اسلامياتثقافة إسلامية

كيفية صلاة الشفع والوتر

كيفية صلاة الشفع والوتر تتم بتوضيح وقت صلاتها وعدد الركعات وسور القرآن بها، كما أنه لا بد من معرفة إن كانت جهرية أم سرية، ويجب كذلك معرفة شروط قبول الصلاة، حيث اختلف الفقهاء في وقت أدائها، وذلك لأن لها فضل كبير عند الله عز وجل والدعاء فيها مستحب، وسنوضح لكم كل هذه المعلومات بشأن كيفية صلاة الشفة والوتر من خلال موقع البلد.

كيفية صلاة الشفع والوتر

صلاة الشفع والوتر من السنن المؤكدة بعد صلاة العشاء، وتكون صلاة الشفع ركعتين، أما صلاة الوتر فتكون ركعة واحدة، ويمكن أن تكون بمثابة صلاة قيام الليل، وكيفية صلاة الشفع والوتر تكون كالآتي:

  • إن صلاة شفع تكون عبارة عن ركعتين، يُقرأ فيهم الفاتحة وسورة قصيرة وبعدها يتم التسليم، وتكون بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الوتر.
  • أما صلاة الوتر فتكون عدد فردي وهي ركعة واحدة أو ثلاث ركعات، ويمكن أن تؤدى صلاة الوتر من بعد العشاء وحتى قبل شروق الشمس في أوقات قيام الليل، وفي حالة كان يريد الشخص أن يصلى الوتر ثلاث ركعات، فلا يجب أن يجلس للتشهد خلال الصلاة ويكون التشهد في الركعة الأخيرة فقط، وذلك حتى لا تشبه صلاة المغرب.

جاء في حديث عن عبد الله بن عمر قال: “ كان رسولُ اللهِ يفصِلُ بَيْنَ الشَّفعِ والوِتْرِ بتسليمةٍ ويُسمِعُناها”، حيث كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يؤدي صلاة الوتر ثلاث ركعات يقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون ويختم الركعة الأخيرة بسورة الإخلاص.

معلومات عن صلاة الشفع والوتر

قال عبد الله بن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: “صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ”، وهذا يدل على أن صلاة قيام الليل يمكن أن تصلى ركعتين أو أربع أو ست ركعات بشرط التسليم بعد كل ركعتين بعدد زوجي، وفي النهاية تليها صلاة الوتر.

بالنسبة لصلاة الوتر يمكن أن تصلى ركعة واحدة أو ثلاثة أو خمسة ركعات أو أكثر بشرط أن يكون عدد الركعات فردي، ويكون وقت صلاة الشفع والوتر من بداية صلاة العشاء حتى صلاة الفجر، وأوضح مذهب جمهور العلماء من المالكية والحنابلة والشافعية بأنه يجوز أداء صلاة الشفع والوتر بعد الفجر إن لم يقم الشخص بأداء صلاة الصبح ولكن ذلك غير مؤكد.

صلاة الشفع والوتر جهرًا أم سرً

يؤدي المسلمون الصلاة للتقرب إلى الله لتيسير أمور حياتهم، ولطلب المغفرة والرحمة من الله عز وجل، ولمعرفة كيفية صلاة الشفع والوتر يجب التعرف إلى طريقة أدائها لتكون صحية، حيث قال علي بن أبي طالب عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: “أوترَ رسولُ اللهِ ثمَّ قالَ: يا أَهلَ القرآنِ أوتروا؛ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وترٌ يحبُّ الوتر”.

هذا الحديث يدل على أهمية أداء صلاة الشفع والوتر، ويجب أن يعلم كل مسلم أنهما صلاة جهرية بعد صلاة الجماعة في العشاء، ولكن في حالة كان المصلى قام بأدائها في وقت آخر غير وقتها، تكون صلاة سرية إذا نسي أداءها بوقت قيام الليل.

اختلاف الفقهاء في صلاة الوتر

اختلاف الفقهاء رحمة للعالمين ويوجد بعض المذاهب في الدين الإسلامي التي تختلف في بعض الأمور، ولكن أمرنا الله بأن نستفتي قلبنا في جميع الأمور ونتبع المذهب المقرب إلى قلوبنا في ذلك الأمر، حيث قال مذهب الحنفية أن صلاة الوتر من بعد أذان العشاء حتى طلوع الفجر.

أوضح مذهب الحنفية أيضًا أن الشخص الذي يقضي صلاة الفجر دون الوتر فهو متعمد نسيان ركعة الوتر التي لها فضل كبير، وعندها تبطل صلاة الصبح له لعدم ترتيبه لفرائض لصلاة، وقال مذهب المالكية بتوضيح أنه إذا قام الشخص وصلى الصبح دون أن يصلى الوتر غير متعمدًا وتذكر خلال الصلاة.

عندها يقطع الصلاة ويعود لصلاة الوتر أولًا ثم بعدها يصلى الصبح، وهذا أيضًا كان رأي الشافعية بإثبات حديث عن أنس بن مالك قال عن النبي “إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فإنَّ اللَّهَ يقولُ: {وأَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي}” [سورة طه: الآية 14].

فضل صلاة الشفع والوتر

كيفية صلاة الشفع والوتر بطريقة صحيحة تساعد في الحصول على فضل الصلاة كامل، حيث أوضح أبو بصرة الغفاري أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال “إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ زادَكُم صلاةً فصَلُّوها فيما بينَ صلاةِ العِشاءِ إلى صلاةِ الصُّبْحِ، الوِتْرَ الوِتْرَ. ألَا وإنَّه أبو بَصْرةَ الغِفاريُّ. قالَ أبو تَميمٍ: فكنتُ أنا وأبو ذَرٍّ قاعدَيْنِ. قالَ: فأخَذَ بيَدي أبو ذَرٍّ، فانطلَقْنا إلى أبي بَصْرةَ، فوجَدْناه عندَ البابِ الذي يَلي دارَ عمرِو بنِ العاصِ، فقالَ أبو ذَرٍّ: يا أبا بَصْرةَ، آنْتَ سمِعْتَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ زادَكُم صلاةً، فصلُّوها فيما بينَ صلاةِ العِشاءِ إلى صلاةِ الصُّبحِ، الوِتْرَ الوِتْرَ؟ قالَ: نعَمْ. قالَ: أنتَ سمِعْتَه؟ قالَ: نعَمْ، قالَ: أنتَ سمِعْتَه؟ قالَ: نعَمْ”.

هذا تنبيه للمسلمين إلى أن الله زاد علينا صلوات أخرى غير الخمس فروض الأساسية، ومن بينهم صلاة الوتر فهي تزيد المسلم نورًا يوم القيامة، وذلك مثبت من أن الله يحب العبد الذي يحافظ على صلاة قيام الليل، وقال أيضًا أبو هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “أوصاني خليلي أبو القاسمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ: الوترِ قبْلَ النَّومِ وصلاةِ الضُّحى ركعتَيْنِ وصومِ ثلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ“.

يعتبر ذلك الحديث وصية من النبي للمسلمين بأن يصوم ثلاث أيام من كل شهر ويؤدي ركعتين الضحى بعد شروق الشمس، ويصلى الوتر قبل النوم وهذا يشير إلى أن فضل صلاة الوتر لا يقل عن فضل الصيام.

يجوز للمسلم أن يؤدي صلاة الوتر وبعدها يصلى النوافل مثل قيام الليل وغيرها من الصلوات التي يتقرب بها العبد لربه، ولكن في حالة صلاة التراويح والتهجد يجب أن يصلى المسلم العشاء ثم الشفع ثم التراويح والتهجد ويختم يومه بصلاة الوتر.

فضل الدعاء في صلاة الشفع والوتر

الصلاة هي مقابلة بين العبد وربه، وهذه تكون فرصة كبيرة للتحدث مع الله وطلب ما يتمنى العبد من تيسير في الدنيا والآخرة، ويكون ذلك عند السجود بعد معرفة كيفية صلاة الشفع والوتر وعدد الركعات لكل صلاة.

كان يصلى النبي عليه أفضل السلام ويرفع يده إلى الله بعد الركوع ويقول الحمد لله ويبدأ بقول الأدعية الموجودة في الكتاب والسنة النبوية لوجود فضل كبير للدعاء في حياة كل مسلم، فهو قادر على تغيير الأقدار وتحسين أحوال الحياة، حيث قال النبي أن الله عز وجل لا يحب أن يرد يد العبد عند الدعاء.

جاء ذلك في حديث شريف عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “إنَّ اللهَ جَوادٌ كريمٌ ، يستحي من العبدِ المسلمِ إذا دعاه أن يرُدَّ يدَيْه صِفرًا ، ليس فيهما شيءٌ ، وإذا دعا العبدُ فأشار بأصبعِه ، قال الرَّبُّ : أخلص عبدي ، وإذا رفع يدَيْه ، قال اللهُ : إنِّي لأستحي من عبدي أن أرُدَّه“. [الحكم: غريب من حديث ربيعة].

أمرنا الرسول عند الدعاء في الصلاة أن نبدأ بالتمجيد وهو مثل قول أنت القوي يا الله ونحن الضعفاء إليك، أو أنت المجيد، أو أنت الكريم وبعدها نقول الأدعية التي نتمناها، وهذا الأمر يرجع إلى أن الرسول رأى رجلاً في الصلاة يقول دعاء بدون تمجيد وأمره بذلك.

دعاء القنوت من الأدعية التي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو بها الله في صلاة الوتر وهو قول: “اللهم اهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت وعافني فيمن عافيت، وقني شر ما قضيت وبارك لي فيما أعطيت إنك تقضي ولا يقضي عليك، وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت”.

شروط قبول صلاة الشفع والوتر

بعد معرفة كيفية صلاة الشفع والوتر يجب أن نتعرف إلى شروط قبول الصلاة فيجب الاهتمام بصلاة الشفع والوتر مثل باقي الصلوات لوجود فضل وأهمية كبيرة لهل في حياة كل مسلم، ومن تلك الشروط:

  • أن يكون المسلم بالغ عاقل ومستحضر للنية قبل الصلاة.
  • ستر العورة من أهم شروط قبول الصلاة فالرجل يجب عليه تغطية جسده حتى الركبة، والمرأة تقوم بتغطية جسدها بالكامل ماعدا الوجه والكف.
  • وجوب الطهارة وذلك بالوضوء الصحيح، وتنظيف الجسم من مبطلات الصلاة، فطهارة الثوب والبدن من الشروط الهامة لقبول الصلاة.
  • الخشوع في الصلاة أمر واجب سواء كانت فريضة أو صلاة الشفع والوتر.
  • عدم التحدث أثناء الصلاة والتركيز بجميع حواس الجسم أثناء الصلاة.
  • الامتناع عن الأكل والشرب أثناء الصلاة لأنهما من المبطلات.
  • عدم السهو في الصلاة بالتركيز بعدد الركعات أثناء الصلاة، فلا يجوز أن تكون أقل أو أكثر.
  • الالتزام باتجاه القبلة من شروط الصلاة مع أداء الصلاة في الوقت المحدد لها، كما ذكرنا من بعد صلاة العشاء حتى قبل شروق الشمس.

إن معرفة عدد الركعات ووقت صلاة الشفع والوتر أمر مهم جدًّا، حيث إن لأدائهم فضل عظيم، لذا فيجب على كل مسلم ألا يتكاسل عن أداء تلك الصلوات حتى ينال ذلك الأجر العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى