اسلامياتثقافة إسلامية

متى يحق للزوج المطالبة بالمهر قبل الدخول

متى يحق للزوج المطالبة بالمهر قبل الدخول؟ وما هو تكريم الإسلام للمرأة؟ جاء الإسلام في وقت انتشر فيه الظلم والقهر، كانت المرأة تورث إلى أهل الزوج كما الأموال والبنيان، كانت المرأة الواحدة يمكن أن تتزوج بعشر رجال في الوقت ذاته، كانت مقهورة بالكامل، فجاء الإسلام ليرعى حقوقها، ويرفع قيمتها ويزكيها، والآن لنتعرف على إجابة سؤال متى يحق للزوج المطالبة بالمهر قبل الدخول؟ من خلال موقع البلد.

متى يحق للزوج المطالبة بالمهر قبل الدخول؟

يمكن لشريك الحياة أن يحصل على الفريضة التي قدمها إلى المرأة في حالة أنها ارتضت أن تقدم له هذه الفريضة ولا تأخذ منها شيء، وإذا أجبرت المرأة الرجل على الانفصال عنها، يكون له الحق بهذه الفريضة، سواء تم النكاح أولا.

إذا رغب الرجل في الانفصال عنها بعد كتابة العقد، ولكن قبل النكاح، فيحق له نصف الفريضة، فقد قال الله تعالى:

(وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (سورة البقرة: 237)

لكن في حالة حدوث علاقة حميمية بين الرجل وشريكة حياته، وبعد ذلك قرر أن ينفصل عنها، فهنا لا يحق له الحصول على أي جزء من الفريضة، حيث قال الله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)) سورة الأحزاب.

تكريم الإسلام للمرأة

في إطار الإجابة على سؤال متى يحق للزوج المطالبة بالمهر قبل الدخول؟ سوف نتعرف على دلالات رفق الإسلام بطبيعة الأنثى، وتعزيز مكانتها، والابتعاد عن وصفها بمجرد مخلوق للمتعة ليس إلا، وهذا من خلال الفقرات التالية:

1- الوعي بطبيعة المرأة

لا شك أن الرجل له القوامة على المرأة، وهذا لأنه هو الأكثر حكمة في اتخاذ القرارات بسبب إحكامه الدائم إلى العقل وليس إلى العاطفة، وبسبب أنه هو المسؤول عن الإنفاق على الدار بسبب قوته البدنية، كما أنه هو المسؤول عن تعديل سلوكها عندما تتخذ المرأة المسارات الخاطئة.

لكن كيف يكون العقاب؟ إن أولى الطرق التي وضعها الإسلام لإلحاق العقاب بالأنثى هو التذكير والموعظة، كما لو أن مجرد التعليق بهدوء على سلوكها هو عقاب، وهذا بسبب نظرة الله إلى الأنثى على أنها كائن رقيق، لا يتحمل العقاب، ولا يتحمل الكلام القاسي.

يتمثل هذا في قول الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)) سورة النساء.

يجب التنويه أن أضربوهن هنا تكون من ضربة خفيفة، فلا يكون ضرب مبرح أو مؤلم، بل مجرد ضربة خفيفة توضح أن شريك الحياة غير متوافق مع السلوك الصادر من شريكة حياته، كما في نهاية الآية يوضح الله أن تعديل المرأة لسلوكها يستوجب على الرجل أني يعود إلى المعاملة الطيبة معها.

فلا يظل يذكرها بأخطائها، وإذا لم يفعل ذلك أو يظلمها فإن الله عليٌ كبير، معنى هذا أن الله سوف يعاقبه إذا ظلمها أو عاملها بطريقة قاسية، فكان الله أرحم بالنساء من الأمهات والآباء، فحفظ لهن قدرهن في قلوب وعقول الرجال.

2- عدم التضييق على المرأة

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)) سورة النساء.

في هذه الآية يحرم الله على الرجال أن يرثوا النساء كما تورث الأموال، وألا يأخذن منهن الفريضة من دون حق، كما يدعوهم إلى الرفق بالنساء، ومعاملتهم بطريقة حسنة والإحسان إليها حتى إذا لم يحبها قلبه.

إن كتاب الله جاء نظام للدنيا وما فيها، ولو سار عليه أهل الأرض لانكشفت الغموم والهموم، وزاد الارتقاء والتطور في كل بلاد العالم، إنه النور الوحيد في عالم من ظلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى