هل تربية الحمام تجلب الفقر
هل تربية الحمام تجلب الفقر؟ وماهي شروط تربية الحمام في المنزل؟ إن تربية الحمام هي إحدى الهوايات التي يتوارثها جيل بعد جيل، ولكنها مثلما لها فوائد فلها أيضًا بعض الأضرار.
لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع البلد سنتعرف سويًا على إجابة سؤال هل تربية الحمام تجلب الفقر بشيءٍ من التفصيل.
هل تربية الحمام تجلب الفقر
هنالك علاقة قديمة تربط الإنسان بتربية الحمام ولذلك نلاحظ حتى وقتنا الحالي وجود منزل الحمام على بعض أسطح المنازل، حيث إنها هواية يتوارثها الأجيال وتتميز بسهولة التربية ومقامتها للتغيرات المناخية على عكس غيرها من الطيور الأخرى ويعتبر مصدر للسماد العضوي.
حيث جاء في حديث عن أبي هريرة: “رأى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يتبعُ حمامةً، فقالَ: شَيطانٌ يتبعُ شيطانةً”، هذا الحديث جعل بعض الأشخاص يتساءلون هل تربية الحمام تجلب الفقر والإجابة هي لا، حيث قال المباركفوري توضيحًا للحديث “إنما سماه شيطاناً لمباعدته عن الحق، واشتغاله بما لا يعنيه، وسماها شيطانة، لأنها أورثته الغفلة عن ذكر الله”.
يدل ذلك على أن هذا مجرد تشبيه في موقف معين، لأن النبي عليه الصلاة والسلام رأى الرجل وهو يلهو وضيع وقته باتباع الحمامة دون أي فائدة، ولكن هذا ليس تحريم لتربية الحمام أو جلب الفقر للمنزل الذي يتم فيه تربية الحمام.
آراء الفقهاء حول تربية الحمام
إن تربية الحمام شيء مبهج ولا يوجد حديث صحيح يدل على أنها تجلب الفقر، وهذه إجابة واضحة على سؤال هل تربية الحمام تجلب الفقر، حيث إنه قد ورد الكثير من الآراء لبعض الفقهاء في موضوع تربية الحمام، ومن هذه الآراء:
- قد قال ابن قدامة المقدسي: “واللاعب بالحمام يطيرها لا شهادة له، لأنه سفاهة ودناءة وقلة مروءة، ويتضمن أذى الجيران بطيره، وإشرافه على دورهم، ورميه إياها بالحجارة”.
- أوضح السرخسي صاحب المبسوط إن كان الرجل يربي الحمام بهدف أن يستأنس به في بيته فهذا عدل مقبول، وذلك لأن إمساك الحمام في البيوت مباح، ويمكن أيضًا اتخاذ بيوتًا للحمام ولا أحد يمنع ذلك.
- قال بعض الأشخاص في الآداب الشرعية: “يكره اتخاذ طيور طيارة تأكل زروع الناس، وتكره فراخها وبيضها، ولا تكره المتخذة لتبليغ الأخبار فقط”.
قال المروذي، قلت لأبى عبد الله: “ما تقول في طير أنثى جاءت إلى قوم فأزوجت عندهم وفرخت، لمن الفراخ؟ قال: يتبعون الأم، وأظن أنى سمعته يقول في الحمام الذي يرعى الصحراء: أكره أكل فراخها، وكره أن ترعى في الصحراء، وقال: تأكل طعام الناس”.
شروط تربية الحمام
بعدما تعرفنا على إجابة سؤال هل تربية الحمام تجلب الفقر، تجدر الإشارة إلى أنه هنالك بعض الشروط التي يجب أن يلتزم بها مربي الحمام، وذلك حتى تكون تربية الحمام ممتعة له، ولكن إذا كان لتربية الحمام ضرر للإنسان يجب عدم تربيتها.
حيث يمكن الالتزام ببعض الشروط حتى نستطيع تربية الحمام دون قلق من إنها تجلب الفقر، ومن هذه الشروط:
- يجب الإمساك بالحمام داخل البيوت المخصصة لها، وذلك حتى لا تأكل زرع الأشخاص وتسبب أذى لهم وعندها يحدث الكثير من المتاعب، ويمكن أن تجلب الفقر والأذى لك.
- الحمام له الكثير من الأنواع ويوجد نوع من الحمام له قدرة على جذب الحمام الأخر الذي يمتلكه الغير، حيث ينصح عدم تربية هذا النوع حتى لا تكون سارق للحمام الأخر وتنقلب المتعة من تربية الحمام عليه بالأذى.
- يجب أن يكون الهدف من تربية الحمام الحصول على طعام جيد أو المتاجرة، ولكن ليس اللعب واللهو وإيذائها.
- لا يجب استخدام الحمام للمقامرة عليه واللعب عندها يكون تربية الحمام حرام شرعًا.
فوائد تربية الحمام
بعدما تعرفنا على إجابة سؤال هل تربية الحمام تجلب الفقر، تجدر الإشارة إلى أن تربية الحمام بالمنزل لها الكثير من الفوائد، حيث يمكن لتربية الحمام أن تجلب الرزق للشخص الذي يربيها إذا حافظ على نظافتها وقام برعايتها بطريقة جيدة، ومن هذه الفوائد:
- إذا كان الشخص يربيها بهدف الغذاء سيحصل على لحم لذيذ وطيب يكون مفيد له ولأهل بيته إذا أهتم بغذائها جيدًا.
- إذا كان الغرض من تربية الحمام زيادة الربح يمكن أن يقوم المربي بالتجارة في الحمام وعندها تعود عليه بزيادة الرزق والمكسب الحلال.
- تربية الحمام لا تحتاج الكثير من الأموال حتى تقتنيها، ولكن بيعها يكون مربح جدًا ويمكن أن يكون مصدر دخل، بشرط أن تكون بعنايتها جيدًا والاهتمام بنظافتها وغذائها.
- مستلزمات تربية الحمام سهلة وغير مكلفة ويمكن أن تبدأ بوضعها في المنزل وشراء الحمام للعيش فيها دون وجود مكان كبير، ولكن إذا كنت تمتلك أعداد كبيرة من الحمام يجب أن توفر لهم مكان جيد التهوية.
- يلجأ الأشخاص الذين يحبون تناول الحمام إلى شرائه من شخص مربى لأنه يكون طعمه أفضل لاعتناء المربى به وبنظافته.
- من الفوائد المهمة لتربية الحمام الاستئناس بها والتمتع برؤيتها، وملئ وقت الفراغ بشيء مفيد وغير ضار مع اختلاف الغرض من تربية الحمام.
أضرار تربية الحمام في المنزل
يمكن أن تجلب تربية الحمام في المنزل بعض الأضرار وذلك عند الإهمال في نظافة المكان الذي يعيش فيه الحمام لعدة أيام، حيث تتكاثر الجراثيم وتسبب بعض الأمراض التي تصيب الإنسان بالأذى.
عندما يسأل البعض هل تربية الحمام تجلب الفقر يجيب مربى الحمام لا أبدًا، ولكن يجب الحفاظ على نظافتها ونظافة المكان التي تعييش فيه، ومن هذه الأمراض:
- الأمراض الجرثومية: هي عبارة عن أمراض تصيب الجلد وتظهر على شكل فقاعات من الهواء على سطح الجلد، ويمكن ملاحظتها بحدوث احمرار في بداية المرض، وإذا لم يتم معالجتها سيتغير لونها إلى الأسود أو الأزرق.
يكون لديك رغبة في الحكة عندها بسبب الشعور بالحرقان، ومن الأمراض الجرثومية مرض Erysipeloid ويمكن أن يسبب صداع وارتفاع كبير في درجة الحرارة، وإذا أصيب شخص كبير في السن بذلك المرض يمكن أن يؤدى به إلى الوفاة.
- الأمراض البروتوزوالية: تؤثر هذه الأمراض على صحة القصبة الهوائية مما يجعلها تغلق تمامًا، وإذا لم يتم علاجها في المرحلة الأولى يمكن أن تصيب الشخص بالوفاة بعد أربع أيام من الإصابة بهذا المرض، والذي يعد مرض Trichomoniasis من أحد أنواعها.
- الأمراض الفيروسية: يسيطر هذا المرض على الدماغ أو العمود الفقري لدرجة يمكن أن تصل إلى حدوث التهاب، ومن أحد أنواعه مرض St Louis Encephalitis، والذي له تأثير قوي على أعصاب الجسم.
الشفاء في هذا المرض محتمل ولكن سيعيش الإنسان وهو يعاني من بعض الأمراض المزمنة مثل الشلل أو فقدان السمع أو عند القدرة على تحريك جزء معين من أجزاء الجسم.
شهادة مربي الحمام
مر في كتاب الفقه الإسلامي أمر دقيق جدًا وهو أن مربي الحمام لا تجوز شهادته في المحكمة، حيث قال ابن قدامه رحمة الله: “اللاعب بالحمام يطيرها لا شهادة له، لأنه سفاهة ودناءة وقلة مروءة، ويتضمن أذى الجيران بطيره، وإشرافه على دورهم، ورميه بالحجارة”.
كان هذا رأي الحنفية الذي كان رئيسهم في ذلك الوقت الإمام علاء الدين الكاساني الذي أوضح أن الذي يلعب مع الحمام حتى لو لم يكن يطيرها فلا شهادة له إلا في حالات معينة، وذلك لأن هذا يجعله منشغل عن طاعة الله وأداء الفرائض.
أما إذا كان يربيها بهدف الانتفاع بها ويحرص على عدم إيذاء الناس بها ولا يجعلها تطير فتسقط فضلاتها على الناس وتسبب أذى لهم، عندها تكون شهادة مربى الحمام جائزة وليس فيها أي نوع من الشك.
على الرغم من إجابة سؤال هل تربية الحمام تجلب الفقر هي لا، ولكن يجب أن يتم الالتزام ببعض الشروط عند تربيتها، مع أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بالأمراض التي تجلبها.