كيف نشأت الدولة العثمانية ومتى؟ كان أول موطن الأتراك في آسيا الوسطى، في الوديان الواقعة بين جبال ألتاي في الشرق وبحر قزوين في الغرب برئاسة جنكيز خان على خراسان؛ يحيط الغموض ببدايات الحياة السياسية لهذه العشيرة، وهي أقرب إلى الأسطورة منها إلى الحقائق ، ولكنها معروفة فقط عن استقرارها في هذه المنطقة لبعض الوقت من خلال موقع البلد
كيف نشأت الدولة العثمانية ومتى؟
- كما يتضح من عدد من الأحجار ومقابر أجداد بني عثمان وبحسب المعلومات المتوفرة فإن هذه العشيرة غادرت منطقة اخلاط حوالي عام 1229 م تحت ضغط الأحداث العسكرية في المنطقة وحروب السلطان جلال الدين الخوارزمي وسقطت في حوض نهر دجلة.
- وتم تقسيمهم إلى عدة عشائر وقبائل، بما في ذلك قبيلة قاي، التي نزحت في عهد زعيمها غندوز ألب إلى المراعي الواقعة في شمال غرب أرمينيا بالقرب من مدينة أخلاط.
- وتوفي غندوز ألب في العام الذي أعقب تهجير عشيرته إلى حوض دجلة، فكان على رأس العشيرة ابنه سليمان شاه ثم حفيده أرطغرل الذي سافر مع عشيرته إلى مدينة أرزنجان، وكانت مسرحا من القتال بين السلاجقة والخوارزميين.
بداية الدولة العثمانية
- لقد حصل أرطغرل على مكانة متميزة وقد ساعده على ذلك مشاركة مساعده في الحروب وتحقيق النصر مما يميزهم عن غيرهم وذلك نتيجة للانتصارات الكبيرة التي حققوها,، لذلك منحه السلطان لقب أمير الحدود، تقديراً لعظمة قيادته ومع ذلك، كان لحكم أرطغرل طموحات سياسية بعيدة المدى
- لذلك لم يكن مقتنعًا بهذه المنطقة التي قطعها السلطان السلجوقي، ولا اللقب الذي فاز به، ولا بمهمة حراسة الحدود والحفاظ عليها بل قام باسم السلطان بمهاجمة الأملاك البيزنطية في الأناضول فاستولى على مدينة إسكيشهير وضمها لممتلكاته وتمكن من توسيع أراضيه خلال فترة نصف قرن قضاها، كأمير علي في محافظة حدودية، وتوفي عام 1281 م عن عمر تسعين عامًا، بعد أن نال لقبًا عظيمًا آخر هو “غازي” تقديراً لفتوحاته وفتوحاته.
- وقام أرطغرل بتولية ابنه الأصغر عثمان لقيادة الإمارة، والولاء الصادق للدولة السلجوقية رغم اضطراباتها والمخاطر التي تهددها، أظهر عثمان في بداية عهده براعة سياسية في علاقاته مع جيرانه. الأراضي البيزنطية وضمها إلى الأراضي الإسلامية، وقد شجعه على ذلك حالة الضعف التي سادت في جسد الإمبراطورية البيزنطية وأجهزته ، و انشغالها بالحروب في أوروبا، مما يسمح لها بالتوسع بسهولة نحو غرب الأناضول، عبور الدردنيل إلى جنوب شرق أوروبا
مؤسس الدولة العثمانية
- كيف نشأت الدولة العثمانية ومتى؟ من الناحية الإدارية، أظهر عثمان قدرة كبيرة في إقامة النظم الإدارية لإمارته، حتى أن العثمانيين في عهده شقوا طريقًا رائعًا من خلال التحول من نظام القبيلة المتنقلة إلى نظام الإدارة المستقر.
- مما ساعده على ترسيخ دولته العثمانية موقعها وتطورها بسرعة إلى دولة كبرى؛ وعبر السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد الثالث عن تقديره العميق لخدمات عثمان ومنحه لقب “عثمان غازي حارس الحدود عالي الجودة عثمان باشا”.
- بعد أن ثبّت عثمان قدمه في إمارته، شرع في توسيع حدودها على حساب البيزنطيين في عام 1291 م، فتح مدينة قره جه حصار الواقعة جنوب سوغوت، وجعلها مقراً له، وأطلق على نفسه اسم “باديشاه ال عثمان”، أي “حاكم آل عثمان”
- لذلك كان المؤسس الحقيقي لهذه الدولة التركية العظيمة وهي الدولة التي نُسبت إليه لاحقًا و استمر عثمان في حكم الدولة الجديدة بصفته سلطانًا مستقلاً حتى 6 أبريل 1326 م الموافق 2 جمادى الأولى 726 هـ ، عندما احتل ابنه أورخان مدينة بورصة بالقرب من بحر مرمرة.
- وذلك العام الذي توفي فيه عثمان عن عمر يناهز السبعين سنة، بعد أن أرسى أسس الدولة العثمانية، ومهد لها طريق النمو والازدهار، وأعطي لها لقب آخر هو “قره عثمان” ، أي عثمان الأسود “في اللغة التركية الحديثة، لكنها تعني” الشجعان أو” العظيم “بالتركية العثمانية.
تنظيم الدولة العثمانية
- اهتم أورخان بتنظيم مملكته بإحكام، فقسّمها إلى سنجق أو ولايات.
- وجعل بورصة عاصمتها
- وضرب الأموال باسمه
- ونظم الجيش
- وشكل فرقًا من الفرسان النظاميين
- وأنشأ جيشًا قويًا من الأولاد المسيحيين الرومان والأوروبيين الذين جمعهم من أجزاء مختلفة و اصبح جيش قوي معروف باسم جيش الإنكشارية
- قام أورخان بتدريب هؤلاء الأولاد بصرامة، واستفردهم بامتيازات كبيرة، فتمسكوا بشخصه وأظهروا له الولاء
- عمل أورخان على توسيع الدولة، لذلك كان من الطبيعي أن ينشأ صراع عنيف بينه وبين البيزنطيين، ونتيجة لذلك استولى على مدينة إزمير نيقية في عام 1337 م
- شن هجومًا على القسطنطينية، عاصمة الدولة البيزنطية نفسها، لكنه فشل في احتلالها. لكن هذا الغزو تسبب في الرعب في قلب الإمبراطور الروماني أندرونيكوس الثالث، لذلك سعى للتحالف معه وزوجه ابنته؛ لكن هذا الزواج لم يحول بين العثمانيين والاندفاع إلى الأمام، وتثبيت أقدامهم في عام 1357 م في شبه جزيرة غاليبولي، وبالتالي اشتد التهديد العثماني للقسطنطينية من جديد.
توطين الدولة العثمانية بأوروبا
- في عهد أورخان، شهد المسلمون أول توطين للعثمانيين في أوروبا، وأصبحت الإمبراطورية العثمانية تمتد من أسوار أنقرة في آسيا الصغرى إلى تراقيا في البلقان، وبدأ المبشرون في دعوة السكان لاعتناق الإسلام؛ و توفي أورخان الأول في عام 1360 م بعد أن دعم الدولة الفتية بفتوحاته الجديدة وتنظيماته العديدة، وتولى بعده ابنه مراد الله الملقب بمراد الأول.
- كيف نشأت الدولة العثمانية ومتى؟ كان أول ما قام به مراد هو احتلال مدينة أنقرة، مقر إمارة كرمان، حتى أن أميرها، الذي كان اسمه علاء الدين، أراد الاستفادة من انتقال الملك من السلطان أورخان إلى نجله مراد.
- و استفزاز حمية الأمراء المجاورين وتحريضهم على قتال العثمانيين من أجل تقويض أركان ملكهم الذي كان يتسع يوما بعد يوم، وهو ما كان نتيجة لمؤامراته أنه فقد علاء الدين أهم مدنه؛ و تحالف مراد مع بعض أمراء الأناضول مقابل بعض التنازلات لصالح العثمانيين.
- وأجبر الآخرين على تسليم ممتلكاتهم له، وبذلك ضم جزء من ممتلكات التركمان إلى الدولة العثمانية؛ ثم وجه انتباهه إلى شبه جزيرة البلقان التي كانت في ذلك الوقت مسرحًا لقتال دائم بين مجموعة من الأمراء الثانويين، فقام بغزو مدينة أدرنة عام 1362 م ونقل وسط العاصمة إليها لتكون نقطة الحركة والجهاد في أوروبا
- وهكذا خف الضغط العثماني على البيزنطيين، وتأخر سقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين خمسين سنة.
الدولة العثمانية بها الكثير من الأحداث التاريخية التي لا يمكن أن نغفل عنها لذا قمنا بمحاولة الاجابة عن كيف نشأت الدولة العثمانية ومتى؟ لتوضيح جميع المعلومات عن الدولة العثمانية وهذا ما تم توضيحه خلال السطور السابقة للمقال
