متى توفيت أم كلثوم
متى توفيت أم كلثوم؟ ومتى بدأ يلمع نجمها في سماء الفن؟ أم كلثوم من الفنانات التي تمثل علامة مشرقة في جمهورية مصر العربية، والوطن العربي، بل والعالم كله، فهي من المطربات التي لن يجود الزمن علينا بمثلهن مرة أخرى.
حيث إنَّ أم كلثوم تعيش معنا إلى وقتنا الحاضر، وهي البوابة التي يدخل من خلال أغانيها أي فنان جديد، فمن خلال موقع البلد سنقدم لكم الإجابة على متى توفيت أم كلثوم.
متى توفيت أم كلثوم؟
أم كلثوم اسم عندما يتم ذكره في أي وقت وزمان نتذكر الطرب الأصيل وقوة الصوت، والأغاني التي كانت تتجمع بسببها جميع أفراد العائلة، لمن كان يمتلك راديو، وفي هذا الوقت كان من يمتلك جهاز الراديو ليس بالعدد الكبير.
فكانت التجمعات تملأ المقاهي، ويذهب البعض عند جيرانهم لسماع “الست” أم كلثوم الصوت الرخيم الذي لن نُعوضه أبدًا مهما ظهرت من أصوات.
بالفعل تظهر الكثير من الأصوات القوية العذبة في مصر وفي الوطن العربي، لكنها مهما بلغت من قوة أداء، لن تضاهي أم كلثوم في صوتها وقوته، فقوة الصوت ليست علوه أو جهره، بل أن التحكم في الصوت، وطبقاته من أهم ما يميز المطرب.
أما بالنسبة لتاريخ وفاتها وهو إجابة سؤالنا متى توفيت أم كلثوم، فهو 3 فبراير 1975.
إذا أردنا أن نتحدث عن شهرة أم كلثوم، سنجد أن شهرتها لم تقف في مصر أو في الوطن العربي فقط بل وصلت إلى العالم كله، فحفلاتها كانت تطوف بلدان العالم، واستمرت مسيرتها الحافلة بالنجاح حتى وصلت للسادسة والسبعين من عمرها.
وفاة أم كلثوم
كانت كوكب الشرق في السنوات الأخيرة من عمرها تعاني من أمراض في الكُلى، وكان الجميع ينصحونها بالذهاب إلى المشفى، لكنها كانت تقول إنها إذا دخلت المستشفى سوف تموت، وفي عام 1975 اشتد عليها المرض ودخلت المستشفى.
قد وافتها المنية في الثالث من شهر فبراير في عام 1975، ويقال إن جنازتها كانت الأعداد فيها تفوق الأعداد التي خرجت في جنازة الرئيس جمال عبد الناصر.
السيرة الذاتية لأم كلثوم
بعدما أجبنا على سؤال متى توفيت أم كلثوم، ننتقل إلى ذكر سيرة وحياة كوكب الشرق أم كلثوم منذ ولادتها، وحتى وفاتها.
أم كلثوم اسمها الأصلي المدون في شهادة ميلادها هو “فاطمة السيد إبراهيم البلتاجي”، فقد ولدت فاطمة البلتاجي والتي اشتهرت فيما بعد بأم كلثوم في 31 ديسمبر 1898، وذلك في بيت متواضع في قرية طماي الزهايرة.
هذه القرية تتبع مركز ومدينة السنبلاوين التابعة لمحافظة الدقهلية، فيوجد في مدينة المنصورة ميدان تم تسميته ميدان أم كلثوم، وهو ميدان كبير تكريمًا لبنت محافظة الدقهلية.
والد أم كلثوم هو الشيخ إبراهيم البلتاجي، وكان عمله مؤذن، وإمام للمسجد الخاص بقرية طماي الزهايرة، وكان لزيادة دخله يعمل كمنشد ديني، في المناسبات، والاحتفالات يقوم بإنشاد الاحتفالات.
من إنشاد الأب بدأ طريق ابنته أم كلثوم، حيث كان صوتها عذب وتجيد الإنشاد الديني كأبيها، فكان يأخذها معه للإنشاد في الحفلات، والمناسبات لكن كانت تنشد على أنها ذكر، وليست أنثى.
فكما كان الإنشاد الديني هو البداية لأم كلثوم، أخذ الشيخ إبراهيم البلتاجي قرارًا كان بمثابة بداية الانطلاق بالنسبة لابنته أم كلثوم، ذلك القرار الذي جعلها في مصاف المشاهير.
قد قام والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي بالانتقال إلى القاهرة، وقد كان هذا القرار صعبًا على الأب، فلم يكن يتوقع أن نجم ابنته سيلمع لهذه الدرجة، والسبب في ذلك أن الشيخ زكريا أحمد، والشيخ أبو العلا محمد هما من قام بالإلحاح عليه لينتقل إلى القاهرة.
لم يكن ذلك من فراغ فبداية معرفة الشيخ إبراهيم البلتاجي بالشيخ زكريا أحمد، والشيخ أبو العلا محمد، أن الشيخ أبو العلا محمد قد سمع أم كلثوم في أحد القطارات أثناء سفره ولم تكن تعلم بوجوده، وكان ذلك بنهاية 1916 تقريبًا أو بعدها.
بداية شهرة أم كلثوم
المهم أن الشيخ إبراهيم البلتاجي والد أم كلثوم استجاب لطلبهم لتبدأ مسيرة ابنته، ويلمع نجمها في سماء الفن، وفي سنة 1922 كانت قفزة كبيرة للفتاة التي بدأت تأخذ طريق الشهرة، حيث كانت تقوم بإحياء ليلة الإسراء والمعراج في قصر عز الدين يكن باشا.
ففي هذه الليلة من شدة إعجاب الحضور بها تلقت أم كلثوم أجرًا قيمته 3 جنيه، وهذا المبلغ في ذلك الوقت كبير جدًا، كما أن سيدة القصر قامت بإعطائها خاتم ذهبي كمكافأة لها على جمال صوتها، وروعة أداءها في هذه الليلة.
كانت أم كلثوم تقوم بالغناء في مسرح يسمى البوسفور، وكان يقع بميدان رمسيس، كما كانت تغني أيضًا على المسرح الخاص بحديقة الأزبكية، فقد كانت لها أغنية تشتهر بها وقتها وهي “وحقك أنت المُنى والطلب”، وبالتوازي مع غنائها في المسارح كانت نقوم بإحياء الحفلات، والمناسبات للعائلات الكبيرة في مصر.
من الجدير بالذكر أن أم كلثوم قامت بالغناء في احتفال حضر به أكبر المطربات، وألمعهم وقتها، وكان على رأس المطربات التي حضرت الحفل سلطانة الطرب منيرة المهدية كما كان لقبها في هذا الوقت، وذلك كان عام 1923.
كما أن هذا العام كان الباب الذي دخلت منه للمجد، حيث إنه في هذا العام أيضًا التقت بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي نقلها إلى عالم النجومية.
في العام التالي تعرفت أم كلثوم بالشاعر أحمد رامي في أحد الحفلات، وذلك عن طريق الشيخ أبو العلا محمد، الذي ألّف لها 137 أغنية، وقصيدة، وكان يشاع أن أحمد رامي يحب أم كلثوم لكنها لم تكن تشعر نحوه بهذا الشعور.
كما أن عام 1924 يعتبر فأل الخير بالنسبة لأم كلثوم، حيث إنها تعرفت على محمد القصبجي الذي كان عونًا لها في تأسيس الفرقة الخاصة بها.
فرقة أم كلثوم الموسيقية
من خلال مقالنا متى توفيت أم كلثوم، يجب علينا أن نذكر أن الملحن محمد القصبجي كان عونًا لأم كلثوم في مشوارها الفني، حيث إنه في بداية تكوينها لفرقتها قام بدعمها دعم فني، ومعنوي، حيث كانت هذه الفرقة بديلًا عن بطانتها التي كانت تصحبها معها في الحفلات.
أما عن سبب استبدال أم كلثوم لبطانتها بالفرقة الموسيقية، أن جريدة روز اليوسف نشرت مقالات هي هجوم عنيف على بطانة أم كلثوم.
مما جعل والدها الذي كان يلازمها دائمًا في حفلاتها، فهو كان من بطانتها أن يتوقف عن الإنشاد هو وأخيها الشيخ خالد.
بعد مرور عام على هذه الواقعة تقريبًا، تخلت أم كلثوم عن عقالها وعباءتها التي كانت تظهر بهما دائمًا في حفلاتها، وترتدي الملابس الخاصة بالفتيات المصريات، وفي عام 1926 كان من الشائع أن يقوم المطرب بغناء القصيدة، وأدائها بطرق مختلفة.
لكن المهم أن يكون الأداء متميز، وقد تميزت في هذا العام بقصيدة أراك عصي الدمع، فقد غنتها مرة بتلحين عبده الحامولي، ثم غنتها أم كلثوم مرة أخرى بتلحين الشيخ زكريا أحمد عام 1944، وللمرة الثالثة قامت أم كلثوم بغناء قصيدة أراك عصي الدمع في عام 1964 لكن هذه المرة بتلحين الموسيقار رياض السنباطي.
تعاون أم كلثوم مع رياض السنباطي
بدأت أم كلثوم طريقها مع ألحان رياض السنباطي المميزة في سنة 1935، حيث قام بتلحين الأغنية الشهيرة التي يمكن أن نتغنى ببعض ألحانها إلى اليوم، وهي على بلد المحبوب ودّيني، وبسبب هذه الأغنية ونجاحها المنقطع النظير رغم أن رياض السنباطي كان شابًا وقتها، إلا أن لحنه لاقى قبول ونجاح منقطع النظير.
فمن الجدير بالذكر خلال حديثنا عن رياض السنباطي، أنه هو من لحن للشيخ النقشبندي قصيدة مولاي إني ببابك، وكان هذا بأمر من الرئيس السادات عندما طلب منهم في احتفال من الاحتفالات أن يجمعهم عمل سويًا.
فلم يكن الشيخ النقشبندي مقتنعًا وقتها بهذا الأمر لكن كما يقولون ما باليد حيلة، ولكن بعد سماعه اللحن من رياض السنباطي تغيرت نظرته تمامًا، لدرجة أنه قال لولا هذه القصيدة ما كانت شهرة النقشبندي.
نعود مرة أخرى إلى رياض السنباطي، وأم كلثوم الذي ضل التعاون دائم بينهما لمدة قاربت على الأربعين عام، بل يمكننا أن نقول إن أم كلثوم طوال خمسينات القرن الماضي، كانت ألحانها كلها تقريبًا من الملحن رياض السنباطي.
تأسيس نقابة الموسيقيين
يرجع الفضل في تأسيس نقابة الموسيقيين إلى كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، حيث إنها من قامت بتأسيس نقابة الموسيقيين، وقد تولت رئاستها لفترة 10 سنوات متتالية، وكان تأسيس النقابة في سنة 1943.
أم كلثوم وثورة يوليو
عندما أتت ثورة يوليو 1952 تعاملت بعنف شديد مع كل ما يمت بصلة إلى العهد الملكي، وقد طال هذا العنف أم كلثوم، حيث إن الضابط المسئول عن الإذاعة وقتها قام بطردها من نقابة الموسيقيين ورئاستها، كما قام بمنعها من الغناء، ومنع أغانيها من أن يتم إذاعاتها بشكل تام ونهائي.
فقد كان هذا المنع بسبب أن أم كلثوم قد قامت بالغناء للملك في عدة مناسبات، وقد تم تقليدها في عهد الملك قلادة صاحبة العصمة.
لكن عندما علم الرئيس جمال عبد الناصر هذا القرار قام بإلغائه فورًا، ويقال إن من أخبر الرئيس جمال عبد الناصر بهذا القرار هو الصحفي مصطفى أمين.
حتى بعد إلغاء الرئيس جمال عبد الناصر هذا القرار أرادت أم كلثوم الاعتزال، لكن ذهب إليها الرئيس جمال عبد الناصر بنفسه، ومعه صلاح سالم، والمشير عبد الحكيم عامر، لجعلها ترجع عن هذا القرار، وبالفعل رجعت عن قرارها، واستمرت مسيرتها حتى عام 1975.
بهذا نكون قد أجبناكم على سؤال متى توفيت أم كلثوم، وقدمنا السيرة الذاتية لحياة كوكب الشرق بدءًا من ولادتها مرورًا بصعودها وشهرتها، وصولًا إلى وفاتها رحمها الله، نأمل أن تكونوا قد استمعتم معنا بسيرة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم.