اسلامياتفقه

هل الزواج نصف الدين

هل الزواج نصف الدين؟ وما فوائد الزواج على الإنسان؟ فيعد الزواج من سمات الحياة الأساسية التي تساهم في الحصول على الكثير من الأشياء المريحة وهو سنة من سنن الحياة التي كبرنا عليها منذ الصغر ونتحدث عن الموضوع بشكل أوضح في موقع البلد.

هل الزواج نصف الدين

على الرغم من أن الزواج من أمنيات الكثير من الناس إلا أنه مسؤولية غير محببة لدى فئة ليست قليلة ويرغبون في إكمال حياته وحدهم دون وجود شريك في سنواتهم القادمة التي سيعيشوها.

مع الأقاويل والنصائح المتعددة التي تقال لهم يأتي على آذانهم أن الزواج هو نصف الدين، فهل عندما يضربون عن هذا يكون دينهم ناقص؟، فهناك أشخاص أخذت تنقل الأحاديث الغير صحيحة على مر السنوات حتى صدق الغير أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قالها بالفعل.

كما روي عن النبي أنه أشار إلى أن الزواج هو إكمال نصف الدين وهذا غير صحيح فكل هذه الأحاديث تقابل الإسناد الغير صحيح عند أهل العلماء، فالزواج بالطبع له العديد من الفضائل على الإنسان لكن بعض الألفاظ التي تقال مثل ما ذكرناها لا وجود لها في الأحاديث الصحيحة.

آيات الزواج في كتاب الله

ما زلنا في موضوعنا هل الزواج نصف الدين ونشير إلى أن القرآن هو المصدر الأول لكافة المسلمين حتى يستطيعون معرفة كافة القواعد والاختيارات الخاصة بالحياة والتعرف على ما يصح وما يجب الابتعاد عنه، فهو ذكر الزواج في قوله:

{وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

في هذه الآية إشارة واضحة إلى أهمية الزواج في الأرض فالله جعل لكل نفس أخرى تمثل السكن والسكينة من كل المخاوف التي توجد في الحياة، كما يعلمنا الله في الآية الكريمة أن الزواج هو المودة والرحمة في الخلاف، والفرقة إن حدثت وهذا ما يجب أن يتفكر ويتدبر فيه الناس.

كما قال الله سبحانه وتعالى:

{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [النحل: 72].

أما هذه الآية فتوضح جزء من النعم الكثيرة التي فضل الله بها عباده على خلق كثيرة، فقد رزق كل نفس زوجًا في الدنيا كما يرزقه البنين والأحفاد بعد العمر الطويل في الدنيا، والبنين والأعوان بالإضافة إلى الكثير من الطيبات التي لا يمكن أن تعد ولا تحصى، ولكن هناك أشخاص لا تحمد وتقابل هذا بالكفر والعياذ بالله.

كذلك قال الله في الحث على الزواج من الصالحين:

{وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32].

ففي هذه الآية نصح من الله إلى العباد في الزواج ممن لا زوج له حتى لو كانوا من الفقراء أو اليتامى فالفقر ليس عائق من الزواج بل إن الله يغني من يشاء من فضله وحده وهو العليم الذي لا يخفى عليه شيء.

الزواج في الأحاديث النبوية

من خلال حديثنا عن هل الزواج نصف الدين نعرض لكم في هذه الفقرة الأحاديث الصحيحة التي وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يلي:

عن عبد الله بن مسعود روى وقال:

“كُنْتُ مع عبدِ اللَّهِ، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بمِنًى، فَقالَ: يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ، إنَّ لي إلَيْكَ حَاجَةً، فَخَلَوَا، فَقالَ عُثْمَانُ: هلْ لكَ يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ في أنْ نُزَوِّجَكَ بكْرًا، تُذَكِّرُكَ ما كُنْتَ تَعْهَدُ؟

فَلَمَّا رَأَى عبدُ اللَّهِ أنْ ليسَ له حَاجَةٌ إلى هذا أشَارَ إلَيَّ، فَقالَ: يا عَلْقَمَةُ، فَانْتَهَيْتُ إلَيْهِ وهو يقولُ: أمَا لَئِنْ قُلْتَ ذلكَ، لقَدْ قالَ لَنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ” [صحيح البخاري].

كان الرسول عليه السلام أحرص الخلق في الحثّ على غض البصر واللجوء إلى ثوب العفة والحياء، وفي هذا الحديث إشارة واضحة إلى أن الزواج مهم إن كان في الاستطاعة.

فلا يستحب أن يكون الإنسان لا يملك الأخلاقيات التي يكوّن بها أسرة أو لا يوجد عنه القدرة الصحية الكافية لتحمل المسؤوليات في الحياة الجديدة ويقبل على الزواج دون الحساب لهذه الخطوة، ومن يواجه مشكلة في عدم الحصول على هذه النعمة فعليه أن يصوم ويقاوم ليزيد صبره ويكون جزاؤه الخير.

كما روى لنا عبد الله بن عمرو أن النبي قال:

” الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ” [صحيح].

في هذا الحديث وصية بضرورة اختيار المرأة الصالحة في خطوة الإقبال على الزواج، فالمرأة التي تعرف الله يكون فيها نفع على الرجل في حياته، وتكون من أسباب حصوله على السعادة وراحة البال.

فهي التي تتسم بالعفة في كل الوقت الذي يغيب فيه لتصون شرفه والتي تحرص على طاعة الله قبل كل شيء وتعلم على إصلاح من نفسها وحياتها الزوجية وقلبها هين لين لا يقسو، ومن غير ذلك فهي شر وتسبب الكثير من الهموم في الحياة لشريك حياتها.

أهمية الزواج للإنسان

بعد إجابتنا عن هل الزواج نصف الدين نوضح أن للزواج الكثير من الآثار النفسية الجيدة وهو له أهمية كبيرة في حياته، وتتمثل في التالي:

  • إن الزواج يعد عفة النفس الحقيقية بعيدًا عن اتباع الشهوات والوقوع في الخطأ إثم الزنا والعياذ بالله.
  • عندما يقبل الفرد على هذه الخطوة يعني أنه حريص على اتباع سنة الأنبياء والصالحين.
  • الموافقة على الفطرة التي خلقنا الله بها وهي أن الزواج عبارة عن ذكر وأنثى بعيدًا عن كل الأفكار الشاذة التي تدخل إلى المجتمع حديثُا.
  • الحصول على حياة مستقرة لا توجد بها الأفعال الطائشة الشبابية.
  • يعد من أنواع طاعة الخالق فيما يقول بكتابه العزيز.
  • يعمل بشكل واضح على تقوية العلاقات بين الناس والرجوع إلى الترابط الأسري الجميل.
  • إصلاح النفس من كل العادات الغير جيدة، كما أن اختيار شريك صالح يساهم في زيادة القرب من الله الكريم.
  • خلق أسرة يصبح الفرد فخور بها وإنجاب الذرية الصالحة في الدنيا حتى تدعو له بعد الممات.
  • يعلم الأفراد المسئولية وكيفية التعامل الصحيح معها دون التذمر أو خلق المشكلات على كل الأسباب التافهة.
  • يجعل القلب يسكنه العطف الإضافي والحب والرحمة.

الزواج بالفعل من النعم التي يرزق الله بها العبد لذلك عليه أن يختار الوقت الصحيح ليأخذ هذه الخطوة، ولا يتسرع في الحب الذي يطغى عليه الذنوب بل يقبل على كل ما هو صالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى