لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم؟ وما هي الحقائق التي تشتهر بها هذه الدولة؟ إن الجزائر من البلاد الكبيرة التي تقع في شمال أفريقيا فإنها تأتي في المرتبة الأولى محليًا، والمرتبة العاشرة عالميًا بالنسبة للمساحة، ولقد تم تسميتها منذ نشأتها بالعديد من المسميات إلى أن تم الاستقرار على اسم الجزائر، لذا سنخبركم من خلال موقع البلد إجابة سؤال لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم.
لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم
تُعرف دولة الجزائر باسم الجمهورية الشعبية الديمقراطية، وذلك لأن نظام الحكم السائد فيها هو الحكم الجمهوري، فإن هذه الدولة تتواجد في شمال أفريقيا، وتحيطها الحدود البرية والبحرية.
فمن الشمال يحد الجزائر البحر المتوسط، بينما من الشرق يحدها تونس بحوالي 1.034 كم، وليبيا أيضًا بحوالي 989 كم، أما الجنوب فتحدها نيجر بطول 951 كم، وكذلك مالي، ومن الغرب موريتانيا والمغرب بحدود 460 كم، و1900 كم.
فالجزائر دولة عريقة وكبيرة ومساحتها تقارب 2381741 كم مربع، حيث شهدت هذه الأراضي الاحتلالات العديدة، وسكنها العديد من الحكماء الذين أسسوا عليها القواعد الخاصة بعلم النجوم.
فهي ظلت تحت سيطرة الحكم العثماني لمدة 300 عام، ثم غزاها الفرنسيون في القرن 19، ومن ثم تحررت في عام 1962 ميلاديًا.
خلال هذه المدة سميت أرض الجزائر بعدة أسماء منذ أن نشأت إلى أن تحررت، لكن قبل التطرق إلى معرفة هذه الأسماء يلزم التعرف إلى لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم في نهاية المطاف؟
فإن السبب وراء تسميتها بالجزائر منذ عام 1525 أي في القرن 16، هو وجود مجموعة من الجزر الصخرية بالقرب من دولة الجزائر تقع في البحر الأبيض المتوسط، وكان عددهم أربعة جزر.
فكلمة الجزائر هي جمع تكسير مشتقة من كلمة جزيرة، ومن أكبر الجزر التي كانت تطل عليها دولة الجزائر هي جزيرة الصخرة، والتي تم السيطرة عليها من قِبل الأسبان.
تسمية الجزائر في العهود المختلفة
دفعنا التساؤل عن لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم إلى التطرق في الموضوع بشكل أكثر، ففي هذه الفقرة سوف نعرض لكم مسميات دولة الجزائر في العهود المختلفة:
1- اسم دولة الجزائر قبل حلول عهد العرب
سُميت الجزائر قبل حلول عهد العرب باسم اقسيوم، وهذا الاسم يعود إلى مدينة عريقة تقع على حدود بحر الروم، وكان في ذلك الوقت أي قبل أن يأتي الفينيقيين تنتمي إلى عدة بلاد يشكلون وطنًا واحدًا وأطلق عليهم اسم ليبية.
بعد فترة انفصلت الجزائر عن وطن ليبية وتم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء من قبل اليونانيين واللاتينيين وهم كما يأتي:
- اسم ماسيسيليا: فهذا الاسم تم إطلاقه على الجانب الغربي من دولة الجزائر قبل عهد العرب، وكان ذلك الجانب يمتد إلى وادي ملوية غربًا مرورًا بسهول سطيف، وكذلك تل عمالتي ووهران، ومعهم برج بوعريريج.
ثم بعد مدة تم تغيير هذا الاسم وأصبح الجانب الغربي من دولة الجزائر يُدعى باسم موريطانيا الشرقية.
- اسم الماسيل: أطلق اليونانيون واللاتينيون على الجانب الشرقي من الجزائر اسم الماسيل، فهو كان يضم عمالة قسنطينة، وعمالة تونس وممتدًا لطبرقة، وعرف فيما بعد باسم نوميديا.
- اسم جيتولية: ذلك الاسم جمع بين صحراء موريطانيا، وكذلك نوميديا.
2- اسم دولة الجزائر عند حلول العرب
تعد هذه الفقرة بمثابة بيان آخر وإجابة ممتدة لسؤال لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم، فعندما جاء العرب إلى أراضي الجزائر قاموا بتسميتها بالجزائر فهي كلمة أصلها عربي وكما أسلفنا الذكر بأنها جمع كلمة جزيرة.
عُرفت أيضًا دولة الجزيرة في عهد العرب باسم جزائر بني مزغناي، كما أنها سميت أيضًتا باسم جزائر السعادة، وأيضًا باسم فرطناتش، فهي كانت بلد أرضها مليئة بالخيرات.
3- أسماء أخرى للجزائر في عهود مختلفة
مرت الجزائر بتسميات مختلفة أخرى في عهود ثانية، ففي النقاط التالية سوف نذكرها لكم:
- اسم الجزائر في عهد العثمانيين: سمى الأتراك العثمانيون هذه الدولة في عهدهم بالجزائر، وذلك كان في القرن 16، وقاموا باتخاذها كعاصمة كبيرة لدولة العثمانيين.
- اسم الجزائر في العهد الحالي: في عصرنا الحالي تم تسمية هذه الدولة بشكل رسمي باسم الجزائر وبالتحديد الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
الحقائق التي تناولتها دولة الجزائر
في سياق عرضنا لإجابة لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم، فإنه يجدر بالإشارة إلى أن نطلعكم على بعض المعلومات المفيدة عن هذه الدولة، وهذا في السطور التالية:
- مساحة الجزائر: تعد دولة الجزائر من أكبر الدول في قارة أفريقيا، فهي تحتل المرتبة العاشرة عالميًا بمساحتها التي تبلغ 2381741 كم مربع كما أسلفنا الذكر.
- اقتصاد الجزائر: إن العملية الرسمية للجزائر هي الدينار الجزائري، وأبرز ما يميز هذه الدولة من ناحية الاقتصاد أنها لا تمتلك أي ديون خارجية.
- مناخ الجزائر: يتنوع المناخ في الجزائر، ففي المناطق الشمالية منها يكون معتدل، بينما في الجزء الجنوبي يكون حار.
- الأطعمة المشهورة في الجزائر: الكرز والتمور والحليب هي من أبرز الأطعمة الشعبية المشهورة في الجزائر، فإن هذه الدولة تشتهر بزراعتها لمختلف أنواع التمر وأجودها.
- الحيوان الوطني في الجزائر: يعد حيوان الفنك أي ثعلب الصحراء هو الحيوان الوطني بالنسبة لدولة الجزائر، حيث إنه يكون صغير الحجم ويمتلك آذان كبيرة أكبر من جسمه.
- اللغة السائدة في الجزائر: هي اللغة العربية، ولكن الشعب الجزائري يتقن العديد منهم اللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية، ولكن بصفة عامة اللهجة المحلية في الجزائر والمنتشرة بنسبة 60 % هي اللغة العربية.
- الثقافة والعلوم في الجزائر: حصلت دولة الجزائر على جائزتي نوبل واحدة في الآداب في عام 1957، وكانت بواسطة ألبير كامو بسبب أعماله الأدبية التي تناولت مشاكل الوعي البشري.
أما الثانية كانت في الفيزياء حيث حظي عليها كلود كوهين مع ستيفن تسو، وأيضًا ويليام فيليبس في عام 1997، وذلك بسبب عملهم في حبس الذرات وتبريدها بالليزر.
- الرياضة في الجزائر: كانت أشهر الألعاب الرياضية في الجزائر هي كرة القدم، حيث إنها فازت بحوالي 22 وسام منهم خمسة أوسمة ذهبية، وفي عام 2016 حصلت على ميداليتين فضيتين.
نبذة مختصرة عن التاريخ العريق للجزائر
استكمالًا لموضوعنا الذي يجيب عن سؤال لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم فإننا في السطور التالية سوف نعرض لكم نبذة عن تاريخ الجزائر:
1- حكم الفينيقيين للجزائر
في عامي 900 و1000 قبل الميلاد سكنت الفينيقيون الجزائر، وعملوا على تأسيس مدينة قرطاج، إلى جانب أنهم أنشأوا علاقات تجارية مع بعض سكان الجزائر وهم البربر.
في القرن الرابع عشر انضم البربر إلى جيش قرطاج وأصبحوا جزء لا يتجرأ منهم، لكنهم سرعان ما انقلبوا عليهم بسبب دخول جنود البربر مع القرطاجيين حرب البونية الأولى التي نشبت بين روما وقرطاج.
ثم لم يتم تقاضيهم أجرًا مقابل العمل الجليل لهم في الحرب، لهذا تمرد جنود البربر وعملوا على الانتقام من خلال السيطرة على جزء كبير من الأراضي التابعة لقرطاج في شمال أفريقيا.
فهنا كانت بداية ضعف الفينيقيون أي القرطاجيون، وانتهت دولتهم بالفعل في عام 146 قبل الميلاد، فاستغلت روما هذا الأمر وتوسعت وعملت على امتداد سلطتها.
2- تاريخ الجزائر في عهد العرب
سميت الجزائر بهذا الاسم من قِبل العرب كما أسلفنا الذكر عند توضيحنا لإجابة سؤال لماذا سميت الجزائر بهذا الاسم، حيث إنهم سكنوا دولة الجزائر وذلك في القرن السابع أي في عام 683 ميلاديًا.
في عهد العرب انتشر الإسلام في الجزائر إلى جانب أن اللغة العربية انتشرت أيضًا، كما أن دولة الجزائر شهدت العديد من التطورات سواء في حضارتها أو في اقتصادها، أو في مجتمعها، إلى جانب أنه وفدت عليها الغزوات العسكرية.
ففي ذلك العهد أصبحت دولة الجزائر ولاية عثمانية، وهذا بعدما كانت محتلة من قِبل الإسبان، فالعثمانيون استطاعوا طردهم من جميع الموانئ عدا وهران.
إلى أن جاء عام 1708 ميلاديًا تمكن العثمانيون بالفعل من طرد جميع الأسبان، وأصبحت الجزائر في هذا الوقت عاصمة للمغرب الأوسط.
3- الاستعمار الفرنسي في الجزائر
في سنة 1830م عزت فرنسا دولة الجزائر لعدة أسباب، ومن أهمها أن فرنسا كانت قد خسرت المستعمرات الخاصة بها أثناء حرب نابليون، وكانت ترغب أن تبني من جديد إمبراطورية تابعة لها.
إلى جانب أنها قامت بشراء حبوبًا بثمن مؤجل من الجزائر نظرًا لمرورها بضائقة مالية كبيرة، وهذا كان في عام 1797م، فيمكن القول بأن ذلك السبب هو الأساسي.
فالدليل على هذا أنه كان هناك تاجران يهودان يعملان في صف فرنسا عقدا صفقة تجارية مع الجزائر، وتباطؤوا في دفع ما عليهم من الأموال، فلهذا قررت فرنسا أن تستغل الحادثة وتغزو الجزائر دون دفع الأموال.
حيث إن المناضل عبد القادر الجزائري جاء في عام 1839م وأعلن مقاومة الاحتلال الفرنسي الرسمية في الجزائر، واستمرت لمدة طويلة إلى أن حظيت الجزائر على استقلالها في عام 1962م.
إن دولة الجزائر تطل على أربعة جزر محيطة بها، فالعرب سعوا لتسميتها بذلك الاسم نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز، حيث إنهم اشتقوا الاسم من كلمة جزيزة.
