مدة الشفاء من نوبات الهلع هي التي يتم فيها التعافي نهائيًا من التعرض لنوبات الخوف الشديد التي يمكن أن تتسبب في تسارع ضربات القلب وضيق التنفس والتعرق الشديد ورعشة الأطراف وعدم القدرة على التحكم في الأشياء، لذا من خلال موقع النيل يمكن التعرف على كافة التفاصيل عن مدة الشفاء من نوبات الهلع.
مدة الشفاء من نوبات الهلع
لا يمكن تحديد مدة الشفاء من نوبات الهلع بشكل نهائي، حيث تعود مدة الشفاء إلى طبيعة الحالة ومعاناتها، فنوبات الهلع هي حالة نفسية ناتجة عن التعرض للهلع والخوف الشديد، حيث يمكن أن يصل مدى خوف الإنسان إلى الشعور بضربات القلب السريعة ومشكلات في التنفس.
يعد الهلع هو التعرض لنفس نوبة الخوف مرات عديدة وفي العموم تحدث نوبة الهلع مرة واحدة أو مرتين في العمر للإنسان الطبيعي لكن المصابين بنوبات الهلع يمكن أن يعانوا من هذه النوبات مرة كل شهر تقريبًا، ويكون الشفاء النهائي من نوبات الهلع أمر صعب.
حيث يعتمد الشفاء على الحالة ومدى استجابتها لكن أغلب الاستراتيجيات المستخدمة في العلاج تعمل على التقليل من حدة النوبات وتقليل مرات الحدوث قدر الإمكان، في الغالب تعاني الحالة من خوف شديد من الموت أو من التعرض للفقد في مرحلة المراهقة أو في بداية سن العشرينات حيث يمكن أن تستمر إلى عام كامل في الحالات المستعصية.
أعراض نوبة الهلع
تظهر نوبة الهلع دون أي إنذارات وفي الغالب تستمر إلى 10 دقائق متواصلة من المعاناة من الخوف الشديد وظهور بعض الأعراض الفسيولوجية مثل الآتي:
- توقف التنفس أو الشعور العام بالاختناق وضيق التنفس.
- الشعور بالدوخة أو بالدوار.
- الخوف الحاد من الموت وزيادة التعرض للنوبات عند سماع خبر موت شخص قريب.
- آلام حادة في الصدر.
- الغثيان.
- تسارع في دقات القلب.
- خفقان في ضغط الدم.
- المعاناة من الهلوسات البصرية.
- تخدير في الأطراف.
- التعرق الشديد.
- القشعريرة في سائر الجسم.
أسباب نوبات الهلع
يندرج الهلع تحت قائمة الأمراض النفسية حيث يتشابه مع مرض الاضطراب الرهابي، وتكون أسباب الإصابة بالهلع بعض العوامل البيولوجية والأسباب البيئة وأسباب أخرى اجتماعية، وتختلف كل حالة باختلاف مرحلة الإصابة والسبب المؤثر في الإصابة، حيث يمكن أن تكمن في الآتي:
- العوامل الوراثية التي تضم خلل في الجينات.
- مراحل الحياة المختلفة التي يمر بها الشخص مثل: الزواج والانتقال إلى بلد آخر أو الحصول على وظيفة في مكان آخر أو إنجاب الأطفال لأول مرة.
- النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بنوبات الهلع.
- تعرض المصاب لضغوطات نفسية شديدة تتسبب في شعوره بالخوف الشديد مثل: التعرض لخسارة مادية كبيرة في تجارة أو في العمل أو الانعزال من وظيفة لها منصب ونفوذ قوي.
- الإجهاد قصير المدى مثل: الضغط العصبي بسبب التركيز في إنجاز أمر ما أو التفكير في الحصول على هدف معين.
- الصدمة العاطفية الشديدة مثل: الانفصال عن الشريك دون رغبة أو فقدان الشريك ووفاته أو التعرض للخيانة.
كيفية التخلص من نوبات الهلع
مدة الشفاء من نوبات الهلع تعتمد على استجابة المريض وتخلصه نهائيًا من هذا الخوف الذي يسيطر عليه، كما يمكن أن تعمل هذه الاستراتيجيات على التقليل من حدة النوبات أو تساعد في تباعد الفترات بين كل النوبة والنوبة الأخرى، حيث يمكن أن يتخلص من النوبات أو بواسطة عدة طرق منها الآتي:
1- العلاج النفسي
يعمل على مساعدة المريض في التحكم في مشاعره وذلك يجعله لا يواجه نوبة الهلع بنفس رد الفعل حيث يعمل على تحقيق الآتي:
- يعمل على توصيل للمريض معلومة أنه مريض ويجب أن يستجيب مع الطبيب الخاص به ليشعر بالتحسن.
- يقوم بتقوية إرادة المريض في مواجهة النوبات التي تسيطر على سائر أفكاره.
- العلاج السلوكي المصاحب للعلاج النفسي يعمل على كشف الأسباب الرئيسية التي تتسبب في الشعور بالخوف الشديد إلى هذا الحد.
- يناقش الطبيب المختص الأسباب الفعلية للشعور بمشاعر الخوف مع المريض ويحاول أن يساعده على تخطي هذه الأسباب ومحاولته السيطرة على تأثيرها عليه.
- يرافق الطبيب حالته في مشوار طويل حتى تظهر المعالم الحقيقية للشفاء الكامل وبهذا يستطيع الطبيب التعرف على مدة الشفاء من نوبات الهلع بشكل نهائي، لكن خلال رحلة العلاج يبدأ المريض في التحسن وتبدأ نوبات الهلع في الانحسار والتباعد وتصبح أقل في شدتها.
2- الطرق الطبية
في حالات الإصابة بنوبات الهلع يمكن إدراج بعض الأدوية الطبية مع العلاج النفسي والعلاج السلوكي للسيطرة على الأعراض الجسدية التي تتسبب فيها النوبات الشديدة، تتمثل طرق العلاج التي يمكن أن يصفها الطبيب إلى المريض في الآتي:
أولًا: الأدوية المضادة للاكتئاب Antidepressant
في معظم حالات الإصابة بنوبات الهلع يصف الطبيب لها واحد من أدوية الاكتئاب وهي تعمل على تباعد الفترات بين النوبات، يعتبر الاختيار الأول هو أدوية مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية لأنه لا يتسبب في آثار جانبية شديدة مثل العديد من الأنواع الأخرى من مضادات الاكتئاب.
حيث تعمل أدوية مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ وذلك يساعد في تهدئة المصاب عند سيطرة النوبة على وتمالكه لأعصابه وقدرته على محاولة السيطرة عليها، حتى ولو كانت قدرته ضعيفة على السيطرة عليها في بداية العلاج يبدأ في استجماع نفسه ومقاومة النوبة شيء فشيء، ومن أمثلة تلك الأدوية الأنواع الآتية من العلاجات:
- فلوكسوتين.
- فلوفوكسامين.
- باروكسوتين.
- فينلافكسين.
- دولوكستين.
ثانيًا: البينودايزبينات Benzodiazepine
تساعد على التخلص من نوبات الهلع عن طريق تهدئة الجهاز العصبي بحيث تكون رد فعل الجهاز العصبي للمريض أقل حدة، ولا يفضل استخدام هذه الأنواع من الأدوية لفترات طويلة ولا يمكن استخدامها إلا في حالة وصف الطبيب لتناولها والمدة المحددة.
نصائح لمصابي نوبات الهلع
هناك العديد من النصائح والإرشادات المتمثلة في روتين يقوم به المريض بنوبات الهلع يمكنه من التخلص من نوبات الهلع لكنه لا يغني عن التواصل من الطبيب النفسي وتلقي العلاج والخضوع للجلسات بشكل منتظم، لكن يتمثل هذا الروتين في اتباع الآتي:
- الابتعاد عن التدخين وتناول المواد الكحولية: حيث تعمل على شدة نوبات الهلع لأنها تتسبب في تشتيت الجهاز العصبي وعدم السيطرة عليه بشكل أكبر، لكن في حالة الإقلاع عنها يرجع الجهاز العصبي في حالته الطبيعية ويتأثر بطرق العلاج بشكل أسرع.
- التدريب على التحكم في النفس: يمكن التعرف على كيفية السيطرة والتحكم في الذات من خلال ممارسة اليوجا أو تمرينات أخرى تساعد على الاسترخاء وحصول الجهاز العصبي على مرحلة من الهدوء يتمكن فيها من القدرة على التأمل.
- القراءة عن طبيعة المرض: التعرف على المرض وطبيعته تساعدك في تقييم حالتك والعمل على سلامة العقل وعدم الإصابة بالجنون.
- أخذ قسط كافي من النوم: النوم لفترات قصيرة أو النوم بشكل متقطع يعمل على توتر الجهاز العصبي بشكل أكبر فيصبح أكثر عرضة لتأثير النوبات فيه وعدم السيطرة عليها بأي شكل من الأشكال.
- ممارسة التمرينات الرياضية: تعمل على سيطرة المريض على نفسه والشعور بقيمته وتحسين الحالة المزاجية لديه، حيث يمكن أن يطلب من الطبيب المتابع لحالته نوع معين من التمرينات قد يساعده بشكل أكبر.
إن كانت نوبات الهلع تندرج تحت قائمة الأمراض النفسية يجب التأكد أن العلاج منها أمرًا ليس مستحيل وأنه يجب السيطرة على مشاعر الخوف والتخلص من الإصابة.
