إن أبغض الحلال عند الله الطلاق” فعلى الرغم من كونه حديث شريف غير صحيح، إلا أن الإسلام بالفعل قد حدد بعض الحالات التي يكون فيها الطلاق جائزًا، لذا لا يكون من المستحب أن يتم الطلاق إلا في هذه الحالات، وهذه الأسباب تأتي كأسباب شرعية للطلاق، والتي تتمثل في الآتي:

1ـ الشقاق والنزاع بين الزوجين

هذا البند يشير إلى وجود خلاف كبير بين الزوجين لدرجة أنه يمنع حياتهما من الاستمرار بشكلٍ جيد، ويجيب تحديد ذلك بعد المحاولة لأكثر من مرة للتخلص من هذا الخلاف وعلاجه، ويجب توكيل رجل حكيم من أهل الزوجة لمحاولة الإصلاح بين الطرفين، في حال استطاع إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح فقد أتى بالخير.

لكن إن فشل وحتى بعد المحاولة لم يجدي الأمر نفعًا، وكلا الطرفين على يقين تام بأنهما فعلا كل ما في استطاعتهما لإبقاء العلاقة لكنهما لم يتمكنا من ذلك، يكون الطلاق جائزًا شرعًا، وذلك تبعًا لما ورد في قوله تعالى:

{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [سورة النساء: الآية 35].

2ـ الطلاق لوجود عيب في الرجل أو المرأة

يقصد بالعيب هنا عيب الجنون أو الإصابة بالأمراض التي تنتقل بالعدوى والأمراض التي تمنع احتمالية استمرار العلاقة الزوجية، لذا إذا قرر أحد الطرفين أنه غير قادر على إكمال العلاقة بسبب هذا المرض يكون الطلاق شرعيًا، ويتم إرجاع نصف المهر، أما في حال اكتشفت الزوجة هذا العيب بعد الزواج وطلبت الطلاق يكون كامل المهر من حقها.

3ـ غياب الزوج

في إطار الحديث عن زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب نجد أن غياب الزوج عن زوجته من الأسباب التي شرعها الإسلام للطلاق، وذلك في حال تضررت الزوجة من غياب الزوج الطويل عنها، وقد تعدد آراء المذاهب الفقهية فيما يخص سبب الغياب وطول مدة الغياب، لكن في النهاية أن تتضرر الزوجة من هذا الغياب سببًا شرعيًا كافيًا لطلاقها.

4ـ الطلاق بسبب إعسار الزوج

الإعسار يعني أن يكون الزوج غير قادر على دفع قيمة مهر زوجته، وهنا البعض الآخر ممن يقولون إن الإعسار هو عدم قدرة الرجل على الإنفاق على زوجته وتلبية المتطلبات الأساسية لها، ففي حال تأخر المهر يقوم أهل الحنفية أنه من الممكن أن تنتظر الزوجة زوجها وعدم الدخول إلا بعد أن يتمكن من توفير حقها من المهر، والبعض الآخر يقولون إنه يجوز أن تطلب الطلاق، أما في حال عدم إنفاقه عليها فطلاقها جائز.

5ـ الطلاق بسبب الإيلاء

قبل أن يشكو الزوج قائلًا زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب وقبل أن تطلب المرأة الطلاق يجب أن تكون على هذه الحالات التي شرع فيها الطلاق والتي تتضمن الطلاق بسبب الإيلاء، فقد قال تعالى في كتابه الكريم:

{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: الآية 226 – 227].

الإيلاء يعني أن يخلف الزوج ألا يقترب من زوجته ولا يجامعها لفترة محددة من الوقت وينفذ ذلك بالفعل، فهو أمر حرمه الشرع من الأساس لما قد يكون له من ضرر على الزوجة، وهذا الفعل كان أكثر الأفعال الفاحشة التي يقوم بها أهل قريش في الجاهلية، لكن الإسلام حد من الأمر وأصبح من حق المرأة أن تطلب الطلاق من زوجها إذا فعل ذلك.

6ـ التفريق بسبب اللعان

هو أن يتهم الزوج زوجته بخيانتها له والزنا، أو أن يشكك في نسب ولده وفي هذه الحالة يكون على الزوجين حلفان أربعة أيمان وفي الخامس يلعن نفسه، ففي حال لم يكن صادقًا وحدثت الملاعنة، يتم التفرقة بينهما، وذلك تبعًا لما ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال:

“المُتَلاعِنانِ إذا تَفَرَّقَا، لا يَجْتَمِعَانِ أبدًا” [رواه سهل بن سعد الساعدي بإسنادٍ صحيح].

7ـ الطلاق للارتداد عن الدين

في الارتد واحد من طرفي الزواج سواءً الزوج أو الزوجة فقد فرق الدين بينهما تفرقةً قطعية مباشرة دون العودة إلى الأحكام التي يصدرها القضاء.

8ـ الطلاق بسبب الظهار

الظهار هو أن يقوم الرجل بتحريم زوجته على نفسه، ويقول لها “أنتِ علي كظهر أمي” بذلك تكون زوجته محرمة عليه، ويجب أن يقوم بطلاقها، إلا إذا كفر عن هذا اليمين حسب الشرع.

زوجتي تطلب الطلاق لأتفه الأسباب من المشكلات التي سيقل سماعها في حال اتباع الرجال الطرق الصحيحة للتعامل مع زوجاتهم وفهم ما يدور في عقولهن، إذ إن هناك عبء كبير على الرجل فيما يخص تجاوز الخلافات الزوجية وذلك من خلال الطريقة الحكيمة التي يتصرف بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى