من هو ابن عثيمين رحمه الله
من هو ابن عثيمين رحمه الله؟ فإن العالم شهد الكثير من العظماء والعلامات البارزة منذ القدم، ويجب تسليط الضوء عليهم لكي نتعلم منهم الإيمان، ويأخذ مثل هؤلاء العلامات قدوة له، لذا سوف نقوم بالإجابة عن سؤال من هو ابن عثيمين رحمه الله مع توضيح قيمته العلمية والاجتماعية، من خلال موقع البلد.
من هو ابن عثيمين رحمه الله
محمد بن صالح العثيمين ولُقب بأبي عبد الله، وهو من أحد شيوخ السلف الصالح، أي أنه كان يسير على نهج أهل السنة والجماعة، وظل طيلة حياته يدعوا إليها وكان يدرّسها في المسجد الحرام، حتى وهو مريض.
نشأة ابن عثيمين
بدايةً بالحديث عمن هو ابن عثيمين رحمه الله يجب ذكر نشأته، فقد ولد ابن عثيمين في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك بعام 1347 هجريًا، في مدينة عنيزة بالمملكة العربية السعودية، وكان من أسرة متوسطة الحالة الاجتماعية، فكان والده يعمل بالتجارة، وكان أخ لأخوين ذكور، وواحدة فقط من الإناث.
تعلم الشيخ ابن عثيمين القرآن الكريم منذ نعومة أظافره وحفظه، بمساعدة جده لأمه، وهو عبد الرحمن بن سليمان الدامغ، من ثم قام بتعلم الكتابة والقراءة، بالإضافة إلى الأدب والحساب، وكان له نصيب في تعلم كافة العلوم الشرعية كأصول الفقه، والحديث، والتفسير والعلم الفرائض.
ذلك كان في مجلس عبد الرحمن بن ناصر السعدي، فهو مرجعه الأول الذي اتبع منهجه، وتأثر به، بينما يعد عبد العزيز بن باز هو مرجعه الثاني، في التحصيل واتباع المنهج، وعندما فتح المعهد العلمي بمدينة الرياض التحق به ابن عثيمين في عام 1372 هجريًا.
بعدما قضى فيه سنتين انتفع فيهما بتدريس كبار العلماء أمثال عبد العزيز بن ناصر، ومحمد أمين الشنيقيطي، ومن ثم أكمل ابن عثيمين دراسته فالتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد شارك كذلك ابن عثيمين في إذاعة القرآن الكريم السعودية، ببرنامج نور على الدرب.
عقيدة الشيخ ابن عثيمين
كان محمد بن صالح العثيمين يتبع السلف الصالح، حيث يعتقد في أصول الدين تبعًا لأهل السنة والجماعة، وقد كان يعبر عن عقيدته في كثير من المحاضرات الخاصة به، وظلّ يعلّمها حتى آخر أيامه.
تدريس ابن عثيمين
من الجدير بالذكر أثناء عرض من هو ابن عثيمين رحمه الله ذكر مرحلة تدريسه ونفعه للمجتمع، فقد بدأ الشيخ محمد بن صالح التدريس منذ صغره، حيث إن شيخه الكبير قد توّسم فيه خيرًا، فشجعه على التدريس في الجامع الكبير بمدينة عنيزة، وكان لا يزال طالبًا في عام 1370 هجريًا.
بعد تخرجه من المعهد العلمي بالرياض تم تعيينه فيه المعهد بعام 1374 هجريًا، أما في عام 1376 هجريًا توفى الشيخ الكبير عبد الرحمن بن ناصر السعدي، فتولى مكانه الشيخ ابن عثيمين إمامة الجامع الكبير بعنيزة، كما تولى التدريس في مكتبة مدينة عنيزة.
التي قد أسسها شيخه منذ عام 1359 هجريًا، وبعدما كبر عدد الطلاب تحول التدريس في الجامع نفسه، توافد الكثير من الطلاب إلى جامع عنيزة من أجل أن يحظوا بفرصة التعلم على يد ابن عثيمين، حتى أن وصلت أعداد الطلاب في الدروس لأكثر من 100 طالب، ولم تكن تلك الطلاب تلهو.
بل كانوا يطلبون العلم بجِد، وظل الشيخ يعمل إمامًا وخطيبًا حتى وفاته، كان الشيخ ابن عثيمين يدرّس كذلك في المسجد النبوي، والمسجد الحرام بشهر رمضان، ومواسم الحج، والإجازات الصيفية الرسمية، وذلك بدايةً من عام 1402 هجريًا وحتى وفاته رحمه الله.
كان أسلوب الشيخ ابن عثيمين في التدريس مميز، حيث إنه كان فريد في إلقاء المعلومة على الطلبة، وكان يعتمد على المناقشة أثناء الدرس بينه وبين طلابه، كما أنه تميز بحب التدريس ومحاولة إيصال المعلومة بصدق وحب وهمة، راغبًا في نشر العلم في بقدر المستطاع.
إنجازات الشيخ ابن عثيمين العلمية
أثناء عرض من هو ابن عثيمين رحمه الله يجب ذكر إنجازاته، حيث إنه قضى أكثر من خمسين عامًا في نشر العلم والتدريس، وإلقاء المحاضرات والندوات الثقافية الداعية لله ـ عز وجل ـ، فقد اهتم ابن عثيمين بالتأليف، وكتابة الفتاوي التي تتمثل في الأسئلة بأجوبتها.
كما أن له العديد من الكتب والمحاضرات، والرسائل والفتاوى والخطب، وصدر له آلاف ساعات صوتية مسجلة لقراءته في إذاعة القرآن الكريم، والعلوم الشرعية والنحوية، وقد أعلن رحمه الله قواعد وضوابط لنشر كتبه ومؤلفاته.
بالإضافة إلى أنه أنشأ موقع خاص به على شبكة المعلومات الدولية، من أجل نشر الفائدة لجميع الناس، وتقديم جميع المحاضرات والتسجيلات الصوتية الخاصة به، ومن إنجازات الشيخ ابن عثيمين ما يلي:
- كان واحدًا من أعضاء هيئة العلماء بالمملكة العربية السعودية، بدايةً من عام 1407 هجريًا.
- عُيّن كعضو في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين الخاصة بجامعة الإمام محمد بن سعود.
- تم تعيينه كعضو في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود في العامين 1398 و 1400 هجريًا.
- كان عضو في اللجنة الخاصة بتوعية موسم الحج، منذ عام 1392 هجريًا.
- أحد علماء السعودية الكبار الذين يجيبوا عن الأسئلة الخاصة بأصول الفقه والشرع، وذلك من خلال البرامج الإذاعية الدينية.
- كان ابن عثيمين رئيس جمعية تحفيظ القرآن في مدينة عنيزة، وذلك منذ بداية تأسيسها في عام 1405 هجريًا.
- شارك بن عثيمين في كثير من المؤتمرات التي عُقدت في المملكة.
- حصل الشيخ بن عثيمين على جائزة الملك فيصل، الخاصة بخدمة الإسلام العالمية وذلك في سنة 1414 هجريًا.
مقومات الشيخ ابن عثيمين
كان الشيخ بن عثيمين واحد من أفضل الشيوخ في المملكة العربية السعودية، وقد حصل على جائزة الملك فيصل لوجود العديد من الصفات المؤهلة له، ومن تلك الصفات ما يلي:
- كان يتصف بالورع، والأمانة، وقول الحق والعمل لصالح نشر الإسلام وتوعية المسلمين بصدر رحب.
- كان يلقي الكثير من المحاضرات العامة في أماكن مختلفة.
- اتباعه الحكمة والموعظة الحسنة في ترغيب الناس لطريق الله ـ عز وجل ـ.
- انتفع الكثير من الناس من علمه، سواء بتدريسه أو المحاضرات أو مؤلفاته.
- كان يشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية.
أبناء الشيخ بن عثيمين ـ رحمه الله ـ
قد تزوج الشيخ محمد صالح بن عثيمين من امرأة واحدة، وأنجب منها ثلاث بنات، وخمسة ذكور، وهم: عبد الرحمن، عبد الله، عبد العزيز، إبراهيم، عبد الرحيم.
وفاة الشيخ ابن عثيمين
قد توفيًّ الشيخ اب عثيمين في الخامس عشر من شهر شوال الموافق يوم الأربعاء في عام 1421 هجريًا، في مدينة جدة قبل توقيت المغرب، وقد صلى الناس عليه في يوم الخميس بعد صلاة العصر، وقد كانت جنازته بها كثير من الناس الحزينة لفراقه، وتم دفنه في مكة المكرمة.
كما أنه كانت الناس تتبادل التعازي في الأسواق وبمختلف الأماكن وكأن المصيبة مصيبة كل فرد فيهم، وقد تم الصلاة عليه في يوم الجمعة “صلاة غائب” بجميع مدن المملكة العربية السعودية، فقد كان له قبول لدى الناس بشكل كبير، فحزن عليه الصغير والكبير، والنساء والرجال.
ابن عثيمين أحد أبرز العلماء والشيوخ الذي فقده العالم بحزن، فكان أحد رجال السلف الصالح الذين يهتمون لنشر تعاليم الدين، وناشر للعلم بين الناس ـ رحمه الله ـ.