حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت
حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت يعتبر التبرع بالأعضاء من الأعمال التطوعية التي يقوم بها بعض الأشخاص من خلال التبرع بأعضاء هم إلى الأشخاص المحتاجين لها، ولكن الكثير من الأفراد يسألون عن الحكم الشرعي للتبرع بهذه الأعضاء.
حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت
- هناك الكثير من الأمور التي لابد أن نعرفها عن حكم التبرع بالأعضاء، فهناك بعض الأعضاء التي يجوز أن تبرع بها بعد الموت، ولكن بثلاث شروط وأهمها:
- أن تكون هذه الأعضاء ليس لها أي نوع من التأثير على الموروثات أو الأنساب أو شخصية الإنسان بشكل عام، فلا يجوز أن يتبرع الإنسان المبيض أو الخصية أو خلايا الجهاز العصبي لأن هذا يكون له تأثير كبير جداً شخصية الإنسان وتصرفاته وسلوكياته.
- يكون المتبرع كامل الأهلية بمعنى أن يكون بالغ عاقل وراشد، وأن يكون أهل المتبرع راضيين عن هذا التبرع.
- أن يكون المتبرع دمه سليم أو معصوم الدم بمعنى أن يكون مسلم أما الكافر فلا يجوز ان نتبرع لـه بأي نوع من الأعضاء، لأن هذا يعتبر إهدار الدم في الشريعة الإسلامية.
- التبرع يعتبر من باب الصدقة جائزة، ولا تجوز هذه الصدقة على الكافر وإنما تجب على المسلم.
التبرع بالأعضاء بعد الوفاة
يقوم الكثير من المواطنين في هذه الفترة بعمل شهادات في الشهر العقاري، وتسليمها إلى وزارة الصحة، والتي تفيد أنهم يتبرعون بالأعضاء البشرية بعد أن يصل إلى الموت، وهذا السؤال الأخير الكثير من الأفراد، واختلفت الآراء في الشرع حول هذه المسألة، وقام عدد كبير من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في الحديث حول هذا الموضوع، وهو حكم التبرع بالأعضاء البشرية عقب الوفاة.
نصر فريد واصل التبرع بالأعضاء جائز
- يعتبر هذا الدكتور من الأفراد الذين تحدثوا عن التبرع بالأعضاء، وهو نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابق، ويعتبر من الأعضاء في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وقال أن هذا الأمر جاء في الشرع والدين بشرط أن يكون ضمن الضوابط الشرعية التي اجتمع عليها جميع علماء المسلمين.
- وهي أن يكون الموت حقيقي بقرار من الأطباء المختصين ووسط ما توصل إليه المجمع من العلوم البحوث الإسلامية، وأن يكون المتبرع إليه من الأقرباء من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة حتى لا يتحول الأمر إلى التجارة.
- كما أضاف الدكتور نصر فريد واصل بأن هناك نقاش حول هذا الأمر وفي النهاية توصلوا أنه يجوز التبرع بالأعضاء ولكن وفقاً إلى الشريعة الإسلامية.
الإمام الراحل سيد طنطاوي أجاز التبرع بالأعضاء
قال عضو من أعضاء هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، وهو الدكتور محمود مهني أن هناك العديد من العلماء الراحلين أجازوا التبرع بالأعضاء البشرية بعد الموت أو قبل الموت، ومن أهمهم الدكتور الراحل سيد طنطاوي وخالف البعض هذه الرؤية لأنهم قالوا أنه من الممكن أن يفتح باب الاتجار بالأعضاء، كما أنه ذكر أن الشيخ محمد متولي الشعراوي رفضت تماماً التبرع بالأعضاء لأنها من عطاء الخالق عز وجل ولا يجوز أن نصرفها سواء كنا أحياء أو أموات.
الإفتاء جائز من باب المحافظة على النفس
دار الإفتاء قالت أنه يعتبر من الوسائل الطبية التي يمكن من خلالها أن نحافظ على النفس البشرية، فهو طريقة من طرق العلاج والدواء والشفاء وتوزيع بعض الأعضاء البشرية أو نقلها من إنسان إلى إنسان سواء كان من الحي إلى الحي، ومن الميت إلى الحي فأنها من الأمور الجائزة في الشرع، ولكن عندما تتوافر بها الشروط المعينة ولا يجوز أن يكون هناك أي تلاعب بالإنسان لأنه من المخلوقات التي كرمها الخالق عز وجل فلا يجوز أن بيع الأعضاء مثل قطع الغيار، وإنما تعتبر من الوسائل العلاجية التي تحمي الإنسان من التعرض إلى الهلاك، ولابد أن تتم على يد الخبراء والأطباء ذوي الخبرة في هذا المجال.
وللمزيد من المعلومات عن هل يجوز صلاة الضحى بعد الشروق مباشرة وما هو الدليل على ذلك أضغط على هذا الرابط : هل يجوز صلاة الضحى بعد الشروق مباشرة وما هو الدليل على ذلك
ضوابط شرعية للتبرع بالأعضاء
- أن يكون المنقول منه العضو قد تحقق الأطباء من الموت الشرعي له، وأنه فارق الحياة تماماً أي أنه مات الموت الكلي، وهو الذي توقفت فيه جميع الأجهزة الخاصة بجسمه عن العمل، فيستحيل لا نقوم بأخذ أعضاء الأفراد الذين تم موتهم أكلينيكي ودفنهم وأخذ الأعضاء منهم، لأن هذا لا يعتبر الموت الشرعي.
- من الضروري أن تكون حالة المنقول إليه المرضية في التدهور المستمر، ولا يمكن انقاذه الا من خلال هذه الطريقة عن طريق نقل العضو البشرى من إنسان آخر سواء كان حي أو ميت إليه، ويكون هذا الأمر مؤكد من المصالح الضرورية التي لا بديل عنها.
- أن يكون الميت الذي نأخذ منه الأعضاء أوصي بهذا الأمر، وهو حي وفي كامل قواه العقلية و بدون أن يكون تم إكراه على فعل شيء بالإكراه المعنوي أو المادي حتى لا يكون نقل الأعضاء إهانة لكرامة الميت الأدمية، ويكون هذا من خلال الوصية التي تسمح للقيام بهذا. أن يكون العضو المنقول من الإنسان الميت إلى الإنسان الحي لا يسمح باختلاط الأنساب في أي حال من الأحوال.
- أن يتم هذا الأمر من خلال المراكز الطبية المتخصصة المعتمدة من الدولة والمرخص به للقيام بهذا الأمر بالشكل المباشر بدون أي نوع من المقابلات المادية، لأن هذا الأمر يجعل الغني يستوي مع الفقير ولا يلجأ إلى الأطباء الذين يقومون بتجارة الأعضاء أو الحاق الضرر سواء بالحي أو الميت.
تحريم بيع الأعضاء
- أكدت مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن بيع الأعضاء من الأمور المرفوضات تماماً والمحرمة سواء كانت من إنسان حي والانسان ميت، لأن الاعتداء على حرمة الإنسان تعتبر من المحرمات فقد ميزه الله وكرمه ولا يجوز أن يبيع أي جزء من جسده.
- والإنسان يعتبر ميت إذا توقف قلبه عن العمل وتوقف نفسه بشكل تام ولابد أن نرجع إلى الأطباء المختصين الموثوق منهم في الحكم على الشخص أنه تم موته كاملاً، وأن جميع أجهزة جسمه ودماغه قد توقفت بشكل نهائي حتى لا تنتهك حرمة الشخص.
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول هل يجوز الصوم يوم الجمعة وما هي الأشياء المكروهة في الصيام نوصي بالاطلاع على هذا المقال : هل يجوز الصوم يوم الجمعة وما هي الأشياء المكروهة في الصيام
تحدثنا في هذا المقال عن حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت وتناولنا العديد من الآراء لكبار العلماء بالأزهر الشريف وأهمهم نصر فريد واصل الذي أجاز التبرع بالأعضاء والإمام الراحل سيد طنطاوي الذي قال إنه جائز التبرع بالأعضاء والإفتاء بجمهورية مصر العربية، كما تحدثنا عن الشروط التي يجب اتباعها عند التبرع بالأعضاء وحرم بيع الأعضاء.