تجربتي في الزواج من متزوج

تجربتي في الزواج من متزوج كانت من التجارب الصعبة والتي تحتاج إلى الكثير من التفكير قبل اتخاذ القرار؛ لتحمل العواقب الناتجة عن هذا القرار، حيث إن بعض من النساء قليلي الخبرة قد يقعن من خلال هذا الاختبار في حيرة شديدة، لذلك أردت مشاركتكم تجربتي في الزواج من متزوج من خلال موقع البلد.

تجربتي في الزواج من متزوج

في بداية الأمر ذهبتُ إلى خبيرة العلاقات النفسية والزوجية وتحدثت معها كثيرًا بخصوص أمري، ففي بداية تجربتي كنت تائهة لا أستطيع أخذ القرار المناسب.

بداية تجربتي في الزواج من متزوج جاءت بعد انفصالي عن زوجي في عمر 32 عام وكان لدي ابن وحيد، لم أتزوج بعد هذه التجربة ومكثتُ في وحدتي ما يقرب عامين وعزمت على تربية صغيري فقط، ولكن بمرور الوقت بعد أن أصبح عمري 35 عام قالت لي أحد زميلاتي إنها تُرشحني إلى ابن خالتها.

فقد كانت تُعاني زوجته من مشاكل تأخر الإنجاب وإنه يُريد الزواج من امرأة أخرى، في بادئ الأمر رفضت وبشدة ولكنها أصرت علي أن أُعطي لنفسي هذه الفرصة، وقالت لي إنه يوجد به خير وعلى خُلق، وأن كل ما يحلم به هو طفل وكذلك سيُراعي صغيري.

مرحلة التفكير في الزواج بمتزوج

بدأت أُفكر في الأمر لدرجة كبيرة، ولا أُخفي عليكم بدأت تُراودني أفكار مجتمعي الشرقي حول قلة فرص الزواج من سيدة مُطلقة في منتصف الثلاثينيات، وأن هذه الفرصة لا يُمكن أن تُكرر خاصةً بعد مكوثي عامين دون رغبة أحد في الزواج مني.

فخلال تجربتي في الزواج من متزوج قابلتني الكثير من الأمور التي جعلتني أُفكر كثيرًا بشكل يقرب إلي الموافقة، ومن ضمنها شعوري برغبة أهلي في ذلك، فلم أعد صغيرة حتى يحتملوا مصاريفي وتكاليفي المالية خاصةً مع وجود ابني.

كذلك سماعي لعبارات “ظل رجل ولا ظل حائط” وغيرها من الأقاويل التي جعلتني أميل للموافقة، وفي النهاية قررت الذهاب إلى خبيرة العلاقات النفسية والزوجية حتى تُساعدني في تفكيك تشابك أفكاري، وتدُلني كنجومًا تُضئ لي ظُلماتي الهزلية.

بدايتي مع خبيرة العلاقات النفسية والزوجية

بالفعل توجهت إلى خبيرة العلاقات النفسية والزوجية وشرحتُ لها الأمر من البداية وقالت لي..

إن الغاية من الزواج سكينته وليس مسكنه، وسألتني إن كنت أعلم ما معنى كلمة سكن، وبعد محاولات للإيجاد تفسير فشلت!

فقالت لي أن السكن ليس له مرادافات في اللغة العربية أو غيرها من اللغات وأن كلمة سكن تتضمن العديد من المعاني مثل: (الأمن، الأمان، الراحة، عدم الحزن أو القلق) أو يُمكن تلخيص معنى كلمة سكن بشعور صغيرك في كنفك واحتضانه بالأمل بكِ.

لذا فإن وجدتِ هذه الصفات في أي رجل تزوجيه طالما إنكِ لا تقومي بخراب حياة الآخرين.

تزوجي لإشعارك بالرحمة والألفة وكأنكما خيوطًا تشابكت لنسج خيوط معطفًا يُغطيكما معًا، تزوجي من تستطيعي أن تستظلي بظلهُ دونًا عن غيره لشعورك بالأمان وليس لأن ظله أفضل من ظل الحائط!

فإن صادفتِ هذا الرجل حتى وإن كان متزوجًا فتزوجيه، ولكن ضعي في اعتبارك بعض المعايير قبل قرارك الأخير، وكلامها في هذه الجزئية جعلني أتشتت من جديد فأنا جئتُ إليكِ حتى تُساعديني في حل أزمتي لماذا تُصعبيها الآن!

تجارب تخص الزواج من متزوج

استمررت في سماع حديثها وفي الحقيقة لولا ما قالته لي في هذه الجزئية كانت تجربتي في الزواج من متزوج ستصبح أقسى التجارب.. فقصت علي قصة لرجل طلب الزواج من امرأة أرملة تقترب من سن الأربعين وكان هذا الرجل متزوجًا من أخرى.

مع الضغوط المجتمعية اضطرت السيدة للموافقة من الزواج منه دون دراسته جيدًا أو معرفة شخصيته وتناسبها مع أفكارها ومبادئها.

بعد الزواج اكتشفت أن الزوجة الأولى لم تكن تعلم بأمر زواج زوجها بأخرى وبعد أن عرفت أصرت على أن يُطلق الزوج الزوجة الثانية، وفي النهاية وافق الزوج وسلب كافةً الحقوق المادية للزوجة الثانية قبل الطلاق.

ثم حكت لي تجربة أخرى لامرأة لم يسبق لها الزواج ولكنها كانت تأخرت في الزواج مما جعلها توافق على الزواج من رجل متزوج ولكنه قال لها إن الزوجة الأولى تعلم بالزواج وهو الأمر الذي كانت تبغاه الفتاة.

فبعد أن حدث الزواج اكتشفت أن الزوجة الأولى لم تكن تعلم وعند علمها طلبت الطلاق من زوجها؛ بسبب تأثرها وتأثر حالتها النفسية ولكن الزوجة الثانية رفضت أن تكون هي مصدر خراب هذا البيت فطلبت هي الأخرى الطلاق؛ حتى يرجع الزوج إلى زوجته الأولى وبالفعل هو ما قد حدث.

لهذا جعلتني أفكر ما إن كانت زوجة الرجل الذي تقدم لي على علم بأنه زوجها يريد أن يتزوج أم لا؛ لأن ذلك سيؤثر على شكل علاقتنا في المستقبل إن وافقت عليه.

قراري الأخير في الزواج من متزوج

بعد أن قالت لي العديد من القصص الأخرى التي جعلتني أُفكر كثيرًا ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة، طريقة جعلتني أضع في اعتباري الكثير من الأمور، وجعلتني أشعر أن كياني يشوبه العيوب المقبولة كطبيعة أي بشر.

فأنا لا ينقصني شيء حتى أوافق على كل ما يُصادفه طريقي بل يجب أن أرسم أنا هذا الطريق.

بعد تفكير ومقابلة الشخص العديد من المرات، وخلق نقاشات فكرية تُعكس ما بداخله من أفكار ورؤى للحياة الزوجية، وما هي نظرته للعدل بيني وبين الزوجة الأولى؟ وهل تعلم وتوافق الأخيرة على زواجه؟ وغيرها من الأسئلة والاختبارات التي قمت بها.

كل ذلك ناقشته معه وأكثر، ومن ثم توصلت إلى حسم قراري بشكل يجعلني لا أندم مستقبلًا، وبالفعل أخذتُ القرار وقابلته في الموعد المتفق عليه وهو الموعد الذي حددناه سويًا لإخباره بقراري الأخير.

كان قراري بالموافقة، وأتممنا الزواج، ومر اليوم على زواجنا ما يقرب عامين، أنجبت فيهما طفلة بجانب وجود طفلي الأول الذي يشهد الله أن زوجي لم يُفرق بينه أبدًا وبين أخته.

لذ قد كونت أسرة سعيدة بجانب زوجة زوجي الأولى، ومساعدتها ودعمها لي في تربية الأطفال، والآن نحيا نحن الثلاثة حياة سعيدة ممتلئة بالود والسكن الذي لم أفهم معناه إلا من خبيرة العلاقات الزوجية التي أفادتني كثيرًا خلال تجربتي.

ملخص تجربتي في الزواج من رجل متزوج

يُمكن أن أُلخص لكم تجربتي في نقاط هامة يجب أن تضعيها أمام أفقكِ عند اتخاذك القرار ومنها ما يلي..

• موافقتك على الزواج من متزوج هي مسألة نسبية لا يُمكن وضع نهج وقواعد محددة تتبيعها في هذا الشأن، فيُمكن ما يتناسب معي لا يتناسب مع ظروفك وأفكارك ومبادئك.
• رفض زوجته الأولى لكِ ليس سببًا لرفضك أنتِ في الزواج، إن كان هذا الرجل صالح ويستطيع أن يعدل بينكما، ولم تتطلبي أنتِ منه طلاق زوجته الأولى؛ فلا تضعي رفضها لكِ مقترن برفضك أنتِ الأخرى.
• يجب أن تتفهمي أن للزوجة الأولى حقوق وقد يشعر الزوج بحب أكثر لها نتيجة لعشرته السابقة معها، وأن الزوجة الثانية تكون في بداية الزواج هي المُفضلة، ولكن قد يأتي وقت على الزوج ويشتاق إلى زوجته الأولى.
• عليكِ تقبل فكرة كره الزوجة الأولى لكِ في بداية الأمر؛ وذلك لأنها تراكِ دخيلة عليها وهدمتي بيتها، لذلك يجب أن تقومي بإصلاح هذه الصورة وتقبل ما ترى في بداية الأمر، وحُسن أخلاقك وتصرفاتك معها سيجعلها مُجبرة على معاملتك بشكل حسن فيما بعد.

إلى هنا انتهت تجربتي في الزواج من متزوج، التجربة التي عشت فيها الكثير من الصعوبات، وكذلك تعلمتُ بها العديد من الأمور، نقلتها إليكم كما هي، ونأمل دومًا إفادتكم.