كيف أقوي نفسي من الداخل
كيف أقوي نفسي من الداخل؟ وكيف يمكنني تقوية تعاملي مع الناس؟ الثقة بالنفس من أهم الموارد التي يجب أن يمتلكها كل إنسان في حياته، حيث تساعده على إنجاز الكثير من الأمور وتخطي الكثير من الصعاب التي ما هي إلا وهم في عقله فقط، ومن خلال موقع البلد سنتعرف إلى تفاصيل ذلك الموضوع.
كيف أقوي نفسي من الداخل
كثيرًا ما يمر على الإنسان لحظات يشعر فيها بالإحباط أو الفشل كانعكاس لما يمر به من ظروف صعبة ومشكلات مختلفة، ما سبق أمر طبيعي يتعرض له أي إنسان، ولكن الغير طبيعي أن يستمر الإنسان في الشعور بذلك طوال الوقت، وهنا يكون الأمر عائد لمشكلة نفسية أو اجتماعية ويجب التدخل لحلها.
عادة يتم اللجوء إلى مجموعة من السلوكيات أو الأنشطة التي بشأنها أن تُعيد لفرد ثقته أو في نفسه أو تُكسبه إياها، ولكن في حالة لم تنجح تلك الوسائل فمن المهم اللجوء إلى مُقدم رعاية نفسية للمساعدة، ومن أبرز تلك الأنشطة ما يلي:
- ممارسة تمارين التأمل التي تساعد على الحماية من تشويه الثقة بالنفس التي تنتج من التعامل مع الآخرين وتحمل المسؤوليات المختلفة، تتم الممارسة من خلال الجلوس في مكان هادئ مع موسيقى منخفضة يرافقها محاولات التفكير في أمور سعيدة بدلًا من التفكير في المشكلات.
- العودة لممارسة الأنشطة والهوايات التي تعود على الفرد بالسعادة والرضا عن نفسه والتي بشأنها أن تجعل حياة الفرد أفضل، بعد الانتهاء من اليوم كما هو مخطط له وإشباع الحاجة إلى السعادة والترفيه من المهم تدوين كل تلك الأحداث في نهاية اليوم لتكون حافزًا في الأيام الصعبة التي تمر وتذهب.
- الاهتمام بممارسة الرياضة، حيث تحفز الجسم ليقوم بإفراز الاندروفين الفعال في تحسين المزاج واكتساب الثقة في النفس، بالإضافة إلى تحسن الحالة الصحية للجسم وهو ما يعود على الشخص بالقوة الذاتية والتطور العقلي.
كيف أقوي نفسي من الداخل أمام الآخرين
يتعرض الإنسان في يومه للكثير من المواقف التي تتطلب مواجهة مع الآخرين وربما يكون الطرف الآخر حادًا أو ذو كلمات قوية خادشة، هنا يلزم أن يكون الإنسان على قدر من القوة والثبات ليعرف كيف يتعامل مع ذلك، حيث إنه في لو كان ضعيفًا فسيُهزم وسيخسر ثقته أكثر، وهنا يمكن دعم موقفه من خلال الآتي:
- إظهار المشاعر الحقيقة التي يكنها الإنسان للطرف الآخر عند التعامل معه عبر استخدام كلمات واضحة وصريحة مع تعبيرات الوجه المناسبة، يجب تجنب كتم المشاعر لأن ذلك يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية التي تُرهق النفس.
- التدرب بشكل دوري على كيفية استيعاب المشاعر السلبية وكيفية التحكم في الذات وضبط الانفعالات، ما سيساعد في ذلك هو ممارسة تمارين التأمل والتنفس.
- الانتباه من الوقوع في فخ الغرور حيث الفرق بينه وبين الثقة في النفس صغير، والوقوع فيه يضعف من قوة الشخص ويجعله سهل الكشف وهو ما سينعكس عليه سلبًا.
- الاهتمام بلغة الجسد عند التعامل مع الآخرين والذي يتمثل في الانتصاب جالسًا أو واقفًا عند التعامل مع الطرف الآخر والحفاظ على الرأس مرفوعة ووضع اليدين بشكل مفرود مسترخي وتحريكهما عند الحديث في الاتجاهات المختلفة بما يخدم الحديث.
- تنويع الحوارات مع الآخرين والحديث في مجالات مختلفة وإبراز المعلومات، قد يكون الأمر في البداية صعبًا ولكنه سينعكس على قدرة الشخص على إدارة الحوار بما يُكسب الشخص الثقة في النفس.
- الاهتمام بالتواصل البصري والنظر في وجه الطرف الآخر، فذلك يُكسب الفرد الثقة في نفسه ويعطي للآخرين انطباعًا قوي عنك.
- التدرب على انتقاد الذات بشكل موضوعي لانتقاء الأخطاء وتقبلها أولًا ثم السعي في تغييرها وعلاجها.
- العفو والصفح قدر المستطاع، حيث يستطيع الأقوياء فقط العفو عند المقدرة.
كيف أعزز ثقتي في نفسي
في سبيل البحث عن طريقة كيف أقوي نفسي من الداخل فإن الأمر يمكن خدمته من خلال تقوية الثقة في النفس بشكل كبير فسيساعد ذلك الفرد على أن يكون صلبًا قويًا قادرًا على مواجهة مختلف الأزمات والصعاب والمواقف، ويمكن تحسين الثقة في النفس من خلال بعض السلوكيات ومنها ما يلي:
1- التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين
المقارنات ليس بالأمر الجيد سواء كانت مع بعض شخصيات المشاهير أو مع شخصيات من الأقارب والأصدقاء، فذلك يُسبب التركيز على نقاط الضعف والنواقص والابتعاد عن مواضع القوة وهو ما يُسبب الإحباط والضعف الذاتي والحرمان من الاستمتاع بالحياة وتضييع الفرص.
كل ما سبق ينعكس على الشخص بضعف ثقته في نفسه وتقليله من قدره، لذلك من المهم التوقف عن ذلك والتركيز على الإنجازات المُحققة مهما كانت صغيرة وبسيطة، فالتركيز على ذلك سيأتي بالإنجازات الأكبر.
2- التعاطف مع الذات
من المهم مراعاة النفس والتعامل معها بلطف دون قسوة حتى في حالة الفشل والإخفاق وارتكاب الأخطاء أو عدم تحقيق الهدف المطلوب، يجب استبدال ذلك بتحفيز النفس ومنحها الفرص الأخرى لمحاولة والتنفيذ، يمكن الاختلاء بالنفس والتحدث معها وتذكيرها بالمواقف الصعبة التي مرت بها.
3- العناية بصحة الجسم
القوة الذاتية الداخلية تزداد بزيادة قوة الجسم والعكس، تدهور الصحة أو انخفاض جودتها يمكن أن يسبب الشعور بعدم الرضا والإحباط، ويكون ذلك من خلال تناول طعام غير صحي وممارسة عادات خاطئة كالتدخين وغيرها، علاج ذلك يكمن في اتخاذ قرار والبدء في التنفيذ والتفكير في النتائج القادمة التي ستعود على الفرد.
4- مواجهة المخاوف
الثقة بالنفس تجعل الفرد على قدر من الخوف من المجهول ومن الفرص المتاحة أمامه، وهنا يلزم الوقوف مع العقل وقفة حاسمة ومناقشته بشأن هذه المخاوف التي لن تؤذي في شيء إن خاضها، فما الذي سيحدث إن جربت الرداء هذا أو ذهبت للمطعم هذا؟ بالتأكيد لا شيء فتاك سيحدث.
5- هزيمة الأفكار السلبية
لست الوحيد الذي تفشل أو الوحيد التي ترغب في انتهاء كل تلك الأعباء وما شابهها من الجمل يمكن ترديدها للتغلب على الأفكار التي تقول للشخص أنه لن ينجح أو أنه مُقصر ولا يستطيع إنجاز أي شيء وما شابهها من أفكار، يرتبط ذلك أيضًا بأهمية تقبل أنه ليس دائمًا سيكون الفرد قادر على الإنتاجية والإنجاز.
أساليب أخرى لتقوية النفس
كيف أقوي نفسي من الداخل؟ الأساليب كثيرة للغاية وقد ذكرنا بعضًا منها سابقًا، وفيما يلي نتعرف على المزيد منها:
- الإيمان بالقدرات والقوة على تحقيق المهام والقدرة على تحقيق فرقًا في العالم حتى لو كان بسيطًا.
- التوكل على الله تعالى وطلب العون منه، وسؤاله التثبيت ومنح القوة لمواجهة الصعاب.
- التحدث مع النفس بكل إيجابية وتجنب ترديد عبارات الذم فيها والتقليل من شأنها، واستبدالها بعبارات محفزة مشجعة.
- الاعتماد على النفس في إنجاز مختلف الأمور والمهام داخل المنزل وخارجه، وتجنب الاعتماد على الآخرين بحجة أنهم أكثر خبرة، فالالتزام بالمسؤوليات يُكسب الخبرة والفهم.
- المشاركة في الأعمال التطوعية والأعمال الجماعية، وتكوين العلاقات هناك وتبادل الحديث والآراء.
- عدم الخوف من الفشل والإخفاق والتعرض للإحراج أمام الآخرين، بل النظر لها على أنها تجارب تثري المعرفة وتشحذ العقل.
- الابتعاد عن الأصدقاء والأقارب أصحاب النقد السلبي اللاذع، ومرافقة من يدعمونك في الطريق.
مميزات الشخصية القوية
يتميز أصحاب الشخصية القوية بمجموعة من الصفات التي يمكن الاقتداء بها ومحاولة مجاراتها لتقوية الشخصية وتمكين الثقة بالنفس، وهذه الصفات ما يلي:
- القدرة على التكيف مع المجتمع المحيط.
- الثقة بالقدرات والمواهب، وكذلك الثقة في القدرة على تحقيق الطموحات والأحلام.
- البحث عن طرق تطوير الذات خارج حدود الممكن.
- عدم الانتباه للنقد أو الثناء.
- مواجهة المسؤوليات دون خوف أو تردد.
- القدرة على التحكم في النفس والهدوء وترويض الغضب.
- احترام النفس ثم احترام الآخرين بمعتقداتهم وأفكارهم وشخصياتهم.
- الحفاظ على المبادئ والقيم وعدم التخلي عنها أمام الضغوط والمغريات.
الثقة بالنفس والقوة الداخلية ليست رفاهية يتمتع بها الفرد بل هي مورد لا غنى عنه في الحياة.