الحالة السياسية لشبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى
الحالة السياسية لشبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى لم تكن مُبشرة، حيث قامت الدولة العثمانية بحكم منطقة شبه الجزيرة منذ 1517 إلى 1918 حوالي أربعة قرون.
في هذا الموضوع سنتناول الحالة السياسية لشبه الجزيرة وما هي المناطق التي خضعت للاحتلال العثماني من مناطق شبه الجزيرة وكيف قامت الدولة السعودية الأولى سنعرف كل هذا من خلال موقع البلد.
الحالة السياسية لشبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى
تمتاز شبه الجزيرة العربية بموقعها الاستراتيجي الذي يجعل كل الدول طامعة في الحصول عليها، كثرة الثروات بها مثل الغاز الطبيعي والنفط، ولكن ظهر تدهور ملحوظ فيها وتفكك سياسي وضعف ديني أدى لانتشار المعاصي وكثرة ارتكابها وانتشار الجهل والأمية.
كانت الحالة السياسية لشبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى متدهورة بسبب التفكك السياسي وظهور التدني في الجانب الديني بسبب كثرة البدع وزيادتها في المنطقة وظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبدأت البدع تختفي ويختفي بناء القباب على القبور.
ظهر أثر الضعف والتفكك الذي حدث بالمنطقة على جميع المجالات الاجتماعية والدينية والسياسية، كانت الحالة السياسية لشبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى ضعيفة بسبب تقسيمها والحكم السائد في هذا الوقت كان حكم القبائل والأسر.
كل منطقة من شبه الجزيرة كانت تابعة لقبيلة معينة وعلى رأس القبيلة يوجد زعيم القبيلة، حيث له سلطة كبيرة ومهمة على المجالات الاجتماعية والسياسية والدينية.
تدهور الوضع السياسي في شبه الجزيرة العربية
من خلال موضوع الحالة السياسية لشبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى يجب علينا معرفة الوضع في منطقة شبه الجزيرة العربية فيما يلي:
الوضع السياسي في الحجاز
تقع الحجاز غرب شبه الجزيرة العربية، بعد استيلاء الإمبراطورية العثمانية على مصر سنة 923 هجريًا على يد سليم الأول حتى محمد أبو نامي الثاني الذي كان شريف مكة في هذا الوقت، حكم الحجاز منذ 1512 حتى 1566، وكان خضوع محمد أبو نامي الثاني للعثمانيين خضوع سلمي.
خصوصًا أن العثمانيين وضعوا الحجاز في اهتمامهم بسبب موقع شريف الديني في منطقة شبه الجزيرة العربية وقدموا الوعود لحمايتها وحماية الحرمين الشريفين من الهجوم البرتغالي.
الوضع السياسي في هضبة نجد
كانت هضبة نجد تقع في وسط شبه الجزيرة العربية، المنطقة الوسطى من شبه الجزيرة العربية في أول الأمر قبل قيام الدولة السعودية الأولى لم تستحوذ على اهتمام العثمانيين، عدم اهتمام العثمانيين بالمنطقة الوسطى ربما بسبب عدم وجود أهمية اقتصادية أو استراتيجية للمنطقة الوسطى.
كان يسكن هضبة نجد بعض من العائلات والقبائل المشتركة في منطقة الهضبة والمتنازعين مع بعضهم البعض، حيث أن تلك العائلات في صراع دائم مستمر مع البدو ومن هذه العائلات على سبيل المثال:
- عائلة معمر تحكم منطقة العيينة.
- عائلة آل سعود حكمت منطقة واحدة.
- دهام بن دواس بن عبد الله الشعلان في الرياض.
- عائلة زامل حكمت منطقة الدلم.
الوضع السياسي في الأحساء والقطيف والمناطق الساحلية
تلك المناطق توجد في شرقي شبه الجزيرة العربية وكانت تلك المناطق تحت حكم آل حامد المرتبطين بقبيلة بني خالد أو مثل ما كان يطلق عليهم الخوالد.
الوضع السياسي في نجران وجازان
يقع كلًا من نجران وجازان في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية وكانت تحديدًا منطقة جازان تحت حكم الحجاز، الذي قام بربط مخلاف أثير ومخلاف حكم، وكانت منطقة نجران تحت حكم قبيلة يام همدان.
أول أئمة الدولة السعودية الأولى
كانت الحالة السياسي لشبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى لا يختلف عن الحالة الاجتماعية أو الحالة الدينية أو الحالة الاقتصادية، في تلك الفترة انتشرت البدع مما أدى إلى زيادة الانتهاكات القانونية التي أدت إلى تدهور القيم الأخلاقية والاجتماعية.
أستمر الوضع في الانحدار والتدهور حتى قامت الدولة السعودية الأولى عام 1157 ميلاديًا، تولى محمد بن سعود سنة 1744 ميلاديًا واستطاع أن يضع يديه على مدينة الدرعية حيث كانت أهم وأول أولوياته هو العمل على إصلاح البلاد ومن أئمة الدولة السعودية الأولى:
- محمد بن سعود بن محمد ابن مقرن من 1744 إلى 1765 ميلاديًا، 1157 إلى 1179 هجريًا.
- عبد العزيز بن محمد بن سعود من 1765 إلى 1803 ميلاديًا، 1179 إلى 1218 هجريًا.
- سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود من 1803 إلى 1814 ميلاديًا، 1218 إلى 1229 هجريًا.
- عبد الله بن سعود بن عبد العزيز آل سعود من 1814 إلى 1818 ميلاديًا، 1229 إلى 1233 هجريًا. (أخر أمير للدولة السعودية الأولى)
تأسيس الدولة السعودية الأولى
قام محمد بن سعود أمير الدرعية على العمل على إنشاء الدولة السعودية الأولى سنة 1744 ميلاديًا، كان محمد بن سعود سياسي كبير وقام بالالتقاء مع محمد بن عبد الوهاب، تلقى محمد بن عبد الوهاب تعليمه في المدينة والقصيم والبصرة.
شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت كان يسودها الجهل وكان أهلها معظمهم أميين لا يعرفون القراءة والكتابة وبدأت تظهر البدع ومعالم الشرك بالله في شبه الجزيرة العربية.
حدث اتفاق بين محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى وبين محمد بن عبد الوهاب على القيام بتأسيس دولة تقيم شرع الله على أسس كتاب الله وسنة رسوله والمشي على نهج الخلفاء الراشدين.
منطقة الدرعية التي هي أساس إنشاء الدولة السعودية الأولى لم تكن تحت سيطرة العثمانيين كما كان يقول البعض بل كانت منطقة نجد بها صراعات بين القبائل والبدو وكانت الدولة العثمانية تسيطر وتحكم منطقة الحجاز فقط.
الحالة السياسية لشبه الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى تدهور وأصبحت المنطقة تعاني من الضعف وخضوعها إلى الدولة العثمانية كان له يد في ذلك.