اسلامياتفقه

ما هو حكم دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق من الأموات

ما هو حكم دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق من الأموات؟ وما هي الآيات القرآنية المؤكدة للحكم؟ هذا الأمر يعد بالغ الأهمية وتتوقف عليه الكثير من الأشياء المهمة التي يوضحها حد الدين بشكل قاطع، ويجب أن يكون كل مسلم ملمًا بها من شتى الجوانب، ونظرًا لتلك الأهمية سوف نعرض حكم الدين في هذه المسألة بكل دقة ووضوح من خلال موقع البلد.

ما هو حكم دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق من الأموات؟

إن الإجابة عن سؤال ما هو حكم دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق من الأموات هي أنه غير جائز بالمرة، كما أنه يعد ضربًا من ضروب الشرك بالله والكفر به، فهذا الأمر واسع الانتشار في البلاد التي توجد بها ضرائح الأولياء وغيرهم.

كما ويساعد في انتشار تلك العادة هو نقص الدين والعلم واليأس من رحمة الله وعدم معرفته حق المعرفة، فلقد خلقنا الله ليكون لنا أقرب من حبل الوريد، فلا يصح أن يكون ردنا عليه وشكرنا له أن نكفر به ونلجأ لمن سواه.

عندما خلق الإنسان جعل الله من علاقته به علاقة مفتوحة بسيطة لا حاجة فيها إلى الوساطة، فالأمر أبسط بكثير من أن يضطر المسلم لِأن يضع وسيطًا بينه وبين الله،

إن الأمر يبقى لصاحب الأمر وهو الله سبحانه وتعالى ومهما حاول الإنسان أن يضع بين نفسه وبين الله وسيطًا، يبقى أمر الله هو النافذ رغمًا عن أي قوة وعن أي إنسان.

إن ما جعل ما هو حكم دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق من الأموات شركًا بالله، هو أن الشخص فيه يطلب العون من غير الله أو يستحلف الله بمن لا يضرونه بشيء ولا ينفعوه، والله قد نهى تمامًا عن أن يطلب المسلم العون أو يدعو من دونه أي شيء آخر.

الدليل على ذلك هو قوله تعالى (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ*قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) [سورة الزمر، الآية رقم 43]

جزاء دعاء من هم من دون الله

استكمالًا للحديث عن حكم الشرع وحد الدين في الذين يتضرعون عند أضرحة الأولياء ويطلبون الرزق من الأموات، سبق وذكرنا أن هذا الفعل مشينًا ولا يليق بمسلم وهو شرك وكفر بالله، أما بالنسبة إلى عقاب من يرتكب هذه الجريمة فهو ضيق العيش في الدنيا وسوء العذاب في الآخرة.

لأن الله قد توعد للذين يكفرون به العذاب الأليم في الدنيا والأخرة، وبالرغم من أنه غفور رحيم رحمن إلا أنه شديد العقاب ولا يتهاون مع من يكفرون به، والدليل على ذلك هو قوله الحق سبحانه وتعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) [سورة النساء، الآية رقم 48]

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى ذلك أيضًا وأكد على أن الله لا يغفر لمن يكفرون له، ولقد روى أبو هريرة رضي الله عنه وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اجتنِبوا السبعَ الموبقاتِ: الشركُ بالله، والسحرُ، وقتلُ النَّفسِ التي حرَّم الله إلا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافِلاتِ“

رواه أبو هريرة، وحدثه السيوطي، المصدر: الجامع الصغير، حكم الحديث: صحيح الإسناد.

كما وورد الكثير من الآيات التي تنبه إلى خطورة الدعاء بالأولياء وأصحاب الكرامات كما يصفهم ويدعوهم البعض، ومن بين هذه الآيات:

1- (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة القصص، الآية رقم 88]

2- (فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) [سورة الشعراء، الآية رقم 213]

3- (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [سورة الكهف، الآية رقم 110]

4- (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [سورة الجن، الآية رقم 18]

آداب الدعاء

إن الله قريب سميع مجيب للدعاء، لا يرد عبده خائبًا خالي الوفاض، لذا لا يجب أن يتردد العبد في الدعاء إلى الله طالبًا منه ما يريد، فمهما ظن العبد أن ما يدعو به الله صعب المنال وفي حكم المحال، يقول الله له أنه عليه هين يسير.

(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [سورة غافر، الآية رقم 60]

أي أنه مهما كان العبد مذنبًا أو عاصيًا أو مقصرًا في حق الله، لا يجب أن يتخاذل أو يتقاعس عن التقرب إلى الله، فهو الوحيد الذي يقبل الإنسان مهما تعاظمت ذنوبه، ويتقرب إليه بالدعاء شرط أن يلتزم الداعي بآداب الدعاء التي تتلخص في:

  • الإخلاص التام لله سبحانه وتعالى.
  • أن يبدأ الدعاء بحمد الله وشكره والثناء عليه ثم الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم.
  • استعمال أساليب الجزم في الدعاء لليقين بإجابة الله له.
  • عدم الاستعجال في الدعاء.
  • الإلحاح كثيرًا في الدعاء إلى الله بما نتمناه.
  • استحضار القلب والعقل معًا أثناء الدعاء بمعنى أن يكون الدعاء بكامل كيان العبد وليس بلسانه فقط.
  • تجنب الدعاء على النفس وعلى المال والولد.
  • مناداة الله ودعائه بأسمائه الحسنى.
  • الإيمان بأن الله على كل شيء قدير مهما تأخرت إجابة الدعاء.
  • احتساب الصبر والتحمل عند الله تعالى.

لقد تبين لنا من تقديم الجواب عن سؤال ما هو حكم دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق من الأموات، أن من يقوم بهذا التصرف من الناس غالبًا ما لا يعرفون أنه شرك بالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى