شخصيات ودول

ما هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

ما هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؟ وما الدور الذي لعبته في حركة الكفاح في فلسطين؟ فإننا نعلم أن فلسطين هي الدولة التي ما زالت تعاني من احتلال المستعمر، وهي تحاول دائمًا نيل سيادتها على كيانها الإقليمي المُحتل، ونظرًا إلى أن كل شعب في العالم له من القيادة والحركات النضالية ما يؤهله للاستقلال، تمكنت فلسطين أيضًا من الحصول على إحدى الجبهات الشعبية الأكثر شهرة ونضالًا، فمن خلال موقع البلد يتعين علينا معرفة ما هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ما هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

إن دولة فلسطين من أشهر الدول العربية، ذلك بسبب أحداثها التاريخية الجللة، وهي دولة تربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، وموقعها الاستراتيجي المميز، جعل منها مطمعًا للمستعمرين، علاوةً على كونها أرض الميعاد التي يراها اليهود في كافة بقاع العالم.

إن الاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين يسعى دائمًا وأبدًا إلى طمس الهوية الفلسطينية، ويتصدى له الشعب الفلسطيني بكل فئاته، مستخدمًا كافة الطرق والوسائل التي من ضمنها أكثر الطرق رسميةً وشرعيةً وهي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تُعرف بمنظمة التحرير الفلسطينية.

إن منظمة التحرير الفلسطينية هي منظمة تأسست في عام 1964م، وكان مقرها السابق في القدس العاصمة، تم إنشائها بهدف تحرير فلسطين من خلال الكفاح المسلح، وبات الغرض من إنشائها واضحًا، فلم يكن للشعب الفلسطيني من مفر سوى اللجوء إلى من يدافع عنه باسمه، لا باسم العرب أجمع، ذلك بعد إخفاق جامعة الدول العربية في مساعدة فلسطين.

كما أنه تم الاعتراف بها على أنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني من قبل أكثر من 100 دولة تقيم معها المنظمة عدة علاقات دبلوماسية، وتتمتع منظمة التحرير الفلسطينية بوضع مراقب في الأمم المتحدة منذ عام 1974م.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء لفلسطين والمسجد الأقصى والقدس مكتوب

تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

بعدما علمنا ما هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأنها منظمة التحرير الفلسطينية، وجب علينا الإشارة إلى بداية الأفكار المطروحة لإنشاء المنظمة، فكان عام 1964م هو البداية عندما بادرت جامعة الدول العربية باقتراح إنشاء منظمة تمثل الشعب الفلسطيني.

انعقد المجلس الوطني الفلسطيني في القدس في عام 1964م، وبعد اختتامه تم الإعلان عن تأسيس المنظمة لتكون الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني أمام العامل بأسره وإسرائيل على وجه الخصوص، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من المطالبة بحقوقه الشرعية على أراضيه.

الهيكل المؤسسي والتنظيمي للمنظمة

استكمالًا للحديث عما هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نشير أن منظمة التحرير الفلسطينية تتكون من الهيئات الرئيسية التالية:

  • المجلس الوطني الفلسطيني، وله السلطة الأعلى.
  • اللجنة التنفيذية.
  • المجلس المركزي.
  • جيش التحرير الفلسطيني.

يتألف المجلس الوطني الفلسطيني من قرابة 740 عضو، واللجنة التنفيذية للمنظمة تتكون من 18 عضو، وهناك المجلس المركزي الفلسطيني الذي أنشأه المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1973م، هو ثاني هيئة قيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

تتكون اللجنة المركزية للمنظمة من 124 عضو، وللمنظمة أيضًا المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي تضم منه المفوضية الأوروبية قرابة 15 ممثلًا.

بينما تعمل لجنة التنسيق الخاصة بالمنظمة كهيئة وسيطة بين المجلس الوطني الفلسطيني والمفوضية الأوروبية، وتتخذ اللجنة قرارات سياسية عندما لا يكون المجلس الوطني الفلسطيني منعقدًا، حيث يعمل كحلقة وصل بين المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية والمفوضية الأوروبية.

يعتبر المجلس الوطني الفلسطيني بمثابة البرلمان لجميع الفلسطينيين داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونشير أن منظمة التحرير تخضع داخليًا لقانونها الأساسي الذي يصف السلطات والعلاقات بين أجهزتها.

غالبًا ما تم الطعن في الوضع التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في الماضي، وشكك البعض في شرعيتها لتغيير مكانة ودور المنظمة فيما يتعلق بوضعهم داخل الأمم المتحدة.

على الرغم من أن منظمة التحرير الفلسطينية تلقت تمويلها من الضرائب المفروضة على رواتب العمال الفلسطينيين، فقد اعتمدت المنظمة أيضًا على مدى عقود بشكل كبير على مساهمات الدول المتعاطفة.

كما أنشأت المنظمة إدارات مسؤولة عن عدة مجالات عمل مهمة، يرأس كل منها عضو من اللجنة التنفيذية، وتشمل الإدارات الإدارة السياسية، وإدارة العائدين، ووزارة الثقافة والإعلام، وإدارة المنظمات الشعبية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عدد الفلسطينيين في العالم في الأعوام الأخيرة

أيديولوجية سير المنظمة

حول الحديث عمّا هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نشير أنه تمت صياغة الأيديولوجية التي سارت عليها منظمة التحرير الفلسطينية منذ وقت تأسيسها، في الميثاق الوطني الفلسطيني، وذلك في بيان كفاحي مناهض للحركة الصهيونية مكرسٌ فقط لاستعادة الوطن الفلسطيني.

في صميم أيديولوجية منظمة التحرير الفلسطينية، هناك تأكيد على أن الصهاينة قد طردوا الفلسطينيين ظلمًا من فلسطين وأقاموا دولة يهودية تحت ذريعة وجود علاقات تاريخية ويهودية مع فلسطين، فقد طالبت المنظمة بالسماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم.

بناءً عليه طالبوا ببطلان وعد بلفور وانتداب فلسطين وكل ما قام بعد ذلك استنادًا عليه، حيث إن ادعاءات اليهود بعلاقات تاريخية أو دينية مع فلسطين تتعارض مع حقائق التاريخ والمفهوم الحقيقي لما يشكل الدولة، فاليهودية لكونها ديانة، ليست جنسية مستقلة، ولا يشكل اليهود أمة واحدة ذات هوية خاصة بها. بل هم مجرد مواطنون في الدول التي ينتمون إليها

لطالما وصفت منظمة التحرير الفلسطينية الشعب الفلسطيني بأنه شعبًا عربيًا، كانت هذه نتيجة طبيعية لحقيقة أن المنظمة كانت فرعًا من جامعة الدول العربية، كما أن لها عنصر تكتيكي يتمثل في الحفاظ على دعم الدول العربية، فظلت الهوية العربية هي الطبيعة المعلنة للدولة الفلسطينية.

تضم منظمة التحرير الفلسطينية مجموعة من الأيديولوجيات العلمانية بشكل عام لحركات فلسطينية مختلفة ملتزمة بالنضال من أجل الاستقلال والتحرير الفلسطيني، ومن هنا جاء اسم المنظمة، وهي رسميًا منظمة جامعة تضم العديد من منظمات حركة المقاومة والأحزاب السياسية والمنظمات الشعبية.

إلى جانب الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي يصف أيديولوجية منظمة التحرير الفلسطينية، تم تبني دستور يسمى القانون الأساسي، والذي يفرض الهيكل الداخلي للمنظمة وتمثيل الشعب الفلسطيني.

تمت كتابة مسودة دستور عام 1963م، ليحكم سير منظمة التحرير الفلسطينية حتى يتم إجراء انتخابات عامة حرة بين جميع الفلسطينيين في جميع البلدان التي يقيمون فيها.

العلمانية مقابل التمسك بالإسلام

غالبًا ما تتناقض منظمة التحرير الفلسطينية والفصيل المسيطر فيها، مع الفصائل ذات التوجهات الدينية مثل حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، ومع ذلك، فجميعهم يمثلون غالبية السكان المسلمين.

لا يشير الميثاق الوطني المؤسس للمنظمة إلى الدين، ولكن في عهد رئيس المنظمة ياسر عرفات، تبنت السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح القانون الأساسي المعدل لعام 2003م، والذي ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي الوحيد في فلسطين ومبادئ الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي للتشريع.

كما علمنا ما هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فهي بدايةً كمنظمة حرب عصابات، قامت منظمة التحرير الفلسطينية بعمليات ضد إسرائيل في السبعينيات وأوائل الثمانينيات، والتي اعتبرتها إسرائيل أنشطة إرهابية في حين اعتبرتها المنظمة بمثابة حرب تحرير.

على الرغم من ذلك فإن حركة حماس -التي تعتبر أكبر ممثل لسكان الأراضي الفلسطينية إلى جانب فتح- غير ممثلين في منظمة التحرير الفلسطينية على الإطلاق، وأكدت نتائج الانتخابات البرلمانية للمجلس التشريعي، التي جرت في عام 2006م، والتي فازت فيها حماس بأكبر عدد من الأعضاء على الافتقار الواضح لتفويض شعبي من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية نظرًا لأنها ليست من ضمن هياكل المنظمة.

الانتفاضة الأولى

في عام 1987م، اندلعت الانتفاضة الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما فاجأ منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يكن بإمكان القيادة في الخارج التأثير إلا بشكل غير مباشر على الأحداث، فظهرت قيادة محلية جديدة، وهي القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، والتي تضم العديد من الفصائل الفلسطينية الرائدة.

بحلول عام 1988م، اعترفت منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود داخل حدود ما قبل نكسة 1967م على أساس أنه سيسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقبلت الولايات المتحدة هذا التوضيح من قبل عرفات وبدأت تسمح بالاتصالات الدبلوماسية مع مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية، لكن لم يؤد إعلان الاستقلال إلى قيام الدولة، على الرغم من أن أكثر من 100 دولة اعترفت بدولة فلسطين.

أيدت منظمة التحرير الفلسطينية رسميًا حل الدولتين بشرط أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ومنح الفلسطينيين حق العودة إلى الأراضي المحتلة في حرب 1948م، فضلاً عن الحق في مواصلة الكفاح المسلح حتى ينتهي الكيان الصهيوني.

حتى عام 1993م، كان الخيار الوحيد الذي تم الترويج له في إطار منظمة التحرير هو الكفاح المسلح، ولكن تغير الوضع بعد اتفاقية أوسلو للسلام، ليصبح التفاوض والدبلوماسية يمثلان السياسة الرسمية الوحيدة المتبعة في نهج عمل المنظمة، وبناءً عليه تم إلغاء عدد كبير من المواد التي كانت غير متوافقة مع اتفاقيات أوسلو.

منظمة التحرير الفلسطينية مقابل السلطة الفلسطينية

فصلت اتفاقيات أوسلو التي بدأت في عام 1993م عن عمد السكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن منظمة التحرير الفلسطينية والفلسطينيين في المنفى من خلال إنشاء سلطة فلسطينية للأراضي، وبناءً عليه تم إنشاء برلمان منفصل وحكومة منفصلة.

على الرغم من أن الكثيرين في منظمة التحرير الفلسطينية عارضوا اتفاقيات أوسلو، إلا أن اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي صادقا عليها، وكان ذلك بداية تراجع منظمة التحرير الفلسطينية، حيث جاءت السلطة الفلسطينية لتحل محلها كمؤسسة سياسية فلسطينية رئيسية.

بالتالي تم تهميش الفصائل السياسية داخل منظمة التحرير الفلسطينية التي عارضت عملية أوسلو.

لكن في أثناء حكومة السلطة الفلسطينية بقيادة حماس في عامي 2006م و2007، عادت منظمة التحرير الفلسطينية إلى الظهور، تحديدًا بعد سيطرة حماس على غزة.

تمكنت منظمة التحرير الفلسطينية من تجاوز الانقسام من خلال توحيد السلطة في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية في فرد واحد كان هو ياسر عرفات، الذي تولى كل من:

  • رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية.
  • رئاسة اللجنة التنفيذية.
  • رئاسة حركة فتح الفصيل المهيمن داخل منظمة التحرير الفلسطينية.
  • رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية.
  • كان يسيطر أيضًا على قوات الأمن الوطني الفلسطيني.

الانتفاضة الثانية

بدأت هذه الانتفاضة بالتزامن مع انهيار ما تم من محادثات في كامب ديفيد في عام 2000م، بين ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك.

رسميًا، لم تنته الانتفاضة، ولكن يصل العنف لمستويات أقل نسبيًا، وفي الفترة من عام 2000م وحتى 2004م يقدر عدد القتلى الناجمين من الانتفاضة الثانية بمن فيهم العسكريون والمدنيون إلى حوالي ثلاثة آلاف فلسطيني، مقابل أقل من ألف إسرائيلي، وهذا ما تم انتقاده بالضرورة.

التطور التدريجي لمنظمة التحرير الفلسطينية

في نهاية حديثنا حول إجابة سؤال “ما هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، نذكر أن الأمور بدأت تتغير بسرعة عندما حصلت منظمة التحرير الفلسطينية على اعتراف دولي من الأمم المتحدة بصفتها الممثل الأساسي للشعب الفلسطيني.

فلقد تلاعب ياسر عرفات بمهارة بالمنظمة ليقوم بتحويلها من منظمة ينظر إليها الغرب على أنها بربرية إلى منظمة تعتبر حركة مطالبة بالحرية ذات مطالب مشروعة. ولربما استشعرت إسرائيل هذا التعاطف المتزايد، فقامت بمضاعفة جهودها للقضاء على التهديد الفلسطيني.

في عام 2011م، قدمت السلطة الفلسطينية عرضًا للحصول على صفة الدولة كعضو كامل في الأمم المتحدة، وعلى الرغم من فشل هذه المحاولة، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لجعل فلسطين دولة مراقبة ولكن غير عضو في عام 2012م.

فيسمح هذا التمييز للفلسطينيين بالمشاركة في مناقشات الجمعية العامة ويحسن احتمالات انضمامهم في نهاية المطاف إلى وكالات الأمم المتحدة.

في خطوة أخرى إلى الأمام، أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية وذلك في عام 2015م.

تركزت جهود منظمة التحرير الفلسطينية الحالية على تحقيق اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، ومع ذلك، فإن حل الدولتين هو خطة مثيرة للجدل يعارضها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي والولايات المتحدة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تاريخ مدينة الخليل في فلسطين

قدمنا لكم في هذا الموضوع الإجابة على سؤال “ما هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؟” مع بعض من المعلومات حول هذه الجبهة، من حيث التأسيس والتطور التدريجي لها ودورها المؤثر في الأحداث الفلسطينية، ونتمنى أن تكون إجابةً وافيةً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى