دور الشباب في المجتمع
دور الشباب في المجتمع كبير جدًا حيث أن طبيعة الكون أدت إلى تكوين المجتمعات، وتعددت ادوار البشر، وخاصة دور الشباب، فالشباب يعتبر مثل ضوء الشمس للمجتمع، ومعني الشباب في اللغة العربية يعود إلى الحداثة، كما أن افضل المراحل العمرية هي الشباب وفيها يستطيع الإنسان القيام بأفضل الأنشطة التي تفييده وتفيد مجتمعه، والشباب هو الفئة العمرية التي تتحول فيها من مجرد طالب إلى موظف او عامل، فالفكر الذي يدور برأس الشباب يمكنه أن ينتج العديد من الابتكارات التي بوسعها بناء الأمة، فالشباب هم مستقبلنا وحاضرنا.
دور الشباب في المجتمع
الشباب دورهم ليس منحصر في مجال معين حيث أن دورهم منحصر في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتنمية المجتمع هي باختصار تطوير المجتمع عن طريق أفراده في مختلف المجالات، والتطور بشكل عام يكون مفيد للشباب معنوياً ومادياً، كتطوير القدرات التي يعمل بها الشباب، كما أن افراد المجتمع عليهم بالاهتمام بالشباب لضرورة وجودهم، مع العلم أن الحضارة تراهن على الشباب في دورهم المجتمعي، والشباب باستطاعتهم صنع العديد من الواجبات لتحسين المجتمع مثل :
- ايجاد حلول للمشاكل التي قد تواجه المجتمع.
- الاهتمام بالعلم الجيد الذي يساعد المجتمع أو الدولة على الرقي.
- التوازن بين طموحات الفرد الشخصية وأهداف الوطن.
- حرية الرأي والمشاركة في الموضوعات التي تعتمد على الآراء.
- التطوع الذي ينمي المجتمع وأشكاله بأبداع.
- تسريع لعملية الانتاج القومي وزيادة في كميات الإنتاج.
- المشاريع التي تساعد على بناء الوطن.
الشباب في الإسلام
الرسول – صلى الله عليه وسلم – اهتم بالشباب في وقت نشر الإسلام وحرص على أن يساعدهم في أمورهم وحاجتهم، وحرص الإسلام على دعم الشباب، فقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقوم بإعطاء الشباب القيادة في مقدمات الجيش مثل اسامة بن زيد – رضي الله عنه – عندما توجه الجيش الإسلامي لفتح الشام، وزيد بن ثابت الذي ظهرت به روح العزيمة في سن الثلاثة عشر حين أراد الذهاب إلى بدر مع جيش المسلمين لكن لصغر سنه ولخوف الرسول عليه رُفض، فظل يحفظ ويجمع القرآن حتى حروب الردة وجاء دوره وكلفه الخليفة ابو بكر بجمع القرآن، والنبي يوسف – عليه السلام – كان شاباً صابرا قويا يصمد أمام الشهوات والغرائز والملهيات، حتى أن سيدنا يحيى – عليه السلام – تولى رسالة الإسلام وهو شاب، ﴿ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ (مريم: 12)، وضرب القرآن المثل بهم في سورة الكهف في الآية 13 : ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾، فالشباب منذ البداية يتحملون المسؤولية، ويجب عليهم الأيمان بالله وبالدين بشكل عام.
فالشاب الذي ينشأ في مجتمع يؤمن بعبادة الله يكون في نعيم سواء كان في الدنيا أو في الأخرة، فمع القرآن والصلاة لا شقاء، وعن أبي هريرة- رضي الله عنه – قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عليه، وتَفَرَّقَا عليه، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ متفقٌ عليه، والإنسان يُسأل يوم القيامة عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه.
وكان الإمام مالك مثال قوي للشاب المتعلم، فكانت امه تحثه على طلب العلم وحب شيخه والتعلم منه الاخلاق والادب قبل أن يتعلم، مثله كمثل الامام الشافعي فكان حبه للعلم لا يُوصف، فحقق الله رغبة والدته في أن يصبح عالما إسلامياً وواحد من افضل الفقهاء في الإسلام، حتى أنه بدأ في درب الحياة فقيرا يكتب على الالواح بدلاً من الدفاتر والاوراق، والامام البخاري اشهر علماء الحديث، فحفظ اكثر من مائة الف حديث.
خصائص الشباب
الشباب هم افضل فئات العمر، التي تبدء في السن ال15 وتنتهي في سن ال30، فالشباب تتعد فئاته، وليس باستطاعة المجتمع اعتبار أن احتياجات الشباب واحدة، فهناك الفئة التي تمتلك المعرفة الكافية التي بوسعها تمكينه من التطور والتنمية، وهناك فئة الشباب الذي يمتلك المعرفة والتعلم الكافي لكن ينقصه العمل بهما، وبعض الفئات الأخرى كالفئة المتكاسلة التي تعتبر غير متفاعلة مع المجتمع.
يجب أن يمتلك الشباب الصفات التي بوسعها مساعدته على تنمية المجتمع مثل :
- التحلي بالقوة والنشاط.
- الجرأة والتحدي.
- السرعة على العمل وطلب العلم، فطلب العلم والعمل به واجب ديني تحثنا عليه كل الاديان.
- وضع المجتمع الذي ينتمي إليه في الأولويات والعمل على انتشار الخير لا الفساد.
- التطور الذاتي للنفس وبناء الشخصية الاستقلالية.
- العزيمة والإرادة والحماس والتفاؤل.
- أن يكون الشباب الأكثر تقبلاً للتجديد.
- الاخلاق والقيم التي من الممكن اكتسابها من القدوة الحسنة.
- النقد المحترم لكل الاختراعات المفيدة.
- العلم بالنشاط السياسي لمعرفة المشاكل وطرق الحل.
- التفكير في الحياة الدنيوية بجانب الدينية.
- عدم الخوف من الهزيمة والفشل في ميادين العمل.
- عدم التطلع إلى البطالة بتاتاً.
- العلم بالدور الذي خُلق من أجله، وهو العبادة في الدين والخلافة في الأرض.
- الفضول، فالفضول تعتبر صفة جيدة للتحلي بها إذا كانت غرضها المعرفة حول ما يطلبه المجتمع لإصلاحه.
- التأثير على الآخرين.
- الرضا بالقضاء.
- التشاور فيما بين الشباب في العمل الصالح، كما فعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – في أمور الحياة.
دور المجتمع تجاه الشباب
يجب علينا نحن كأفراد في المجتمع أن نكافئ الشباب وأن نقدم لهم كل التضحيات، وذلك لأن اصلاح الشباب من اصلاح المجتمع، فالمجتمع يُعرف بشبابه، واذا اُهمل الشباب قد تكون العواقب وخيمة للمجتمع، وطرق المساعدة لهم تكون كالتالي :
- اعطائهم الحرية في تولي المناصب الرفيعة والهامة.
- التربية السليمة على المسؤولية وتعليم الاخلاق.
- توفير التعليم والمهارات التي قد تساعدهم في التنمية.
- توزيع قوة الشباب في المجالات التي تناسبهم.
- توفير الأساليب الصحية والرعاية.
- توفير المتطلبات الاقتصادية، فمن الشباب من يسكن الارياف ومن يسكن المدن، ويجب على المجتمع المساواة بين الطرفين.
- القضاء على الجهل.
- تفعيل الديمقراطية بين الشباب.
- تأهيل الشباب نفسياً ومعنويا بكل الطرق الممكنة، حتى لا نحزن على ضياع أحد السبل التي باستطاعتها التغير إلى الأفضل.
- تدريب الشباب في مختلف المجالات.
- عدم إغراق الشباب في الشبهات التي قد تفسد المجتمع.
- تحضير وتجهيز الاجتماعات والمؤتمرات الفعالة التي تجذب الشباب للعمل والتعاون فيما بينهم.
- يجب على القادة والعلماء والمفكرين دراسة وسائل تحسين الشباب في مجالاتهم ومعاونتهم على تنمية المجتمع.
- الإجابة على اسئلة الشباب في فهم المجتمع.
- ارشاد الشباب والعمل على ارشاد عقولهم النيرة.
- ارشاد الناس إلى معرفة أن الشباب سيكونون الفئة المستقبلية في تولي المسؤوليات.
- اعطاء الثقة للشباب والرهان على نجاحهم.
- تعليم الشباب عدم الوقوع في الأخطاء وارشادهم إذا حدث ووقعوا في الخطأ.
- فرض العواقب لمن يعمل على تضييع الشباب.
الشباب قوة هائلة ينقصها فقط التأهيل والتوظيف في الأماكن التي تساعدها على التنمية، فدور الشباب هو جعل المجتمع والمكان الذي حوله أفضل حتى يستطيع كافة الأفراد الحرية والعمل بشكل افضل، وحقهم على المجتمع أن يقدروا الشباب.