شخصيات ودول

أقوال دوستويفسكي عن الوعي

أقوال دوستويفسكي عن الوعي تثري العديد من المبادئ، حيث يُعد فيدور ديستويفسكي من أهم الأدباء في العصر الحديث وأهم من ساهموا في الكتابات الإنسانية على مر العصور، وتعتبر روايته الأخوة كارمازوف أحد الدرر الأدبية التي تقترن بالمكانة الأدبية، ويشتق من هذا العمل عددًا من الأقوال التي تبرز مدى العمق الفكري والإنساني في أدب دوستويفسكي، وهذا ما نتناوله عبر موقع البلد.

أقوال دوستويفسكي عن الوعي

أولًا: اقتباسات عن الوعي

  • الإفراط في الوعي علة، الذكاء مشكلة، والتفكير مرض، وشدة الإدراك لعنة حقيقية.
  • كان يحبها لكنه وجد في إظهار المشاعر سخافة وإفراط يشبه عواطف العجول.
  • قطع الرؤوس أيسر من تحيد فكرة.
  • جرب الانزواء عن الخلق تجد الأنام لا يرجى منهم سوى عقدهم النفسية.
  • تنتهج فلسفة تراجيدية ومحياك يوحي بالكوميديا، تشرق مع الصباح وتسمر مع السحر، المهجة حارة والفعل مثلج.

ثانيًا: الجريمة والعقاب

  • “لا أرى مندوحة عن تذوق العقول الكبيرة والقلوب الدافقة للألم والمعاناة، يبدو أننا أصبنا حظًا كبيرًا من البؤس على هذه الأرض”.
  • “كثيرًا ما نلقى أشخاصًا غرباء تمامًا، ثم إذ فجأةً ننال اهتمامهم من النظرة الأولى وينالون اهتمامنا، بدون أن ننبس ببنت شفة”.
  • “يحتاج التصرف بذكاء إلى أكثر من مجرد الذكاء أحيانًا”.
  • “آلاف الشبهات لا تفضي إلى دليل”.
  • “إنما جريمتك العظمى هي أن تدم ذاتك وتختان نفسك لا لشيء”.
  • “الأشخاص الذين يجودون بالطروح الجديدة، الذي يملكون شيئًا جديدًا ليقولوه، هم معدودين، وفي الحقيقة غير مألوفين”.
  • “ألا تغفر جريمة واحدة صغيرة أمام الألاف من النوايا الحسنة؟”.

ثالثًا: الأبلة

  • “من الأفضل أن تكون تعيسًا تعرف أسباب التعاسة، على أن تكون سعيدًا في جنة الحمقى”.
  • “دعنا لا ننسى أن بواعث الفعل الإنساني غير قابلة للقياس ومعقدة وأكثر تفاوتًا من أن نحيطها بها بتفسيراتنا الاعتباطية”.
  • “إننا أبلة العقل ولكنني ما زلت أحتفظ بقلبي، أما أنت فأحمق العقل ولكن بلا قلب، كلانا يحيا تعسًا وكلانا يعاني”.

رابعًا: أقوال دوستويفسكي في الأخوة كارمازوف عن الوعي

يستطرد المؤلف في الباب السادس من الجزء الثاني لرواية الأخوة كارمازوف في ذكر حياة “الراهب الروسي” زوسيما، من خلال هذه الرحلة يبين العديد من الخبرات والتجارب التي شكلت وعي الراهب الأرثودوكسي.

عاش زينوفي الصغير بعد موت والده مع أمه وأخيه الأكبر مارسيل، وكانت أرستهم رقيقة الحال تعيش على ميراث الأب المتواضع، وكانت الأسرة الصغيرة تلتمس من الابن الأكبر ميلًا للبدعة والإلحاد.

أصيب مارسيل بداء السل المميت الذي كان نقطة تحول في حياة الأسرة وحياة مارسيل وأفكاره، فعندما كانت الأم تبكيه كان يقول:

“لا تبكي يا أماه، فالحياة جنة نحن فيها جميعًا، ولكننا لا نريد أن نتعرف بذلك، فلو ارتضينا أن نسلّم بذلك لأصبحت الحياة جنة منذ اليوم”.

كما كان يقول للخدم الذين يرعونه في فراشه مرددًا:

«لماذا تخدمونني؟ يا أصدقائي الأعزاء الطيبين؟ ما الذي يجعلني أستحق أن تخدموني؟ إذا من علي الله فأبقاني حيًا، فالأخد منكم أنا، لأن علينا أن يخدم بعضنا بعضاً في هذه الحياة الدنيا».

عندما استنكرت الأم قول الصبي المريض وأدعت أن الحمى والهلاوس هي من توحي له بهذا المنطق كان يقول:

“أنا أعلم أنه لا بد أن يكون هناك سادة وخدم، ولكنني أتمنى أن أكون خادم خدمي، وأن أخدمهم كما يخدمونني، وأحب أن تعلمي أيضًا، أن كلًا منا مذنب في حق الآخرين ومسؤول عن جميع آلامهم. وأنا أكبر ذنباً من سائر الناس”.

يتبلور هنا مفهوم الخدمة في المسيحية، حيث الإنسان يخدم إرادة الرب، ويستعمل ديستويفسكي هنا هذا المفهوم للدلالة على أهمية التكافل الاجتماعي من الناحية الطبقية من جهة، ومن الناحية الإنسانية والمعنوية من جانب آخر.

“أؤكد لك أن كل إنسان في هذه الحياة الدنيا مرتكب الذنوب، في حق جميع الناس لا أدري كيف أشرح لك هذا الأمر، ولكنني أحسه، أحسه إحساساً قويًا عنيفًا إلى حد العذاب. كيف رضينا أن نعيش حتى الآن غاضبين بغير انقطاع، لا نفهم من الحياة شيئًا؟“

يذهب دوستويفسكي رأسًا إلى جوهر الإشكالية الأخلاقية للإنسان، وهي الإحساس الكوني بالذنب، والحاجة إلى السعي المستمر إلى فعل الخير.

حيث يتحمل الإنسان (بالمعنى الواسع للكلمة) مسؤولية إقامة الحياة على الأرض التي وهبها الله له، ورغم أن فكرة إعطاء الله السيادة للإنسان هي فكرة مسيحية بالأصل، إلا أن دوستويفسكي يعيد قولبتها في رؤية جديدة ترى العالم والإنسان في وحدة وجود متناغمة.

“تأملوا خلق الله حولكم: السماء الصافية، والهواء النقي، والعشب الطري، والطيور المغردة! إن الطبيعة تنبسط أمامكم رائعةً بلا خطيئة. ونحن وحدنا، معشر الكافرين والأغبياء، لا نستطيع أن نرى الحياة جنة. يكفي أن نعقد النية على أن نعرف هذه الحقيقة حتى تحل هذه الجنة فورًا بكل سنائها وبهائها وجمالها، ألا فلنتعانق ولنبكِ…”.

تتبلور أقوال ديستوفيسكي عن الوعي في العديد من الروايات، حيث يتجلى مفهوم وعي الإنسان بالعالم المحيط في الاقتباس السابق، حيث يجب بالإنسان إدراك الوحدة التي تجمعه بالموجودات الخارجية المتمثلة في تأمل الطبيعة.

يعتبر الأديب الروسي أحد أهم أصحاب الأقلام في العصر الحديث لما قدمه من إسهامات أدبية قلما أن يجود بها الزمان، فيما يصنفه البعض القصَّاص الأفضل في تاريخ كتابة الرواية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى