أهمية التدريب التعاوني
أهمية التدريب التعاوني لرفع مهارات المتدرب وتطوير المؤسسة، فالعائد التدريبي الشخصي للفرد جزء من العائد التدريبي الكلي للمؤسسة التعليمية أو التجارية من ثم على الدولة ككل.
لكن حتى نستفاد من التدريب التعاوني يجب علينا معرفة كيفيته وأدواتها وأدواره لذلك من خلال موقع البلد سوف نعرف أهمية التدريب التعاوني.
أهمية التدريب التعاوني
إن العملية التدريبية تختلف عن العملية التعليمية في عدة نقاط، فهم لا يختلفان في القيمة، لكن في المضمون يأتي التدريب لرفع مهارة معينة مطلوب تطويرها، فالتدريب والتعليم أدوات لتغذية الأفراد بالمعارف والثقافات والخبرات والمهارات.
جاء التدريب ليكون تطوير للعملية التعليمية إما بسد بعض ثغراتها أو تطويرها بما يتناسب مع المتطلبات الحالية، وسوف نتعرف على الفروق الرئيسية بين التدريب والتعليم بعد أن نعرف أهمية التدريب التعاوني.
حيث تتمثل أهمية التدريب التعاوني في نقطتين رئيستين تتمثل في:
- أهمية التدريب التعاوني للمؤسسات (العائد التدريبي المؤسسي).
- أهمية التدريب التعاوني للمتدربين (العائد التدريبي الشخصي).
فتكون تلك هي الأهمية الرئيسة التي سوف نخرج منها فوائد التدريب التعاوني التفصيلية.
العائد التدريبي المؤسسي
التدريب التعاوني يعمل عن طريق استراتيجية معينة، من خلال دراسة الاحتياجات التدريبية للمؤسسة من خلال مُعد محتوى تدريبي ينوط به مهام تصميم برنامج تدريبي لرفع العائد المؤسسي، فيقوم بعمل دراسة بناءً على دراسة ثلاثة محاور رئيسة هما:
- الوضع الحالي للمؤسسة: يدرس الكادر التدريبي ما هو المستوى المتوقف عنده أعضاء المؤسسة، وماهي نقاط التقصير في أدائهم.
- الوضع المثالي المرجو الوصول له: ما هو الوضع الذي يرجو مالك أو مدير المؤسسة الوصول له من خلال أفراد مؤسسته.
- الفجوة بين الوضع الحالي والوضع المثالي: ما هي مساحات العمل لدى أفراد المؤسسة التي من خلال تطويرها يرتفع الأداء المؤسسي ككل.
من خلال تحديد تلك النقاط الرئيسة نبدأ الشروع في تصميم البرنامج التدريبي المناسب للمؤسسة.
تصميم برنامج تدريبي للمؤسسة
قد ذكرنا في الفقرة السابقة الخطوات الرئيسة لبداية الشروع في العمل على رفع الأداء المؤسسي، من خلالهم يمكننا الشروع في تصميم البرنامج التدريبي المناسب لها من خلال عدة خطوات هي:
- وضع خريطة لمساحات العمل لكل فرد في المؤسسة من خلال الوصف الوظيفية له وأدائه بها.
- دراسة كل مساحة من مساحات العمل على انفرد، وتفصيلها في عدة مهارات رئيسية يجب أن يمتلكها الفرد ليتحسن أداء عمله بها.
- دراسة كل مهارة على انفراد، لمعرفة كيفية صياغة التدريبات المناسبة لرفع أداء الأفراد في تلك المهارات.
- إقامة البرنامج التدريبي لرفع أداء الأفراد المؤسسة بالتالي رفع أداء المؤسسة ككل.
من خلال تلك العملية يكون أهمية التدريب التعاوني في المؤسسة هو رفع الأداء المهاري لأفرادها فقط ليناسب ماهية عملهم بداخلها، فتكون المؤسسة بتحقيق الآتي:
- زيادة إنتاجية الشركة.
- إتقان الأفراد الأدوار المخصصة لهم.
- رضاء العميل/ كل من يتعرض للمؤسسة.
- تحفيز العمال من خلال تغذيتهم بالمعارف والمهارات والقيم التي تقوم بدورها بإعادة الإنعاش النفسي لهم والتغذية الروحية.
- تقليل التكاليف الناتجة عن ضعف أداء أفراد المؤسسة بعد إتقانهم لأدوارهم وقلة شغفهم بالعمل.
- تغيير ساعات العمل من خلال رفع الكفاءات للتمكن من أداء مهام متعددة وفي وقت أقل.
- جذب العملاء من خلال احتواء المؤسسة على الكوادر أصحاب المهارات السلوكية والوظيفية.
بذلك تكون المؤسسة قد وصلت للأداء المثالي أو على الأقل اقتربت منه من خلال التدريب التعاوني، فتكون تلك هي الأهمية الرئيسة الأولى للتدريب التعاوني.
العائد التدريبي للأفراد
قد ذكرنا في الفقرة السابقة العائد التدريبي للمؤسسات التدريبية من خلال تصميم برنامج تدريبي يتناسب مع الاحتياجات التدريبية لسد الفجوة المؤسسية.
في تلك الفقرة سوف ننتقل إلى أهمية التدريب التعاوني للأفراد، من خلال إقامة عملية تحليلية وتصميمة مثل السابقة لكن تلك المرة للأفراد.
فالمطلوب هنا اكتشاف الأفراد ما بداخلهم وتنمية مهاراتهم ومواهبهم وتنميتها وتعزيزها، وامتلاك المعارف التي تعمل على ترسيخ البناء المعرفي لهم، ثم تنمية مهاراتهم، وتوجيههم للاتجاه المناسب لقدراتهم وتعزيز القيم والأخلاقيات وهدفهم من الحياة.
الثلاث عناصر الرئيسة لفائدة الأفراد من التدريب KSA
يتأثر المتدرب بالعملية التدريبية من خلال رسالة المدرب التي ينقلها من خلال العمل على ثلاث عناصر رئيسة المختصرة في الـ KSA هما:
- المعارف: وهي المعلومات النظرية والأكاديمية من نظريات ودراسات وتجارب وعلوم ينقلها المدرب للمتدربين لتعزيز بنائهم المعرفي بمنهجية وتنظيم.
- المهارات: هي بالممارسة العملية والتجريبية التي يعمل الكادر التدريبي على أن يكسي برنامجه التدريبي بها فيضمن ممارستهم العملية للمعارف النظرية التي قدمها لهم، فيخوضون في التجربة الفعلية التي تنتج عن اكتسابهم المهارة.
- القيم/ الاتجاهات: إن القيمة الحقيقة من البرنامج التدريبي للأفراد التي يجب أن يحمله كل مدرب على عاتقه هي تصويب الاتجاهات للمتدربين وترسيخ القيم الأخلاقية لديهم وتعزيز القيم المتواجدة بالفعل، حتى يحدث ذلك يجب أن يكون الكادر التدريبي لديه في الأساس تلك القيم والاتجاهات..
من خلال توصيل المدرب لتلك النقاط الثلاثة يكون قد أدى رسالته التدريبية على أكمل وجه.
فيضمن أن يخرج من البرنامج التدريبي فرد فعال في مجتمعه يمتلك البناء المعرفي الذي يعود عليه وعلى مؤسسته والمجتمع ككل بالنفع.
الفوائد الفرعية للأفراد من التدريب
سوف نذكر الآن الفوائد الفرعية التي يحصلها الفرد من خلال التدريب:
- تحسين الأداء: من خلال اكتساب الفرد للمعارف والبناء المنهجي، والمهارات العلمية لممارستها يتحسن أداؤه في أي عمل يقوم به.
- اكتساب المعارف والمهارات: الأهداف الرئيسة للعملية التدريبية أن يخرج الفرد من التدريب، وقد حدث له تغيرات معرفية ومهارية.
- الترقي: هناك الكثير من المؤسسات تلزم للترقي بها أن يكون الموظف قد حصل على عدة دورات تدريبية تضمن قدرته القيام بمهام العمل الجديد.
- زيادة المقابل المادي: تلك النقطة ذات علاقة بالنقطة السابقة، فيحصل المتدرب على مقابل مادي مرتفع في وظيفته من خلال تطوير أدواته وإتقان أدوار مختلفة من خلال حصوله على البرنامج التدريبي المناسب.
- اكتساب قيمة جديدة: تختلف القيم المراد أن يحصل عليها الفرد خلال تدربه، لكن المهم أن الفرد قد أضيفت له القيمة المرجوة.
الفرق بين التدريب والتدريس
التدريب والتدريس وسائل مختلفة لهدف واحد هو الإثراء المعرفي بتغذية الأفراد بالمعارف والعلوم وزراعة القيم بداخلهم.
لكن التدريب يعتبر هو عملية التحديث للتدريس، ليكون مواكبًا للعصر وتطوره وتغيراته، فتكون الفروق بينهم في عدة نقاط رئيسة وهي:
- الهدف: عملية التدريب تكون لهدف محدد، بينا التدريس يشمل عدة أهداف متشعبة.
- عدد المتدربين: لا تُحدد العلمية التدريسية بعدد محدد فيمكن أن تصل قاعة المحاضرات بالجامعة للمئات، بينما تكون العملية التدريبية محددة برقم محدد لا تزيد عنه، فيكون العدد المثالي للعملية التدريبية هو 20.
- الزمن: العملية التدريسية لا تحدد بالزمن محدد فتشمل فترات زمنية طويلة تمدد لسنين، بينما العلمية التدريبية يكون زمنها محدد وقصير.
- القيمة: الهدف الرئيس للتدريب هو إتقان عمل محدد بكفاءة أعلى، بينما في الأغلب تقتصر العملية التدريسية على عرض المعارف والعلوم فقط.
- التأثير السريع: يظهر أثر التدريب في أسرع وقت، حيث قد يبدأ العائد التدريب للأفراد بالظهور بعد انتهاء العملية التدريبة مباشرةً، على النقيض العلمية التدريسية التي تستغرق سنين للتعلم ثم سنين للممارسة العملية حتى يظهر الأثر.
- الأنشطة: تتنوع الأنشطة المستخدمة في العملية التدريبية من قنوات اتصال ووسائل عرض وتيسير للمعلومات مختلفة، على عكس التدريس الذي قد يقتصر على العرض النظري فقط.
فتكون تلك هي الفروق الرئيسة بين التدريس والتدريب، في النهاية فالهدف واحد هو التعليم، فتتنوع الوسائل للوصول له.
محاور عملية التدريب التعاوني
قد عرفنا أهمية التدريب التعاوني على كل من المؤسسات والأفراد والفرق بينه وبين التدريس، سوف نتعرف الآن على عناصر عملية التدريب التعاوني، حيث تتكون من أربعة محاور رئيسة هما:
- المدرب: هو صاحب الرسالة والمهارات والمعارف، الذي يقوم بدراسة أفضل صياغة وتوظيف لسائر عناصر التدريب للخروج بأفضل عائد تدريبي سواء للأفراد أو المؤسسات.
- المتدرب: هو الملتقي في العلمية التدريبية فيجب أن يكون متحمس للتدريب ومستعد للإثراء المعرفي والممارسة المهارية والتغير الإيجابي للأخلاقيات، فيعمل على المشاركة والتفاعل الإيجابي في العملية التدريبية مع المدرب وخلال الأنشطة والورش.
- المحتوى التدريبي: هو المادة العلمية المقدمة في التدريب التي تشمل المعارف والنظريات العلمية التي يعمل من خلالها المدرب على توظيفها لصياغة ورش تفاعلية تضمن اكتساب المتدربين للمهارات من خلالها.
- بيئة التدريب: هي المكان المخصص للتدريب، فيجب أن تكون ملائم للمتدربين فلا تكون مريحة أكثر من اللازم ولا مزعجة، وأن تناسب المادة العلمية المقدمة والأنشطة بها، ومناسبة لكل المتدربين.
من خلال دراسة كل عنصر من تلك العناصر الرئيسة للعملية التدريبية والعمل عليها على انفراد لتحقيق أكبر عائد منها، نضمن عملية تدريبية فعالة.
أهمية التدريب التعاوني للطلاب
قد ذكرنا في الفقرات السابقة أهمية التدريب التعاوني بشكل عام لكل المؤسسات والأفراد، سوف نذكر الآن أهمية التدريب التعاوني للطلاب بالخصوص، حيث تتمثل في:
- تنمية المهارات السلوكية لدى الطلاب مما يعزز قدراتهم على التعامل مع الأخرين ومهارات العمل الجماعي وذكائهم الاجتماعي.
- تيسير فهم المواد الأكاديمية المقدمة في الجامعة من خلال صياغتها على هيئة أنشطة ومهارات وممارسة عملية.
- تحفيز اكتساب الخبرة العلمية لسهولة الالتحاق بسوق العمل.
- امتلاك الطلاب للمهارات في المجالات المختلفة مما يميزه عن كل أقرانه وتمكينه من أداء الوظائف المتعددة.
- تعزيز مهارات الطلاب على التكيف مع بيئة العمل وأفرادها والتواصل الفعال بها والتعامل ومع المديرين.
- تعزيز القدرة على تنظيم الوقت وإدارته مما يمَّكن الطلاب من استغلال كل دقيقة في حياتهم، والقيام بالمهام المتعددة خلال اليوم الواحد.
- تمكين الطلاب من تحمل المسؤوليات والانضباط واتباع النظام.
- زيادة ثقة الطلاب بذاتهم وقدراتهم، مما يحفزهم على اتخاذ خطوات فعالة في الحياة.
- تنمية القدرات الإبداعية والنقدية لدى الطلاب مما يعزز نظرتهم للأمور الحياتية وكيفية سيرها وتغيرها لتحقيق النفع الأكبر.
- منح الكفاءة للطلاب في مجالات تخصصهم المختلفة التي يصعب التخصص بها بشكل تدريسي منهجي، فيكن التدريب هو الحل المثالي لتعزيز القدرات العامة بها.
- القدرة على التخصصية بشكل أكثر احترافية من خلال دراسة كل المساحات التخصصية لمجال العمل، والعمل على تعزيز مهاراتها.
- بناء العلاقات من خلال التواجد في المجتمع التدريبي المثالي، الذي يعمل على التحفيز دومًا للوصول للأفضل والتطور.
فوائد التدريب التعاوني للخريجين
يدرس الطلاب الجامعيين في الكلية المعلومات النظرية والأكاديمية البحتة التي لا مجال لتطبيقها في بيئة العمل، من هنا يأتي الدور الأساسي للمنح التدريبية التي تقدمها الشركات والمصانع والبنوك للطلاب الجامعيين والخريجين، فتعمل تلك المنح التدريبية على الآتي:
- التعرف على سوق العمل الفعلي ومتطلباته واحتياجاته.
- التدرب العملي على المعارف النظرية التي قد تلقاها من خلال الدراسة الأكاديمية.
- التعرف على المؤسسات والشركات في مجال تخصصه واستراتيجية عملها.
- بناء العلاقات من خلال الاحتكاك بمراكز العمل الفعلية، التي تيسر عليه عملية البحث عن وظيفة.
- معرفة مجالات التخصص في سوق العمل المختلفة عن مجالات التخصص الجامعية.
- تعلم عملية الدمج بين المعارف النظرية التي تلقاها في الجامعة والخبرات العلمية التي تدرب عليها في سوق العمل، فمن خلال ذلك يقوم بتعزيز مجال دراسته بالتركيز على الجوانب التي بمعرفتها يعزز أدائه في بيئة العمل.
- زيادة قوة سيرته الذاتية التي يقدمها لمؤسسات العلم بعد التخرج.
فتكون تلك أحد أهم الفوائد التي يحصلها الطلاب من خلال استغلال فترة دراستهم للحاق بالمنح التدريبية في جهات العمل، فلا يغفل الطالب الجامعي عنها فيصطدم بسوق العمل بعد التخرج ولا يستطيع مجاراته.
إن العالم الحديث مُتغير ومُتطور بشكل أسرع من أن يستطيع اللحاق به، فبواسطة التدريب والتطوير للذات نتمكن من مواكبته.