هل أفكار الوسواس القهري حقيقية؟ وما هي أعراض الإصابة بالوسواس القهري؟ الجميع يعرف الوسواس القهري أو يسمع عنه، لكنه يخلط بينه وبين أمراض أخرى.
كما أن البعض يكون لديهم قريب أو صديق مصاب بالوسواس القهري لكنهم لا يعرفون هل أفكار الوسواس القهري حقيقية بالنسبة له أم هي خيالات، لذلك من خلال موقع البلد سنجيب عن سؤال هل أفكار الوسواس القهري حقيقية.
هل أفكار الوسواس القهري حقيقية
الوسواس القهري من الأمراض التي لا تظهر خطورتها في بدايتها، لكن كلما تطورت حالة المصاب بهذا المرض بدأت تزيد الخطورة، لأن هذا المرض هو من الأمراض النفسية التي لا يمكن أن نراها أو نحددها إلا بعد مرور وقت طويل على ملازمتها للمريض.
يتبادر إلى ذهن الكثيرين هل أفكار الوسواس القهري حقيقية أم أنها من نسج خيال المريض، فهذا السؤال مهم جدًا الإجابة عليه بكل دقة حيث إنه إذا كانت الإجابة نعم وبشكل مطلق.. نكون قد أدخلنا المريض في فئة المرضى بالخوف المفرط أو ما يسمى بالفوبيا.
أما إذا كانت الإجابة لا على المطلق أيضًا.. فيصبح المريض ليس مريض وسواس قهري بل أنه مريض بالوهم، وهذا ليس صحيحًا فبينهما اختلاف كبير.
إذن ما هي إجابة سؤال هل أفكار الوسواس القهري حقيقية، الإجابة لهذا السؤال تكون أن الأفكار التي تأتي إلى مريض الوسواس القهري هي تضخيم النتائج بصورة غير حقيقية بناء على فكرة حقيقية.
لنوضح هذه الإجابة أكثر، فمثلًا الشخص الذي لديه وسواس قهري من النظافة.. فكرة غسيل اليدين مثلًا بالنسبة له هي فكرة حقيقية لأنه من المطلوب الاهتمام بغسيل اليدين، لأنها تكون أكثر أجزاء الجسم عرضة للتلوث.
لكن ما يحدث للمريض هو تضخيم النتيجة التي يمكن حدوثها في حالة عدم غسل يديه، فأي شيء يلمسه أو أي شخص يصافحه هو مصدر للتلوث بالتالي يجب غسل يديه، وهذا ما يمكن أن نسميه سلوكيات الوسواس القهري.
من المشاكل الأساسية التي تواجه المصابين بهذا المرض أنه توجد فئة كبيرة تعرف أنها مصابة بهذا المرض، لكنها تكون في كثير من الأحيان أقوى من إرادتهم، لذلك سُمي بالوسواس القهري لأنه يقهر المصاب به ويجعله خاضع لفكرة معينة لا يستطيع مقاومتها.
ما هو الوسواس القهري
بعد إجابتنا على سؤال هل أفكار الوسواس القهري حقيقية سنتعرف الآن وبشكل مفصل على مرض الوسواس القهري وأسبابه، وما هي الأعراض الظاهرة له، وكيف يتم علاجه.
مرض الوسواس القهري من الأمراض التي ترتبط بالقلق والاضطرابات التي تحدث بسببه، حيث يتميز هذا المرض بتضخيم مخاوف معينة بصورة غير منطقية، بحيث تكون السبب في أن يتصرف الشخص المصاب ببعض التصرفات رغمًا عنه.
في صدد إجابتنا عن سؤال هل أفكار الوسواس القهري حقيقية سنجد أن المصابون بالوسواس القهري يمكن أن نقسمهم إلى قسمين، القسم الأول غير واعي ويقتنع بأن تصرفاته طبيعية ولا يوجد بها أي مبالغة.
بينما القسم الأخر واعي بأنه يقوم بتصرفات مبالغ فيها، بل أنه يحاول أن يتجاهل هذه الأفكار أو قد يحاول مقاومتها، لكن مع كثرة المقاومة يزيد الأمر سوءً.
الشخص المصاب بالوسواس القهري من الممكن أن يسبب لنفسه الضرر حتى يشعر بالأمان، فالشخص المصاب بالوسواس القهري لغسل اليدين من الممكن أن يتسبب بجفاف جلد يديه أو جرحها بسبب كثرة غسل اليدين، لكنه يتحمل ذلك حتى تطمئن نفسه.
مرض الوسواس القهري يظهر في مختلف مراحل العمر فهو يظهر عند الأطفال عند بلوغهم سن العاشرة، ثم يختفي حتى مرحلة البلوغ ويعود لتكون فرص الإصابة به أكثر عند بلوغ الفرد العشرين من العمر، ويصبح الفرد بعدها معرضًا للإصابة بالمرض في أي وقت.
محاور الأفكار الوسواسية
توجد بعض الأفكار المعينة التي تتمحور حولها إصابات الأشخاص المختلفة بالوسواس القهري، وتجعلنا نسأل هل أفكار الوسواس القهري حقيقية، فتكون حول موضوع بعينه مثل:
- الحاجة الدائمة إلى الترتيب، ويشمل الترتيب كل شيء حول المريض سواء في عمله أو منزله أو عند الآخرين.
- الخوف من أن يطال الشخص الأوساخ أو بعض الملوثات التي تسبب الأمراض.
- التخيلات أو الأفكار التي تتعلق بالعلاقة الجنسية.
- الرغبات العدوانية الجامحة.
أشهر التصرفات لمصابي الوسواس القهري
عندما يصاب الشخص بالوسواس القهري يرتبط المرض بتصرفه تصرفات قهرية، لكن يجعلنا هذا نسأل هل أفكار الوسواس القهري واقعية، وسنعرف ذلك من خلال التصرفات التي تتمثل فيما يلي:
- عد النقود أو أي أشياء يمكن أن يتم عدها لعدة مرات متتالية.
- غسل اليدين والنظافة الشخصية بشكل عام.
- التصرف الثالث وهو فحص الأشياء، فمن الممكن أن يعود من مسافة بعيدة ليتأكد أنه أغلق باب سيارته أو شقته مثلًا.
- حاجة المريض إلى تعزيزات دائمًا، فمثلًا عندما يقوم برص شيء تجده يأخذ احتياطات وتعزيزات مبالغ فيها خوفًا من وقوع ما قام برصه مثلًا.
- ترتيب وتنظيم أغراضه وما حوله بصورة أزيد من اللازم.
- تكرار عمل معين عدة مرات.
أعراض الوسواس القهري
الأعراض التي تظهر على مريض الوسواس القهري تمثل في بعض الأحوال إجابة لسؤالنا هل أفكار الوسواس القهري حقيقية، حيث قد تكون مزعجة له ومن الممكن أن تزعج من حوله أيضًا، ويزداد الإزعاج عند محاولة صرف الذهن عن هذه الفكرة إلى أفكار أخرى، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- الشك بأن الأبواب موصده أو بأن المواقد والأفران قد تم إطفائها.
- المبالغة في الأفكار والتخيلات عما يمكن أن يصيب الأبناء بالأذى.
- تكرار التخيل للصور الإباحية أو الأفعال الإباحية مع عدم القدرة عن صرف التفكير حول هذه التخيلات.
- الخوف من مصافحة الغير، أو عدم لمس أي أغراض قد لمسها شخص آخر، وإذا كان مضطر لذلك سيأخذ وقت طويل في تطهيرها.
- يشعر الشخص المصاب بالوسواس القهري بالغضب الشديد والضيق في حال وجوده في مكان به أغراض غير مرتبة، أو أنها موضوعة بغير اتجاهها السليم.
- الخوف المبالغ فيه من أذى الغير بالذات في حوادث الطرق.
- ظهور أماكن فارغة من الرأس بسبب قيام بعض مرضى الوسواس القهري بنتف شعر الرأس بصورة لا إرادية.
- كثيرًا ما يرغب الشخص المصاب بالوسواس القهري بالصراخ بشدة في أوقات لا تستدعي هذا الشعور.
- يعاني مريض الوسواس القهري وبالذات الذي يتمحور حول النظافة من جفاف والتهابات الجلد، بسبب تكرار غسل الأيدي أو الاستحمام.
- قد تظهر بعض الندبات الجلدية نتيجة استخدام العلاج بإفراط.
أسباب الإصابة بالوسواس القهري
لا توجد أسباب بعينها من الممكن أن تكون سببًا في الإصابة بالوسواس القهري، لكن توجد عوامل تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري وتشمل ما يلي:
عوامل بيئية
يرى بعض العلماء أن من ضمن أسباب إصابة الشخص بالوسواس القهري هو العوامل البيئية، التي تجعل الشخص يصاب بالوسواس القهري من خلال بعض العادات الذي يكتسبها ممن حوله.
فمن الممكن أن يجعل الأب أو الأم أولادهم مصابين بالوسواس القهري بسبب بعض التصرفات الخاطئة، ففي بعض الأحيان نجد أحد الأبوين يقوم بالتأكيد على أولاده بفعل معين كأن يعيد عليه باستمرار هل غسلت يدك، ويبدأ بتكرار الأمر بصورة لا إرادية تجعل الطفل لديه صفة مكتسبة بوسواس النظافة.
يمكن أن يتكرر الأمر مع غلق الأبواب وأي أمور أخرى شبيهة، من الأمور المهمة أيضًا التي تجعل الأطفال أو من هم في سن المراهقة والبالغين عرضة للإصابة بالوسواس القهري هو شك الآباء المتزايد في أولادهم.
فشعورهم بأنهم مشكوك فيهم دائمًا وأنهم محل اتهام يجعل دماغهم تبدأ في التفكير بشكل عكسي، فبدلا من دفع الاتهام يكون تفكيرهم أن من الممكن أن أكون فعلت هذا وأنا لا أعلم، فيصنعون من أولادهم مرضى نفسيين من الدرجة الأولى بسبب أسلوبهم الخاطئ.
من العوامل المكتسبة التي يمكن أن تصيب الرجال أو السيدات في أعمار أكبر من سن الشباب.. أن يكون رجل أو سيدة يعملون في مجال المخازن أو البنوك وعد النقود وما شابه.
فتجدهم بشكل لا إرادي بحكم عملهم وتكرارهم للعد مرات كثيرة أصبح لديهم الوسواس القهري الذي يكون محور العد ظاهر عليه بوضوح.
العوامل البيولوجية
يمكن أن تكون إصابة الفرد بالوسواس القهري ناتجة عن عوامل وراثية تتسبب في حدوث تغيرات كيميائية في الدماغ، بحيث تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
إفراز السيروتونين غير كافي بالدماغ
السيروتونين هو هرمون يتم إفرازه في الدماغ، ويرتبط تقريبًا بأغلب أعضاء الجسم، لكن دوره يعود على الصحة النفسية على وجه الخصوص، فهو مسئول عن تقليل مشاعر القلق والتوتر للفرد.
فهذا الهرمون من ضمن الهرمونات التي يطلق عليها هرمون السعادة، وكما ذكرنا أن هذا المرض مرتبط بالقلق، لذلك عدم إفراز هرمون السيروتونين بصورة كافية يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري.
تم التأكيد على هذا من بعض الدراسات التي أجريت على أشخاص يتناولون أدوية تعمل على رفع مستوى هرمون السيروتونين، حيث قد بدأت تختفي أعراض الوسواس القهري إلى حد كبير عندهم.
الجراثيم العقدية في الحنجرة
توجد بعض الأبحاث التي تقول إن الأطفال الذين أصيبوا بالجراثيم العقدية في الحنجرة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري، لكن في الحقيقة لم يتم التأكيد على هذا الأمر بالذات وأنه توجد آراء أخرى تنفي هذا الرأي.
مضاعفات الوسواس القهري
من الممكن في حالة عدم العلاج والاستهانة بالمرض، أن يتطور إلى أعراض أكثر خطورة وتتمثل في التالي:
- طغيان الأفكار الانتحارية أو العدوانية على المريض والتعامل مع المحيطين من منطلق هذه الأفكار.
- عدم الإقبال على الطعام وإهمال النظافة الشخصية.
- يتطور الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب.
- تشوش الذهن وعدم القدرة على التعلم أو ممارسة الأعمال بطريقة سليمة.
تشخيص مرض الوسواس القهري
تشخيص الوسواس القهري يكون في أوقات كثيرة من الأمور المعقدة غير الهينة، فيوجد الكثير من المرضى لا تظهر عليهم الأعراض الواضحة للوسواس القهري، فمن الممكن أن تظهر عليهم في هيئة أعراض مرضية جسمانية، ويكون ذلك مرحلة قد دخل فيها المريض وتسمى بالأمراض النفس جسمانية.
لذلك يتم استبعاد الأمراض الجسدية التي لها أعراض متشابهة، وينتقل الطبيب بعدها إلى مرحلة أخرى وهي التقييم النفسي للمريض الذي من خلاله يبدأ الطبيب رحلة العلاج مع المريض.
علاج الوسواس القهري
الوسواس القهري يمكن علاجه بطريقتين، إما أن يكون العلاج عن طريق الأدوية والعقاقير وهذا يكون من خلال الأطباء المتخصصين في الطب النفسي، أو أن يكون العلاج عن طريق الجلسات النفسية ويكون ذلك بواسطة الأخصائيين النفسيين الذين يعملون على تعديل السلوك.. والعلاج بما يسمى المعرفة السلوكية.
بالنسبة للعقاقير المستخدمة في علاج المرضى بالوسواس القهري يتم استخدام أنواع متعددة من العقاقير مثل الباروكستين، الكلوميبرامين، والفلوكسيتين كما يتم استخدام فلفوكسامين، والسيرترالين أيضًا.
في الكثير من الأحيان تكون المشكلة ليست في سؤال هل أفكار الوسواس القهري حقيقية أم لا، بل تكون المشكلة في أن هذا المريض يتم تدميره نفسيًا دون أن يشعر به من حوله بسبب هذا المرض.