أهم مؤلفات وروايات نجيب محفوظ التي نُقل كثير منها عبر الأعمال التلفزيونية والسينما، والتي اشتهرت كثيرًا وحازت على إعجاب وتقدير الجمهور، حتى حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1988، حيث ذاع صيته في جميع أرجاء الوطن العربي والغربي، وقد استمد جميع كتاباته (التي تم ترجمتها إلى لغاتٍ مختلفة) من الحارة المصرية البسيطة؛ ومن خلال موقعنا البلد سنلقي نظرة عن كثب على أهم مؤلفات وروايات نجيب محفوظ، وحياة الأديب نجيب محفوظ، والقصص القصيرة التي كتبها، والجوائز التي حصل عليها الأديب نجيب محفوظ.
أهم مؤلفات وروايات نجيب محفوظ
جمع الروائي والأديب الرائع نجيب محفوظ بين الواقعية والحبكة الدرامية في مؤلفاته، حيث استطاع كسب قلوب قراء عامة الشعب، لما في رواياته من تجسيدٍ دقيقٍ لحياتهم الواقعية.
لهذا السبب تم تحويل العديد من أعماله الكتابية إلى سينمائية، وقد لقت نجاحًا باهراً، واستطاع الأديب نجيب محفوظ تأليف خمسة وخمسون كتابًا، وخمسة وثلاثون رواية مبهرة أشهرهم “ثلاثية نجيب محفوظ”، التي حصل بسببها على جائزة نوبل للأدب، وألف أيضًا سبعة مسرحيات كثيرة، ومائتان وثلاثة وعشرون قصة، وأشهر أعماله الروائية هي:
- الشحاذ.
- حديث الصباح والمساء.
- الكرنك.
- ملحمة الحرافيش.
- الحب تحت المطر.
- المرايا
- أولاد حارتنا.
- بداية ونهاية.
- اللص والكلاب.
- الثلاثية (السكرية – قصر الشوق – بين القصرين).
- السراب.
- السمان والخريف.
- ميرامار.
- ثرثرة فوق النيل.
مؤلفات نجيب محفوظ من القصص القصيرة
ألف نجيب محفوظ العديد من القصص القصيرة، أشهرها:
- رأيت فيما يرى النائم.
- صدى النسيان.
- القرار الأخير.
- الحب فوق هضبة الهرم.
- بيت سيئ السمعة.
- همس الجنون.
نبذة عن حياة الأديب نجيب محفوظ
ولد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا عام 1911 في حي الحسين بمحافظة القاهرة، وهو أحد أشهر الأحياء الشعبية، وكان نجيب محفوظ أصغر إخوته، حيث كان الفارق بينه وبين إخوته حوالي عشر سنين، الأمر الذي جعل شخصية نجيب محفوظ سريعة التأثر بما يرويه الأكبر منه سنًا.
كما كان نجيب محفوظ محبًا للتعلم، حيث التحق عام 1930 بجامعة القاهرة، وحصل على الليسانس في الفلسفة، ثم قرر بعد ذلك استكمال رسالة الماجيستر التي كان يقوم بها، وهي تحت عنوان “الجمال في الفلسفة الإسلامية”، وبعد تفكيرٍ طويلٍ تراجع عن قراره، وقام باستكمال طريقه في المجال الأدبي والروائي.
بدأ نجيب محفوظ مسيرته المهنية بالعمل كسكرتير برلماني تابع لوزرة الأوقاف، وانتقل بعدها لمنصب مديرٍ لمؤسسة القرض الحسن في عام 1954 ميلاديًا، ثم انتقل ليتقلد منصب مديرٍ لمكتب الإرشاد.
بعد ذلك انتقل عمله تمامًا إلى حقيبة وزارة الثقافة، وتولى عام 1960 ميلاديًا منصب مدير للرقابة على المصنفات الفنية، ومن خلالها عمل مدير عام لمؤسسة دعم السينما، وظل نجيب محفوظ يتنقل بين الوظائف الإدارية والحكومية، حتى انتهى به الأمر ليتقلد منصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما.
بدأ نجيب محفوظ حياته الأدبية في أوائل العشرية الثالثة من عمره، حيث كانت أول رواية له بعنوان “عبث الأقدار” وكانت تُنشر له في مجلة الرسالة، وبعد ذلك اتجه نجيب محفوظ إلى كتابة الروايات والمؤلفات الواقعية، مثل رواية:(زقاق المدق – القاهرة الجديدة – خان الخليلي)، وفي عام 1950 ميلاديًا نشر نجيب محفوظ روايته “أولاد حارتنا”، والتي نالت جدل واسع بسبب تطاول نجيب محفوظ على الذات الإلهية، الأمر الذي أدى إلى منع نشر الرواية لفترة من الوقت.
فارق نجيب محفوظ الحياة في عام 2006 بعد معاناته الكبيرة مع الأمراض الصحية، تاركًا خلفه كنوزًا من الأدب الثقافي، التي جعله من أشهر الأدباء في القرن العشرين.
روايات نجيب محفوظ
اشتهرت العديد من الروايات التي كتبها نجيب محفوظ، وانتقل معظمها إلى شاشات السينما، ومن أشهر تلك الروايات ما سنذكره في العناصر القادمة.
رواية أولاد حارتنا
الرواية التي أثارت جدلًا واسعًا بين القراء، حيث تم نشرها مُتسلسلة في 21 ديسمبر عام 1962، وبعد فترة منع نشرها وتداولها نهائيًا، وأُعيد نشرها مرةً أخرى في مصر في عام 2006 ميلاديًا عند دار الشروق.
اتسمت رواية أولاد حارتنا بالأسلوب الرمزي مبتعدًا تمامًا عن الأسلوب الواقعي التقليدي، الذي قام بتفسيره بعد ذلك أن تلك الرواية لم تناقش مشكلةً اجتماعيةً ماديةً واضحةً، بل إنها أقرب إلى المنظور الكوني.
وعلى الرغم من أنها مُستمدة من قصص الأنبياء، ولكنها لم تخلو من المسألة الاجتماعية، ولم يكن هدف نجيب محفوظ من الرواية من الرواية سرد حياة الأنبياء فقط، بل والاستفادة من قصصهم لإخراج قيمٍ تخدم المجتمع الإنساني التي سعى إليها الأنبياء كالحق والخير والعدل والسعادة.
الثلاثية (بين القصرين – قصر الشوق – السكرية)
تُعد ثلاثية نجيب محفوظ من أهم مؤلفات وروايات نجيب محفوظ، والتي بسببها قد حصل على جائزة نوبل للأدب، وبدأ الثلاثية العظيمة بالجزء الأول من رواية:
- بين القصرين: والتي تدور جميع أحداثها في حي الحسين بالقاهرة، وتحكي الرواية قصة أسرةٍ من الطبقة المتوسطة، تعيش في حيٍ شعبيٍ من أحياء القاهرة في الظل، وذلك كان قبل وبعد فترة ثورة 1919، وكان يحكم المنزل رجل قوي الشخصية ومتسلط واسمه ” السيد أحمد عبد الجواد” (سي السيد)، ولكن تلك الشخصية خارج المنزل تكون أقرب للخلاعة والعربدة، وتعيش معه زوجته أمينة، وابنه الأكبر ياسين، والآخر فهمي، والثالث كمال، بالإضافة إلى بناته (عائشة وخديجة).
- قصر الشوق: كان لها السبب الرئيسي في حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في عام 1988، حيث جاءت أحداث القصة ممزوجة بحبكةٍ دراميةٍ تستكمل حياة أسرة “السيد أحمد عبد الجواد” الأب المتزمت بعد وفاة ابنه فهمي في أحداث ثورة 1919، وكذلك ذهاب ياسين للعيش في بيته الذي ورثه عن أمه في قصر الشوق، وتنتهي القصة بوفاة سعد زغلول في أحداث تاريخية مهمة.
- السكرية: وهي الجزء الثالث والأخير من الثلاثية الرائعة لفقيدنا نجيب محفوظ، وتدور أحداثها بعد انتهاء القصة الثانية (قصر الشوق) بثمانية أعوام، وتبدأ السكرية بدايةً مؤلمةً بعد أن توفى زوج عائشة وابنها بسبب مرض التيوفيد، وهنا تبدل حال عائشة التي كانت آيةً في الجمال والبشرة الصافية والوجه النضر، إلى امرأة شاحبة البشرة، تدمن التدخين والقهوة، وتكون منتفخة العينين، ولم يتبقى معها سوى ابنتها ذات السادسة عشر عامًا.
رواية اللص والكلاب
تدور أحداث تلك الرواية حول شخصية البطل “سعيد مهران”، حيث كان لصًا وخرج من السجن بعد أن قضى فترة حبس ظلم وغدر، ويخرج لينتقم من الذين غدروا به وأصبحوا أغنياء على حساب سجنه وعمره الضائع.
وكان كلما يحاول أن يجدد الأمل في نفسه ليقيم العدل ويرجع للمبادئ والقيم، ويجعل لحياته معنى بدلًا من الطيش والعبث الذي كان يعيش فيه، يسيطر عليه الغضب وترجع له روح الانتقام، ويصيب الأبرياء وتفلت منه الأشرار، حتى انتهى به الأمر إلى الاستسلام واللامبالاة.
رواية ثرثرة فوق النيل
تدور أحداث رواية ثرثرة فوق النيل بعد هزيمة 1967، حيث تصور نجيب محفوظ تجمُع عددٍ من الشخصيات في المجتمع المصري، والواقع المحبِط والأليم الذي عاشوه في هذه الحقبة من الزمان.
حيث يجتمعون ويقومون بتعاطي المخدرات واللهو، ومن بينهم موظف محبط يُدعى (أنيس ذكي)، والشخصية الثانية (سنية)، والتي اكتشفت خيانة زوجها لها وتحاول أن تردها بالمثل لتنتقم لحياتها البائسة، والشخصية الثالثة (سناء) الطالبة الجامعية التي تعاني من إهمال والديها لها، فتحولت حياتها إلى جحيم.
رواية رحلة ابن فطومة
تعتبر هذه الرواية من أهم مؤلفات وروايات نجيب محفوظ، حيث أبدع نجيب محفوظ بشكلٍ كبيرٍ في هذه الرواية، حيث أضاف عنصر الخيال للقصة مدموجًا بحبكات درامية، وتدور أحداث القصة حول بطل رحالة عربي، اشتهر باسم ابن فطومة.
وقد هاجر بعد فشله من الزواج بحبيبته، وشجعه على ذلك الأمر أستاذه ومعلمه، حيث شجعه على إكمال ما كان يسعى إليه من البحث عن العدالة والكمال للمفقودين، ويمر ابن فطومة أثناء رحلته على عدة بلدان، ويتعطل في كل مرة بسبب سجنه وزواجه الذي تعرض لهما.
كما يمر إلى بلاد المشرق العربي، ويحب سيدةً ويتزوجها ويُنجب منها 5 أطفال، ويحدث فراق بينهم بسبب تعليمه لأطفاله عقيدته؛ ويعبر ابن فطومة إلى بلاد الحيرة، والتي صورها في الرواية على أن الناس بها يمجدون الملك كالإله في الأرض، فيحدث انقلاب على ذلك الملك بعد سجن ابن فطومة، ويتحرر من سجنه بعد قضاء عشرون عامًا داخله، ويخرج ليرى أن حلمه تحقق من انتشار الحريات والمشاركات الدينية.
أهم الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ
حصل الأديب نجيب محفوظ على العديد من الجوائز القيمة، ومنها:
- حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1988 ميلاديًا، بسبب مؤلفته الثلاثية (السكرية – بين القصرين – قصر الشوق).
- حصل على قلادة النيل العُظمى في عام 1988 ميلاديًا.
- حصل على جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999 ميلاديًا.
- في عام 2002 ميلاديًا، حصل على العضوية الفخرية للأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب.
هكذا نكون قد ناقشنا في موضوعنا أهم مؤلفات وروايات نجيب محفوظ وحياة الأديب نجيب محفوظ، والقصص القصيرة التي كتبها، والجوائز التي حصل عليها الأديب نجيب محفوظ، والذي ترك لنا خلفه مجموعة من الكنوز الفنية والأدبية لا حصر لها.
