مظاهر الحضارة المصرية القديمة انتعشت بفضل موقع مصر المتميز في الشمال الغربي من قارة أفريقيا، مما ساعد على انتشار تلك الحضارة وتبادلها الثقافات مع العديد من الحضارات في ذلك الوقت، كما ساهم الموقع الخصب على حدوث ازدهار شامل في شتى المجالات، اعرف أكثر عن الحياة المصرية القديمة عبر متابعة موقع البلد.
مظاهر الحضارة المصرية القديمة
مظاهر الحضارة المصرية القديمة متعددة تضم كافة المجالات، وأول بوادر تلك المظاهر كانت من خلال الحياة الدينية والعقائدية المرابطين لسياسة الحكم كالآتي:
- قامت الحضارة المصرية القديمة على أسس دينية واحترام وتقدير للعقيدة، كما قدست تلك الحضارة الحكام واعتبرت احترامهم من رضا وولاء الإله، ويرجع ذلك لوعي الحكام بضرورة ربط السياسة والدين بعضهم ببعض وجعلهم نقطة الضعف للبلاد.
- ساهمت تلك المعتقدات في استقرار واستمرار الحضارة المصرية القديمة بالإضافة إلى انتشار الطمأنينة، والتحلي بالأمان والاحترام المتبادل بين طبقات الشعب.
- قدس المصريون القدماء الحيوانات واختاروا منهم الأقوي والأفضل وحرصوا على تقديم أغلى وأثمن القرابين لهم.
- اعتقد قدماء المصريين بالبعث والخلود فحرصوا على احترام الموتى وتجهيز قبورهم بأفضل وأشهى الأشياء من (مأكل /ملبس/ زخارف/ الآلات ومعدات موسيقية) وكافة التجهيزات مثل القصور، ويرجع ذلك لاعتقادهم بأنها بيوتهم الأبدية وأن الموتي يقومون مرة أخرى ويمارسون حياتهم.
مظاهر الحضارة المصرية القديمة في العمارة
ابدعت الحضارة المصرية القديمة في فنون العمارة وتشييد المباني واشتهر المصريين في تلك الحقبة بالهندسة المعمارية الفخمة و البازخة التي بدأت في القرن 3100 ق.م وساهم في ازدهارها الآتي:
- المعتقدات الدينية والاهتمام بالموت والبعث والخلود مما أدى إلى بناء المعمار الخاص بالموتى مثل المقابر والأهرامات في منطقة غرب النيل.
- استقرار مصر القديمة على المستوى السياسي وتجنب الحروب انعكس على المستوى الداخلي والاجتماعي مما أدى إلى انشغال المجتمع في ذلك الوقت بالبناء والتشييد والرسم المعماري.
- كما ساهم موقع مصر الجغرافي وعوامل الجو النقي والأراضي المسطحة الصلبة على تشييد أعظم وأقوى أنواع المعابد والمنازل.
- استخدم القدماء الرخام والجرانيت والحجر الجيري بالإضافة إلى المرمر في بناء البيوت الفخمة الخاصة بالملوك والأغنياء، ومن أبسط الإمكانيات بنوا بيوت الفقراء من الطين.
مميزات معمار الحضارة المصرية القديمة
مظاهر الأدب في الحضارة المصرية القديمة
في عام 3000 ق.م قام المصريون القدماء بالاهتمام بالأدب ووجدوا أن أفضل طريقة لتطويره والحفاظ عليه حتى يظل مترسخ بين الحضارات القادمة هو اختراع لغة خاصة به وكان الآتي:
- اختراع اللغة الهيروغليفية وهي عبارة عن صور ورسومات تحمل في مكنونها حروف وكلمات استطاعوا وحدهم فهمها وترجمتها مما ساهم في انتشار اللغة مصرية هيرغليفية.
- يعد ذلك الاكتشاف نقلة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة حيث ساهم في زيادة احترام وتقدير الشعوب المجاورة بالإضافة إلى العلو من شأن الحضارة المصرية.
- كما قام المصريون القدماء بزراعة ثم صناعة أوراق البردي حتى يستطيعوا تدوين وتطوير الأدب وتبادله بين الحضارات الأخرى، ومن أشهر الأنواع الأدبية الذي اشتهر به القدماء هو الأدب الديني حفاظاً وتقديساً للحياة العقائديه.
- كما حرصوا أيضاً على تدوين القصص والأساطير الإلهية، بالإضافة إلى تدوين حياتهم الإجتماعية وطقوسهم بشكل تفصيلي و أدبي شيق.
- والجدير بالذكر أن السبب الرئيسي لتوجه القدماء نحو الكتابة هو الرغبة في الحفاظ على الموروث الديني والعقائدي.
الفنون في الحضارة المصرية القديمة
الفنون هي روح الحضارات وانعكاس لثقافة الشعوب وتقدمهم، وأدركت الحضارة القديمة ذلك فكانت الفنون من أهم مظاهر الحضارة المصرية القديمة حيث اعتمد القدماء عليها بشكل كبير كالآتي:
- تميز القدماء في الموسيقى والعزف على الآلات المختلفة مثل الآلات النفخ وقاموا بتحديثها والعزف بها في جميع المناسبات الرسمية والاجتماعية مثل الأعياد الدينية وحفلات الزفاف، كما كانت لا تخلف مراسم تشييع الموتى من الموسيقي والعزف الحزين.
- برع المصريون في فن صناعة الحلى والمجوهرات المختلفة من أغلى وأثمن أنواع الأحجار الكريمة بالإضافة إلى استخدام بعض الخامات من الطبيعة مثل نبات البردي و زهور اللوتس الخلابة.
- حرص القدماء على نحت تماثيل الملوك والملكات بمهارة، بالإضافة إلى تطبيق الرسومات على جدران القبور والمعابد ثم تلوينها بألوان حية فتصبح الرسومات وكأنها متحركة.
- كما اشتهروا بصناعة كافة أنواع الفخار الملون والمحفورة بالرسومات العبقرية، لتقديم الطعام للملوك بها.
الزراعة في مصر القديمة
- اعتمد المصريين اعتماداً كلياً على الزراعة و قدسوها بشكل كبير ومن ضمن مظاهر تقديس الزراعة إلقاء الفتيات بالنيل والتضحية بهم في سبيل الحصول على رضا النهر وعدم حدوث خلل في مخزون مياهه وبالتالي ضرر المحاصيل واصابة البلاد بالمجاعة.
- قامت الزراعة في مصر على القطن والقمح والشعير حيث كانوا من أشهر المحاصيل المصدرة للدول الأخرى في تلك الفترة.
- أبدع القدماء فى زراعة ورق البردي وحصده ثم التعامل معه كمحصول غذائي، بالإضافة إلى زراعة الفواكه الموسمية المختلفة.
مظاهر الثروة الحيوانية
بعيداً عن الحيوانات المقدسة تم تحقيق العديد من الخدمات والاستفادة من الحيوانات الأخرى كالآتي:
- اعتاد الملوك وأفراد الشعب في غذائهم على لحوم الأغنام مما أدى الى انقراضها فيما بعد بالإضافة إلى تربية الخنازير وأكلها أيضاً.
- استعان القدماء بالكلاب والقطط والحيوانات البرية في الصيد.
- استخدموا فرو الحيوانات وخاصة الثعالب في غزل افخم الملابس.
مقومات مظاهر الحضارة المصرية القديمة الطبيعية
ساعد على ازدهار مظاهر الحضارة المصرية القديمة عدة مقومات طبيعية لا يمكن تجاهلها ومن ضمنها الآتي:
- الموقع الجغرافي المتميز بالإضافة إلى وجود نهر النيل الذي ساعد على ازدهار الزراعة وإنتاج كافة المحاصيل، بالإضافة إلى التربة الخصبة التي ساهمت في بناء وتشييد البيوت عن طريق تجفيفها وتحويلها إلى طوب لبناء البيوت.
- تقلبات المناخ وتنوعه ساهم بشكل كبير في تنوع المحاصيل الزراعية خلال فصول السنة، مما شكل نشاط تجاري مع الدول المجاورة.
- ساهم مناخ مصر وعوامل الجو النقية في بناء البيوت العريقة وتشييد الأهرامات العملاقة والمحافظة عليها وعدم الإضرار بها .
تأثير مظاهر الحضارة المصرية القديمة
أثرت مظاهر الحضارة المصرية القديمة تاثير ايجابي في العديد المقومات التالية:
- ساهمت في الابتكار والاختراع حيث اعتمد القدماء المصريين على الاستكشاف بذاتهم دون الاستعانة بأحد.
- حرصت الحضارة المصرية على نقل جميع مظاهرها إلى الحضارات المجاورة بهدف الإنفتاح والتوسع والازدهار وتبادل الخبرات.
- تركت لنا تلك الحضارة الفخر والاعجاز المعماري من أهرامات ومعابد وتماثيل ضخمة برؤية فنية عميقة تدرس حتى الآن.
- بثت تلك المظاهر روح الكفاح والاجتهاد والحث على العمل الجماعي للنهوض نحو الأفضل.
في ختام كلامنا نجد من أهم المقومات التي أدت إلى مظاهر الحضارة المصرية القديمة هو العامل البشري حيث حرص الإنسان المصري القديم على تشييد حضارة مختلفة ومميزة ومزدهرة تحكي عنها الأجيال في مختلف العصور وبالفعل تم ذلك.
