تعليممواضيع تعليمية

التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف وآراء النقاد

التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف هي أحد تلك النظريات الهامة في مجال التعليم التربوي، والمأخوذ بها حتى الأنْ في العديد من البلاد المتقدمة حول العالم حرصًا منها على تنمية شخصية الطالب مع توفير كافة الوسائل التعليمية والتربوية الحديثة والمطورة التي تساعد في تحقيق هذا الهدف، ونستعرض هنا على موقع البلد أهم التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف للاستفادة منها في إنتاج سلوك تعليمي وتربوي سليم.

التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف

تشتمل نظرية بافلوف على العديد من التطبيقات التي يمكن الاستفادة منها في شتى المجالات، ومن أهم هذه المجالات التي مجال التعليم، حيث تحتوي نظرية بافلوف على عدد من التطبيقات التربوية أهمها:

  • القيام بمنع كافة المشتتات التي تحدث داخل الصف ما بين التلاميذ، ويكون ذلك من خلال تقديم المثير الشَرطي والمثير غير الشَرطي أثناء تناول المنهج التعليمي.
  • الحرص على ربط التعليم عند الطلاب بالدوافع الشخصية لكل منهم، وليس فقط من خلال توافر المثير الغير شَرطي، لأنه يتم في أغلب الحالات وخاصةً عند اختفاء المثير الشَرطي  انطفاء الاستجابة العلمية لدى الطلاب.
  • يمكن الاستفادة من حدوث ظاهرة انطفاء الاستجابة لدى الطلاب في التخلص من بعض العادات الغير مستحبة لدى البعض من هؤلاء الطلاب، وخاصةً في أوقات المذاكرة أو أثناء القراءة والكتابة.
  • يعتبر الدعم الخارجي من أحد أهم الأساليب الأساسية التي يتم اللجوء إليها داخل العملية التعليمية في الوقت الحالي.
  • كما أن أحد أهم تطبيقات هذه النظرية هي المساعدة في التعديل السلوكي الخاص بالمجال الانفعالي، أو المساهمة في تطوير التطبيع الثقافي الخاص بشخصية كل فرد. الإنسان.

تطبيقات أخرى على نظرية بافلوف

نظرية بافلوف تحتوي على العديد من التطبيقات التي يمكن الاستعانة بها بخلاف التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف.

أشهر هذه المجالات التي يمكن تطبيق نظرية بافلوف عليها هو مجال التسويق وخاصةً سلوك المستهلك.

تطبيق نظرية بافلوف على سلوك المستهلك

  • أحد أهم تلك التطبيقات البسيطة، هو استجابة عدد من المستهلكين بمجرد سماع كلمة تخفيضات، حيث تثير بداخلهم الرغبة في الإقبال على التسوّق، حتى عند عدم وجود حاجة لديهم لهذا المنتج خلال هذا الوقت بالتحديد.
  • كما تفيد هذه النظرية أيضًا عند التعامل مع بعض العلامات التجارية المحددة، حيث يقوم المستهلك بربط الاسم الخاص بالمنتج أو علامته التجارية المميزة بإدراك معين يصل إليه بعد جهود التسويق المستمرة أو بعد قيامه تجربة المنتج أو العلامة التجارية بشكل شخصي، ومثال على ذلك ارتباط اسم العلامة التجارية نيتروجينا عند معظم الأشخاص بِنقاء ونضارة البشرة.
  • كما أن شركة كوكا كولا العالمية هي مثال حي لعلامة تجارية مشهورة قامت بتطبيق هذه النظرية منذ سنوات ولاقت نجاح كبير، حيث قامت الشركة بربط الحملات التسويقية لها مع مختلف الأنشطة اليومية والعوامل البيئية، ومنها الرياضة والحرارة والجفاف بمنتجها، حيث تعمل هذه الأنشطة على زيادة شعور الأفراد بالعطش في ظل وجود الحل وهو منتج الشركة.

نبذة عن إيفان بافلوف

يعتبر أول من قام بوضع حجر الأساس في مجال الميدان التربوي، وذلك من خلال أشهر نظرياته وهي التكييف الكلاسيكي.

  • هو عالم متخصص في علم النفس روسي الجنسية.
  • كانت مدة حياته خلال المدة ما بين عام (1849- إلى عام 1936) الميلادي.
  • بداية العام 1904 الميلادي، كان بافلوف يدرس وظائف الجهاز الهضمي ويقوم بتطبيق نظرياته في هذا المجال على كلابه، حصل نتيجة هذا العمل على جائزة نوبل، كما أكسبه خبرة في علم وظائف الأعضاء.
  • اتجه بعدها إلى دراسة علم النفس، بجانب دراسة علم السلوك والتعلم، وتم تطبيق نظريته على العلاجات السلوكية في الفصول التعليمية، كما استخدمت لتقليل الخوف بواسطة التخلص من صفة التحسس المنهجية.

التعرف على نظرية بافلوف

نظرية بافلوف ببساطة واختصار عبارة عن إجراء تعليمي يشتمل على إقتران التحفيز مع الاستجابة المشروطة.

  • خلال تجارب بافلوف الشهيرة وجد أن هناك بعض الأشياء أو عدد من الأحداث قد تكون نتيجتها حدوث استجابة مشروطة.
  • تبدأ التجارب بتوضيح كيف أن وجود المحفز وهو في هذه الحالة وعاء من طعام الكلاب، سيؤدي إلى سيلان لعاب الكلب وهو يمثل في هذه الحالة استجابة غير مشروطة.
  • لكن أثناء التجربة لاحظ  بافلوف أن الكلاب قد ربطت بين مساعده في المختبر وبين المحفز وهو الطعام، فظهرت بذلك استجابة مدروسة ومشروطة.
  • قام بافلوف بتصميم تجربة استخدم فيها الجرس كمحفز محايد، حيث كان يضرب الجرس في كل مرة يريد فيها إعطاء طعام للكلاب.
  • قام بتكرار هذا الإجراء عدة مرات، ثم حاول بعد ذلك ضرب الجرس ولكن بدون إعطاء الطعام للكلاب هذه المرة، لاحظ هنا زيادة إفراز اللعاب لدى الكلاب من تلقاء نفسها، فكانت النتيجة وجود استجابة مشروطة جديدة لدي الكلاب.
  • حدث تطوير في نظرية بافلوف فيما بعد إلى ما يسمى بالتكييف الكلاسيكي، والتي تنص على أن التعلم الذي يرتبط بالتحفيز غير المشروط سوف ينتج بالفعل استجابة أو رد فعل للمحفز الجديد والمكيف، وتم من ذلك استنتاج أن الحافز الجديد يعمل على وحدوث نفس الاستجابة.

قانون التعلم عند إيفان بافلوف

استنادًا على تجربة بافلوف على كلابه، فيمكن بعد تلخيص هذه التجربة استنتاج أن قانون التعلم عند بافلوف هو باختصار “الاقتران الزمني”، ويُعد القانون هو الوحيد المسؤول عن توضيح وجود علاقة شرطية بين الاستجابة وبين المثير أو المحفز.

  • ينص هذا القانون على الآتي: “مع زيادة اقتران المثير الشرطي بالمثير الطبيعي الأصلي، تزداد قوة المثير الشرطي في استدعاء استجابة المثير الأصلي.
  • اعتمد بافلوف خلال هذه التجربة على عدد من المقوّمات وهي:

التكرار

حيث يتسبب التكرار في سهولة استدعاء الاستجابة الشرطية، كما حدث في التجربة من تكرار ضرب الجرس للتنبيه الكلاب بأنه قد حان وقت الطعام، وبالتالي تظهر الاستجابة لديهم في صورة زيادة اللعاب.

التعزيز

هو عبارة عن حدوث المثير الطبيعي بعد حدوث المثير الشرطي، حيث أن المثير الطبيعي يتمثل في الطعام، والمثير الشرطي يتمثل في الجرس الجرس.

التعميم

هو ارتباط الاستجابة لمثير محدد، مثل استجابة الكلاب عند ضرب الجرس في التجربة السابقة.

التمييز

عكس التعميم حيث أنها عبارة عن استجابة شرطية.

الاسترجاع التلقائي والانطفاء

يحدث في حالة ما إذا بدأ المثير الشرطي وهو (الجرس) في الظهور ولكن بدون وجود دعم بالمثير الطبيعي وهو( الطعام)، هنا يضعف الفعل المنعكس الشرطي هو(اللعاب) وقد يتلاشى مع الوقت، ولكن في حالة إعادة تقديم المثير الأصلي مرة أخرى وهو (الطعام)، مقترنًا مع للمثير الشرطي بعد حدوث الانطفاء، سوف تظهر استجابة شرطية مرة أخرى أو ما يسمى ب(الاسترجاع التلقائي).

نقد نظرية إيفان بافلوف

يعتمد على نظرية إيفان بافلوف وتطبيقاتها في الكثير من المجالات ومنها استخدام التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف في مجال التعليم والتسوق، وبالرغم من ذلك لم تسلم النظرية من النقد، حيث رأى بعض المتخصصين وجود قصور بها، هذه ومن هذه الانتقادات:

  • ينتقد البعض بافلوف إغفاله عنصر “الإدراك” في نظرية التعلم، وذلك نطرًا لاعتماده بشكل رئيسي على مقومات الاقتران والتكرار في التعلم الشرطي ما بين المثير والمثير الشرطي فقط.
  • كما يرى بعض النقاد أن هذه النظرية تنجح فقط في حالة التعلم الأطفال، حيث تظهر أهميتها خلال تعلم الأطفال للكلام أو اللغة، وذلك لاعتماد النظرية على التكرار وارتباطها بمحفز وهذا ما يعلمه الأطفال بسهولة.

التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف أصبح من الضروري بما التعرف عليها نظرًا لأهميتها داخل الميدان التعليمي والتربوي، وما تحققه من نتائج تتمثل في بناء شخصية الطفل وسرعة تعلمه وتنمية قدراته وتطوير أساليب فكره بطرق مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى