صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي
صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي تتميز بكثير من الصفات النبيلة مثل الكرم والشجاعة والمروة، ومن المعروف أن لكل عصر صفاته وعادته والتقاليد الموروثة الخاصة به، بالإضافة إلى اختلاف الحقبة الزمنية، وتساهم هذه العادات في نشأة الأطفال وتربيتهم، وتؤثر بشكل كبير على شخصيتهم ومن هذه الصفات هي صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي، وفي هذا المقال سوف نقوم بسرد صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي من خلال موقع البلد.
صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي
ينحدر أصل العرب من سام بن نوح وهم الذين يعيشون في شبه الجزيرة العربية وما جاورها، بينما العصر الجاهلي يشير إلى الفترة التي كانت قبل الإسلام وقبل بعثة الرسول صلى الله عليه، ويتصفوا بصفة الجهل بسبب جهلهم لوجود آلة حيث كانوا يعبدون الأصنام في ذلك الوقت.
وعند ذكر صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي يجب القول إن الفارس العربي قبل الإسلام كان يتصف بالعديد من الخصال الحميدة والتي تم ذكرها لنا عبر التاريخ من خلال السيرة وسرد الأحداث، وترجع اكتساب الصفات الحميدة للفارس العربي بسبب البيئة التي كان يسكنون فيها حيث كانوا يقنطون في الصحراء التي لا يوجد بها خضرة ولا ماء.
وكانت الظروف الصعبة هي التي تربي الفرسان حتى تكون هذه الصفات التي تم اكتسابها جزء معين منهم في حياتهم لدرجة أن كان الشعراء يتغنون ويتباهون في شعرهم بصفات الفارس العربي، ويتحدثون عن خصال الفارس العربي في أشعارهم.
أهم صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي
الكرم والسخاء
كان العرب في العصر الجاهلي يتصفون بالكرم الشديد الذي لا يترك الشعراء فرصه حتى يتغنون بكرم الفارس العربي في الجاهلية، حيث كان كرمهم ليس له حدود، وكان الكرم صفة من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها العرب قديمًا، حيث كانوا لا يتركوا فرصة لمساعدة المحتاج والضعيف، وكانوا يتباهون بكرمهم بين القبائل المجاورة بالإضافة إلى إطعام المسافر والغريب والمحتاج.
وذكرهم الله عز وجل في كتابه ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا، ومن الشخصيات التي عرفت بكرمها الشديد في العصر الجاهلي هو حاتم الطائي حيث يقال انه من أكرم الأشخاص في وقتها، وكان حاتم الطائي من أبرز شعراء العرب، وكان يعرف عنه الكرم وكان لديه ابنة تسمى سفانه أخذت من والدها صفات الكرم والسخاء.
حيث يقال إن أبيها حاتم الطائي كان يعطيها من الإبل الخاصة به ما يقارب الأربعين ناقة، وكانت تقدمه إلى الناس وكان أبوها يحمى الضعفاء، ويشبع الجائع، ويفرج هم المكروب.
ومن أبرز الشخصيات التي عرفت بكرمها في العصر الجاهلي أيضًا هو قيس بن سعد حيث كان قيس من أكرم الشخصيات في وقتها، ويقال إن صفة الكرم صفة متأصلة في العصر الجاهلي، والتي تنحدر من الصفات الموروثة من النبي إبراهيم عليه السلام الذي كان يعرف بكرمه، ومن أبرز مواقفه عندما أتى إليه ملكين في حين غفلة فقام وذبح لهما عجل كامل.
الشجاعة والفروسية
من صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي والتي كانت صفة مشهورة ومميزة لديهم هي صفات الشجاعة والفروسية، ويعتبر هذا ميزة وليست صفة يكتسبها فرد عن الآخر، وإنما كانت عبارة عن غريزة وفطرة يولد بها الإنسان في هذه الفترة، حيث كان العرب في هذه الفترة لا يخشون أي شيء لا الموت ولا السيف، وكان العرب في العصر الجاهلي يُعلمون أطفالهم الشجاعة من نعومة أظافرهم.
حيث كانوا يرسلون أطفالهم إلى الصحراء حتى يتعلموا الصبر والشجاعة، وكان العرب فيما مضى يتنافسون في تقديم المساعدة لـ الضعفاء والنساء، ولا يتردد أي شخص في تقديم المساعدة.
وكانوا يعتبرون الشجاعة والفروسية حق مكتسب لا يمكن الاستغناء عنه وكانوا يتفاخرون ويتباهون بذلك في حديثهم وأشعارهم وقصصهم، ومن أبرز الشخصيات التي كانت توصف بالكرم والشجاعة عنتر بن شداد.
الحلم والمروة
كانت صفة الحلم والمروءة من الصفات التي لا تخلو من صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي، وتعني كلمة الحلم الصبر والعفو عند القدرة على رد الأذى، فكان يطلق على الأشخاص الذين يستطيعون السيطرة على غضبهم بالحليم.
وتعتبر هذه الصفة من الصفات التي كانت منتشرة بشدة في العصر الجاهلي وكان العرب في هذا الوقت يتناقلون الأمثلة التي تصف حلم وشجاعة الفارس العربي ومن هذه الأمثلة التي تناقلت إلينا من هذا العصر الكريم من يغفر الذنوب ويستر العيوب، إذا زعلت فكن عفوًا.
وكان من كثرة انتشار صفة الحلم بين العرب في العصر الجاهلي كانوا يذيعون بالرجال الذين لا يمتلكون هذه الصفة ولا يستطيعون السيطرة على أنفسهم في وقت الغضب، ومن أبرز القصص التي أتت إلينا من هذا العصر لتعزيز صفة الحلم والمروة عند الفارس العربي قصة زهير المازني عندما قتل أخاه الذي غدر بجاره.
حياة العرب الاجتماعية قبل الإسلام
كانت الحياة الاجتماعية عند العرب في العصر الجاهلي صعبة جدًا، حيث كان الجهل والفساد يعم على القبائل خاصةً تجاه المرأة، حيث وصل بهم الحال إلى قتل بناتهم وهم أحياء في طفولتهم، إلا إذا كانت هذه القبيلة من قبائل الأشراف.
وكان العرب يقومون باستعباد أهل القبائل التي سبق وخسرت أمامهم في المعارك وكانوا يأخذون الأطفال والنساء عبيدًا لهم، وكانوا يعاملون عبيدهم معاملة قاسية جدًا، وذلك نتيجة البيئة القاسية التي ترعرع فيها والعادات التي وجدوا أهلهم يقومون بها، فكانت الحياة الاجتماعية في ذلك العصر مفككة إلى حد كبير.
العادات السيئة عند العرب
على الرغم من انتشار الكثير من العادات والصفات الحميدة بين العرب في العصر الجاهلي إلا أن هذا العصر لا يخلو من الصفات السيئة التي كانت منتشرة بشدة في هذا الوقت ومن هذه الصفات
شرب الخمر ولعب الميسر حيث كانت هذه الصفات منتشرة وبشدة في الجزيرة العربية، وكان الميسر والقمار منتشر في كل مكان في الجزيرة.
ومن الصفات التي يؤخذ عليها في هذا العصر هي نكاح الاستبضاع، ومعناها أن يجلب الرجل لزوجته رجل آخر يكون من أشراف القبائل واجملهم حتى يكون له ولد جميل يورثه.
من الصفات السيئة في هذا العصر هي وأد البنات حيث كان عندما يُبشر أحدهما بأنثى كان يسود وجهه ويقوم بدفن البنات أحياء بسبب الخوف من العار.
كان العرب قديمًا يقومون بقتل أولادهم سواء كانوا ذكور أو إناث وذلك عندما تحدث مجاعة ويقل الأكل.
تبرج النساء في العصر الجاهلي بطريقه مبالغة جدًا حتى تكشف عن جمالها ومفاتنها إلى الرجال.
على الرغم من كل ذلك كان العرب يحترمون ويقدسون الأشهر الحرم لذلك كانوا يمنعون الزواج من أمهاتهم ووضع حد إلى السارق بقطع يده، فكانت خليط بين الصفات الصالحة والصفات السيئة.
في نهاية مقالنا نرجو أن نكون قد استوفينا الحديث عن صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي، والذي تحدثنا فيه عن أبرز الصفات المختلفة التي اتسم بها فرسان العصر الجاهلي بالإضافة إلى شكل حياة العرب الاجتماعية قبل الإسلام.