عدم تحلل الجثة وأسبابها
عدم تحلل الجثة عبارة عن بقاء الجسد بكامل هيئته بعد الموت، ولا يخضع للتحلل بعد انقضاء الفترة التي يجب أن يتحلل فيها الجسد بعد أن تنفصل عنه الروح، حيث أن هذا الأمر يخضع للكثير من الاعتقادات الخاطئة مثل التدخلات القوية لإعطاء الجثة الخلود، هذا وسوف نتناول في هذا المقال عبر موقع البلد الإلكتروني أسباب عدم تحلل الجثة ومدة تحللها بالتفصيل.
مدة تحلل الجثة بعد الدفن
- الجثة لفظ يتم إطلاقه على الجسد بعد الموت، ولا يمكن إطلاقه نهائيًا إلا على الأجساد التي يثبت بالدليل والبرهان أن كافة مظاهر الحياة بها قد توقفت تمامًا وليس هناك أي أمل في عودتها للحياة مرة أخرى، ومن المعروف أن كلمة جثة هي أول مرحلة تمر على الميت بعد الموت.
- من وجهة نظر العلم والعلماء أن جسد الانسان بعد الموت أي الجثة لا يمكن لها أن تظل كما هي لفترة طويلة من الوقت دون حدوث أي تغير عليها، أي بعد أن يموت جسد الانسان يبدأ جسده في التحلل بفعل ما تقوم به البكتيريا والميكروبات من أعمال تحللية.
- البكتيريا توجد في جسد الانسان أو تتواجد في المكان المحيط بالجثة، ولكن إمكانية تأخر تحلل الجثة لبعض الوقت عبر تجميد الجثة إلى أن يتم تحضير الإجراءات الخاصة بالدفن ومواراة الجسد الثرى.
وللمزيد من المعلومات حول تحلل الجثة اضغط هنا: الجثة بعد أربعين يوم هل تتحلل بالكامل أم تصبح على أي حالة؟!
فوائد تحلل جثث الموتى
لم يكن تحلل الجثث شيئَا عابرًا ولكنه أمر ذو فوائد عميقة لو تعرفنا عليها لشعرنا بالعجز التام أمامها، التي هي كالتالي:
- عدم تراكم الجثث، شيء في غاية الأهمية، فيمكنك التخيل ولو للحظة واحدة أن الكون الذي نعيش فيه قد أمتلأ عن آخرة بما يزيد عن بلايين الجثث، وقتها لا يمكن أن نستطيع العيش وسط تلك الجثث الغير متحللة.
- الحماية من انتشار الميكروبات والأوبئة، خصوصًا مع تراكم الجثث وعدم تحللها، ناهيك عن الروائح المزعجة التي ستنبعث منها.
- المخلفات الناتجة من تحلل جثث الموتى يفيد التربة كسماد طبيعي، حيث أنها تقوم بأمداد التربة بالكثير من المعادن والأملاح التي تحتاج إليها، فهي من أقوى أنواع السماد وأكثرها تميزًا نظرًا لطبيعتها.
- التعرف بدقة على موعد الوفاة، والتي كثيرًا ما يحتاج إليها الأطباء الشرعيين في التعرف على الوقت الذي توفت فيه الجثة والتعرف على بعض الدلائل التي يبحث عنها.
خطوات تحلل جثث الموتى
هناك مجموعة من الخطوات والمراحل التي يتم من خلالها تحلل الجثة، والتي هي كالتالي:
1- التحلل الذاتي للجثة
- يمر فيها الجسد بعد الموت بمرحلة التحلل عبر التعرض للعوامل الداخلية، والتي تنجم من تدمير الخلايا الجسمية بتأثرها بالأنزيمات الهاضمة الناتجة من ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون الذي بدوره عمل على رفع معدل حموضة الدم.
- بالإضافة إلى الدور البارز والفعال الذي تلعبه الميكروبات والبكتيريا بعد انقضاء ما يقرب من نصف ساعة بعد وفاة الشخص، وتبدأ بقع حمراء اللون في الظهور على مناطق مختلفة من الجسم وتغير لون البشرة وارتخاء العضلات الجسمية بشكل كبير، وقلة درجة حرارة الجسم وتيبس العضلات.
2- مرحلة انتفاخ الجسم
- تلك المرحلة التي تلي مرحلة التحلل الذاتي للجسم والتي تبدأ فيها كمية من الغازات أن تتجمع بالجسم مثل غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون والأمونيا والسلفيد والكبريتيد والهيدروجين.
- والتي تتجمع بشكل كبير في الأسبوع الثاني من الوفاة، مصحوبًا بظهور يرقات صغيرة تظهر في الأماكن المفتوحة من الجسد ومن ثم تجمع الكثير من الديدان حول الجثة، وانبعاث روائح كريهة وتعفن من الجثة.
3- مرحلة تفكيك العظام
- تعد تلك المرحلة أطول مراحل تحلل الجثة، حيث أنها تستغرق من الوقت الكثير الذي يمكن أن يصل إلى سنوات.
- وعبر تفعل مجموعة من العوامل تبدأ العظام في التحلل، ولا يتبقى منها سوى عظمة متناهية الصغر تسمى عجب الذنب، والتي ينبعث منها الشخص مرة أخرى يوم القيامة.
هل ثبت علميًا أن جسد الشهيد لا يتحلل في القبر
الكثير مننا يتساءل هل ثبت بالعلم والدليل أن أجساد الشهداء لا تبلى في قبورهم، وتبقى مدى الحياة يمكن رؤيتها كما كانت في الحياة، أم تبلى وتتحلل مثلها مثل أي جسد لأي مخلوق آخر توفاه الله، وللإجابة على هذا السؤال سوف نتعرف على ما يلي:
- روى البخاري (4814)، ومسلم (2955) – واللفظ له – عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ، خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ».
- الحديث السابق ذكره قد أطلعنا على أن كافة مخلوقات الله ستبلى أجسادهم ويأكلهم الدود ويعودوا إلى الأرض الترابية التي منها خلقوا وإليها يعودوا، ولا يتبقى منهم أبدًا سوى عجب الذنب تلك العظمة الصغيرة التي يعود من خلالها البني آدم للحياة مرة أخرى للبعث والحساب.
- كما أكد علمائنا أن الأنبياء من الأجساد التي لا تبلى في قبورهم، وذلك من خلال رواية وْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» رواه أبو داود (1047).
- بجانب أنهم رأوا أيضًا أن الله سبحانه وتعالى قد من على الشهداء والصالحين وأولياء الله بعدم تآكل أجسادهم في قبورهم، ولكن كل شيء بأمر من الله سبحانه وتعالى، فالأصل يرجع في الأساس لأن تأكل الأرض جميع الأجساد المدفونة فيها.
- قال ابن أبي العز الحنفي في كتابه “شرح الطحاوية”: «حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَا رُوِي فِي السُّنَنِ، وَأَمَّا الشُّهَدَاءُ فَقَدْ شُوهِدَ مِنْهُمْ بَعْدَ مُدَدٍ مِنْ دَفْنِه، كَمَا هُوَ لَمْ يَتَغَيَّرْ، فَيُحْتَمَلُ بَقَاؤُه كَذَلِكَ فِي تُرْبَتِه إِلَى يَوْمِ مَحْشَرِه، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ يَبْلَى مَعَ طُولِ الْمُدَّة، وَكَأَنَّه – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – كُلَّمَا كَانَتِ الشَّهَادَة أَكْمَلَ، وَالشَّهِيدُ أَفْضَلَ، كَانَ بَقَاءُ جَسَدِه أَطْوَلَ».
لمعرفة علامات الموت الشائعة اضغط على هذا الرابط: ماذا يرى الانسان قبل الموت وعلامات الموت الشائعة خلال شهر إلى ثلاثة أشهر
ظاهرة الجثث الشمعية
الجثث الشمعية تلك النوع من الجثث غير القابلة للتحلل، وتنتشر تلك الظاهرة بشكل كبير للغاية في ألمانيا، ويرجع السبب في انتشار تلك الظاهرة إلى ما يلي:
- الدهون تتراكم على البشرة ومن ثم تتحول إلى مواد عضوية تعرف بالموم، وهي المادة التي تنتج من امتزاج الشحم مع العضلات الجسمية للشخص المتوفي، ويطلق عليها الجثة الشمعية، حيث أن هناك طبقة ذات طبيعة شمعية بيضاء هشة فوق الجثة تحول دون تحللها.
- تشبع التربة بالطبقة الشمعية والملابس التي يوضع بها المتوفي، وتناول الكثير من المضادات الحيوية ودفن الجثث في نعوش محكمة الغلق لا يدخلها هواء نهائيًا، بالإضافة إلى مكان المقبرة وتكوين الطبقة الشمعية.
- التربة الطفيلية والرطوبة العالية أحد الأسباب في احتفاظ التربة بالجثة وعدم تحللها، حيث أنه من السهل مع تلك التربة التعرف على المتوفي بالرغم من مرور الكثير من السنوات عليها.
الحلول المتعارف عليها للتغلب على مشكلة الجثث الشمعية
هناك مجموعة من الحلول التي لجأ إليها أصحاب دور الجنازات في ألمانيا للتغلب على ظاهرة تشمع الجثث وعدم تحللها، والتي منها ما يلي:
- تحطيم النعش قبل الدفن لكي تتعرض للهواء والجراثيم والبكتيريا التي من شأنها مساعدة الجثة على التحلل.
- حرق الجثث المتشمعة لكي يتم التخلص منها وإخلاء أماكن لغيرها، حيث أن الظاهرة أكثر شيوعًا وتسبب مشكلة كبيرة.
ونقدم لكم أفضل دعاء للميت من هنا: الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة وأفضل دعاء للميت قبل الدفن وما أهمية الدعاء للميت؟
بهذا أعزاءنا المتابعين نكون قد ناقشنا معًا موضوع عدم تحلل الجثة، وتعرفنا على الأسباب الحقيقية وراء ذلك الأمر، نرجو أن نكون قد قدمنا لحضراتكم معلومات قيمة، لكم مننا جزيل الشكر.