هل التلقيح الصناعي مؤلم
هل التلقيح الصناعي مؤلم؟ وكيف تتم تلك العملية؟ فالتلقيح الصناعي من تقنيات العلاج المساهمة في حل مشكلات الإنجاب ومعالجة العقم، حيث إنه من العمليات البسيطة المشابهة للعملية الطبيعية للإخصاب والحمل ولكن دون جراحة، لذلك سنوضح لكم عبر موقع البلد مدى ألم التلقيح الصناعي من عدمه.
هل التلقيح الصناعي مؤلم
يتم الحمل بشكل طبيعي عبر حركة الحيوان المنوي من قضيب الرجل بعد القذف إلى مهبل المرأة ومنه إلى عنق الرحم ثم إلى الرحم وبالأخير قناة فالوب لكي تتخصب البويضة، وفي حال تواجد أية مشكلات معرقلة لتلك الرحلة أو لعملية الاخصاب نفسها فينتج عنه تأخر الحمل.
فالتلقيح الصناعي من التقنيات الغير جراحية التي يقوم الطبيب بها بإدخال الحيوانات المنوية لعنق الرحم أو إلى الرحم بشكل مباشرة، وبالتالي تكون رحلة الحيوان المنوي قصيرة وسريعة، مع إزالة أية عراقيل لكي تتخصب البويضة.
أما عن إجابة سؤال هل التلقيح الصناعي مؤلم فهي لا، على الرغم من أنه من العمليات التي لا حاجة للتخدير بها، ولكن قد يتم الشعور ببعض الانقباضات بالرحم والتشنجات خلال دخول القسطرة، ولكن بعد الحقن تختفي تلك التشنجات بسرعة، كما ينزل كمية قليلة من الدم، وكل ذلك من الأمور الطبيعية التي لا داعٍ للذعر منها.
أنواع التلقيح الصناعي
مع تقدم مجال الطب وتطوره ظهرت عدة أنواع لتلك العملية لكي يتم استخدامها على أساس بعض العوامل والأسباب، ونذكرها عبر الفقرات التالية:
1- التلقيح داخل الرحم
هو أحد أنواع التلقيح الصناعي التي تحل مشكلات الإنجاب، ففيه يتم إدخال الحيوانات المنوية الخاصة بالزوج برحم المرأة بواسطة أنبوب رفيع وطويل، ويفضل اللجوء لتلك العملية بالحالات التالية:
- قلة عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل.
- تعرض المرأة لنوع من الالتهابات بعنق الرحم.
- ضعف الانتصاب.
- إصابة الذكور بحالة من القذف الكيسي أي عودة المني الذي قذفه إلى المثانة عوضًا عن الدخول للعضو الذكري.
يمكن نجاح تلك العملية خلال تناول الأدوية المحفزة لعملية التبويض؛ لأنها تتضمن المواد ذات الفاعلية المضاعفة لزيادة فرص نجاح الإخصاب والحمل.
كما أن ذلك النوع من التلقيح ينجح على أساس بعض العوامل المسببة لمشكلات الخصوبة عند الزوجين، ففي حالة أن التلقيح بالرحم يتم مرة شهريًا عبر الحيوانات المنوية ثم تؤخذ وتتجمد حديثًا، فنجاح التلقيح تصل نسبته إلى 20% بدورة التبويض، ولكن تلك النسبة تكون متغيرة على أساس بعض العوامل التي نذكرها بالنقاط التالية:
- عمر المرأة.
- الأسباب الأساسية التي أدت لقلة الخصوبة.
- الانتظام باستخدام أدوية زيادة الخصوبة.3
2- التلقيح بواسطة الأنابيب
هو من أبرز أنواع التلقيح الصناعي القاضي على مشكلات الإنجاب، فهنا توضع الحيوانات المنوية والبويضات معًا بحاضنة لمدة زمنية لكي يتم تخصيبها بظروف معملية حساسة ودقيقة.
في حال النجاح فذلك يعني إنتاج العملية جنينًا حيث يتم زراعته بالرحم عبر الاختصاصي، ويأخذ ذلك النوع من عمليات التلقيح عدة مراحل نذكرها بالفقرات التالية:
1- تحفيز نضج البويضة
هي المرحلة الأولى من عملية التلقيح عبر الأنابيب وتأخذ العديد من الخطوات التي نذكرها بالنقاط التالية:
- حصول المرأة على الأدوية التي تحفز المبيضين على إنتاج الكثير من البويضات الناتجة بآن واحد عوضًا عن بويضة واحدة مثل الظروف المألوفة.
- يستمر حصول السيدة على تلك الأدوية لفترة تتراوح بين ثمانية إلى أربعة عشر يومًا على أساس تعليمات الطبيب للمتابعة القريبة للتطورات الخاصة بنمو وتطور البويضات بواسطة الموجات فوق الصوتية عن طريق المهبل.
- حقن السيدات بواسطة الهرمون الموجه للغدد التناسلية المشيمائية البشرية لكي تتحفز بداية عملية التبويض في حال التأكد من نضج البويضات من الطبيب.
- تؤخذ بويضة من المرأة بعد فترة تتراوح بين 34 إلى 36 ساعة من عملية الحقن بالهرمون.
2- استخراج البويضة
هي المرحلة الثانية في التلقيح عبر الأنابيب، وتستخرج بها البويضات من مبيض السيدات لكي تخصب مخبريًا، وتتخدر المرأة جزئيًا في المخدر المتوسط القوة، وتلك العملية لا تأخذ أكثر من ثلاثين دقيقة.
3- مرحلة التخصيب
هي المرحلة الثالثة بتلك العملية، ويتم بها بعض الخطوات التي نذكرها بالنقاط التالية:
- تؤخذ الحيوانات المنوية من الرجل وتوضع بطبق مخبري خاص مع البويضات الناضجة.
- يتم ترك تلك الحاضنة بعد أن تتوفر جميع الظروف المناسبة في ليلة واحدة، فالحيوانات المنوية تعمل على تخصيب البويضات المتواجدة بالطبقة طبيعيًا دون أية تدخلات جراحية.
- يحقن المختصون البويضة مع الحيوان المنوي بواسطة الحقنة المجهرية بشكل خاص بحالات استثنائية في حالة عدم قدرة الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة طبيعيًا.
- تنقل الأجنة التي نتجت عن تلك العملية للرحم بعد يوم إلى ستة أيام من عملية استخراج البويضات.
في حالة عدم قدرة الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة طبيعيًا فقد يكون ذلك بمثابة إشارة عن تواجد خلل بالكروموسومات، ومن الأفضل على الزوجين الخضوع لكافة الفحوصات الهامة لكي تبتعد تلك الاحتمالات.
4- نقل الأجنة
هي المرحلة الرابعة والأخيرة من عملية التلقيح بالأنابيب ويتم إجراؤها بالعيادات المتخصصة، وهو إجراء غير مؤلم حيث يتم إدخال أنبوب رفيع وطويل بالمهبل ومنه إلى الرحم ليتم حقن الجنين بالرحم.
أسباب اللجوء للتلقيح الصناعي
الأسباب وراء الحاجة لعملية التلقيح مختلفة فمنها معالجة المشكلات الوراثية أو العقم، فأحيانًا يتم اللجوء إليه مع السيدات اللاتي تجاوزن عمر الأربعين، أو الإصابة ببعض الأمراض، ولكن بشكل عام يتم الخضوع لتلك العملية حال إصابة الرجل والمرأة بإحدى الحالات التالية:
- انسداد أو تلف قناة فالوب فتلك الحالات تصعب من عملية تخصيب البويضة أو نقل الجنين إلى الرحم.
- التعرض لاضطرابات التبويض أي أنه نادرًا ما يتم أو لا يحدث من الأساس، فهنا يكون العدد الأقل من البويضات المتاح للتخصيب.
- الإصابة بحالة انتباذ الرحم والتي تتم بانغراس الأنسجة التي تتشابه لبطانة الرحم وتنمو بخارجه، وفي الأغلب يتم التأثير على وظيفة الرحم والمبايض وأنابيب فالوب.
- الاستئصال أو التعقيم البوقي، فحالة ربط البوق من التقنيات الخاصة بالتعقيم التي تسد أو تقطع أنابيب فالوب لمنع الحمل دائمًا، ففي حالة الرغبة بالحمل بعد ربط البوق فيتم الخضوع للتلقيح الصناعي بدلًا من الخضوع لجراحة إعادة ربط البوق.
- الأورام الليفية الرحمية وهي عبارة عن أورام حميدة تبدأ بالنمو داخل الرحم، وتنتشر بالسيدات بعمر الثلاثينيات والأربعينيات، فهي تقوم بالتأثير على زرع البويضة المخصبة.
- الضعف بإنتاج ووظيفة الحيوانات المنوية، فالتركيز القليل بالحيوانات المنوية عن المتوسط أو الضعف في الحركة أو تواجد خلل بشكلها وحجمها ينتج عنه الصعوبة بالتخصيب للبويضات، وفي حالة تواجد أي أمر غير طبيعي بالسائل المنوي، فيعني ذلك الحاجة للذهاب إلى متخصصي العقم لتحديد مدى وجود أية مشكلات يمكن أن تصحح.
- العقم المجهول السبب أي عدم تواجد سبب للعقم على الرغم من الخضوع لتقييم الأسباب المنتشرة.
- الاضطرابات الوراثية أي أن أحد الزوجين مرشح لتوريث أية اضطرابات للطفل، فهنا يجب الخضوع لاختبار وراثي قبل عملية زرع الجنين، فبعد أن تجمع البويضات وتخصب تفحص للبحث عن المشكلات الوراثية بها، ولكن قد لا يتم العثور على كافة المشكلات الوراثية وتنقل الأجنة التي لم تصاب بمشكلات معينة للرحم.
- المحافظة على الخصوبة للمصابين بالسرطان أو حالات صحية أخرى، حيث إن التعرض القريب لإحدى علاجات السرطان كالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي يضر بالخصوبة، لذلك تكون عملية التلقيح الصناعي هي الأفضل للمحافظة على الخصوبة، فتجمع البويضات من المبيض وتجمد لكي تستخدم بوقت لاحق أو تخصب وتجمد مثل الأجنة لكي تستخدم بالمستقبل.
فحوصات ما قبل التلقيح الصناعي
قبل الخضوع لعملية التلقيح الصناعي يخضع الزوجان لبعض الفحوصات التي نذكرها في النقاط التالية:
- اختبار المني في حالة عدم الخضوع له بتقييم الخصوبة الأولى.
- فحص المخزون الخاص بالمبيض لكي يتحدد نوع وكمية البويضات، فيتم اختبار مدى تركز الهرمون المحفز للجريبات والهرمون المضاد للمولر والأستروجين، وذلك عبر الدم بأول أيام من الدورة الشهرية، فنتائج الفحص التي تتم مع الموجات فوق الصوتية على المبيضين تساهم بمعرفة مدى استجابة المبايض لأدوية الخصوبة.
- اختبار الأمراض المعدية ومن أبرزها فيروس نقص المناعة البشرية HIV.
- فحص الرحم أي البطانة الداخلية له قبل الخضوع للتلقيح الصناعي، وذلك عبر الموجات الصوتية والفوق صوتية للحصول على صور لتجويف الرحم، أو الفحص بواسطة تنظير الرحم عبر المهبل وعنق الرحم.
الفرق بين التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب
إن هاتين الكلمتين يسببان الحيرة الشديدة بين الأزواج، حيث يتم الاعتقاد بأنهما أمر واحد، فأطفال الأنابيب من العمليات المعقدة التي تحتاج إلى ما يقارب ثلاثة أسابيع بداية من استخراج البويضة إلى أن يتم زرع الجنين مرة أخرى، أما التلقيح الصناعي فهو عملية أبسط بسبب التخصيب خارج جسد المرأة بالمعمل، ثم تجمع البويضات الناضجة وتخصب عبر الحيوانات المنوية من الزوج ثم يتم نقل البويضات المخصبة للرحم.
إن التلقيح الصناعي غير مؤلم ولكن فقط يترافق معه بعض التشنجات التي تزول سريعًا، الهام هنا هو الالتزام بتعليمات الطبيب قبل وبعد العملية ليتم الحمل بنجاح.