تجربتي مع الزواج السري
تجربتي مع الزواج السري كانت من أسوأ ما قُمت به مما جعلني أشعر بالذنب فسرت خلف أهوائي دون مُراعاة غضب المولى تعالى وأحكام دينه الإسلامي، فالزواج السري هو أن يتولى الزواج الطرفين دون أن يحضر شهود ودن أن يشهروا به وهو ما أجمع الفقهاء على أنه باطلًا، ويمكن التعرف على مساوئ هذا الزواج بشكل أكبر من خلال التجربة المُقدمة من قِبل موقع البلد.
تجربتي مع الزواج السري
تجربتي مع الزواج السري بدأت بعد أن وقعت في حُب أحد زملائي في الجامعة وكُنا ندرس نفس التخصص واستمر هذا الحب حتى طلبت منه أن يتقدم للزواج مني لكن أهل هذا الشاب رفضوا الأمر تمامًا بسبب أنه لا يزال يدرس وأنه لا يملك أي وظيفة تحقق له دخل مادي ثابت.
فقرر أن يتقدم لي بشكل منفرد بعيدًا عن أهله، لكن رفض أهلي زواجي من هذا الشاب بسبب عدم حضور أهله معه؛ مما دفعنا إلى الزواج بشكل سري مع إعلام بعض زملائنا في الجامعة كشهود.
لكن مع مرور الزمن بدأ هذا الأمر يُسبب لي القلق الدائم من أن يتم كشف هذا السر وهو ما جعلني في توتر دائم وخوف من أن يتركني فجأة مع وضع نظرة المجتمع وأهلي في الاعتبار إذا اكتشف أحد هذا السر.
الزواج السري والزواج العرفي
بعد أن بدأت في الرجوع إلى ربي بسبب خوفي من العقاب يوم القيامة بسبب قيامي بأفعال محرمة بدأت في البحث على الإنترنت عن الفرق بين الزواج السري والزواج العرفي لمعرفة الفرق بينهما وآراء الفقهاء فيهما.
أولًا: الزواج السري
هو أن يتولى عقد الزواج الطرفين دون إحضار شهود، ودون أن يتم الإشهار به، وهو ما أجمع عليه الفقهاء، حيث إنه يكون زواج باطل لفقدانه شرط الشهادة، أما إذا قاما بإحضار شهود وتم إطلاق حريتهما في الإعلان عنه فهو لم يكن سرًا وكان صحيحًا شرعًا.
لكن تترتب عليه أحكام فالتوصية بالكُتمان تسلب الشهادة روحها والقصد منها وهي ما تضمن الحقوق وتفصل بين الحلال والحرام، فالزواج السري يُعد نوع قديم من الزواج افترضه الفقهاء وتكلموا في أحكامه واختلفوا في بعض الأحكام الخاصة به.
فإن الزواج في السر مع حضور شهود مع أخذ عليهم العهد بالكتمان أختلف عليه الفقهاء كثيرًا، فقد قال البعض أن وجود الشهود تُخرجه عن السرية وتُحقق العلنية، لكن يرى الإمام مالك وطائفة أن التوصية بالكتمان تسلب الشهادة فهي الإعلان الذي يضمن الحقوق ويزيل الريبة ويفصل بين الحلال والحرام.
أما الشهادة التي تحقق المقصود هي الشهادة التي لم تقترن بالتوصية على الكتمان، فالزواج السري الذي لم يحضره شهود أو تم حضور شهود لكن مع التوصية بالكتمان لا يخرج عن الكراهية أو البطلان.
ثانيًا: الزواج العُرفي
الزواج العرفي هو الزواج الذي لا يتم كتابته في الوثيقة الرسمية التي تكون على يد المأذون مع حضور الشهود ويأخذ هذا الاسم لأنه لا تصطحب التوصية بالكتمان ومن الممكن أن يعلم به غير الشهود من الأهل والأقارب والجيران.
فهو زواج قد استكمل الأركان والشروط المعتبرة في الشرع في صحة العقد ويمكن به أن تثبت كل الحقوق وبه وجبت النفقة على الزوج ووجبت الطاعة على الزوجة.
كان الزواج العرفي هو العقد الشرعي الذي كان معهود عند المسلمين إلى وقت قريب لم يكن يتطلب سوى الضمير الإيماني عند الطرفين في أن يعترفا به.
أسباب انتشار الزواج السري
من خلال تجربتي مع الزواج السري وعن طريق قراءة بعض المقالات التي تتحدث فيها السيدات عن التجارب التي مرت بها بالزواج السري فقد وجدت أن الأسباب تتمثل في الآتي:
- الابتعاد عن تعاليم الدين الإسلامي وعاداته.
- التكاليف الباهظة للزواج.
- مع انتشار البطالة وقلة فرص العمل في الوطن العربي.
- ينتشر الزواج السري في أغلب الأوقات في سن المراهقة بسبب إهمال الأهل للشباب فيها.
- بجانب المشكلات الأسرية التي تحدث فتجعل المقبلين على الزواج خاصًة البنات في البحث عن الحب.
- تطور التكنولوجيا الحديثة وظهور وسائل التواصل الاجتماعي الذي سهل التواصل بين الشباب.
- قلة الوعي بين الشباب بجانب سوء تربيتهم.
الأضرار الناتجة عن الزواج السري
بعد تجربتي مع الزواج السري أصبح الاضطراب لا يفارقني، فالزواج السري كان بالنسبة لي ليس إلا زواج رعب وقلق من ان يتم اكتشاف هذا الزواج من قِبل الأهل أو الأقارب فليس من الممكن أن يكون هذا هو الزواج الذي قد امتن الله به على عباده بأنه زواج سكينةً ومودة ورحمة بين الزوجين الذي من خلاله يتم تكوين أسرة وعائلة، فهو الزواج الذي لم توصي به الشريعة الإسلامية ولا العادات ولا التقاليد.
حتى إن الشهادة لا تُحل أو تجعل هذا الزواج زواج صالح فالشهادة يجب أن يكون الغرض منها التشهير وليس الضلال بأن تكون مجرد شهادة صورية ويتم التعهد على هذه الشهادة بالكتمان.
فمن يخسر كل شيء في الزواج السري أو العرفي هي المرأة فهي تفقد كل شيء تقريبًا في تفقد الأمان والطمأنينة والسكينة والاستقرار الذي يمكن أن تحظى بهم عند الزواج بشكل علني ورسمي بجانب أنها لن تشعر بالزواج ولن تشعر بشعور الأمومة فيشترط في الزواج السري عدم الإنجاب حتى لا يتم كشف الأمر.
الزواج السري هي تجربة مدمرة بكل المقاييس فهي ضد الشريعة الإسمية ولا تنعم فيها بأي مقياس من مقاييس الراحة التي من المفترض أن تنعم بها في الزواج العلني على الصورة السليمة.