أسئلةفوازير

ماذا يكره الساحر

ماذا يكره الساحر، وما الذي يجب علينا فعله لاتقاء السحر؟ فمن أسباب كثرة السحر بين الناس هو ابتعادهم عن منهج الإسلام، فهم يتعلقون بالأمور الدنيوية متناسين ويلات عذاب الآخرة، ومن كثرة تعلقهم بالدنيا وحب ما فيها من ملذات نجدهم يذهبون للسحرة لقضاء حوائجهم، بدلًا من الدعاء لله والتقرب منه، وفي إطار هذا الحديث نشير من خلال موقع البلد إلى الإجابة على سؤال ماذا يكره الساحر؟

ماذا يكره الساحر؟

إن الساحر حقيقةً هو شيطان من شياطين الإنس، فهو لا يفعل خيرًا لأحد كما يعتقد البعض، بل كل ما ينتج عنه هو الشر فقط، فهو يسعى إلى إرضاء الشياطين وهم أسياده حتى لا يتركوه، لأنه يعتمد عليهم في جمعه للأموال والشهرة والجاه بين الناس.

كما أن هناك أمورًا يجب على الناس فعلها حتى يتقوا شر السحر، وبالتالي هي ذات الأمور التي يكرهها الساحر، لذا فإنه للإجابة على سؤال ماذا يكره الساحر، نشير إلى بعض من هذه الأمور فيما يلي:

التحصين من السحر وأعمال السحرة

في إطار الحديث حول ماذا يكره الساحر، نشير أن الإنسان يستطيع أن يحصن نفسه من كيد السحرة، وذلك أكثر ما يكرهه السحرة، لأن تحصين العبد لنفسه يكون بذكر الله والقيام بالعبادات، فيكون حوله مثل هالة ربانية لا يستطيع أن يتجاوزها أحد، فيُبعد الله عنه كيد الشياطين والسحرة.

كما أنه كلما كان الشخص قريبًا من الله يبقى الشيطان بعيدًا عنه، وكلما زاد قرب الإنسان من ربه، كلما كرهه الساحر وعجز عن أذيته، فها هو العلاج ولكن أكثر الناس لا يفقهون.

على الإنسان ألّا يغفل عن ضرورة الاستعاذة بالشيطان الرجيم، أن يصبح متوكلًا دائمًا على الله عز وجل في كافة الأمور، فالساحر لا يحب ولا يؤثر سوى في النفوس ضعيفة الإيمان التي يهزمها السحر والشيطان إتباعًا لهوى النفس ذاتها وبإرادتها.

فنؤكد على ذلك من خلال الحديث الشريف:

“واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ” (صحيح الترمذي).

فيه دلالة على أن إيذاء الساحر للعباد يكون بسبب ضعف أنفسهم، فيكون ذلك اختبارًا لهم، لكن الله وحده هو النافع الضار، فليس لأحد من العباد أن يتمكن من النفع والضر، وهو ما أن علمه الناس ما لجأوا لكيد ساحر ومكره.

كما أنه على الناس اجتناب كل ما حرّم الله، وأن يتفقهوا في أمور دينهم، حتى يكونوا على درجة من الوعي لتجنب اللجوء للسحرة، وهو الأمر الذي يكرهه الساحر بالضرورة، فهو يلقى نفسه ناجحًا حينما يجد الجهلاء الغير عارفين بما أمرهم الله ورسوله.

انتقام الجن من الساحر

استكمالًا للحديث عن إجابة ماذا يكره الساحر، فإن هناك حالة من الحالات يكرهها الساحر، فإنه من المعروف، أن الساحر لا بد أن يأتي بجن حتى يدخله رغمًا عنه في بدن أحدهما، وعندما يُدخله في بدن أحد الأشخاص يكون بهدف الإيذاء، لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان حينما تكون درجة إيمان ذلك العبد كبيرة، فهو يتقرب إلى الله بالقرآن والطاعات والصلاة، لذلك يحترق الجن ويلقى العذاب.

مما يجعل ذلك الجن غاضبًا من الساحر وناقمًا عليه، فيتوعد له جراء ما نال من العذاب عندما دخل في جسد ذلك العبد المؤمن، وهنا نشير إلى قول الله تعالى: “وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (سورة الأنعام الآية 129).

علامات الساحر

نجد أن الساحر يتبع أسلوب التدليس بين الناس، فهو يظهر كالزاهد الورع التقيّ الذي لا يشغله أمور الدنيا، فهو يزعم أنه الروحانيّ ذو الهمم والبركات، ينفع الناس بإمدادهم النفحات، ذلك من خلال تيسير أمور حياتهم، فيخدع أبصارهم، فينجذب إليه إلا من هم ذوي العلم والبصيرة.

نجده يختلف في لبسه وكلامه، ليؤكد للناس أنه مميزًا ومختلفًا عنهم، فكيف يكون ساحرًا وهو مثلهم، لا بل هو أعلى منهم منزلة ومكانًا، كما أنه يكون مظلم الوجه فلربما هذا من ظلمة الكفر الذي يتملكه، ومن علامات غضب الله عليه.

كما نجده يحب الانعزال، فلا يختلط بالناس إلا من أجل استدراجهم فقط، كما أنه يُمارس السحر في غرفة مظلمة، مستعينًا بطقوس معينة حيث حضور الشياطين وهو معهم، غافلًا أن ذلك هو عين الشقاء والهلاك بالنسبة له.

إن الساحر يتقرب للشياطين من خلال الذبح، فيعبدونهم بدلًا من الله عز وجل، كما أن يصل الأمر إلى السجود لهم، ليكون الساحر بذلك الأمر مرتدًا كافرًا.

نذكر أن الشياطين لا تخدم الساحر إلا بقدر كفره، فكلما كان كافرًا كلما كان هو مطيعًا لهم، وكلما كانوا هم أكثر اقترابًا منه، ومن عقله وقلبه، فكيف يُدرك أو يتفقه إن كان لا يعلم ما توحيه الآية الكريمة حينما قال الله تعالى: “وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ” (سورة الأعراف الآية 120)، ذلك إشارة أنهم كسائر العباد ليس لهم سبيل للخلاص والنجاة سوى التوبة إلى الله.

كما أن الشياطين تتقرب من الساحر كلما كان مُطيعًا لهم، وتبتعد عنه كلما وجدته مقصرًا في طاعتهم، ونشير أنه كلما كان مُطيعًا لهم كلما زادت فتنته في تنفيذ مطالب الجهلاء، لكن أكثر ما يقوم به الساحر الكافر هو إلحاق الضرر بالناس.

السحر في القرآن

إن السحر بيّنه الله عز وجل في القرآن الكريم، كما أوضح لنا كيد السحرة، ذلك حتى نتعظ ونعلم أيّ الطريقين أفضل، كما أن السحرة موجودون في كل زمان ومكان، مع اختلاف أنواعهم وأعمالهم وطبيعة أفكارهم، لكن الكفر بوجود السحر نفسه ونكرانه ليس إيمانًا، فالله قد حذرنا منهم دليلًا على وجودهم، لذلك يجب الحذر منهم كما أشرنا سلفًا.

إن اللجوء للسحر والسحرة كان من قديم الزمان، وكان لأسباب عديدة، وهنا نستشهد بقول الله -تعالى-:

“وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (سورة البقرة الآية 102).

لكن مهما يكن الأمر، فالله قد حذر من السحرة، فقد قال الله تعالى: “وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى” (سورة طه الآية 69)، ذلك تأكيدًا على أن السحر جاء من الخديعة والمكر، فلا يُجدي ولا ينفع، لكنه فقط يُذهب عقول الناس ويُبعدهم عن الرشد والصواب، فبدلًا من أن يكونوا في طريق الله، يستسهلوا طريق السحر وهو ما يهيئه لهم الشيطان.

لكن نشير أنه ليس كل ما يحدث من مصائب يُرجعه الناس للسحر، فقد لا يكون مرتبطًا به بالمرة، ولكن كل الأمور من أقدار الله عز وجل، فالابتلاء يستلزم الصبر عليه.

أذكار تَقي من كيد السحرة

يجب أن يتقي الناس كيد الساحر من خلال الالتزام ببعض العبادات أشهرها قول المعوذتين، وآية الكرسي، وأذكار كثيرة بمثابة حصن للمؤمن، لأن الساحر شرّه عظيم وكبير لكن نعلم أنه بإذن الله عز وجل، فلا ملجأ إلا إليه.

مما ينبغي قوله دائمًا من الأدعية:

  • أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
  • باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
  • أعوذ بالله من همزات الشياطين، وأعوذ بك ربي أن يحضرون.
  • بسم الله أرقيك من كل ما يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد.
  • اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
  • اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم من شر ما أنت آخذ بناصيته.

قدمنا لكم في هذا الموضوع ماذا يكره الساحر، وعلمنا أن خير ما يُمكن فعله هو التحصين بذكر الله عز وجل، وبالقيام بأحب العبادات عند الله، كما التقرب إلى الله بصدق التوبة والرجوع إليه، فهذا كله يمنع من الأذى والشرور بشكل عام، ومن كيد السحرة بشكل خاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى